أخبار السودان

مجلس الوزراء.. يتسلّق الشهداء

الجريدة ـ ماجد القوني

الأمانة العامة لمجلس وزراء الحكومة الانقلابية، أعلنت اليوم الخميس عطلة رسمية في جميع أنحاء السودان.. وقالت الأمانة العامة في بيان لها (العطلة بمناسبة ذكرى الانتفاضة الشعبية في أبريل 1985)، في تجاوز واضح لثورة ديسمبر التي صنعها هذا الشعب السوداني، وبنى صرحها شبابه بأرواحهم التي صعدت للسماء من أجل أن يبقى السودان حراً، المئآت من الشهداء ومثلهم من الجرحى والمفقودين، بين دِفتي انقلابين، أعاقا البلاد والآلاف من أبناء الوطن، فُقدت أرواح وأجزاء من أجساد الثوار، ليس على يدي مُستعمر أو قُوى دخيلة، بل من أبناء جِلدتهم، مِن منْ يتقاضون مرتباتهم لحماية هذا الشعب واقسموا على صون عزته وكرامته.. الشعب الذي رفع سلميته شعاراً فوق أحلام (العسكرتارية) وناضل من أجل أن تكون دولته مدنية.

أمانة مجلس الوزراء لم تك (أمينة) وهي تدّعي احتفاءها بذكرى السادس من أبريل، وتنتقي أبريل الذي يُناسب أطماعها في البقاء على كراسي (الأستوزار)، الذي صعدت عليه بتضحيات الشهداء، في ثورة شهّد لها العالم أجمع، لكن ينكرها (مجلس الوزراء)، يؤمن ببعض الثورة وينكر أخرى ويحسها علقماً في حلقه، تذكره بمصيره المحتوم.

الشارع السوداني الذي عبرّ المتاريس الأمنية من كل فجّ في السادس من أبريل العام 2019، كان يؤمن بأن لأبريل مذاق ثوري مختلف، وكلما اشرقت شمس أبريل يتحسسّ العسكر شوارع الوطن وينشرون بطشهم وجبروتهم على طول الطُرق المؤدية للحرية والانعتاق، الشعب يؤمن أن أبريل 1985 ثورة هزمت (عبود) وزبانيته، وفي 2019 أحالت ليل (البشير) لكوابيس مازالت تفزع نومه حتى الآن، وبين (أبريل) أمانة الوزراء و(أبريل) التي سقطت من ذاكرته يمتد فضاء واسع من النضال لن يُمحى من ذاكرة شعب (قادر) أن تكون كل أيام الله (السادس من أبريل).

سقط مجلس الوزراء الانقلابي مثل حكومته الانقلابية، وفشل في صياغة بيان يعترف فيه بثورة ديسمبر، يطمعون وهم على أعتاب العملية السياسية الخروج من جُلباب التكليف، والبقاء في وزاراتهم.. المجد والخلود لشهداء أبريل 85 و2019.

ما تتسلق الشهداء، أرواح مشت كداري فوق.. وأنت بتاع ملح… (عاطف خيري)

الجريدة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..