تعلية الحيطة … من جار مزعج !!!

ووزير الخارجية المصري يهبط الخرطوم وهو يعلم تماما انها زيارة ليست بذات قيمة ولن تنقذ حكومته المتهالكة ، فلا سبت قدم حتى يجد الاحد ، كما لم يأتى كعادة من سبقوه منفوخ الاوداج مرفوع الرأس يملئ علينا ماذا نفعل وكيف نعتدل فى جلوسنا ومشينا او كيف نضع ربطة العنق وغيرها من حكاوى مصر القديمة وتلفزيون ابيض واسود ، فاى بيت سودانى به اكثر من الفى قناة تلفزيونية يتجول حول العالم بضغطة واحدة على الريموت كنترول ليختار ما يناسبه ويأتى على مزاجه دون املاءات وفرض مسلسل مصري لافكاك منه فقد ولى ذلك الزمن.

تغير العالم من حولنا واضحت تقرب المسافات بينه المصالح المشتركة المقرونة بالاحترام فجاءت الصين من اقصى الشرق تسعى ، كما جاء غيرها ، لخلق علاقات ممتازة مع بلد لاتنقصه الثروات بل الامكانيات والتى لاتشكل بالنسبة اليها عائقا ، هذه هى لغة العصر ، فكما قال صديق عزيز انه يجب علينا ( تعلية الحيطة ) حتى نرتاح من ازعاج هذه الضيف ثقيل الظل الذي يسترق السمع والبصر لكل زائر لنا.

على كل الامر لم يعد بامر غندور ولا حكومته بل امر مواطن هو الناهى والآمر وليس على الحكومة سوى التنفيذ حتى لاتتعرض لفقدان المزيد من التعاطف معها ، كل ما اتتها الفرصة كما كان يحدث سابقا ، بالسير عكس ارادة شعبها، فالمواطن هو اليوم يحدد شكل العلاقة مع مصر بصورة واضحة وبسيطة تبدأ من ماسح الاحذية حتى أكبر بروفيسور فى جامعة الخرطوم ، ليس باستخدام السلاح او تسيير مسيرة غضب كبرى بل بكلمة واحدة فقط ( مقاطع ) ، فلا الحكومة ولا غيرها تستطيع اجبار المواطن على شراء منتج لايرغب فى شرائه ، وقد حذرنا الموردين الطامعين سابقا انهم الخاسرين اذا تجرأوا على استيراد أى سلعة مصرية لانها ستجد مقاطعة لانظير لها باتساع رقعة التوعية بين المواطنين وقد كان .

تقول الاخبار ان الخسارة حتى اليوم 30 مليون دولار واعتقد انها بسيطة جدا مقارنة مع الاعلان الواضح للمقاطعة ، مما يجعل دورا كبيرا ينتظرنا فى التوعية ونشر ثقافة المقاطعة حتى يأتى اليوم الذي لاتحتاج فيه مقاطعة الواردات المصرية لقرار حكومى او تفعيل مكافحة التهريب ، بعد ان يضرب الكساد والعفن السلع التى دخلت الاسواق خلسة بواسطة بعض ضعاف النفوس من بنى جلدتنا.

فزيارة المصري ليست بذات قيمة بخصوص الصادرات وان سمح غندور وحكومته بالغاء القرار الاول لان الشعب تحصن بسلاح الوعى اذا فشلت الدبلوماسية من حمايته.

تبقى موضعى فحص الكبد الوبائى كاجراء شرط واجراء ملزم قبل منح التأشيرة لاى قادم من مصر كحق لاتنازل عنه ، وليس على الحكومة سوى التشدد والتدقيق فيه قبل التفكير فى اى عمل دبلوماسي فتقريب المسافات لايكون بقتل المواطنين واستيراد الامراض من اجل مصر التى تفعل طوال شيئا ايجابيا من اجل السودان.

اما سودانية حلايب وشلاتين فالمسألة لا مساومة ولاتفاوض فيها طالما الموقف المصري تجاه السودانى اصبح واضحا بوضع المزيد من العراقيل والمطبات الخشنة فى طريق خروج السودان حتى لا يخرج للعالم ب( نيو لوك ) بعيدا عن الملفات السابقة التى تتحدث عن الارهاب ودعم الجماعات المتطرفة ، والحديث هنا ليس دفاعا عن حكومة بل عن شعب عانى كثيرا وآن له ان يعيش بعزة وكرامة فى وطن لاينقصه غير الاستقرار.

فزيارة المصري الذي عاد بخفى حنين ليست ببعيدة عن هرولة السيسي للرياض للقاء الملك سلمان وبكل تأكيد لم تاتى هذه الهرولة عبثا او خالية من نتائج زيارة وزير خارجيته الى الخرطوم ، بكل هى من اجل هذه النتائج والحاضر فيها بقوة هو السودان لاسواه ، فالملك سلمان الذي نكن له كل الاحترام بكل تأكيد لن يفعل اكثر من تطييب خاطر الرجل بعيدا عن مصلحة السودان ، فهو لايستطيع اجبار السودان عن التنازل عن حلايب وشلاتين كما لا يمكن ان يكون وسيطا للسماح للبشير بالغاء قرار وقف الاستيراد من مصر ، واعفاء المصريين من التأشيرة المصحوبة بالفحص.

– انتهى الدرس
[email][email protected][/email]