
* لا شيء يعود كما كان .. نحن نتغير بعد ضربات الحياة الموجعه .. نصبح اقل كلاماً واقل شعوراً وأكثر حكمة وتعقلاً بالتعامل مع الحياة والاخرين *.
التحرر من الخوف هو أولى الخطوات الحقيقية نحو الحرية. في أوقات الحرب ، تصبح الكتابة فعل مقاومة ، وسلاحًا أقوى من الرصاص. تُسطر الكلمات تاريخًا حيًا ، تنقل معاناة الشعوب وآمالهم، وتُبقي على جذوة الإنسانية مشتعلة وسط الدمار.
في زمن الحرب ، تتحول الكلمات إلى جسر يصل بين الماضي والمستقبل ، تنقل حكايات الأبطال الذين صمدوا أمام الطغيان ، وتُلهب مشاعر الأجيال القادمة لتحمل راية الحرية. التحرر من الخوف يمنح الكاتب شجاعة مواجهة الواقع القاسي، ليكتب بصدقٍ وأمانةٍ عن مآسي الحرب وأحلام السلام.
الكلمة سلاح بحد ذاته ، تستطيع أن تخترق جدران الظلم وتفضح الفساد وتبث الأمل في قلوب المنكوبين. الكتابة في زمن الحرب ليست مجرد سرد للأحداث ، بل هي أيضًا صياغة للهوية الوطنية، وإعادة تعريف للإنسانية. تحكي عن الأمل الذي ينبعث من بين الأنقاض، وعن الحب الذي يولد في أوقات الفوضى. وعندما يتحرر الكاتب من الخوف ، يصبح صوتًا لمن لا صوت لهم، ونورًا في ظلام الحرب الدامس.
الكاتب ضمير أمته ، والكلمة أمانة في عنقه. هي سلاحه في معركة البقاء ، ووسيلته للتأثير والتغيير. في زمن الحرب ، يتحمل الكاتب مسؤولية عظيمة ، حيث يكتب عن الحقائق غير المعلنة ، ويبرز معاناة الناس وآمالهم. يكتب ليُذكّر الجميع بأن هناك أملًا يتجدد ، وأن النور لا بد أن ينتصر على الظلام.
إن الكتابة في زمن الحرب تعني الوقوف بشجاعة في وجه الظلم ، والمساهمة في بناء مستقبل أفضل. الكلمات تملك القدرة على تغيير العقول ، وإشعال شرارة التغيير. وعندما نتحرر من الخوف ، نفتح أبواب الحرية على مصراعيها، لنكتب بصدق عن تجاربنا ، ونلهم الآخرين للنضال من أجل غدٍ أكثر إشراقًا.
فالكاتب بما يحمله من ضميرٍ حي وكلمةٍ أمانة ، يكون نبراس أمته في أحلك الظروف ، ومصدر قوتها وإلهامها في أصعب الأوقات.