ليته ولو!!
![صباح محمد الحسن](/wp-content/uploads/2019/08/WhatsApp-Image-2019-08-17-at-5.22.22-PM-e1589090477602.jpeg)
أطياف
صباح محمد الحسن
طيف أول :
للحلم الذي تأرجح من أردان الجدار العالية
وسقط يحمل تلاشي السديم
ليكشف أن اللثام قد أُميط عن الصمت وثمة نبرة أخرى قد تلوي عنق صوتها حتى يستجيب!!
ومن لديه مقاتلين “فليأتي ليأخذهم” بهذه العبارة يكشف الفريق عبد الفتاح البرهان ماذهبنا اليه أن الخلاف بين الإسلاميين والمؤسسة العسكرية هو خلافي حقيقي كان ( كاتم صوت) وخرج للعلن وبرده على حديث عبد الحي يوسف وضع البرهان لافتة آنية تنتهي عندها تخوم العلاقة بين الجيش وكتائب الإسلاميين الي حين تلاشي الخلاف او إستمراره (صراع المؤسسة مع تيار واحد داخل التنظيم)
وقال البرهان في محاولة مباشرة لقص مخالب رغبة عبد الحي في إساءته :
(سمعنا بالأمس شخص ضلالي وتكفيري يقول إنه لا وجود للجيش وهذا كذب)
وهنا يشعر البرهان بالحرج الناتج عن رياء الإسلاميين الذين بدأوا يعيرونه بمشاركتهم في الحرب ( اسوأ الاشخاص من يواسيك ويربت على كتفك وفي اول سانحة خلاف يعيرك بضعفك)
ولا اسوأ من هذا التنظيم الذي اعلن في بداية الحرب انه يدعم الجيش وقائده والآن وفي خضم المعركة
لم يترددوا في ضرب القيادة بسياط النقد والإتهامات
وهذا ماكنا نخشاه ونحذر منه منذ اول يوم حرب أن خطر الإسلاميين واختطافهم لقرار المؤسسة العسكرية سيضُر بها فبل أن يطول غيرها
والخلاف عُمقه تؤكده هذه الحرب الكلامية التي وصلت حد التلاسن بين عبد الحي الذي ذكرنا بالامس أنه لايتحدث أصالة عن نفسه ولكنه ينوب عن عن احد التيارات الممسكة بأمر الكتائب الميدانية، إذن الخلاف هو خلال ميداتي سببه إجراءت إتخذها البرهان على الأرض وليس خلاف سياسي
والدليل أن اول من ناصر عبد الحي في حديثه كان
قائد كتيبة البراء المصباح ابو زيد الذي كتب أمس بصفحته على الفيسبوك والتي انتقد فيها البرهان ودافع عن عبد الحي يوسف وقال “لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك استار منتقصيهم معلومة)!!
(التغريدة المحذوفة) والتي أعقبها بٱخرى قال فيها (الصلاة قائمة والعدو واحد) ومابين التغريدتين اقرأ أن القيادة الإسلامية تختار عدم المواجهة
فحديث البراء على صفحة الفيس أكد أن البرهان بقوله ( ومن لديه مقاتلين “فليأتي ليأخذهم) أنها جملة مقاسها مفصل على كتائب البراء
والتي يجب عليها الإنسحاب من المعركة فورا فإن كانت تقاتل مع الحيش فالبرهان أبدى عدم رغبته فيها ، وإن بقيت على أرض المعركة فيجب أن تعلن انها تقاتل لوحدها !!
وهذا مايؤكد أن الصدام والمواجهة العسكرية بين الكتائب والقوات المسلحة ميدانيا متوقعة ، فالبراء “الداعشية” قد ترى أن البرهان ماهو إلا (ناكر جميل) دعمته منذ بداية الحرب ونسى فضلها في آخر المطاف بالمقابل قد يرى البرهان أن البراء ( وش فقر) عليه وهي التي تسببت في حالة الإنقسام بين الشعب السوداني وجعلته بين مؤيد ومعارض لموقفه
وانها ايضا تسببت في العزلة الدولية التي يعيشها قائد الجيش وحكومته ( اللقيط) غير المعترف بها ، فغبينة كل واحد منهما تكفي لأن يصل الخلاف الي السطح ليرسل كل طرف “مسيراته الكلامية” ليضرب بها “مكامن” قوة الطرف الآخر فالخطاب الإعلامي ليس ببعيد عما يدور في الأرض الآن كله ( ضرب للقوة)، حتى الوصول الي حالة ضعف وإنهاك لهذه الكتائب الأمر الذي يُمّكن الجيش من ( إستعادة عافيته) المطلوبة التي تحدثنا عنها
لذلك أن العصاة التي يشهرها البرهان ويهش بها على قطيع الفلول له فيها مآرب اخرى حيث تمكنه من إتخاذ قراره للذهاب للتفاوض.
وإن اراد ذلك لابد من أن يكون قرار الميدان بيده حتى لاتهزم له كتائب البراء على الأرض أي إتفاق وهدنة
ولأول مرة يجسد البرهان دور القائد الحقيقي الذي يمثل القيادة العسكرية في خطاب خالص ومجرد، ولايمثل الفلول و لأول مرة تلامس كلماته الوجدان الوطني وبالرغم من أن الجنرال مراوغ لاثبات له على الموقف ولكن المشاعر الوطنية الصادقة تحتاجه أن يستدعي الشخصية القيادية العسكرية الغائبة عنه لسنوات.. ولو لساعة واحدة !!
وليته البرهان كان حقيقيا هكذا منذ بداية الحرب وخرج لشعبه ليعلن أن كل الفلول ضلالية وليس عبد الحي لوحده
ليته لو أن منذ يومها الأول وطلقتها الأولى تجنب فتنتها وشرورها ، وليته قرر باكرا أن الجيش لايسمح للكتائب الإسلاميه بأن تسرق جهده ومعاركه وانتصاراته ، ليته كان دائما ذاك الذي كان بالأمس في رده على عبد الحي ، قبل أن يموت الآلاف من المواطنين ويُشرد الملايين من ديارهم ولكن تأخر الوقت كثيرا وجاءت صحوة البرهان متأخرة فالفلول بإسم المؤسسة أشعلتها حربا قضت على الأخضر واليابس فما يفعله الجنرال قد يخفف له ما هو آت ولكن لن يعفيه مما سبق
ليعي البرهان أن خطوة واحده تقربه للسلام افضل له من الف خطوة نحو الحرب.
طيف أخير :
#لا_للحرب
ابرز ماجاء في وثيقة وقف الحرب التي أقرتها قوي سياسية بجنيف
الوقف الفوري للحرب والإقرار بعمق الأزمة.
بناء جيش مهني واحد وإجراء إصلاح مؤسسي لكل مؤسسات الدولة وفي مقدمتها الجهاز العدلي والخدمة المدنية.
حل سياسي شامل يرتكز على مشروع وطني شامل يؤسس لدولة مدنية ديمقراطية للعدالة والعدالة الانتقالية لضمان المساءلة عن الجرائم المرتكبة منذ انقلاب يونيو 1989، بما في ذلك تسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية
الجريدة
تسلمي
كفيت ووفيت
بت الرجال
بشكر في الكلام و انا كاتلاني سته
تحية وتقدير أستاذة صباح ، مقالاتك دائماً كافية ووافية وفي الصميم وتذهبين مباشرة للب الموضوع .. أشهد أنك صحفية وطنية تحملين هموم الكنداكات وحبوبات وأمهات وأخوات بلادي حفظك الله ورعاك من كل سوء ..