أخبار السودان

زعيم الأمة : تعويضات آل المهدي فرية انشغل بها إعلام كاذب..نهجي الثوري كلّفني الكثير من المعاناة في الحكم وخارجه

هؤلاء لا مكان لهم في حزب الأمة ..وندمتُ على منح ثقة مطلقة لأشخاص لا يستحقونها

بعض الأحزاب شاخت وترهلت وفي طريقها للهاوية، لكن هذا لا ينطق على حزب الأمة

إنجاز هذه المهام كفيل بتحقيق الاستقرار بالسودان

وحدنا من عارض نهج الإنقاذ الإسلامي بصورة موثَّقة

النظام يشعر بالذنب نحونا لأنهم أزاحونا بالتآمر

اجتهدت لتأهيل نفسي و(لديَّ) شعبية تزكِّيني

حاورته في القاهرة: هويدا عوض الله

كشف السيد الصادق المهدي زعيم حزب الأمة في حوار استثنائي له مع الصيحة عن جوانب خاصة واجتماعية من حياته، حين أوضح أنه ولد مترفاً وفي نعيم، وأن الأمور لو سارت على ذاك النحو لنشأ كما أبناء الأسر الكبيرة في المنطقة الذين كانوا زملاء له في كلية فيكتوريا بالإسكندرية.

وقال الصادق إنه تمرد على ذلك النمط، وسلك نهجاً ثورياً في كل مفرداته تطويعاً لجدلية الأصل والعصر، وإن هذا النهج كلفه كثيراً من المعاناة في الحكم وفي خارج الحكم. إذ صار علقماً في حلق دكتاتوريات البلاد الثلاث- وفق قوله- وقال إمام الأنصار إن مسألة تعويضات آل المهدي فرية انشغل بها إعلام كاذب للتآمر على الديمقراطية والقصة وما فيها هي (عندما أعيدت أملاك دائرة المهدي لأهلها خصم من الأملاك محلج ربك، ومشروع أم دوم لسداد الدين. قدرت أرض مشروع أم دوم بمبلغ ألف جنيه للفدان في وقت كان سعر الفدان أضعاف ذلك. وأوضح الصادق أن قيادة حزب الأمة تعتمد على البلاء وعلى القرار الشعبي لا على التزكية العائلية، وأن كل المواقع القيادية في حزب الأمة الآن انتخابية وجديدة ما عدا الرئيس الذي جُدد انتخابه في المؤتمر العام السابع ولا يستطيع عاقل أن يقول إن هذا كان نتيجة محاباة أو مجاملة أو توريث… إلى نص الحوار

*بدءاً وعلى غير العادة نريد أن نتعرف أكثر على شخصية السيد الصادق المهدي ؟

– أنا شخص وُلد في نعيم، ولو سارت الأمور على طبيعتها لنشأت كما أبناء الأسر الكبيرة في المنطقة الذين كانوا زملائي في كلية فيكتوريا بالإسكندرية. ولكنني تمردت على ذلك النمط، وسلكت نهجاً ثورياً في كل مفرداته تطويعاً لجدلية الأصل والعصر. هذا النهج كلفني كثيراً من المعاناة في الحكم وفي خارج الحكم. إذ صرت علقماً في حلق دكتاتوريات البلاد الثلاث، رافضاً لها بصورة حولت ملعقة الفضة التي كانت تنتظرني إلى ملعقة حديد تحمى فتكوي القلوب والجلود. نقلة أحمد الله عليها، لأنها أجنتني ثماراً كثيرة في الفكر، والاجتهاد، والاطلاع، والجهاد، والتفكر أكسبني عطاء إنجازياً داخل الوطن وخارجه، ومحبة كثير من الناس. لذلك أعتبر هذه المعاناة حسب نتائجها نعمة. وعندما طلبت مني الحبيبة نون عمر نور الدائم أن أختار بيت شعر تريد أن تزين به هدية لي اخترت هذا البيت:

قَدْ يَنْعِمُ اللهُ بِالبَلْوَى وَإِنْ عَظُمَتْ وَيَبْتَلِي اللهُ بَعْضَ الْناس بِالنِّعَمِ

*في اعتقادك ما هو الدور الكبير الذي يمكن أن يقوم به الإمام في الإسهام في التغلب على الكثير من المشاكل التي يواجهها الحزب ؟

– حزب الأمة حزب متجذر في التاريخ، وتسنده قوى اجتماعية صامدة، وهو متجدد منذ دعوة السودان للسودانيين، إلى الدفاع عن الديمقراطية في وجه الطغيان حتى ذلك الذي تسبب فيه بعض قادته، إلى تبني فكر صحوي يبعث الإسلام ويستصحب ما في الفكر الاشتراكي، والقومي، والأفريقي من إيجابيات، وهو حزب مؤسسي انفرد بعقد مؤتمرات متصلة تطور البرنامج، وتجدد القيادة: كل قيادات الحزب الحالية في مؤسسة الرئاسة، وفي المكتب السياسي، وفي الأمانة العامة قيادات كلها جديدة وكلها منتخبة، الاستثناء الوحيد هو استمرار شخصي كرئيس منتخب للحزب، ولكنني مع ذلك أحرص على التجدد المستمر لمواكبة المستجدات، من منطلق هذه الخلفية أن الحزب بخير ويواصل عمله بنجاح، ولكن هنالك من غادروا الحزب والتحقوا بالنظام الأوتوقراطي. هؤلاء لا مكان لهم في حزب الأمة. وهنالك من غادروا الحزب وكونوا حزباً آخر والتحقوا بالنظام ثم أبعدهم النظام. هؤلاء إن أرادوا العودة فعليهم الاعتراف بالخطأ بنقد ذاتي لكي لا يعودوا لمثله. كما أن هنالك من تحفظوا على قرارات المؤتمر العام السابع أو على قرارات الهيئة المركزية الأخيرة، هؤلاء كونت لجنة لمراجعتهم في الالتحاق بالمؤتمر الثامن للحزب المزمع. وسوف تنفذ توصيات هذه اللجنة بعد إجازتها في المكتب السياسي. ولحزب الأمة 63 فرعاً في أنحاء العالم، هؤلاء يضمهم تنظيم مهجري، ولكن حدثت تحفظات تنظيمية لدى بعض الكوادر، لذلك وجهت الدعوة لفئة مختارة من قادة التنظيم والمتحفظين عليه للقاء في القاهرة في مقبل الأيام.

* السيد الصادق بين الحاسم في تحقيق متطلبات الشعب السوداني وبين كيفية مساهماته في معالجة أزمات السودان المتلاحقة ؟

– بالنسبة للنظام، فقد رفضنا أية عروض للانضمام إليه وحرصنا على إزالة النظام عن طريق انتفاضة سلمية مخططة لا عشوائية أو حوار جامع ينتهي إلى تحول نحو السلام والديمقراطية، كما حدث في جنوب أفريقيا عام 1992م، أو تجارب التحول السلمية الأخرى كما في تشيلي، وفي بوركينا فاسو كان النظام لا يحاور إلا حملة السلاح وثنائياً، ولكن صمودنا أقنعه أن ينادي بحوار جامع ومع الكافة حول السلام، والحكم، والدستور. وفي الاتجاه الآخر كان بعض الناس يرفضون الحوار من حيث هو واستطعنا أن نحقق تجاوباً واسعاً للحوار باستحقاقاته. وكانت الجبهة الثورية تضع الإطاحة بالنظام بالقوة ضمن خياراتها، وكذلك تقرير المصير لبعض المناطق في السودان. ولكن بإنجاز إعلان باريس في أغسطس 2014م ونداء السودان بعد ذلك تكوّن توازن قوى جديد استطاع أن يهزم النظام الحاكم بحملة (ارحل) في انتخابات أبريل 2015م، وأن يجرد اجتماع العاشر من أكتوبر 2015م من الجدوى. وأن يحصل على تجاوب أفريقي بالإجماع بموجب قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي رقم (539). ومنذ لقائنا الأخير في باريس 13/11/2015م، استطعنا أن نتفق على ميثاق لمستقبل الوطن، وخريطة طريق لتحقيقه، ومجلس تنسيق أعلى لقيادة هذا العمل، والآن نحن ساعون لضم كل قوى المستقبل الوطني لإجراء حوار مجدٍ باستحقاقاته مع النظام، نعم، توجد الآن بعض العقبات، ونحن نعمل على تخطيها، وسوف نطرح مخرجاً بعد التشاور في الاحتفال باستقلال البلاد. ونعتقد أن مجهوداتنا المذكورة قد قربت المواقف ما قد يبشر بإيجاد مخرج لأزمات البلاد.

والخيار الآخر إذا تعذر ذلك، هو حشد الموقف الشعبي في برنامج (هنا الشعب). خطوة نحو الانتفاضة الشعبية.

*إذاً ما المطلوب الآن منكم في مسيرة التغيير؟

*المطلوب في مسيرة التغيير هو تحديد معالم الخلاص بوضوح، وتحديد الوسائل المضمونة لتحقيق مطالب المستقبل الوطني والصمود حتى النصر.

*ما هو التصور الإيجابي لحزب الأمة الذي يؤدي إلى استقرار السودان؟

– أهم أسباب عدم الاستقرار في السودان هي: الاستقطاب الإسلامي العلماني ووجوب إيجاد معادلة توفيقية، وإدارة التنوع الثقافي والإثني في السودان بصورة عادلة، بجانب تحقيق تنمية تشيّد البنية التحتية، وتوفر الخدمات الاجتماعية، وتكفل ضرورات المعيشة، وتعدل في توزيع الثروة، إضافة لحفظ الأمن بوسائل تحترم حقوق الإنسان، والدفاع عن الوطن، وإعداد القوات المسلحة لذلك، وفي اعتقادي أن هذه المهام الخمس إذا أنجزت كفيلة بتحقيق الاستقرار في السودان.

* كيفية نجاح العملية الديمقراطية من وجهة نظر حزب الأمة؟

مشكلتنا في التجربة الديمقراطية، هي أننا أغفلنا الأقلمة الثقافية والاجتماعية للديمقراطية، هذه الأقلمة هي التي تحقق التوازن، لذلك نحن نتطلع لتجربة ديمقراطية تراعي التوازن وبذلك تصير مستدامة.

*الصادق المهدي بما يتمتع به من اجتهادات ونضالات… هل يمكن أن يكون للشعب السوداني نصيب من انتصار يحقق له ديمقراطية حقيقية؟

– نعم، أنا اجتهدت على تأهيل نفسي بكل الوسائل، وأعتقد أن لي شعبية تزكِّيني، ولكن هنالك حاجة لظروف اجتماعية مواكبة لينجح عطاؤنا، إذا تحقق السلام، وتخلت الأحزاب الشمولية عن أشواقها الشمولية لصالح الديمقراطية، والتزمت القوات المسلحة بدورها المهني، فإننا نستطيع أن نحقق ديمقراطية حقيقية في السودان

* ألا تتفق معي بأنك الأوفر حظاً في قيادة السودان، ولكن لماذا لم تصل إلى ديمقراطية حقيقية؟

– نعم، لدي مؤهلات فكرية، وشعبية، ونضالية، ولكن في السودان مشاكل بنيوية عرقلت مسيرته السياسية فمنذ عهد الإمبريالية زرعت حالة “أبارتايد” في السودان، صارت بذرة لحرب أهلية، توافر الحرية بصورة لا نظير لها في المنطقة أدى لممارسة للحريات جعلت أحد القادة ذوي الخلفية العسكرية يضيق ذرعاً بممارسة الحريات ويلجأ للخيار الإنقلابي في 1958م، كذلك توافر الحريات جعل أحزاباً شمولية تتآمر ضد الديمقراطية في 1969م، 1989م، هذه العوامل عوّقت مسيرة الديمقراطية فاحتلت النظم الأوتوقراطية 85% من عمر السودان المستقل.

ولكنني أعتقد كما كتبتُ في كتابي الصادر 1989م أن الديمقراطية راجحة بالقياس للتجارب الأخرى وعائدة حتماً. وسوف نستفيد من كل تلك التجارب لتحقيق السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي المستدام.

* الصادق المهدي آخر رئيس لمجلس الوزراء، وكان يملك قفاز الوصول إلى الديمقراطية الحقيقية، ولكن بقدرة قادر انصرف حزب الأمة القومي إلى إصلاح حاله بالحزب إلى الاهتمام الذاتي من تعويضات آل المهدي وما إلى ذلك؟

– مسألة تعويضات آل المهدي فرية انشغل بها إعلام كاذب للتآمر على الديمقراطية، والقصة وما فيها هي (عندما أعيدت أملاك دائرة المهدي لأهلها خصم من الأملاك محلج ربك، ومشروع أم دوم لسداد الدين، قدرت أرض مشروع أم دوم بمبلغ ألف جنيه للفدان في وقت كان سعر الفدان أضعاف ذلك.

وطالب ورثة دائرة المهدي أن يراجع الإجراء بإعادة تقدير سعر أرض مشروع أم دوم، وقمنا بتحويل الطلب لوزارة المالية وكونت الوزارة لجنة فنية أكدت أن تقدير السعر بألف جنيه كان خطأ واقترحت تقديراً جديداً.

إلا أن الإعلام الكاذب شكك في الموضوع، لذلك قرر وزير المالية عرض الأمر على البرلمان، والبرلمان استمع للجنة الفنية واقتنع بحجتها وأجازها. ولكنني لكي أنفي عن الموقف السياسي أية شبهات رفضت توصيات اللجنة وقررت أن يلجأ ورثة الدائرة إلى القضاء، وقد كان. هذا موقف يتطلب الحمد والإشادة لا المطاعنة كما ظهر في بعض الأوساط. والغريب أن نفس القوى السياسية التي أثارت الشبهات بعد أن استولت على السلطة نظرت في مطالب ورثة الدائرة وكتبت لهم شيكاً بالتعويض بمبلغ عشرة مليارات جنيه سوداني، ولكن الورثة رفضوا هذه التسوية. إن مروجي الأكاذيب يستحقون العقاب على إشانة السمعة وبث الأكاذيب.

*مر على حزب الأمة كثير من الأفذاذ السياسيين، ولكنهم لم ينالوا حظاً لقيادة الحزب، لماذا هذا في اعتقادك؟

*قيادة الحزب في قمتها الرئاسية والأمانة العامة، كان رئيس الحزب الإمام الصديق والأمين العام السيد عبد الله خليل، وبعد ذلك رشح آل المهدي السيد محمد أحمد محجوب رئيساً للحزب، والسيد محمد داؤد الخليفة أميناً عاماً. والجمعية العمومية لحزب الأمة لدى إعادة تكوينها بعد ثورة أكتوبر 1964م، رُفضت ترشيحات آل المهدي، وقال المجتمعون ننتخب الذين قادوا النضال ضد الدكتاتورية، وشاركوا في قيادة ثورة أكتوبر وكتبوا ميثاقها لا الذين غابوا عن تلك الساحة.

إذن قيادة حزب الأمة تعتمد على البلاء، وعلى القرار الشعبي لا على التزكية العائلية. والآن كل المواقع القيادية في حزب الأمة انتخابية وجديدة ما عدا الرئيس الذي جُدد انتخابه في المؤتمر العام السابع ولا يستطيع عاقل أن يقول إن هذا كان نتيجة محاباة أو مجاملة أو توريث.

* ما هو القرار الذي ندمت على اتخاذه؟ وما هو القرار الذي ندمت أنك لم تتخذه؟

– ندمتُ على منح ثقة مطلقة لأشخاص لا يستحقون تلك الثقة لأنهم استخدموها لأغراض ذاتية مضرة بمصلحة الجماعة والوطن.

القرار الذي ندمت على أنني لم أتخذه هو أنني لم أوافق على استمرار صحيفة الأيام وصحيفة الصحافة كصحيفتين قوميتين إلى أن يكون أصحابهما مستعدين لإصدارهما، ولكن غيابهما وتقاعس أصحابهما عن أصدارهما لفترة طويلة أتاح فرصة للجبهة الإسلامية القومية الحصول على أموال من تنظيمهم العالمي والهيمنة على الإعلام الصحافي في الوقت الذي فيه أحزابنا الوطنية لا يملكون إمكانات فاستطاعت الجبهة الإسلامية القومية أن توظف الإعلام الصحافي للتآمر على الديمقراطية.

* ألا تتفق معي بأن الترهل السياسي في القيادات السياسية التي مضت عليها سنين وسنين علماً بأن الأجيال تتغير جيلاً بعد جيل؟

مرتان أدى هذا المنطق لدعم تغيير انقلابي والمجيء بقيادات مؤهلة أكاديمياً وشابة في مايو 1969م وفي يونيو 1989م، وسوف يسجل التاريخ أن السودان قد نكب في المرتين.

صحيح بعض الأحزاب شاخت وترهلت وفي طريقها للهاوية، هذا لا ينطق على حزب الأمة، فنحن نراعي مواكبة الفكر المستجد، ونراعي استيعاب القوى الجديدة الشبابية، والجهوية، والنسائية، والفئوية. ما دام الأساس الديمقراطي قائماً فإنه كفيل بالتجديد وتعاقب الأجيال.

* هل تعتقد أن هناك قضية لم تفشل حكومة الإنقاذ فيها؟

– نعم، حكومة الإنقاذ لم تفشل في توظيف إمكانات البلاد للحفاظ على السلطة 26 عاماً. ولم تفشل في تسخير الاقتصاد الوطني لإثراء كوادرها المخلصة لها. ولم تفشل في استغلال بترول البلاد وإن فشلت في توظيف عائده توظيفاً صحيحاً.

*الانهيار والفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي هل يتفق كل هذا مع رفع شعار تحقيق الشريعة الإسلامية في السودان؟

– تطبيق الشريعة يعني الالتزام بمبادئ الإسلام السياسية: وهي العدالة، والحرية، والمشاركة، والمساواة، والشفافية، وسيادة حكم القانون، ويعني تطبيق الالتزام بمبادئ الإسلام في التنمية والعدالة الاجتماعية، ويعني نزاهة الحكم ونظافة يد الحكام، أي ادعاء تطبيق الشريعة ما لم تتحقق هذه المبادئ تلاعب بالدين واستغلال لشعاراته لدعم السلطان ولا حظ له في دنيا ولا آخرة.

*يقول الكثير من الخصوم السياسيين بأنك على علاقة مباشرة بالإنقاذ بالرغم من اعتقالاتك المتكررة؟ وبالرغم من وجودك الآن خارج السودان؟

– كل القوى السياسية الموجودة في الساحة الآن اشتركت مع نظام الإنقاذ، إما منذ البداية أو بعد اتفاقية نيفاشا في 2005م، نحن وحدنا الذين لم نشترك في هذا النظام. وموقفنا كان ولا زال هو الذي يصوغ ويحقق شعارات المعارضة للنظام، فنحن وحدنا الذين عارضنا نهجه الإسلامي بصورة موثقة، الآخرون لم يتطرقوا لهذا الأمر، ووحدنا الذين قدمنا رفضاً محدداً لاتفاقيات سلام النظام وهي: اتفاقية نيفاشا، واتفاقية أبوجا، واتفاقية الشرق، واتفاقية الدوحة. الآخرون ربما انتقدوا بصورة عفوية ولكننا قدمنا رفضاً شاملاً واضح الحجة. وكنا أكثر من تطرق علناً لرفض إعطاء الأمن دوراً تنفيذياً وانتقاد آلية الدعم السريع.

* ولكن هؤلاء القائلون على حق في أمرين هما: أننا لا نقاطع أية اتصالات في الشأن الوطني لأننا نعتقد أن قوة حجتنا سوف تفتح عيون كثيرين، وقد تحقق ذلك، فعدد الفئات التي تحررت من قبضة المؤتمر الوطني بلغ عشر فئات، وهذا مكسب للحركة الوطنية، لأننا لا نحرص على تدميرهم بل على هدايتهم.

الأمر الثاني: النظام يشعر بالذنب نحونا لأنهم أزاحونا بالتآمر ولم يحققوا شيئاً أفضل منا. وجماعة النظام يميزوننا على بقية خصومهم لأننا نلتزم بالموضوعية ونبتعد عن المهاترة.

*في اعتقادك فيم يتمثل الدور الفعال الذي يجب أن يحدث لمعالجة بعض المشكلات التي تراها ؟

– لقد استطاعت قوى المستقبل الوطني عزل النظام بحملة (ارحل)، واستطاعت تجريد الحوار الناقص في أكتوبر من أية قيمة، واستطاعت أن تحصل على تأييد إجماعي أفريقي دولي، شرعنا في تكوين السياسات البديلة لبناء الوطن في المستقبل وأمام النظام أن يستجيب للمطلب الشعبي، بعد أن وصل إلى حالة الأسعار فيها مستحيلة: الليمونة بألف جنيه، وكيلو الطماطم بخمسين ألف جنيه، وربع البصل بثمانين ألف جنيه، والجنيه السوداني يساوي جزءاً من الألف من السنت الأمريكي (أعني الجنيه بعد إعادة الأصفرار التي أسقطت منه) هذه أسعار حصار.

وزير المالية قال إنه مضطر لرفع الدعم عن الوقود، والقمح، والكهرباء، إجراءات إذا فعلها لأشعل البلاد إشعالاً، وأعتقد أن الحل في الإجراءات الآتية:

أولاً: وقف نزيف الصرف السيادي، والسياسي، والإداري، وبصورة جذرية.

ثانياً: وقف الحروب التي تكلف البلاد في يوم ما يساوي دخل الحكومة في شهر.

ثالثاً: إبرام اتفاق سلام عادل شامل وتحوّل ديمقراطي يمكن مجلس الأمن من إيجاد معادلة للقرار الدولي (1593)، ما يفتح الطريق لإلغاء الدين الخارجي، ومقداره 48 مليار دولار، ورفع العقوبات الاقتصادية، واستئناف الدعم الأوربي التنموي للبلاد، ويمكن للسودان يومئذ أن يقود الدول الأكثر فقراً لصرف استحقاقات العدالة المناخية.

رابعاً: تطبيق من أين لك هذا على قطط النظام السمان فما نهبوا من أموال الشعب ليس خافياً على أحد.

هذه هي الوسائل الصحيحة لمواجهة العجوزات المدمرة للاقتصاد الوطني، زيادة الأعباء على المواطنين غير مجدية، وكذلك توظيف قوات سودانية مسلحة في حرب طائفية في اليمن غير مجدية.

الصيحة

تعليق واحد

  1. تحياتى
    لم أرى شخصا متناقضا في حياتى مثل هذا الصادق المهدى

    انظر الى هذا التقرير والذى كتب عقب اتفاقه مع الإنقاذ يوم 21/5/2008 بما عرف باتفاق التراضى الوطنى

    توقيع المؤتمر الوطني الحزب الحاكم او الشريك الاكبر في نظام «الحكم الثنائي» مع حزب الامة على ما عرف باتفاق التراضي الوطني امس، ربما مثّل تتويجاً لعلاقات شهدت شداً وجذبا ومعاناة وملاسنات، ولكن ايضا عدم يأس من ان يجمع الله الشتيتين بعد مظنة ان لا تلاقي، والسعي نحو هذا التلاقي قديم قدم «الانقاذ» ولا يعوزه المبرر الذي تبدو كلمة السر فيه عبارة «التدخل الاجنبي» او «الاستهداف الخارجي» او «خطر التدويل»، وهذه العبارات كانت حاضرة في افواه قادة حزب الامة عشية التوقيع على اتفاق «التراضي الوطني». يقول عبد النبي علي احمد، الامين العام لحزب الامة، ان الاتفاق احتوى على اجندة ذات محاور سبعة تشمل اجراءات ازالة الاحتقان وتهيئة المناخ، والثوابت الوطنية والسلام الشامل وازمة دارفور، والحريات العامة، والملتقى الجامع والانتخابات، مؤكدا ان هذه المحاور تشكل في مجملها قضايا قومية وليست حزبية ثنائية، موضحاً ان السودان يواجه الآن خطر الاحتقان الذي ربما يفضي الى التمزق و«الاستهداف الخارجي» الذي يؤدي الى «التدويل الخبيث»، مؤكداً انه استشعارا لهذه المخاطر كان اصرار حزب الامة على العمل على جمع الصف الوطني تأميناً لوحدة السودان وسلامته والتحول الديمقراطي.
    وقالت مريم الصادق المهدي، عضو المكتب السياسي بالحزب ان حزب الامة قد اختار فكرة التراضي الوطني مع كافة القوى السودانية بدلاً من خيار الانتفاضة والعمل المسلح؛ لان «الخطر المحيط بالسودان» بات كبيراً، وان الهم الاكبر هو كيفية تنزيل مشروع التراضي الوطني الى ارض واقع التنفيذ الفعلي لسد الثغرات التي تنفذ منها «التدخلات الخارجية» في السودان. ويقول زعيم الحزب الصادق المهدي ان حزبه يرفض بشدة أية محاولة للاطاحة بنظام الحكم القائم في السودان بالقوة، معتبراً ان أي نظام بديل لنظام البشير الحالي سيمضي بالبلاد الى شمولية قابضة ومثقلة «بالفواتير الخارجية»، موضحاً ان حزبه انتقل من خانة المعارضة الخشنة الى المعارضة الناعمة، ثم حط الرحال اخيرا الى حضن «التراضي الوطني»، والذي يصفه الصادق المهدي بأنه تراضٍ ثنائي في شكله قومي في داخله، «ظاهرة العذاب وباطنه الرحمة»، وهو ـ بحسب المهدي ـ ثمرة الجهاد المدني والواقع ان رغبة التقارب من قبل حزب الامة مع الانقاذ تحت مبرر «التدخل الاجنبي» هي رغبة قديمة منذ الايام الاولى للانقاذ، فالصادق المهدي خاطب ود الانقاذ في ايامها الاولى بأنهم يملكون القوة ويملك هو الشرعية وعليهما ـ الانقاذ والامة ـ البحث عن صيغة مشتركة تجمع بين الاثنين وتجنب البلاد الكارثة والمخاطر

    ليحدثنا الصادق المهدى ماذا تم في هذا الاتفاق

    وأيضا هناك اتفاقه مع الحكومة في ماسمى آنذاك باتفاق جيبوتى ، والذى اشارت له البى بى سى في موقعها بقولها ( واعتبر زعيم حزب الامة الصادق المهدي في تصريح للقسم العربي في هيئة الإذاعة البريطانية الاتفاق بمثابة تمهيد لاتفاق أوسع وأشمل لحل الأزمة في السودان )

    ليقل لنا الصادق المهدى ماذا تم في هذا الاتفاق

    ثم ليخبرنا بكلام يدخل العقل ولا يقول لنا كلام مدغمس حول مشاركة ابنيه في الحكومة واحد مساعد الرئيس والآخر ضابط في الامن

    ياخى والله فترنا من الكلام الما منو فائدة وكتير وخمج

  2. You are an excellent and official president for this country and you are the one who is capable of keeping this country together. Now every body hates this regime and it is time for it to go.

  3. صادق وانت الصادق

    اعتقد ان تمرد بعض ابنائه عليه لانهم ناقمين علي اجباره لهم بأن يعيشوا مثل بقية ابناء وطنهم

    لا يوجد اعتراض علي مثالية واخلاق السيد الصادق
    ولكنها في مجال الحكم غير واقعية

    كان يمكن لهذا الرجل حماية أمة بأكملها من الضياع

    لقد تركت الباب مفتوحاً لاصحاب الضمائر الخربة

    كان يمكنك ايقاف الترابي الخبيث

    والطلاق منه الذي يجوز شرعياً

  4. المُعانون

    يا ثاقب الرؤية وصادق الفكر
    لقد نوّرتنا هنا بأنّ حزب الأمّة حزب مُتجذّر
    في تاريخ السودان لكنّه يُجدّد صحوة الإسلام ويستصحب الفكر
    ويحترم أهل الإختصاص والذكر وتسنده قوى إجتماعيّة صامدة وصلبة كالصخر
    وقابضة على دينها وكُلّ أبعادها الأخلاقيّة كالقابض على الجمر
    ومن لدن دعوة السودان للسودانيين قد تطوّر
    إلى الوقوف أمام الطغيان والغدر

    ولقد إستأسدت عليه شموليّات الغدر
    القائمة على أنقاض القوى الإجتماعيّة ولاتحترم أهل الذكر
    وتزدرى بكُلّ أصحاب الرؤى الثاقبة وبأهل الصادق من ضروب الفكر
    حتّى تطلّب الأمر وسيلة للدفاع عن ديمقراطيّة السودان الإستراتيجيّة المقاوِمة للكسر
    وهذا يقتضي تبني فكر صحوي يبعث الإسلام ويستصحب ما في الفكر
    الإشتراكي والقومي والأفريقي من إيجابيات ليهندس فجر
    السودان المُقاوِم للإنقراض والبتر

    ولقد علّمتنا كذلك أنّ الديمقراطيّة الإستراتيجيّة
    تحتاج إلى الأقلمة الثقافية والاجتماعية للآليّة الديمقراطية
    بتحقيق توازنات مدنيّة ? عسكريّة لتنهي إستقطابات إسلاميّة ? علمانيّة
    عبر إيجاد مُعادلات توفيقية لإدارة تنوع الثقافة والإثنيّة بطريقة عادِلة وجماعيّة
    تكفل تحقيق التنمية وإحترام البُنَى التحتيّة وتوفير الخدمات الاجتماعيّة
    وتعدل في توزيع الثروات ثمّ تكفل الضرورات المعيشة
    ثمّ تحفظ الأمن بوسائل تحترم الحقوق الإنسانيّة

  5. ياريت لو ما ولدوك ولادتك من الذي استفاد منها حظك انك من ابناء المهدي ،

    ولكن انت سبب كل الخراب الذي يحصل الأن وسيحصل للشعب السوداني ، وانت سبب مجيء ثورة الانقاذ لان البلد كنت قائده تكاسلت وكنت تعلم بمجيء البشير وزمرته الفاشية فقد زمام حكم البلد وكنت ضعيفا للحد البعد في حكمكم للبلد ابان الحكم الديمقراطي وضيعت البلد بمن فيه :

    لو انك كنت قويا لما أتت ذئاب البشير وسطت على حكم السودان انذاك والان اصبحت مشرد بين دول العالم رغم كبر سنك .

    وانت الان قد قاربت على الثمانين وليسع هناك متسعا لتحكم البلد وغاب قوسين من الموت لانك بلغت من العمر عتيا اذهب وامسك صلاتيك وسبحتك واقعد في صالونك وكن الاب الروحي لبقية الناس الجدد ليحكموا السودان وبمشورتكم انت ومعك محمد عثمان الميرغني القطار فاتكم استقيلوا من السياسة الآن؟

    وارحموا الشعب الفضل وحسبنا الله فيكم لمتى تجرون وراء الحكم .

    الترابي رحمه الله جرى لما وقع مات وانتم مصيركم مثله .

  6. انه زمن الهوان بالمجان سافر الإمام و عاد الإمام والاستفبال بالطبول والزفه كمان ثم ماذا بعد…؟ أو بالأحرى ثم ماذا كان من قبل..؟ مالذي فعله من قبل الإمام ذو الثمانيين عاما يذكر كلما ذكرت سيرته العطره غير الكلام و فركشة المعارضة في أي مكان وأي زمان و عشان ماننسي و نوفي الإمام حقه من أهم إنجازاته عمل جرتق لكثير من عرسان بلادي ربنا يوفقهم و الإنجاز الأهم في حياة الإمام هو تامين مستقبل الأبناء فبسم الله ماشاء الله كلهم أمورهم مجيهه والفضل يرجع لحنكه الإمام و ذكائه الخارق و طبعا من قبل ومن بعد للإنقاذ.. وما أدراك ما الانقاذ و المراوغات والمبادرات والتعويضات طبعا اول تعويضات قبضها الإمام كانت 3 مليار ياربي كم دولار. .؟ ماعارف. . لكن الشي المؤكد أنها أودعت في حساب التاج. .!! وما بين اول تعويضات وآخر حوافز من ضمنها الراتب الشهري 15 الف دولار يصرف من السفارة السودانية في القاهرة كان لابد للإمام أن يتفرغ للنضال الناعم و المعارضة و طبعا كعادته نجح نجاح باهر في في كل ما أوكل إليه ودونكم موت نداء السودان و اتفاقية باريس و اديس وغيرها من مهام الغواصة.

  7. هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههو اليام كلامه كتر اللهم اجعله خير حلايب ونتؤحلفا والفشقة اراضى سودانية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..