العداوة
عثمان بابكر محجوب
تتشكل العداوة عند وجود قناعة مسبقة لدى جماعة ما تعتبر الجماعة الأخرى خطراً يهدد وجودها ، ويتم التحقق النهائي للعدواة باللجوء الى الحرب . هذا هو رأي الفيلسوف الالماني شميث . وترواحت اراء الفلاسفة بين مرحب بالعدواة وخصما لها حيث يعتبر سبينوزا إن الجماعة التي تتصرف عقلانيا تكون بمأمن من شرور العداوة . على عكسه يرى الفيلسوف اليوناني بلوتارخوس : إن أكثر ما في العداوة من ضرر يمكن أن يصبح الأكثر فائدة ، إذا تم الانتباه إليه. ويبرر ذلك بان عدوك يراقب تصرفاتك ويتأمل أفعالك ، ويبحث عن نقطة ضعف لاختراقك او تدميرك وبالتالي بفضل وجود الاعداء نسعى لأن نصبح بلا عيب. ولعل العدو أكثر فائدة من الصديق ، لأن الصداقة بحسب بلوتارخوس “ثرثارة في المديح وصامتة في النصيحة”. بينما ميكافيللي يعتبر أن القدر ، عندما يرغب في رفع أمير جديد ، يخلق له أعداءً ويشعل المكايد ضده كي يتاح للأمير الجديد التغلب عليهم . وعلى الأمير الحكيم أن يغذي بمهارة بعض العداوات. اذا ما اردنا تطبيق اراء الفلاسفة المذكورين ماذا نستنتج :
اولا : جماعة الجيش السوداني منذ الاستقلال تعتبر الشعب السوداني جماعة تهدد وجودها وتصنفه كعدو وتتعامل معه على هذا الاساس وما ترونه من البرهان لا حاجة لبرهانه .
ثانيا : العقلانية التي نادى بها سبينوزا هي مجرد احتمال ساقط لا ينطبق على حالة المجتمع السوداني الذي يعشق الغيبيات ولا تعنيه العقلانية حيث يعتبرها من افكار الخواجات.
ثالثا : راي بلوتارخوس غريب عن ثقافتنا ايضا والدليل ان من يدعي انه يقود القوى المدنية نحو وقف الحرب يثبت يوما بعد يوم انه يشبه الطاووس التائه والدليل ان اخر رحلات النضال السياحي نحو اوغندا تزامنت مع وجود صراعات داخل مخيمات اللجوء بين السودانيين بسبب انقسامهم بين مؤيد للدعم السريع ومؤيد للجيش ولا ذكر للمخلص ولا لجوقته بين الاجئيين وهم على بعد امتار منهم.
رابعا : ما قاله ميكافيلي ينطبق تقريبا على حميدتي لكن يبقى لنا ان نعرف من هو الاقذر حميدتي ام ميكافيلي ؟ .
وحول سقوط طاغية سوريا يؤسفنا ان نقرأ مقالات تتناول هذا الحدث بشكل يشبه افادات البدل عن ضائع المستهلكة لاننا نعتبر ان سقوط الطاغية لا معنى له طالما لم تسقط معه ثقافة الطغيان التي أوصلته الى كرسي الطغاة وبالتالي ان ما حدث في سوريا هو مجرد عملية انتقامية ثأرية لان البديل هو وليد ثقافة الطغيان التي تقوم بتحريم لحم الخنزير ويجتهدون في تعداد مضار لحمه والنتيجة ان الخنازير محمية في رسالة سماوية لذلك تتكاثر بسلام بينما الخراف المسكينة تذبح . نحن نتمي الى ثقافة تحمي النجس وتزهق روح الطاهري لان هذا حلال . ان هذا الموقف الغريب في نهاية المطاف سيؤدي الى بقاء الخنازير وانقراض الخراف نتيجة تكاثر اصحاب هذه الثقافة بمتوالية هندسية. وعند احصاء قتلى غزة الذي بلغ حينها حوالي الخمسة عشرة الفا من الابرياء والمساكين كان هناك تعليق لاحد من حطه السيل من عل أي قائد في مسيرة الاسلام السياسي البغيضة اللعينة اذ قال : لدينا اثنا عشرة الف امرأة حامل اي بمعنى ان التعويض عن الضحايا سيكون سريعا لكن هذا يثبت ان هذه الثقافة تنظر الى الانسان كرقم اي لا معنى له او لوجوده .
واخيرا نود ان نسأل هل البرهان طاغية ؟ طبعا البرهان في الطريق الى ان يكون طاغية لكنه حاليا يشبه الطفل الذي بلغ عمرا تقع فيه اسنان الحليب ليبدلها باسنان الصبا طالما ان الطاووس التائه هو قائد المسيرة .
البرهان تلميذ فى مدرسة الاخوان . وهى مؤسسة اجرامية ارهابية خطيرة للغاية تتعامل معهم كل الدول بالابادة الجماعية ولم يستشعر السودانيون خطرهم لعدم اجهزة امن وطنية . والأن هم يديرون المشهد بأموال طائلة واسلحة تاتى من خارج الحدود ومرتزقة خبراء من كل العالم ويجندون جميع القبائل ويغذونهم بٱلتهم الاعلامية الهائلة وكراهية العنصر العربى الدارفورى وانه العدو الاول الذى يستحق الابادة الجماعية والتطهير العرقى . وقد ساعدهم الجنجويد فى ذلك بقنلهم للوالى خميس ابكر وسحل جثمانه وسط زغاريد نسائهم وصور الجنجويد انفسهم وهم يدفنون ابناء تلك القباىل وهم احياء وبذلك استحق الجنجويد واسرهم الموت الزؤام بتأليب جميع قبائل السودان ضدهم ودخلوا حربا مع الكيزان اشر خلق الله فى الارض واشر من اليهود . لا يعرفون الرحمة اطلاقا ولا حدود ولا نهاية لانتقامهم من اعدائهم وسيجندون مليون مقاتل من المهمشين فى فترة وجيزة ( الفترة الوجيزة يقدرها الكيزان بخمسة سنوات ) ويغسلون عقولهم بالشحن الدينى . ولن يهدأ لهم بال إلا بتحويل مدن وقرى وحواضن الجنجنويد الى صحراء ومقابر جماعية . والكوز كما تعلمون لا يقاتل ولا يمسك بالبندقية اطلاقا .
الإسلام و ليس الكيزان شاء من شاء و أبى من أبى
ما هذا التخبط ؟
ما الذي ادخل الخنزير و الخراف في الحديث عن الطغاة ؟
ثم اننا لا نأكل القطط بل نربيها و نطعمها أحيانا و القطط تأكل الفئران فلماذا لم تنقرض الفئران