الحكومة العريضة والعهد الماسي لوحدة الحجب

الحكومة العريضة والعهد الماسي لوحدة الحجب
رباح الصادق
انتظر السودانيون التشكيلة الحكومية منذ الانفصال في يوليو أي لمدة خمسة أشهر. العذر الذي تردد في الأرجاء للتأخير هو أن المؤتمر الوطني يريدها حكومة ذات قاعدة عريضة، ويريد أن يضيف لأحزاب الزينة أحزابا ذات وزن حقيقي ملموس، وقد صنع المستحيل ليقنع حزبي الأمة والاتحادي الديمقراطي بالتهور والدخول معه لاقتسام تركة الجوع والتمزق الوطني التي تثقل كاهله، ومع دخول البعض في الاتحادي إلا أن مسيرة الحزب الهادرة عبرت بأقوى صورة عن رفض المشاركة وإدانة أصحابها أي ذهب المشاركون أفرادا وتملصت منهم القاعدة فلم يزيدوا قاعدة الحكم عرضا ولا طولا.
وفي الأمة كان القرار واضحا برفض المشاركة ولكن المؤتمر الوطني استغل اقتناع العقيد عبد الرحمن الصادق المهدي القيادي السابق بالحزب بترفيعه في منصب سيادي ليقوم بمهمة مستحيلة للجسر بين الشمال والجنوب في زمان تضرب فيه طبول الحرب! أقول: استغل اقتناعه القديم، وموافقة والده على تنصيبه كضابط، ليقول إن حزب الأمة (شارك) بعبد الرحمن! ونحن لن نصرف حبرا أكثر في نفي ذلك لأن المنطق لا يقبل رفض الحزب للمشاركة وقد عرضت عليه مناصفة، ثم تم ترفيع العرض إلى 60% له وللاتحادي على أن يكون للمؤتمر الوطني 40% وفي كافة المستويات ثم يقال إنه بعد الرفض اكتفى بمشاركة عبد الرحمن المهدي! وحينما يكون المنطق مثقوبا لهذه الدرجة على صاحبه أن يقف ليجفف نزيف العقل الهاطل ويراجع حساباته.
ولأننا لا نريد الاسترسال هنا فسنكتفي بفكرة أن إضافة بعض الأسماء من الاتحادي الديمقراطي الأصل للوزارات ومؤسسة الرئاسة إضافة للعقيد عبد الرحمن كمساعد للرئيس لم تجعل من الحكومة (ذات قاعدة عريضة) ولا يحزنون، بل إنها جرفت من قواعد المنضوين إليها وصبت عليهم لعنات الحانقين، أو دعوات حثيثة من المشفقين لكي يغادروا هذه المنصة سريعا، وقد قلت لشقيقي الحبيب يوم تنصيبه أي في يوم 29 نوفمبر:
أمــــرقوا يا أمير توبا عليك مو خايل
يا فــــارس اللطام الكفه بالخير طايل
ما صدقـــــــته يوم ذاعوه قول القايل
ما بتبــــرا السراب ما بتنتكل في مايل
دايراك يا الأمير تمشي القصر في مسيرة
في جمعــــــــــا هدر حالف يعيد السيرة
أرجع قش دموع صبـــت عليك حسيرة
وهي دعوات موصولة للحزب الاتحادي الأصل، وكم حزنا على الحزب الكبير يوم أعلنت موافقته على المشاركة! ويقيننا أو دعاؤنا أن يعجل الله بإدراك الجميع خطل الذهاب فيعودون بدروس ما كان أغناهم عنها وهل غادرتنا الدروس قبلا؟
ولنعد للحكومة العريضة.. قالت صحيفة (حريات) الإلكترونية إن الحكومة العريضة تمخضت فولدت فأرا، فالمجموعة المتنفذة في المؤتمر الوطني احتفظت فيها بجميع الوزارات السيادية الرئيسية.
وكان الأستاذ التقي محمد عثمان كتب تقريرا مميزا لجرد حساب الحكومة السابقة أبان فترة الترقب الماضية، نشر بصحيفة (الصحافة) في 19 نوفمبر بعنوان (الوزارة السابقة.. ماذا أفادت؟) وتحدث عن وزراء من فضة في الحكومة السابقة قائلا: (بعض الوزارات لم تكن ذات وزن ونالها أصحاب الحظوة من أجل مراضاتهم أو جبر خواطرهم، حيث لم تتطلب مواقعهم أن يبين لهم فعل أو يتحدثوا وإذا تحدثوا كان كلامهم من فضة لا يقطع قول أي خطيب) وذكر ثلة من هؤلاء الوزراء من ضمنهم د.يحيى عبدالله محمد حمد وزير الاتصالات وتقانة المعلومات، وهو الوزير الذي قالت صحيفة الرائد إنه الملقب بيحيى امتياز، وأظهرت أنه كادر قديم بالتنظيم الإسلاموي الذي استلم الحكم في 1989م.
وكان التقي ومن ورائه الشارع السوداني يتوقع الوزارة الجديدة أن تعلن بين يوم وليلة ولكن انتظارهم طال حتى نهاية الأسبوع الأول من ديسمبر. وهو انتظار لا نظنه كان مع الأشواق كما قال دعبل الخزاعي: خليفة فات لم يحزن له أحد وآخر قام لم يفرح به أحد!
ولكننا، بالذات في مجال الاتصالات حزنا حزنا أكبر، وتوقعنا عهدا ماسيا لوحدة الحجب! فوحدة الحجب أصلا (ذهبية الحال) لأنه يتبناها ضمير المؤتمر الوطني الناطق صاحب (الانتباهة) ويسير من ورائه وزراء الاتصالات خطوة بخطوة. قال الوزير السابق الدكتور يحيى حينما سئل عن حجب مواقع الإنترنت: (نحن في الهيئة لدينا خطة ومشاريع بدأت منذ عام 2003م لحجب المواقع المخلة بالآداب، وهذا مشروع رفعت الهيئة شعاره منذ فترة، وجزى الله خيراً أستاذنا الطيب مصطفى فهو الذي بدأ هذا المشروع منذ ذلك الزمان، وأنا تشرفت أن أكون عضواً في اللجنة الفنية لهذا المشروع). ومما يجدر ذكره أن الوحدة حجبت أحيانا مواقع سياسية لأسباب أمنية، كما أنها تحجب المواقع التي تحتوي على بعض الكلمات وأحيانا تكون تلك المواقع مما يذكر الكفر لتفنيده وراوي الكفر ليس بكافر! ويشكل الحجب في نهجه الحالي قيدا ثقيلا على حرية التعبير في السودان.
سبب حزننا القديم علاوة على نهج الحجب الغرابي، هو أن حكومة المؤتمر الوطني اتخذته لفرض الاستقامة فرضا بدلا عن غرسها لتنبت في مجتمع فاضل، وكانت مآلات هذه الخطة غير السديدة أن حصد المجتمع السوداني شوكا في استغراق الشباب في الرذائل، مثلا، تعاطي المخدرات بنسب تصل 60% في بعض الجامعات وقصص الانحراف الخلقي برواياتها التي تفرغ الأحشاء. وظللنا نقول إن الفضيلة لا تكون بالعصا بل بالتربية والقدوة وسد الذرائع وتوفير الحاجات.
والذي تقوم به (وحدة الحجب) ليس إلا بمثابة غلق الطريق إلى محيط الرذائل عبر باب وحائط سيكون دائما هناك ألف طريق للالتفاف عليهما فالمحيط لا يحجبه سور. ولو أردنا صرف الشباب عن الاغتراف من ذلك المحيط فما علينا إلا أن نجعلهم بداية يأنفونه ويحبذون الاستقامة.
جاء في الخبر أن وزير الاتصالات الجديد ينتمي إلى جماعة أنصار السنة المحمدية، فقلنا: (هي في البير ووقع فيها الفيل) فالجماعة تنظيم سادر بشكل أكبر في طريق الحجب مما يعني أن عهد الحجب الذهبي القديم سوف يتحول إلى ماسي. اللهم إلا لو كان الوزير السيد محمد عبد الكريم الهد يتبع الجماعة مع مراجعات أساسية في نهجها فنحن لم نحط بأفكاره ولكنا حكمنا عليه بناء على المعروف عن جماعته.
ومع احترامنا لحق الجماعة في الدعوة بالحسنى والتبشير برؤاها فهي جماعة قال بعض علمائها إن التفكير كالتكفير، ويروى أن القوم اضطروا لإقناع أحد أبرز شيوخها بالسعودية بحل المرئي وأنه ليس من عمل الشيطان ببثهم القرآن عن طريقه! فمع هذه الحال نرجو ألا يكون الحجب في الوزارة الجديدة هو الأساس، وألا نضطر لإثبات أن الفكر ليس كفرا، وأن الإنترنت ذاتها ليست من عمل الشيطان!
وليبق ما بيننا
فتح أمين العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني مستشار رئيس الجمهورية الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل النار على أحزاب المعارضة ووصفها بالجبن وقال إنها أحزاب كرتونية ونعتها بما أسماه (قلة الأدب) وتحداهم بالخروج للشارع وقال الخروج للشارع ليس أكل سندوتشات وشراب شاي لأن الذي لديه قضية يدافع عنها يقود الجماهير بنفسه.وزاد «الدائر يطلع الشارع خليهو يطلع طبقاً للقانون» وكشف في ذات الوقت أن حزب الأمة القومي هو من رشح نجل المهدي العقيد عبد الرحمن مساعداً لرئيس الجمهورية
آخر لحظة
الخرطوم: أميمة عبد الوهاب:
فتح أمين العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني مستشار رئيس الجمهورية الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل النار على أحزاب المعارضة ووصفها بالجبن وقال إنها أحزاب كرتونية ونعتها بما أسماه (قلة الأدب) وتحداهم بالخروج للشارع وقال الخروج للشارع ليس أكل سندوتشات وشراب شاي لأن الذي لديه قضية يدافع عنها يقود الجماهير بنفسه.وزاد «الدائر يطلع الشارع خليهو يطلع طبقاً للقانون» وكشف في ذات الوقت أن حزب الأمة القومي هو من رشح نجل المهدي العقيد عبد الرحمن مساعداً لرئيس الجمهورية.
يوم امس مصطفى عثمان اسماعيل قال حزب الامه مشترك فى الحكومه وانتم تقولوا ما مشتركين نصدقكم انتم ام الحكومه انت ام الكلام وداك ابو الكلام
ذكر الوزير كمال عبيد في لقاء معه على التلفزيون القومي مساء الخميس الفائت أن المؤتمر الوطني قد إتّفق مع حزب الأمّة القومي على المشاركة فى الحكومة العريضة. وقال إنّ المشاركة جاءت بشخص عبد الرحمن الصادق مستشاراً لرئيس الجمهوريّة وأنّ هذه هى الصيغة التى إختارها حزب الأمة في المشاركة.
وعليه فإنّ المشاركة قد جاءت بموافقة الحزب وموافقة السيّد الصادق المهدي وعليه فإن المستشار قد إختار الثوب الذى يلبس وهو مزهوٌ به ويستعرضه على أمام الجميع بمن فيهم السيّدة رباح.
الفرق الوحيد ما بين الإتحادي الديموقراطي وحزب الأمّة هو أن الأول إختار هذه المرّة أن يكون أقلّ نفاقاً.
لقد كنت حريصا على حضور حلقة فى الواجهة بتلفزيون السودان والكلام الذى سمعته من اليد الصادق يختلف عن رباح والمعلوم هذا الحزب ( الامة ) فقد قواعده وظله وهو من الاحزاب التى ساهمت فى خلق الحروب الاهلية بدارفور فى الثمانيات وظهر الصراع داخل الجمعية التأسيسية هذا الحزب الذى حكم على منسوبيه بالجهل الدينى والمعرفى ليضمن استمرار منسوبيه فى التأييد الاعمى وانا من دارفور التى كانت مقفولة لحزب الامة اليوم لايجد 99% من عضويته التى وعيت وعرفت الحقيقة فانت يارباح بنت امدرمان ماذا تعرفى عن ذلك الحزب ولماذا انسحب الصادق من الانتخابات ؟
يارباح انت قايلة عندنا قنابير /// الصادق قرر ان يضرب عصفورين بحجر واحد ان يشترك فى الحكومة بواسطة ابناءه .. واحد مساعد حلة للبشير وللمؤتمر اونطجية والاخر ضابط بالامن ليحمى النظام وليقوم بتعذيب المعارضين وقتلهم .. اما انت واختك مريم فوضعكم فى المعارضة حتى يجد له موطىء قدم فى حالة نجاح الثورة وسقوط النظام وذلك بأن يدعى بأنه من صناع الثورة واسألك سؤال // لماذا لايؤيد والدك اسقاط النظام كما ايده جميع المعارضين ؟؟؟ ارجو الاتكون اجابتك .. هى حكاية حركات دارفور التى سوف تقفز على السلطة اذا سقط النظام والتى يكررها والدك فتلك اجابة تبعث على الضحك والسخرية …
ليس لي أي علاقة باسرة المهدي، وليس هناك تبادل أدوار كما يبدو، و خلافاتهم الداخلية ليست جديدة، فالصادق نفسه اختلف مع عمه الهادي، ومبارك مع أمامه، لذا ليس غريبا علي عبدالرحمن الأختلاف سياسيا مع والده . فشل الصادق في وزارته افقده أي حياد أيجابي من الشعب، لذا لسان حال الناس عنزة ولو طارت.