مقالات سياسية

الذهب (لا يؤكل)..!!

لو أن (الرقيب) يخطو نحو الأسواق وغيرها من أماكن (الذئاب الصُغرى)؛ لانخفض الضغط على المواطن.. فالقانون ــ إن وُجِد ــ أشد نجاعة من عضلات الإرغام..!
(1)
ورغم ما نمسكه من غبار على هيئة المواصفات والمقاييس؛ إلاّ أن إعلانها المنشور أمس كافٍ لمد أصبع (الإبهام) بالرضا..!
(2)
ارتضت الهيئة ــ هذه المرة ــ أن ترتفع لمستوى (من يهمهم الأمر) فكتبت بوضوح تحذّر الناس من الغش في (الذهب) أو كما قالت: (إحذر الذهب المزور).. وذلك باتباع الإرشادات المعلنة..!
(3)
الإعلان يبرز استفهاماً: لماذا الذهب الغالي دون غيره؛ والمواطن يضنيه ما هو أرخص و(أحبّ)..؟! ربما هيئة المواصفات خصت الذهب لأن مصيبته في الغش (أعظم) وقد تتحول إلى كارثة إذا لم يُضبط الميزان..! المهم أن الإعلان يدعو (للنظام) وهذا حسُن..!
(4)
تتحسن الهيئة قليلاً حين يكون لها صوت ــ ولو منخفض ــ مماثل لذبذبات جمعية حماية المستهلك في (التوعية).. لكن الصوتيات لا تجبر الضرر لوحدها إذا لم (يتنحنح) القانون ليعلن حضوره متى ما تكشف الزيف والغش على الرفوف المقابلة (للذهب)..!
(5)
لا تذهبوا بعيداً.. فالمعنية هنا رفوف (السلع الضرورية) التي يتراقص دخانها تحت بصر الكل؛ بعنوان: (تقنين فوضى الأسعار..!!).. فلو أنك اشتريت (حُبيبات) قبيل شهر ستجد أنها (تمجّدت) بارتفاع ثمنها المفاجئ في هذا اليوم، دون أن تملك القدرة على تحليل (كيف ــ لماذا؟!!).. ولو ملكت القدرة على التحليل ستجد أن المبرر (جشعي) لا غير في كثير من (الغاليات).. المهم أن السوداني أصبح لا يتفاجأ وسط حالة (المزاج التجاري) في مقابل فُرجة السلطة التي لا تستطيع الكتابة ضد الجشع بقلم القانون..!
1 ــ الجهات المعنية لن تغلبها الحيل لضبط أسعار بعض السلع المهمة و(الكمالية) إن لم تكن قادرة لتسيطر عليها كافة..!
2 ــ جمعية حماية المستهلك يمكن لقادتها و(منظريها) أن يسهموا مع الدوائر ذات الصلة بطباعة (تسعيرة) على كثير من السلع أسوة بالصيدليات التي تمارس هي الأخرى عداء سافراً ضد محفظة المواطن بالغلاء..!
3 ــ إذا أخلصت السلطة نواياها وامتلكت أسس التفكير السليم؛ يمكن أن تسهم في تقليل الضغط على الناس؛ فذلك ممكن بالعودة إلى نظام (التموين والبطاقات) في جميع الأماكن… الخطوة يمكن استهلالها بسلع محددة لا يزيد عددها عن أصابع اليد..!
4 ــ هيئة المواصفات التي إهتمت بالذهب، عليها أن تعمّق فضولها قليلاً نحو (المغالق) وأشباهها.. وتبدو ثقتنا (دون المستوى) في ضبطها لمواصفات السلع الاستهلاكية (العايرة)؛ فربما جهة أقوى تعوِّل على الفوضى في (السعر ــ الجودة).. والمواطن حارس مرمى مقطوع اليدين..!!!
أعوذ بالله
ــــــــــــــــــــــــ
الأهرام اليوم.
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..