مقالات سياسية

سلام السودان الحقيقي

@ موكب سلام السودان اليوم ، من بنات أفكار المتشددين وسط صقور النظام الذين تورطوا في مواجهات خاسرة مع الشعب إفتقدوا الحكمة و الموضوعية، والذين يدركون أن سجلهم لدى الشعب أضحى غير مشرف و لا يشجعهم غير البعد عن أي شكل من اشكال المصالحة و الحوار الجاد لاستقرار الاوضاع بالبلاد لأنهم انزلقوا الى مستوى الشخصانية و قد أحسنت الحكومة مؤخرا في ابعادهم عن المشهد السياسي ولكنهم دوما يستشعرون الخطر عند أي تقارب و استقرار او غير ذلك من قرب موعد الرحيل ولهذا فإنهم حرصوا على التسويق لموكب اليوم الذي سيعقد الامور اكثر سيما و أنه لا يضع أي معالجات للحل أو المصالحة.

@ براعة الحكومة و تنظيماتها في الحشد الجماهيري، تخصص حصري تدربوا عليه منذ صدور كتيبهم الاشهر في الديمقراطية الثالثة (كيف تسير مظاهرة مليونية) وطوال حكم الانقاذ ظلت الحشود و المسيرات المليونية غاية عندهم توقف عندها نموء النظام الذي وجد نفسه محاصر بإخفاقاته.

الاستعداد لمسيرة اليوم المليونية رصدتها مواقع التواصل بنشر خطابات لبعض الجهات التابعة لحزب المؤتمر تطالب جهات حكومية ، بأن تتكفل بتوفير المواصلات و الاعاشة و الحافز و التفرغ لكل منسوبي تنظيماتهم بالمشاركة في الحشد الجماهيرى اليوم هذا غير الخطابات الرسمية للولايات و المحليات و التوجيهات الآمرة لجميع العاملين بالاحتشاد المتزامن مع فتح المدارس ، كل ذلك يتم بتعطيل دولاب العمل و تأخير المصالح وإضاعة الزمن و استغلال الامكانيات الحكومية و تسخير كل الجهود لإنجاح الحشد الذي لن يحل قضية للمواطن السوداني و يخفف أزماته المتصاعدة التي لا يلوح أي أمل في زوالها.

@ مهما بلغت مسيرة اليوم من ملايين فهي مسيرة مصنوعة و (سكند هاند) ادمنتها الحكومة دائما في هكذا مواقف ولن تعبر عن أي تأييد شعبي حقيقي و الرأي العام المحلى تشبع من اساليب الحكومة المختلفة و المماثلة . المواطن البسيط لن تثنيه مواكب الحكومة المصنوعة من تغيير رأيه لأن القضية اصبحت قضية حياة أو موت ارتبطت بالعيش والكرامة . الرأي العالمى يدرك جيدا أن مسيرة اليوم لن تحمل غير رسالة واحدة و هي ان النظام في رمقه الاخير و لن تسعفه المواكب و الحشود المصنوعة في كسب قناعات وتعاطف العالم و لا تقارن بخروج و تدافع المواطنين العفوي الغير مصنوع الذي سبق موكب الحكومة . مسيرة اليوم لها ما بعدها بتعبيد السير في درب الازمات بطريقة (أرمى قدام وراء مؤمن) ،عقب هذه المسيرة ربما تبدأ الحكومة بعين قوية رفع الدعم عن المحروقات و الدقيق و قد بدأت فعلا بزيادة سعر الجازولين التجاري للشركات ب ۷ اضعاف (البرميل من ۱٥۰۰ جنيه الى ۷٥۰۰ جنيه) و رغيف الخبز التجارى الى ۳ جنيهات هذا غير زيادة ۲۰۰ ٪ في الرسوم الاخرى للمعاملات المدنية حيث بلغ رسم الجواز الجديد ۸۱٥ جنيه و رخصة القيادة ۷۸۰ جنيه و لا حديث عن اسعار الدواء والخدمات الصحية.

@ من ابرز الاصوات المطالبة بإلغاء مسيرة اليوم ما جاء على لسان القطب الاسلامي وابرز قيادات النظام ، السفير الشفيع احمد محمد الذي كان قد بعث بعدد من الرسائل الصوتية ورسالته الصحفية الاشهر للرئيس بعنوان (لله يكضب الشينة).

تناول السفير الشفيع في مستهل رسالته قرار تسيير موكب اليوم ، بأنه تصرف غير حكيم إن لم يكن غير راشد ، هذا غير المخاطر التي ستنجم عنه و لا احد يتحدى الحكومة في تسيير الحشد لهذا الموكب لأنها تملك كل إمكانيات الدولة وتسخرها لذلك . في رسالة السفير للحركة الاسلامية و الحزب الحاكم جاء فيها ، أن ما يقوم به المعارضون في احداث حراك الشارع الآن، قام به الاسلاميون ابان معارضتهم لحكم نميري و كان عملا وطنيا فلا يحق ان نصف المعارضين الآن باوصاف غير كريمة لأنهم يقومون بذلت العمل الوطني وتحرك الشارع بسبب سياسات الحكومة و ليس لشعارات أخرى.

@ في رسالته للجميع ، أبان ، أن السودان لا يمكن أن يستقر و يزدهر و ينموا بمعزل عن الاسلاميين و اليساريين بكل مدارسهم و لا حتى بدون الرجعيين و الطائفيين و اهل المركز والهامش . في ختام رسالته طالب رئيس الجمهورية الغاء هذا المواكب و تسخير امكانياته لقضايا الراهن و ناشد الرئيس أيضا ان يسجل موقفا للتاريخ بحسبان أن صلاحية هذا النظام انتهت منذ فترة ولابد من تغيير جديد و لا يجب أن نتوارى او (نَكِش) من مطلب الحكومة الانتقالية التى أصبحت المخرج الآن حتى لا تعم الفوضى ونورث الاجيال القادمة الفرقة والشتات و الكراهية بدلا عن المحبة و الطمأنينة والامن و السلام و حتى لا يصلح الحال بالسِنَان ، الامر ما يزال بيد الرئيس وحده فهلا فعلها قبل فوات الأوان.

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..