نحن لسنا أولي بغزة من حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية !!!

لا يختلف الأضداد إن الوضع الذي آل إليه السودان، لم يكن يحلم بها ألد أعدائه، الحكومة قامت ولم يقعدها المليون مربع حتي جعلت منه شمال متصارع فيما بينه وجنوب منتاحر مع نفسه ! واشعلت الحروب الأهليه والصرعات القبلية، وعمت الفوضي والفساد المالي والأخلاقي، والفتنة الطائفية، ودمرت المشاريع الزراعية، والمصانع الوطنية، وأجبروا الملايين على مغادرة ديارهم قسراً، حتي أصبح السودانيون يتصدرون قوائم الهجرة العالمية ؟! وحقيقة الفظائع والإنتهاكات التي إرتكبتها الحكومة بحق السودان وشعبه فاقت حد التصور وكانت باهرة ومفاجئة حتي لأبليس عليه لعنة الله الذي بات عاطل عن العمل بعدما جردوه هو الآخر من اي مهام يقوم بها في حضرتهم.
ولكن الجميع يتسأل ؟ عن الوصاية – الحكومية – على فلسطين عموماً وغزة على وجه الخصوص ؟ والكل يعرف إن السبب الأساسي وراء هذه الولاية هو الأسلام والعروبة ! لذلك تكون الأولوية عند الحكومــة هي نصرة المستضعفين في الأرض من المسلمين، والأخــوة العرب أينما كانوا “وغزة خط أحمر” . والأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهره لا حصر لها في هذا الجانب “نصرة المظلوم” . ولاتستطيع أن تحاور أحدهم باي منطق طالما الأمر أمر دين ! وإلا وإتهمت في دينك وأصبحت في وضع غير المحسود وأنت تحاول نفي تهمة الزندقة إن لم تكن ردة صريحة توجب الإستتابة! أما رباط العروبة هو أيضاً متين ! ثقافة وتاريخ مشترك وعادات وتقاليد من المحيط للخليج…الخ.
ولكن بالمقابل هل نسيت الحكومة وهي تاركة ورائها – رعية – من الشعب السوداني “الفضل” ؟! هو أيضاً مستضعف من قِبل جهة ما “…” ومقهور من قِبل جهة ما “…” ويقذف بالطائرات من قِبل جهة ما “…” ونهبت أمواله من قِبل جهة ما “…” وشردوا أهله من قِبل جهة وقس على هذا المنوال ، أليس من باب أولي أو من باب ترتيب الأولويات الشعب السوداني أحق بالحكومة من غزة ؟ ربما هذا الأمر يثير السخرية كيف تحارب الحكومة نفسها من أجل نصرة الشعب ؟ ولكن لاغضاضة أن تحارب الحكومة الشعب من أجل نصرة غزة ! لان مقياس نصرة المستضعفين والمظلومين عند الحكومة من المطففين، والآيات القرانية والأحاديث النبوية لا تنطبق على فسادهم وجورهم .
حسناً ! إذا تجاهلت الحكومة كل ما قيل وكل ما يقال وأكدت إن غزة خط أحمر وأولوية قصوي لديها ! ماذا قدمت لها أو ماذا ستقدم لها ؟ مظاهرات شجب وإدانة ؟ والتلويح بالأعلام الفلسطينية والشالات المكتوب عليها “القدس لنا” والمشي على العلم الإسرائيلي وفي النهاية إحراقه ؟ ثم ماذا أيتها الحكومة ؟ جمع التبرعات وفتح أرقام الحسابات في البنوك -باب جديد للفساد- إذا تجاوزنا فساد الحكومة هذه المرة هل سوف ترسل هذه الأموال لمستحقيها المتضررين من الأطفال والنساء في غزة ؟ سوف ترسل هذه الأموال لقادة حماس وهم يتنقلون بين العواصم العربية ويقيمون في الفنادق 5 نجوم “سمان” ماشاء الله عليهم وآخر نظافة وقيافة وكياسة في المؤتمرات واللقاءات الصحفية لفضح الجرائم الإسرائيلية لكسب مزيداً الدعم المادي.
أما حركة فتح كأن الأمر لايعنيها، وتتهم حماس ضمنياً في إشعال الحرب، وإفساد مباحثات السلام، وخرق التهدئة مع الجانب الإسرائيلي وظاهرياً مواقف متذبذبة حتي تضمن نصيبها من الكعكة القادمة بأسم الحكومة السودانية وأمثالها. والواقع علاقتهم بإسرائيل سمن على عسل ولا يقال لإسرائيل العدو من قبل السلطة الفلسطينية،ولكن إن لم تقل ذلك في السودان – تخيل ضراوة العقاب – ؟! أضف لذلك علاقتهم بإسرائيل لم تشوبها شائبة فهم يأخذون تأشرات الخروج والدخول من إسرائيل؟ وتخيل أنت السوداني لو أخذت تاشيرة إسرائيلية ؟! لاغبار على جميع الفلسطينيون ! يحملون جوازات سفر إسرائيلية! وتأشيرات من سفاراتها حول العالم ؟! وجواز سفرنا مكتوب عليه ما عدا إسرائيل؟؟؟
أما إذا ذهبنا إلي أبعد من ذلك وقلنا الحكومة السودانية لها المقدرة على دعم المقاومة الفلسطينية بالسلاح والصواريخ والطائرات …الخ هل بهذا الدعم السوداني الحكومي سوف تحرر فلسطين من قبضة اليهود؟ هل ستوقف إسرائيل عدوانها بمجرد وصول الدعم الحكومي ؟ هل فعلاً الدعم الحكومي يحدث توازن في ميزان القوي؟ هل تواقف إسرائيل على الشروط التي تتقدم بها الحكومة السودانية أو المقامة الفلسطينية ؟ إذا كان هذا هو الواقع نقول: قد أفلحت الحكومة السودانية ! وإن كان الحال غير ذلك، نقول لهم : لماذا هذه الفشخرة والزوبعة ؟ أليس من باب أولي تحرير حلايب وشلاتين بما تملك الحكومة من قوة وسواطير
الواقع إن كل حركات المقامة الفلسطينية أما علاقتها طبيعة مع إسرائيل، أو أتخذت من القضية الفلسطينية – بقرة حلوب- والفلسطينيون في بقاع العالم في أحسن حال لهم معاملة خاصة ودعم ورعاية غير محدودة ، ليس الأمر يهمهم كثيراً بقدر مايستمدون منه عدم إنقطاع مصالحهم، أما الحقيقة المرة هي : عندما تجزأت وحدة بلادنا هل أعتبر هولاء العرب والمسلمون تقسيم السودان خط أحمر؟ هل شاهدنا الشارع العربي في مظاهرات التنديد والإعتصام للحيلولة دون تفتيت وحدة السودان؟ هل خرج مصر التي نتغني بها ” مصر يا أخت بلادي …” ونمدح فيها ” مصر المؤمنة بأهل الله ..” هل خرجت وقالت لا لإنفصال الجنوب ؟ هل شاهدتم أي تنديد في لبنان، سوريا، اليمين، ليبيا ،غزة وتونس عن تقسسيم الجنوب ؟
هل خرجت الشعوب العربية عندما مات الألاف في دارفور ؟ هل شاهدتم أي جماهير عربية إعتصمت من أجل قصف المدنيين في جبال النوبة ؟ القضية الفلسطينية ببساطة سوف تنتصر في آخر الزمان ، ولا أعتقد في زمن البشير وأبومازن ومشعل، وليس بالصورايخ والدعم المادي – بالسلاح الابيض- حتي ذلك الحين الفلسطينيون دبروا أمرهم مع إسرائيل . ونرجو أن تدرك الحكومة السودانية هذه الحقيقة .أما العروبة التي تتوشح بها الحكومة، نذكرها بموقف عبدالمطلب، ولا أحد يشكك في عروبة سيد قروش، عندما قال ” للبيت رب يحميه” إذا ما إفترضنا إسرائيل أرادت هدم المسجد الأقصي ماذا أنت فاعل أيها البشير ؟!
[email][email protected][/email]ملحوظة: سوف أتداخل مع بعض تعليقات الأخوة الكرام
مقال ممتاز، شكراً للأستاذ السر.
شوف يا استاذ انا قريت مع فلسطينين وكانو بحملوا الجواز الاسرائيلي وقابلت فلسطينين كتار خلال غربتي الممتده بعمر الانقاذ الاقليلا
والحقيقه كنت مغفل ومغشوش بهذه القضيه الفالصوا حالي حال السودانيين الماعاشروا الشعب الفلسطيني لكن بمحرد ماتتعرف عليهم حاتكتشف انك كنت مغشوش في قضيتهم وانك كنت ملكي اكثر من الملك نفسه او فلسطيني اكثر من اهل فلسطين ..
الشعب الفلسطيني عنده مصلحه في استمرار هذا الوضع لانه يتاجر به دينيا واقتصاديا ولو اغطوا دولتهم المستقله ماحيكون عندهم اي مصادر دخل غير الشحده
واديك مثال بسيط البلح الجيد هنا يباع في حدود 3 جنيه في بريطانيا لكن البلح الفلسطيني يباع بثمانية جنيهات اليست وقس علي ذلك هذه متاجره بالقضيه
هناك اطراف اخري لها مصلحة في المتاجره بالقضية كالاسلامين الذين يدور لب مشروعهم حول القضية الفلسطينيه بغض النظر عن اي عواقب تُجر علي شعوب تلك المنطقة وكأنما الله خلقنا لنكن رهن قضية اخبرنا رسولنا الكريم انها لاتحل الا قبل قيام الساعه فما الجدوي من اضاعت عمرنا وبلدنا واقتصادنا في قضيه لن نستطيع لها حلا؟
وحكومتنا والكيزان يعلمون ان القضيه الفلسطينيه هي شعرة معاوية التي تمكنهم من رقابنا بعد ان افتضح المشروع الحضاري ( وشريعه ضروري يالكاروري)
لكنهم مخطئون فمتاجرتهم بهذه القضيه يضرها علي المدي البعيد .. فاليوم اصبحنا نسمع اصواتا تنادي بالتطبيع مع اسرائيل وهذه الاصوات تكبر يوما بعد يوم
وشخصيا لم اعد ابالي بمايحدث في غزه او لبنان او سوريا تعرف ليه؟ لاني قاعد اسأل نفسي الحملات البتجي في القنوات العربيه للتضامن مع غزه ولاسوريا هل هي نابعه من منطلق ديني بحت ام من منطلق انساني ام من منطلق عروبي؟ اذا كانت الاجابه واحد واتنين وهي ليست كذلك فمايحدث في جبال النوبه والنيل الازرق ودارفور افظع ممايحدث في غزه وسوريا ولم نري حملة تضامن مع اهلنا؟
اما ان كانت من منطلق عروبي فانها العنصريه في انتن اشكالها لان الله لاينظر الي الواننا ولا اشكالنا بل ينظر الب فلوبنا .. فاهل الشام وفلسطين ليسو باكرم عند الله من اهلنا بلونهم او شعرهم الاشقر ولن يكونوا اكرم عندي من اهلنا في جبال النوبه ودارفور والنيل الازرق .. وسننادي بالتطبيع مع اسرائيل ولو كره تجار القضيه الفلسطينيه
لو أخذنا التعاطف مع غزة اري ان مرده الي نقل الصورة حية ومباشرة بالمقابل ﻻ نجد ما يحدث في دارفور اي تعاطف اذ ﻻيوجد اي نقل ﻻ مباشر وﻻ حي
من اي وسيط اعلامي معنا اوضدنا
الله سبحانه وتعالى لم يخلق بشر اقذر من الفلسطينيين و هذا الكلام نقوله عن معرفه لصيقه بهم، ديل محتاجين الى الف شارون ، الفلسطيني يفني حياته في البحث عن ملذات الحياه وليست له قضيه ولم تكن له قضيه في يوم من الايام ، بالله انظروا الى غزه هل رأيتم البيوت التي قصفتها اسرائيل لانه يختبئ فيها مقاتلوا فلسطينين ولكن امام الكاميرات (وخاصة الجزيره) هي للابرياء ، هل رايتم فيها بيت جالوص ولا قش ولا خيمه ولا بيت من غير عمدان؟؟؟؟؟؟ كلها بيوت من الاسمنت المسلح ومبنيه عمارات وناس قريعتي راحت بيضامنوا مع الفلسطينيين وهم احقر امه اصلا شايفين السودانيين ديل عبيد ، الفلسطيني يجلس امام الشاشات في كامل اناقته ليقول لنا اين انتم من فلسطين ويتناسى اربعه مليون فلسطيني في الاردن يحملون الجواز الاردني لم يفكروا يوما في فلسطين لانها ليست ارضهم بكل بساطه ، ويتناسى الملايين الذين يعيشون في الخليج وكمان شايفين روحهم احسن من غيرهم، في وضع مالي ممتاز لم يفكروا حتى في التبرع لاهلهم بفلس واحد، الجزيره تنادي بقتل الاسرائيليين ولا نعرف هذا القتال سوف يكون بقيادة تميم بن موزه الفلسطينيه ام من دونه؟؟؟؟ في راي عليه ان يتقدم الصفوف فهو فلسطيني مثله مثل بتاعين غزه ورام الله ، الجماعه العبيد بتاعين العروبه في الخرطوم ومموسات الفلسطينيين السودانيات في الخرطوم وخارجها ممكن يمشوا غزه ويريحونا من الكلام الكتير وهم عارفين السكه مصر – سيناء وبالانفاق تجد نفسك في غزه ومافي داعي للكلام الكتير.
سبق ان كتبت مقالا عن هذا الموضوع في جريدة الوفاق قبل اكثر من 10 سنوات وذكرت فيه اننا الدولة الوحيدة في العالم التي كتب في جوازها (ماعدا اسرائيل) وقلت اننا في السودان ليس لنا أي عداء مع اسرائيل ولاتحدنا معها أي حدود ولالنا أي مصلحة في مقاطعتها-الا من نعيق الكاروري وعلماء الضلال في السودان ?هذه الاسرائيل يحبو كل العرب لتقبيل يدها وطلب ودها سواء كان بالظاهر او بالخفاء-مصر لها سفارة في تل ابيب وتل ابيب لها سفارة في مصر والاردن -تعالوا القوا نظرة على الفلسطينيين في السعودية مثلا ?يملكون اضخم الشركات ويحتكرون اضخم المشاريع ويعيشون حياة البذخ والترف في اعلى مراتبها ?و نحن نعيش بينهم ? والله لايذكرون القدس او غزة الا لمما ?بل ولا يتكلمون عن اسرائيل الا عابرا ?واذكر ان احدهم ذهب الى الخرطوم وعاد منها وفال لي بالحرف الواحد ان اناس الخرطوم اولى بالمساعدة والصدقة اكثر من ناس غزة ?هذا عطفا على ماراه من بؤس في الخرطوم وماراه من بذخ في غزة-فيا ايها الشعب السوداني اصح وبطل الانجرار وراء العواطف والشعارات الفارغة ?والله لوملكت زمام الامر يوما واحدا لفتحت سفارة للسودان في تل ابيب وفتحت سفارة لاسرائيل في الخرطوم -مالنا ومال فلسطين نحن نحترق واهلتا في السودان يموتون جوعا ومرضا وتشردا من جراء الحصار المفروض عليهم دون ذنب جنوه الا ان يحكم البشير وعصابته الملعونة ?عليهم اللعنة الى يوم الدين
الأخ الأكرم السر جميل
لك التحية والود على هذا المقال الرائع
أعتقد أننا يجب أن نكون واقعيين وذلك بتغيير الكثير من المفاهيم الخاطئة
نحن شعب عاطفي ونكون في منتهى السذاجة أحياناً، وإلا فما معنى أن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم والذين عايشتهم ولا زلت أعايشهم في الخليج، فهم يستغربون على اهتمامنا بالقضية الفلسطينية في حين أنهم أصحاب القضية يهتمون بمصالحهم الشخصية.
أعتقد أن هذه الطغمة التي جثمت على رقاب الشعب السوداني ولا زالت، هي المستفيد هي المستفيد الأول من المتاجرة بهذه القضية التي تخدم مصالحهم الشخصية.
آن الأوان لكيتتغير هذه المفاهيم البالية وأن ننظر الى مصالحنا كما تفعل كل الدول العربية والأفريقة والدول الأخرى، وأن نترك هذه البلاهة والسذاجة والعباطةوالروح الانهزامية والانبطاحية ونظل نردد كالببغاوات ما ظللنا نسمعه على مدى طويل (شعب وادي النيل) (أخوة الدين والدم)
يجب أن نعي لأنفسناوأن نرتقي من هذا الحضيض الذي نحن فيه والدونية التي ينظر بيها الينا من نقدرهم ونحترمهم.
عاش السودا حراً مستقلاً بعيداً عن التبعية والدونية والانهزامية
الاستاذ السر جميل ..الم تقرأ حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذى يقول فيما معناه (من لم يهتم بامور المسلمين ليس منهم)