اليمني…رحيل عاشق الطنبور

ودعت البلاد وبحزن عميق منتصف هذا الاسبوع احد الركائز الاساسية في مسيرة اغنية الطنبور إنه الفنان عثمان اليمني الذي كان يقابل معاناة الالم الشديد وصراعات المرض بالصبر والايمان والامل ووري ثراه الطاهر مقابر الصحافة بالخرطوم وبفقده ستفتقد اغنية الطنبور احد اعمدتها .
ويعد اليمني من ابرز فناني اغنية الطنبورومن العاشقين والمغرمين بتلك الالة واستطاع ان يكون قاعدة جماهيرية كبيرة من خلال اغنياته التي وثقت لتراث وثقافة الشعب السوداني حيث كان الراحل ينتقي النص الذي يلامس وجدانه ويختار رمياته بعناية وكانت تلك واحدة من الاشياء التي امتاز بها فكانت رمياته تعالج قضايا اجتماعية كما كان لروحه المرحة وخفة ظله اثر كبير في ارتباط الجمهور به،وولد عثمان عبد الرحمن علي حسين أحمد مرعي لوالد من اصل يمني في العام 1939 ودرس بخلوة حزيمه التي كان والده شيخاً عليها وبعدها بمدرسة جقلاب الصغرى بالقرير، وفي عام 1957م التحق بالقوات المسلحة إلى أن ترك الخدمة في العام 1960م،عمل الراحل ترزياً بشندي، ثم بعطبرة ثم انتقل لسوق أم درمان ومن هنا بدأت رحلته الفنية حيث تعلم عزف الطنبور بمصاحبته ل سيد احمد صديق وعبد الله حسن الجدي وحسن حمد ود كليل “من أبناء القرير” وبدأ يترنم ببعض الأغنيات القديمة ، وذات مساء وفي جلسه غنائه إقترح عليه حسن حمد أن يذهب إلى الإذاعة وأصَرَّ على ذلك ، وفعلاً ذهب وكان ذلك في أواخر 1962م وأجيز صوته فوراً بأغنية (الله الليل ياألله) التراثية المشهورة لتعلن ميلاد صوت غنائي متفرد .
وتعامل الراحل مع عدد من الشعراء ابرزهم الراحل حسن الدابي ومن اشهر الاعمال التي غناها له “دابو جاهل صغير سن” ويا حسن ده بلودو ومن كلمات الشاعر ابراهيم ابنعوف غني “آسيا ماغلطان طريق الحب مشيتو” وغني مايقارب الـ( 97 ) أغنيه للشاعر الراحل عبد الله كنه ابرزها “جروح قلبى الأبت تبرا” ،إضافة الي تعاونه مع الشعراء محمد العبيد صديق و عبد المنعم أبو نيران وفؤاد عبد الرحيم والشاعر سيد أحمد الدوش وإسماعيل حسن وسيد أحمد الحردلو وكدكى والسر عثمان الطيب وأحمد النضيف وكان الراحل يعتمد في إختياره علي الكلمة وليس اسم الشاعر وشهرته وإستطاع من خلال حنجرته وطريقته المتفردة في الاداء ان يوصل تلك الكلمات للمستمع واحدث نقلة كبيرة في اغنية الطنبور واسهم في إنتشار تلك اللونية من الغناء كما انه كان مهتماً كثيراً بالتوثيق لأغنية الطنبور وتراثه من خلال صالون ادبي كان ينظمه بمنزله بجبره حفاظاً علي تراث الالة من الاندثار وتواصلاً لإمتدادها جيلاً بعد جيل ،كما ان الراحل كان محباً لوطنه وتغني بـأكثر من (100) اغنية وطنية و(300) اغنية عاطفية إستطاعت الاذاعة السودانية ان توثق لنحو اربعين اغنية من اعماله عن طريق تسجيلها بينما لم يسجل له التلفزيون سوي اغنيتين عاطفيتين و(18) نشيداً وطنياً ومن الاغاني التي رسخت في اذهان المستمعين لفنه اغنية (تقول لي شنوه وتقول لي منوه) التي كتبها الحردلو وكان مفترض ان يتغني بها الراحل وردي الا ان وردي قال للحردلو ان اليمني سوف يغنيها افضل وقد كان ان تغني بها .
له الرحمة والمغفرة ان شاءالله
سبحان الله ونحن في طفولتنا كنا نسمع كثير لا غاني ود اليمني بحكم ان اهلنا من الشمال فصرنا حافظين اغانيه عن ظهر قلب متى ماغناها او سمعناهامن الغير رددناها له الرحمة والمغفرة
اللهم أرحمه و أغفر له و وسع له في مدخله و أبدله دارأ خيراً من داره و أهلاً خير من أهله و أسكنه الفردوس الأعلي – آمين
يا زينوبة أبوكي حالو براه
لا قاري العلم .. لا هو سيد خبرة
ما لو كان صبر .. كل الخلوق صابره
الصابرات روابح
اللهم تغمده بواسع رحمتك و عظيم مغفرتك في أعلي عليين.