سؤال حير الجميع : بعد انتهاء الحرب هل سنعود كما كنا زمان سودانيين زي الأول؟!

بكري الصائغ
مقدمة
قصة حقيقة من واقع الحياة :
بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت في يوم ٢٤/ فبراير عام ٢٠٢٢م ودخلت شهرها الثلاثين ، اضطرت مئات الألاف من الأسر الاوكرانية الهروب الي خارج البلاد تاركين خلفهم كل شيء ولاذوا بالفرار والهولة لدول الجوار واستقروا فيها بصفة لاجئين ، وهو الوضع الذي اعاد لهم ذكريات سنوات الحرب العالمية الثانية التي ابعدت وقتها الملايين عن ديارهم ، شاءت الصدف أن التقيت هنا في المانيا بسيدة اوكرانية متزوجة من روسي منذ اكثر من عشرين عاما وعندهما ابنتين ، قالت عن حياتها في الغربة بالمانيا :
(…- ” قبل الحرب كنا اسرة تعيش في أمن وأمان وحياة هانئة سعيدة بمدينة خاركوف” أنا اوكرانية وزوجي روسي ، وجدنا كل الاحترام التام من سكان المنطقة ولم يعاني زوجي وقتها من مضايقات بحكم جنسيته الروسية رغم حساسية بين البلدين ، كان وضعه عاديا وكانه واحد من أهل البلاد رغم الجنسية الروسية التي يحملها ، ولا وجدت الابنتين اي مضايقات في المدرسة وفي المعهد العالي للزراعة رغم الجنسية الروسية التي معهما ، ولا تطرق احد من سكان المنطقة او في مكان عمله مع زوجي عن حياة الاوكرانيين القاسية السابقة التي كانت موجودة في الحكم الروسي قبل انفصال اوكرانيا عن روسيا في اغسطس عام ١٩٩١م ، الشعب الاكرايني متحضر ولا يحمل الافراد الروسيين الموجودين في المدن الاكرانية وزر ما جري في زمن حكم ستالين وما بعدها من حكومات روسية ، ولا وجت انا مضايقات بسبب زواجي من روسي ، انا اليوم اعيش في احدي ملاجئ المانيا مع بناتي في انتظار العودة مرة أخري بعد الحرب التي حتما اجلا او عاجلا ستنتهي فلا توجد حرب دائمة البقاء ، وسنعود الي خاركوف ونحاول ان نبني حياة جديدة تبدأ من الصفر ، ولا توجد مشكلة في العودة فكل الاسر الاكرانية تفضل أن تعيش وسط ركام الخرائب التي طالت كل شيء هناك والا نكون لاجئين دائمين الي الابد ، ولكن المشكلة التي تورقني وبناتي هل بعد العودة الي خاركوف ستكون حياتنا هادئة كما كما كانت في الاول ، ام ان زوجي والبنتين بحكم انهم من أصل روسي سيجدون حياة مختلفة تماما عن الحياة السابقة قبل الحرب؟!!، هل ستتغير نظرة السكان وتتبدل معاملاتهم معنا علي اسس عرقية؟!!، انها بالفعل مشكلة بالغة الحدة اتمني الا نواجهها في المستقبل ، ولكن مع ظهور بوادر الكراهية المسكوت عنها ولكنها ظاهرة في العيون بين اللاجئين الروس والاكرانيين لا اتوقع خيرا بعد عودتنا الي خاركوف”). -انتهي كلام الزوجة الاكرانية-.
وبما أن الشيء بالشيء يذكر وما قالته الزوجة الأوكرانية ينطبق ايضا علي حالنا اليوم في السودان المنكوب بالمحن والمآسي ، اسأل : هل بعد انتهاء الحرب نهائيا وتوقف القتال في المستقبل سنعود كما كنا سابقا قبل الحرب شعب واحد بلا ضغائن وكراهية وأحقاد رغم وجود الخلافات القبلية والاثنية فيه؟!!، ام أن هناك بلايا ورزايا ومشاكل لا تعد ولا تحصي قادمة وحدانا وزرقان بصورة أسوأ ألف مرة مما كان في سودان ما قبل الحرب؟!! .
كيف سيكون حال السودان وشعبه بعد الحرب؟!!، هو سؤال مازال حتي الان بعيد عن أذهان الملايين بسبب المشاغل بامور الحرب وتداعياتها ، وسؤال لم يتطرق اليه أحد في الساحة السياسية ولا شغل بال الصحفيين والمفكرين ، ومن يطالع حال الناس اليوم في البلاد يلمس علي الفور ان الخلافات العميقة بينهم قد تعمقت بصورة اكثر حدة عن ذي قبل الحرب ، وتضاعفت قوة الانتماءات العرقية والقبلية عند الكثيرين وصلت الي حد أن بعض الاصوات اصبحت تنادي علانية في الصحف مطالبة بالانفصال وتمزيق الوطن.
لم يعد يخفي علي أحد حال البلاد المزري التي وصلت فيها الحال الي الاعتقالات اليومية التي بها السلطات الأمنية علي اساس اللون والقبيلة مما ضاعف حدة الخلافات وزادت الحالة اكثر سوء بعد الاعدامات التي تمت لبعض السودانيين بتهم الانتماء للاعداء ، وليت الامر وقف عند هذا الحد ، ففي غمرة الانفعالات المشحونة بالغضب العارم وتردي الاحوال اليومية جنح بعض المواطنين الي الدعوة – تحديدا فصل ولاية دارفور- التي اعتبروها أصل البلاء والمشاكل ، الا أن كثيرين من العقلاء وهم الغالبية ارجعوا كل مشاكل ومحن البلاد الي قيادات الجيش الحالية التي تحكم البلاد اليوم والي السلطة السابقة في عهد الرئيس المخلوع التي طبقت سياسة “فرق تسد”، وهي القيادات العسكرية القديمة والجديدة التي تتحمل وزر الخراب والدمار في دارفور وكل شيء في البلاد لتنعم بالسلطة الدائمة.
مقال له علاقة بالمقال الحالي :
بعد قرون من الحروبات ، هل
تنتهي لغة الكراهية بين السودانيين؟!! .
المصدر- “الأحداث”- مايو 27, 2024م- الكاتب : عبدالله عيدروس.
(…- حوالي ستون عاماً ، لم يتوقف الاقتتال بين السودانيين في القرن الثامن عشر ، والتاسع عشر الميلادي ، منذ أن صعد الهمج إلى هرم سلطة الفونج ، وحتى احتلال جيوش الغزاة لسنار وغيرها من الحواضر. أي منذ العام 1862م وحتى سنة غزو محمد علي باشا للبلاد في 1821م سبقتها حروبات الفونج مع الفور والفونج مع النوبة والفور مع قبائل بحر الغزال. واندلعت خلالها حروبات الهمج مع أعدائهم وحروباتهم فيما بينهم وصولاً للحرب الشاملة التي أعقبت ذلك “حرب الجميع ضد الجميع”، “حرب القيمان”: التي هيأت الظروف للأعداء الغزاة ، فاهتبلوا الفرصة واحتلوا أرضنا وقهروا شعوبنا. وطيلة سنوات الاحتلال الستين استمرت المقاومة ، وواصل الغزاة قتلنا باستخدام أيادي وسلاح السودان ضد بعضهم حتى تفجرت الثورة المهدية التي وحدت كتلة كبيرة من السودان وهزمت الغزاة. ثم لم تستنكف الدولة وليدة الثورة من سفك شلالات الدم السوداني. وفي السنوات التي تلت هزيمتنا بواسطة المستعمر الإنجليزي للثورة المهدية بمقتله كرري في العام 1898م وحتى الاستقلال في العام 1956م (حوالي الستين عام) لم تتوقف المقاومة أيضاً. وواصل المستعمر في قتلنا بتوظيف بعضنا ضدنا حتى سالت دماؤنا في بقاع كثيرة من أرض الوطن الواحد في الجزيرة ، ودارفور وفي الجنوب وفي جبال النوبة. ولم تتوانى أو تتردد النخبة الوطنية التي استلمت السلطة من المستعمر في القيام بذات المهمة ضد مواطنيهم منذ تمرد “توريت” في العام 1955م وحتى تمرد “حميدتي” في العام 2023م.
ماهو الدرس الذي تعلمناه؟ وأين خلاصة التجربة؟ لا شئ للأسف. فها نحن نغوص مرة أخرى في لغة الكراهية والتعصب للقبيلة، ووهم أن حلول مشاكل البلاد تبدأ بمحو وإزالة دلائل الاختلاف والفروقات الثقافية ، بدلاً عن القبول بهذا التمايز والاحتفاء به بل وجعله مصدر ثراء وغني. إن لغة الكراهية المنطلقة من التمايز والفروقات بين القبيلة والأخرى أو تعظيم إقليم وتحقير غيره ليست هي السبب في الحرب بالطبع إذا ما توصلنا إلى أن الدافع الرئيس لكل الحروب هو سرقة الثروات والاستحواذ على السلطة لضمان استمرار الاستنزاف المستمر للوطن كأرض وإنسان. لكن لغة الكراهية هي دينمو الحرب التي تمنحها قوة الدفع الذاتي والاستمرار والانتشار ، ويكسب بها حزب الحرب أرض جديدة مع كل مغرب شمس. لغة الكراهية هي عمل دعائي مقصود ومنظم ، لفصل الحرب عن شخوص مديريها الرئيسيين والمستفيدين من وراءها ، وإلصاق تهمة قبيلة أو بإقليم أو جهة ، لإسباغ المشروعية على الأفعال الدنيئة ، والممارسات القبيحة التي تحدث أثناءها ، طالما كان الضحايا ينتمون لجماعة أخرى أو قبيلة أخرى ، أو إقليم آخر.
غة الكراهية ضد أي قبيلة سودانية المقصود منها تزييف طبيعة الصراع وحقيقته. وهي الغبار الكثيف الذي يملأ العيون ، ويغبّش الرؤية ، وهي السراب الذي يأخذك إلي وديان العطش ولن تنجو ، لأن البحث عن الحلول بإزالة المختلف الذي لا يشبهنا هو سعي مهلك ، ولا نهاية له بطبيعة الحياة وطبيعة البشر. فلا يوجد إقليم لا تقطنه قبائل بينها فروقات ، ولا توجد قبيلة ليس بها بطون وجماعات لها تمايز في المظهر والإرث والفخر واللغة وطرائق التعبير. ولا يوجد حي أو قرية أو فريق يتطابق فيه الناس بذلك الخيال السينمائي الخدّاع ، فإلي أين سوف تقودنا دعوات الكراهية؟ أكثر من انقسام الأشقاء والشقيقات في الأسرة الواحدة بل انقسام الفرد الذي يضم بين جنبيه انتماءا متنوعا وسودانيا صميما؟ إن كل ذلك لن يؤدي إلا إلى المزيد من الانقسام المستمر طالما ظل منهج من يدعون أنهم يعالجون المشاكل والأزمات الوطنية ولغتهم في المنابر هو البتر فلن يتبقى للوطن جسد حي.
ورغم كل ما سبق من المآسي والمرارات في الذاكرة الوطنية تحتفظ بسجل طويل من التوحد والتناصر والتسامي على الجراح. فالسودان من كل القبائل والسحنات واللغات قد توحد حقاً خلف رايات المهدي الخفاقة الظافرة بالثورة على المحتل ، وواصل المقاومة والجهاد ضد المستعمر الجديد في كل الأقاليم. وكانت بدايتها من جبال النوبة في انتفاضات متعددة حتي وحّد السلطان “عجبنا” القبائل وخلفته إبنته الأميرة مندي. وثار الشلك والنوير في الجنوب. وفي دارفور نهض غاضباً الفكي عبدالله السحيني وغيره من الثوار ، وقاوم ود حبوبة في الجزيرة حتى تكاملت المقاومة الوطنية بحركة اللواء الأبيض ، ومن لم يحب القائد علي عبداللطيف؟ إن التاريخ يسجل على هذه الأرض حقباً ضاربة في القدم من الإزدهار والسلم ، لا زالت صروحه وأهراماته شاهدة على النهضة. وصنع السودان في المدن والمراكز الحضرية الحديثة حياة باهرة رغم عسف الحكام أجانب ووطنيين درسوا وعملوا معاً وفرحوا وحزنوا مجتمعين.
أهم تكتيك يستخدمه الناشرون للغة الكراهية ، هو البداية من تحقير التاريخ الوطني والازدراء به وتتفيهه ، وإرفاق إخفاق عند ذكر كل إنجاز لشخصية وطنية لامعة ، وتعظيم الأجنبي المستعمر، وإنكار كل فترات الإخاء بين السودان والنضال المشترك. وتسطير الملاحم في المناصرة والتعاضد وتحويل النافذة الكبيرة المطلة علي عهود خير السودان لبعضهم ، والأخلاق السمحة لعموم السودان بمختلف جهاتهم وقبائلهم إلى خرم صغير لا يريك إلا حوادث الحقد والكراهية والمرارات. وبقدر ما نحتاج إلى قراءة
السياقات التاريخية والظرفية التي أدت إلى قهر البعض للبعض وظلمهم فإننا بحاجة إلى التمعن في تلك العفوية التي باشر بها السودان الغريب المستوطن من إقليم إلى إقليم آخر أو من بلد إلى بلد بل وشملت السماحة الوطنية في طول البلاد وعرضها حتى الغرباء الأجانب واحتضنتها واكرمتهم وطبيعتهم بطبعنا وعادتنا ، لكن الذين يركضون بالبغضاء من منبر لآخر لا يريدون أن يروا غير انعكاس ذاتهم الدنيئة، وودوا لو أنهم يمحون من ذاكرتنا هتاف الثوار في بورتسودان في ديسمبر الشامخ “يا عنصري ومغرور كل البلد دارفور”، ومبادلة جماهير نيالا الهتاف لهم ثم صعود قطار عطبرة بالثوار من كل السحنات والقبائل إلى ميدان الوطن بالمحبة وحدها لا سواها.).- انتهى-
مقال اخر له علاقة بالمقال الحالي :
خطاب الكراهية وقود الحرب الاهلية في السودان.
https://www.dabangasudan.org/ar/all-news/article/——
خطاب الكراهية وقود الحرب الاهلية في السودان
المصدر- “راديودبنقا”- 04/05/2024 –
(…- تقرير: عبد المنعم مادبو-
برزت في الأونة الأخيرة افعال شنيعة مصاحبة لمجريات الحرب في السودان كان الشعب السوداني استنكرها في السنوات الاولى للعقد الثاني من الألفية عندما اندلعت الحرب في دولة افريقيا الوسطى المجاورة مثل “القتل بسبب الانتماءات، والتمثيل بالجثث، والاساءة للشخص بعد موته”،ويعزي الخبير في قضايا السلام وفض النزاعات بروفيسور “جمعة كندة كومي” انتقال تلك الافعال والجرائم الى السودان الان لتنامي خطاب الكراهية بصورة ترتقي لأن توصف بالظاهرة- على حد قوله- وقال: ما يشهده السودان الان هو الحرب الاهلية التي يحذر منها الناس ويغذيها خطاب الكراهية، وانها لا يمكن ان تقف الا بإيقاف خطاب الكراهية. بينما نبه الخبير في حقوق الانسان والقضايا الدولية دكتور “عبد الباقي جبريل” الى ان جرائم القتل التي تشهدها البلاد هذه الايام والفيديوهات المنتشرة لعمليات القتل بسبب الانتماء لاقاليم مختلفة تعد بداية الحرب الاهلية الناتجة عن خطاب الكراهية، وحذر من زيادة وتيرة القتل بين المواطنين في الايام المقبلة على اساس الانتماء المناطقي وليس الانتماء لطرفي الحرب الجيش والدعم السريع.
حرب الكرامة:
وقال بروفيسور كندة في ندوة اقامتها المنظمة الافريقية للحقوق والتنمية بمدينة كمبالا ان في السياق السوداني اذا كان السلاح والآلة العسكرية هي الألة الاساسية التي تعمل على تدمير السودان الان من الناحية المادية والبنية التحيتة وقتل الانفس، فان خطاب الكراهية هو الآلة الأخرى الموازية التي تعمل في تدمير علاقات الانسان وكرامته، وأضاف: أهم ما في خطاب الكراهية انه يعمل على قتل كرامة الإنسان، مشيراً الى انه من المفارقات ان يكون شعار هذه الحرب “حرب الكرامة” وأكد أنه شكل من اشكال التناقض، بأن يستخدم خطاب الكراهية المعني باهدار كرامة الانسان في حرب تسمى حرب الكرامة.
تدمير دوائر العيش المشترك:
يقول بروفيسور كندة ان خطاب الكراهية يعمل بصورة اساسية على تحطيم وتدمير العلاقات الانسانية المشتركة، لجهة ان المجتمع الانساني بطبعه قائم على دوائر العيش المشترك، هذه الدوائر تعني ان هناك مستوى من الاعتراف بالآخر لكي يكون هذا العيش المشترك ممكناً، لكن خطاب الكراهية يهدم هذه الدوائر، وبالتالي تصبح العلاقات الانسانية ودائرة العيش المشترك في اضعف حالاتها. واضاف نتيجة لخطاب الكراهية في السودان أصبح قتل الانسان في الحرب الدائرة الآن ليس نهاية المطاف وانما هناك غبن يظهره القتال في شكل ممارسات معينة بعد عملية القتل مثل “قطع الرؤوس والتمثيل بالجثث، والاساءة للقتلى” وذكر ان الحروب المبررة اذا تم فيها الأسر او القتل هناك كرامة للانسان تقع مسئوليتها على عاتق الطرف الآسر او القاتل، لكن هذه الحرب لا تلتزم بهذه الأشياء بسبب تغذية خطاب الكراهية المنتشر بمواقع التواصل الاجتماعي. مشيرا الى انه بسبب خطاب الكراهية وعدم القدرة على ادارة التنوع الذي يمثل مصدر قوة البلد ترتكب اكبر جريمة بشكل يومي في السودان وهي قتل الهوية، وذلك بالتقليل من كرامة او ثقافة مجموعة او منطقة ما، واضاف: يجب ان نعلم ان خطاب الكراهية الذي يمارس الآن سيؤدي الى ابادة الهوية والقضاء على الهويات التي تشكل السودان الذي نحلم به.
مصدرها الدولة:
في السياق السوداني اخطر ما في خطاب الكراهية انه بات ظاهرة مجتمعية مصدرها الدولة ومؤسساتها، ويقول بروفيسور كندة: عندما تتبنى الدولة خطاب الكراهية وتعطيه غطاءً ونوعاً من الحصانة يصبح آلة تهدم كل شئ، واكد ان مؤسسات الدولة السودانية الان باتت المصدر الرئيسي لخطاب الكراهية، وتعطيه حصانة شبه قانونية. وقال كندة ان السودان الان ليست له حكومة شرعية لكن مؤسسات الدولة يتم استخدامها وتسخيرها في ظل هذه الحرب لممارسة خطاب الكراهية، ونوه الى ان عدم الاعتراف بحكومة البرهان يجب ان لا يجعل الناس يقللون من اهمية استخدام هذه المؤسسات كآليات لنشر خطاب الكراهية وتوفير الحصانة له، واشار الى ان هناك مؤسسات لها علاقة بانتشار ظاهرة خطاب الكراهية في البلاد مثل وسائل الاعلام الرسمية والمسرح اضافة الى القبائل وغيرها، لكن وزير الاعلام الاسبق الصحفي فصل محمد صالح اشار- في ندوة اخرى اقيمت بكمبالا حول مخاطر وانتشار خطاب الكراهية- الى ان خطورة خطاب الكراهية انه ينتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي بصورة اساسية، ومن ثم جهازي الاذاعة والتلفزيون لجهة ان حساسية العاملين في هذين الجهازين تجاه خطاب الكراهية قليلة مقارنة بمؤسسات الصحافة المقروءة.
لغات خطاب الكراهية:
ويأخذ خطاب الكراهية اشكالاً متعددة بتعدد اللغات التي تستخدم في ممارسته، وأوضح بروف كندة أنه يمكن ان يكون باللغة المباشرة او لغة الجسد أو الايحاء، وهو يكون كذلك في شكل نشر او تشجيع او تحريض او تبرير، اضافة الى انه احيانا يأتي في صورة احساس داخلي، منبهاً الى ان قطاعات واسعة من المجتمع الان يشاركون في نشر خطاب الكراهية سواء ان كان بوعي او بغير وعي. لكنه نبه كذلك الى ان خطاب الكراهية ليس فقط كلام مكتوب يُقرأ او يُقال، وانما هو “توجه” وبالتالي نحن في السودان واقعين في فخ التوجه العام الذي يسمى خطاب الكراهية، وهو يبدأ بشعور يتحول الى تعبير وينتهي الى فعل له تأثيرات نفسية واجتماعية وقد تصل الى القتل والتمثيل بالجثث.
التعايش مع خطاب الكراهية:
في السنوات الأخيرة ظل الشعب السوداني متعايشاً مع خطاب الكراهية الذي يمارس بصوره المختلفة وسط المجتمع، ويقول الخبير في حقوق الانسان والقضايا الدولية دكتور عبد الباقي جبريل ان خطاب الكراهية برز للسطح في السودان بعد التوقيع على اتفاقية جوبا لسلام السودان، مشيراً الى ان هناك الكثير من الاقلام الصحفية مارست خطاب الكراهية المغلف بنقد الاتفاقية، واضاف: للاسف لم تتدخل الدولة لاتخاذ اي خطوات ضد خطاب الكراهية في ذلك الوقت رغم خطورته. بينما يقول دكتور جمعة كندة ان التعايش مع خطاب الكراهية هو احد اسباب انتشاره بهذه الصورة التي ظهرت نتائجها في هذه الحرب، وأضاف: عندما لم يحدث رد فعل جمعي عنيف ايزاء اي شكل من اشكال خطاب الكراهية ذاك يعني انه يجد مقبولية لدى المجتمع السوداني، وتابع: تظهرت الكثير من ممارسات خطاب الكراهية، مفترض تدفعنا للخروج في مظاهرات رافضة لكننا لم نفعل، ما يعني ان ذاك الخطاب يجد قبولاً او على الاقل انه امر عادي، وتابع “الشعب السوداني سواء كان بوعي او غير وعي متعايش مع اسوأ انواع خطاب الكراهية”.
ثقافة عدم الاعتراف:
يقول بروف كندة ان الشعب السوداني متجذرة فيه ثقافة الانكار او عدم الاعتراف، في حين ان الحلول الحقيقية للمشاكل المجتمعية دائماً تبدأ من الاعتراف بها، مشيرا الى ان مناهضة خطاب الكراهية تبدأ من الاعتراف، واضاف: لابد ان نعترف نحن كمجتمع ان لدينا ظاهرة خطاب كراهية متجذرة في السودان ويتم استخدامها بصورة متعاظمة، وان هذه قناعة لابد ان تصل لكل الفاعلين في الشعب السوداني، ونوه الى ان ثقافة عدم الاعتراف او الانكار جعلت الشخصية السودانية في حالة انفصام عن الواقع، جزم بأن تنامي ظاهرة خطاب الكراهية وعدم القدرة على ايجاد الحلول لها بسبب ثقافة عدم الاعتراف.
عدم الانتماء للدولة:
ويقر الخبير في قضايا السلام وفض النزاعات بروفيسور جمعة كندة بأنه يؤمن بأن السودان الان بحاجة الى تأسيس جديد وليس اعادة تأسيس لان السودان لم تصل بعد مرحلة الدولة، لجهة انها أضعف من المؤسسات المجتمعية التي هي تقود الدولة الآن وليس العكس، واضاف: هذا يعني ان المجتمع لم يسلم ولاءه للدولة، قاطعاً- في الوقت نفسه- بأن خطاب الكراهية لن ينتهي في السودان الا بعد ان يرتقي الشعب السوداني من مرحلة الولاء للقبيلة والمجتمعات والمناطق الى مرحلة الولاء للدولة، واضاف هذا لن يحدث الا عندما يشعر كل مواطن ان السودان كوطن يمثله، وتابع: بسبب عدم الاحساس بالانتماء للدولة تنشب النزاعات في السودان ذات الابعاد الاقليمة والقبلية، لذلك محاربة خطاب الكراهية يجب ان لا ينظر لها بمعزل عن الازمة السودانية.
مقترحات حلول
اقترح بروفيسور كندة بأن تقدم كل منظمات المجتمع المدني والقوى الفاعلة والمؤسسات الاعلامية المؤمنة بمناهضة خطاب الكراهية مشروع كبير يقوم على رصد وتحليل الخطابات العامة وتحديد خطاب الكراهية ليتم تقديمها على انها نماذج وتقديمها في تقارير لوسائل الاعلام والمؤسسات الدولية، كما يرى كندة ضرورة انشاء منتدىً وطنياً لمحاربة خطاب الكراهية يكون له سمعة عالمية تجعل تقاريره موثوقة ولديها فرصة ان ترفع للاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية والامم المتحدة غيرها من المؤسسات الدولية.
في الاثناء استبعد دكتور عبد الباقي جبريل نجاعة الحلول الدستورية والقانونية وقال ان العنصرية وخطاب الكراهية متجذرتان في الشعب السوداني بصورة كبيرة وتسخدمان بقصد وبدون قصد، واكد على ان خطاب الكراهية الآن يعد تحدي كبير جدا للمجتمع السوداني ولابد ان يعمل من أجل تجريمه، لكنه نبه الى ان سن مادة في الدستور او القانون لتجريم خطاب الكراهية غير كافي لجهة ان القضية متشعبة تحتاج الى سياسات دولة عامة وخطة عمل تشارك فيها كل قطاعات المجتمع السوداني، واضاف مشكلة العنصرية في السودان ممارسة مجتمعية ليست في مؤسسات الدولة لوحدها، لذلك هي معقدة ومتجذرة في الوجدان السوداني وممارسة بصورة مستمرة في الحياة اليومية.
لقد لمست جرحاً غائراً ينزف بهذا السؤال ..
الاستاذ بكري الصائغ قد يختزل البعض السؤال الي هل سنعود فل استوب ؟
وهل سيصاب الشعب السوداني بلعنة الشتات عندما ترتد عليه تريقته علي الدعامة !!
تجبر واستنكف واستكبر السودانيين علي الاثيوبين “اللاجئين” وهاهم اليوم لاجئين في اثيوبيا ؟؟
تعالي وتفرعن وتمسخر السودانيين علي المصريين “الجيعانيين” ردحاً من الزمان
وهاهم هم اليوم يتسولون في شوارع مصر !!
ولعنة الشتات علي الابواب ..إذا كان الدعم السريع -كما يصر ويزعم البعض- عرب شتات، فإن الشعب السوداني باكمله حالياً وبالتدريج اصبح مهدداً بالتحور ليصبح شعب شتات مفرقاَ في الدول ..
يتدهور يومياَ وامام اعيننا من عرب ظوط الي عرب شتات وبشاتن وفضايح تزكم الانوف ..
ولو استمرت الحرب فسوف يكتمل تحقيق الهدف الاسمي والاستراتيجي لجماعة المشروع الحضاري الدمار الشامل لبنية الشخصية السودانية …
لو استمرت الحرب فسوف تتحق توقعات البعض: “سيصبح الشعب السوداني كالغجر مبعثراً هائماً علي وجهه بين الدول، غجر سود الوجوه يقضون سحابة نهارهم نائمين يشخرون وليلهم حفلات و رقيص و فك عرش وتهتك وتناسل وفساد وسفاد و تسول و انعدام هوية و اخلاق و دياثة جماعية و بيع ذمم و اعراض …”
مرحباً بكم يا استاذ بكري الصائغ في عوالم السوداني التائه الذي حكمت عليه الاقدار بالتجوال للأبد في الأرض عقابا له على سوء طويته وادمانه للحسد والغل …
شعب مواهيم من الدرجة الاولي يقتاتون النفاق والتزلف والتفاخر الكاذب الناتج من ميتة القلب !!
كما قال احدهم معلقاً علي احدي حفلات الغجر هذه الايام ” ناس بقت حياتهم رقيص ونطيط ..!!
تلقي الراجل منهم صلب وكرش، راجل جعباتو قدر الليله وبكره …. دا ما شبع يا زول دا زول قلبو ميت” !!
الحبوب، هشام يوسف حجازي.
مساكم الله بالف خير وعافية.
١-
والله يا حبيب رغم أن تعليقك محبط للحد البعيد ويوجع القلب ويجلب الكآبة، الا انه مليء بالصدق والوضوح، والله ما قلت الا الحق وكتبت:
(…- استمرت الحرب فسوف تتحقق توقعات البعض: “سيصبح الشعب السوداني كالغجر مبعثراً هائماً علي وجهه بين الدول، غجر سود الوجوه يقضون سحابة نهارهم نائمين يشخرون وليلهم حفلات و رقيص و فك عرش وتهتك وتناسل وفساد وسفاد و تسول و انعدام هوية و اخلاق و دياثة جماعية و بيع ذمم و اعراض.).
يا حبيب،
نتمني من الله تعالى ألا نصل الي هذه الحالة المزرية التي جاءت في التعليق، ونتمنى ايضا من كل قلوبنا أن يهدي الله البرهان و”حميدتي” ويتركا العناد والتشدد في المواقف ، وأن يجلسوا معا علي طاولة الحوار من اجل الوصول الي اتفاق ينهي القتال ويمنع تمزق البلاد.
يا حبيب،
وإذا ما رجعنا الي كتب التاريخ الحديث نجد انه بعد الحرب العالمية الثانية
– وتحديدا ما بين يومي ٤ و ١١ فبراير عام ١٩٤٥-، التقى رئيس الوزراء البريطاني تشرشل والرئيس الأمريكي روزفلت والزعيم السوفيتي ستالين في مدينة يالطا في شبه جزيرة القرم. وكان الهدف من الاجتماع هو مناقشة توطيد السلام في أوروبا التي مزقتها الحرب.. لقد قصدت من ذكر هذه المعلومة ان ابين انه من اجل تهيئة أجواء السلام جلس ستالين الشيوعي مع ألد اعداءه الرأسماليين… فما الذي يمنع في السودان جلوس “الاخوة الاعداء رفقاء السلاح” البرهان و!حميدتي؟!!
٢-
ما بعد الحرب في السودان.. اليابان نموذجًا.
https://www.aljazeera.net/opinions/2024/3/31/%D9%85%D8%A7-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D9%86
العودة مثل زمان بشرط واحد هو كنس الشماليين من السلطة وتسليم السلطة للغرابة
الحبوب، منصور القندب.
حياكم الله ومتعكم بالصحة الدائمة.
يا حبيب،
قرأت لك من قبل عشرات التعليقات وفهمت ما فيها وما تقصده، ولكن تعليقك الاخير اعلاه لم افهمه ولا “دخل الدماغ” لانه تعليق غريب لا يشبه تعليقات السابقة!!، بصراحة لم افهم ماذا تقصد ب”كنس الشماليين من السلطة”؟!!، وإذا ما رجعنا الي موقع “ويكيبيديا” لنعرف منه كم عدد الشماليين سنجد هذه المعلومة:
(…- عرب سودانيون يشكل العرب 70% من سكان السودان، وهم مسلمون، على مذهب أهل السنة والجماعة، ويتحدثون اللغة العربية باللهجة السودانية، ويشتمل السودان على عدة قبائل عربية، مثل قبائل المجموعة الجعلية الكبرى (الجعليين، الشايقية، البديرية، الرباطاب، الميرفاب)، وقبائل أخرى مثل الأشراف المغاربة، جهينة والشكرية و الدباسين والبطاحين و وغيرها من القبائل العربية التي هاجرت من شبه الجزيرة العربية واختلطت مع سكان البلاد من النوبيين، وتوجد أيضا قبيلة الرشايدة آخر القبائل العربية التي هاجرت إلى السودان. وقد يضاف إليهم بعض المجموعات السودانية الأخرى مثل النوبيين الحاليين، الذين هم خليط ما بين القبائل العربية والسكان الأصليين النوبيين. إلا أن الفرق أن تلك المجموعات حافظت على اللغة النوبية. فهناك قبيلة الجوابرة العربية التي امتزجت مع النوبيين فعُدّوا منهم، ويطلق عليهم في النوبية «جبركي». وأيضا الكنوز (بنو كنز) وهم من قبيلة ربيعة العربية، وكانت لهم دولة عظيمة في بلاد النوبة، وقد اختلطوا بالنوبة. والنوبيون الحاليون لا يختلفون عن القبائل العربية بشمال السودان في الملامح.).- انتهى-
يا حبيب،
من بين هؤلاء الـ(٧٠%) جاءوا شماليين للسلطة الحالية والسابقة، فلا يعقل اطلاقا الغاء وجود الشماليين لصالح الغرابة البالغ عددهم (٧) مليون نسمة!!، حتي لو افترضنا ان ما جاء في تعليقك والغرابة يستحقون كامل استلام كامل، هل تعتقد ال(٧٠%) من عرب البلاد سيقبلون بهذا الوضع السياسي الجديد؟!!، وما تنسي أن الغرابة فشلوا فشل ذريع ومخجل في حكم دارفور فكيف يستطيعون حكم كامل الجمهورية؟؟!!
السلام عليكم الأخ بكري؛
الحروب لدائماً ما أخفت معها و بعدها “لعنة”! يمكن تسميتها ب”لعنة الحرب”.
في السودان
الحرب ستقف؛
لأنها النهاية الحتميَّة لكل حرب.
و نتيجة النصر و الهزيمة – الوجهين المتلاصقين – يقابلها السلام.
فالنصر لطرف هو هزيمة لآخر و السلام بينهما يحفظ المُعادلة.
لكن جميع نهايات الحروب ظلت تدفن بين رمادها جمراً مُشتعِلاً لحروب قادمة جديدة حتى و إن عمَّ السلام فالحرب لابد عائدة.
الحرب أبداً يوماً لم تك نزهة أو لُعبة. و من ظنَّها يوما كذلك التاريخ سجَّل لهم أن كيف هُزمُوا.
محمد
الحبوب، محمد حسن مصطفي.
تحية طيبة ومشكور علي الزيارة والمشاركة بالتعليق.
ماذا كتبت الأقلام، ونشرت الصحف والمواقع السودانية
والاجنبية عن تغيير طباع وعادات الشعوب بعد الحروب؟!!
(عناوين أخبار ومقالات دون الدخول في تفاصيلها بسبب حجم المحتويات.).
١-
ليبيا: كيف كانت وكيف
أصبحت بعد مقتل القذافي؟!!
المصدر- “سبوتنيك”- 03.12.2015
(…- المتابع لتطور الأمور في ليبيا عن قرب يجد أن ليبيا ما بعد القذافي تحولت إلى غابة حقيقية مليئة بالسلاح، تسودها الفوضى التي لا تمكنك من التمييز بين الثوار، الذين امتلأت صدورهم برغبة حقيقية في تغيير البلاد للأفضل، وبين اللصوص والمجرمين والمتطرفين والمرتزقة، ممن يعملون لحساب الأسياد الذين يدفعون لهم. وهذا الواقع بالطبع يجعل من تحول ليبيا للديمقراطية وإعادة بناء مؤسسات الدولة أمرا غاية في الصعوبة. إن رغبة الإمبريالية الغربية حاضرة بقوة في اتجاه تمزيق ليبيا إلى دويلات متناحرة، ونهب ثرواتها، والتحكم فيها من نيويورك وبروكسل، بما يخدم مصالح السادة الكبار. ولا يمكن لأي متابع منصف للدولة الليبية منذ سقوط إدريس السنوسي إلا أن يلحظ تحولها من واحدة من أفقر الدول في القارة الأفريقية إلى مصاف دولها الغنية أثناء حكم معمر القذافي. الآن وبعد سقوط القذافي بعدة أعوام، يتم تهريب النفط من خلال العصابات التي تعمل لحساب الكبار، وتحولت ليبيا إلى دولة سائلة فاشلة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، تتحكم فيها الميليشيات المسلحة التي تملك سلاحا يفوق ما كان متاحا أثناء حكم معمر القذافي للبلاد. إن ما يحدث في ليبيا اليوم هو أسوأ سيناريو يمكن تخيله لهذا البلد العريق، حيث صارت ليبيا مرتعا للإرهابيين، القتلة، تجار المخدرات، تجار البشر، كما أصبحت مكانا للتعذيب، تنفيذ الاغتيالات، الاغتصاب، تجارة السلاح غير الشرعية. ترتكز معاناة ليبيا على أربعة محاور تشمل الملف الأمني، الوضع الداخلي، الوضع الإقليمي، الوئام الاجتماعي. ويعتبر المحور الأخير من المحاور الهامة جدا نظرا لحالة التفكك والتمزق التي تعاني منها ليبيا في الوقت الحالي. وقد فشلت كل مساعي المصالحة الوطنية في ليبيا على مدار الأعوام الماضية.).
٢-
كيف تغير العراق بعد عشرين
عاما على الغزو الأمريكي؟!!
(…- أثبت التاريخ أن الحرية التي تحققت في العراق تمثلت في فك القبضة الحديدية لنظام استبد طويلا بالسلطة ومارس كل أصناف البطش بمواطنيه لعقود. ولا يزال العراقيون، رغم مرور عقدين على إزاحة نظام صدام حسين، غير آمنين على أرواحهم. ويرى معظمهم أن بلدهم، في أحسن الأحوال، خرج من حالة حرب وسقط في حالة فوضى لم ينهض منها بعد.).
٣-
السودانيون في كمبالا:
التمسك بالعادات والتقاليد لمقاومة ظروف اللجوء.
٤-
حرب الـ(٤٠) يوم:
هل غيرت طبع السودانيين للأسوأ؟!!
مقال من مكتبتي بصحيفة “الراكوبة”- 28 مايو، 2023-
بمنتهى الصراحة، لو تم طرح السؤال الموجود اعلاه ومفاده” حرب الـ(٤٠) يوم: هل غيرت طبع السودانيين للأسوأ؟!!” علي شخصيا، لما استطعت الإجابة عليه لا تهرب منه ولكن بحكم وجودي الطويل في الغربة وعدم المامي بالمستجدات التي طرأت على أخلاق وطباع السودانيين، ايضا بسبب عدم معاصرتي اللصيقة عن قرب للأحداث المأساوية التي ألمت بالبلاد اخيرا، وعليه، لا يمكن بأي حال من الأحوال الحكم (من بعد) ان كانت هذه المعارك التي دخلت يومها (٤٠) رغم وجود الهدنة الضعيفة قد أثرت سلبا علي المواطنين.
ولما كانت عندي الرغبة الشديدة في كتابة هذا المقال حتي وان كانت معلوماتي ضعيفة في جوهر المقال، قررت الاستعانة باصدقاء داخل السودان وخارجه، وطرحت عليهم السؤال ” حرب الـ(٤٠) يوم: هل غيرت طبع السودانيين للأسوأ؟!!”، وكانت إجاباتهم كالاتي:
١- “طبعآ اخلاقيات الكثيرين تغيرت للأسوأ بشكل واضح ، وبعيد عن الكلام عن المعارك التي اندلعت أخيرا في السودان نرجع الى زمن حكم الرئيس المخلوع الذي كاد ان يوافق باغلبية اصوات اعضاء حزب المؤتمر الوطني المحلول على فتوى الإمام مالك الذي أفتى بجواز قتل ثلث الخلق لاستصلاح الثلثين!!”، هل هناك أسوأ من هذا التغيير في سلوكيات وطبع بعض السودانيين؟!!، بالله من كان يصدق ان نصل الي هذا الحد من الإجرام..ومن من ؟!! من قادة الامة وراعيها!!”.
٢- “الحرب الاخيرة – وبصورة خاصة – في العاصمة المثلثة وضواحيها أظهرت سلبيات وايجابيات كثيرة خلال سير المعارك، فمثلا ظهرت انتهازية التجار الذين استغلوا ندرة المواد التموينية والأدوية فرفعوا من أسعار سلعهم الي ما يقارب (٢٠٠%) من اسعارها قبل الحرب، بل ان بعض التجار رفضوا البيع بالمحلية والدفع (كاش) بالدولار!!، أصحاب المركبات العامة رفضوا نقل المواطنين الراغبين بالفرار من مناطق المعارك الي المدن الاخرى الا بعد دفع مبالغ قصمت ظهر كثير من الأسر ، احد السفراء العرب اضطر لدفع مبلغ (٥) ألف دولار لترحيل اسرته الي بورتسودان!!، اسوأ مافي الامر، ظهور الأدوية اللازمة للمرضى مثل حقن “الأنسولين” في السوق الاسود والحصول عليها لمن استطاع سبيلا!!، ولكن بالرغم من كل هذه السلبيات المحبطة للحد البعيد في هذا الوقت العصيب، كانت هناك ايجابيات رائعة وكثيرة بدرت من مواطنين في الاحياء تحملوا عبء التواصل ومد المساعدة للاخرين، وتقاسموا اللقمة مع الفقراء، بعض المواطنين رغم القصف المنهمر فوقهم نقلوا جرحي من الشوارع لمنازلهم، واخرين قاموا بنقل الجثث لدفنها في المقابر.”.
٣- كتب احد المشاركين الذين استعنت بهم لانجاح المقال،” ناس حلفا القديمة استقبلوا نحو (٦٠) ألف مواطن من الفارين ووجدوا العناية وكل الخدمات الضرورية من أكل وشرب وسكن وعلاج وترحيل الي اسوان، رفضوا الأهالي عن بكرة ابيهم ان يتقاضوا مبالغ مقابل الإيواء والسكن، الشيء الملفت للنظر، ان نسبة ليست بالقليلة من السودانيين الذين وصلوا الي أسوان وأقاموا فيها عدة ايام رجعوا الي مدينة حلفا بعد ان وجدوا معاناة وانتهازية من قبل أصحاب الفنادق والموتيلات الذين رفعوا اسعار ايجار الغرف الي ارقام فلكية، بعض تجار الذهب اشتروا من النساء السودانيات المصوغات والمشغولات اليدوية باسعار رخيصة مستغلين حاجتهم للمال، ولولا الظروف الحرجة لما قامت احداهن ببيع تحويشة العمر.”.
٤- قال أحدهم بغضب شديد، “طبعا أخلاقنا وطباعنا اتغيرت للأسوأ الف مرة، منو الكان يصدق قادة الأركان في القوات المسلحة يأمر سلاح الطيران بضرب الأحياء والمناطق الآهلة بالسكان مش مرة واحدة ولكن عشرات المرات…دي اخلاق سودانيين؟!!”..وضباط وجنود قوات “الدعم السريع”- كان رضينا ولا ابينا – هم سودانيين، منو الكان بصدق يقوموا بعمليات نهب المواطنين المساكين واغتيالات واغتصابات مستمرة من شهر ابريل ليومنا ده؟!!، هل الناس اللابسين الكاكي ديل خلاص انعدم من عندهم الاخلاق وطبع السودانيين الجميل؟!!، والله الحرب دي ورتنا معدن السودانيين..منو الفالصو ومنو عيار(٢٤) قيراط.”.
٥- كتب احد المشاركين، ” في ظروف الحرب كل شيء يتغير ولا شيء يبقى على حاله، التغييرات السلبية والايجابية دائمآ ما تكون مؤقتة تنتهي بانتهاء الحرب، بالفعل هناك تغييرات كثيرة ظهرت خلال المعارك، فمثلا غالبية السودانيين اصبحوا عصبيين اكثر من اللازم و طباعهم حادة في النقاش والكلام، هذه الظروف الجديدة العصيبة التي لم تمر عليهم من قبل جعلتهم في حالة من الإحباط المزمن بسبب عدم تكيفهم مع الواقع المؤلم.”.
٦- كتب احد المشاركين، “..ما دام الاوضاع في السودان مزرية وتزداد كل يوم اكثر ضنك وعذاب يبقي بالتالي ما غريب أخلاقنا وطباعنا وعاداتنا “والدين” ذاتو يتغير!!، ما في حاجة ثابتة، وعلينا نقبل اي تغييرات بدون نقنقة وكلام كتير!!، و(٧٠%) من التغييرات السالبة في المجتمع سببها العسكر والاحزاب الدينية…الله يلعن دين ابوهم.”.
٧- واخيرا هذه مشاركة من عندي، من تمعن بدقة في التعليقات الكثيرة التي صدرت من معلقين في صحيفة “الراكوبة” علي المقالات التي نشرت خلال الفترة من يوم السبت ١٥/ إبريل الماضي حتي اليوم، يجدها مليئة بالتعليقات الساخرة ، واحيانا بالنقد الغرباني والخالية من الدماثة والرقة الاسلوب،والهجوم الضاري على بعضهم البعض… هل هذه العوامل السلبية عند بعض المعلقين سببها ازمة نفسية وتغيرات فسيولوجية نتيجة الحرب التي اندلعت في السودان… أم عادة متأصلة فيهم لا تتغير الى يوم الدين؟!!- انتهي-
سنرجع وسنحج ال بيت الله الحرام وسنؤدي مناسكنا وستجد موضوعا حيا واحصائيات دسمة لتسود بها صفحات الراكوبة عن من اعتمر ومن ادي فروض الحج وستتقاسم التفاهات مع صفيك صاحب الالوان ليسخر من السودانين من اسمائهم وسحناتهم وصفاتهم وحتي اشكالهم التي خلقها رب العزة
١-
اقتباس:
سؤال حير الجميع : بعد انتهاء الحرب هل سنعود كما كنا زمان سودانيين زي الأول؟!!
٢-
الاجابة: بالطبع لا، لقد تغيرنا كثيرا -Ali مثالا!!-
نعم لفد انحدرنا كثيرا ووصلنا الحضيض في التفاهة وعدم الاحترام ومثالا بكري الصايع ونسخته اليمينية صاحب الالوان
فقد كنا نقرا لبشير محمد سعيد ونستمتع بعمود صاخب الجمرات ويزين الصحف مقالات المرحوم سيداحمد نقد الله ونطرب لمساجلات عمر الحاج موسي ومنصور خالد الي ان جاء الزمان الاغبر ويسود الصفحات احصائيات صحفي الغفلة عن مناسك الخلق وعباداتها وسخرية صاحب الالوان الاكثر تفاهة من اسماء اعضاء الحكومة ( حريكة وجبرالله خمسين وفلين ) ومن طول عنق الراحل عبدالمحمود الحاج صالح ومن يد المرحوم سيداحمد الحسين