لم يتجاوز عمره الـ(16) عاماً: صبي بورتسوداني يتحدى الصعاب ويعمل بحاراً

بورتسودان: محمد بشير
محمد علي أحمد صبي لم يتعد عمره الخمسة عشر ربيعاً تحدى كل الظروف ليعمل في البحر الأحمر بالرغم من الصعاب التي قد تواجهه. الصدفة وحدها هي من لعبت دوراً في أن نلتقي هذا الفتى وذلك حين قررنا وبعض الزملاء الصحفيين الذين كنا نزور ولاية البحر الأحمر في مهمة إعلامية حين قررنا الذهاب إلى سوق السمك المركزي، أو ما يعرف في مدينة بورتسودان بسوق «السقالة» وهو المسمى الشعبي لهذا السوق الأشهر على نطاق الولاية وهو يشابه إلى حد بعيد سوق الموردة الشهير للأسماك بأم درمان وبعد أن ذهبنا إلى السوق وتناولنا وجبة الإفطار»السمكية» أوعز إلى أحد الزملاء بضرورة الذهاب في رحلة بحرية لرؤية أعماق البحر الأحمر التي تحتوي على حياة أخرى مختلفة، حيث يصل الزائرون إلى تلك الأعماق بواسطة «لينشات» صغيرة ذات محركات تتوسطها ما شابة «المرايا» للنظر إلى أعماق البحر حيث الشُعب المرجانية والأسماك التي تتشكل بكل ألوان الطيف، وعند وصولنا إلى المرسى حيث توجد تلك «اللينشات» أو المراكب وجدنا صبياً لم يتجاوز عمره الخمسة عشر من الأعوام عرض علينا الذهاب معه إلى داخل البحر في «اللينش» الذي يعمل فيه أجيراً كما علمنا لاحقاً بعد إجرائه مفاوضات مطولة معنا حول السعر الذي حدده لنا بخمسة جنيهات للراكب، رفضنا في بداية الأمر لم يكن رفضنا بسبب السعر بل خوفاً من أن يغرقنا بسبب صغر سنه، لكن وبعد جدال طويل اتفقنا معه وعندما دلفنا إلى الداخل بدأ محمد في الحديث إلينا بتعريف مدينة بورتسودان ومن ثم عرج على البحر الذي قال لنا فيه الكثير حيث تحسبه ابن الأربعين عاماً وليس ذاك الصبي، يعرفك عن البحر وأسماكه وأصدافه بجانب أنواع المركبات والسفن التي تجوب البحر الأحمر وبعد حديث مطول عن السفن والأسماك فاجأنا محمد بسؤال لم نتحسب له بقوله «إنتو شغالين شنو» أخبرناه بأننا صحفيين، وعند سماعه تلك العبارة انتفض كما الذي صعقته كهرباء ليقول لنا باستغراب شديد «انتو صحفيين!!» وتابع بقوله: «انتو الصحفيين ديل؟» تم تبعها بإيماءة تبيناها من ملامح وجهه، سألناه لماذا الخوف منا، قال لنا إنه يهاب كل من يحمل ديباجة على رقبته ظناً منه أننا «أمنجية» وكنا وقتها نعلق ديباجات توضح المهام التي جئنا من أجلها، بيد أننا طمأناه بأننا لا نمثل خطراً عليه ليهدأ قليلاً ويعود لرواية قصته مع البحر والأسباب التي دعته إلى امتهان تلك المهنة الشاقة والخطرة. محمد الذي ترك مقاعد الدراسة بعد جلوسه لامتحان شهادة الأساس وإحرازه نجاحاً اختار أن يمضي في اتجاه التعليم المهني الذي لم يكمله هو الآخر لأسباب رفض ذكرها وقال إنه بدأ مهنة العمل سائقاً ومشرفاً على «اللينش» لنقل السياح وزوار مدينة بورتسودان داخل البحر ولمسافات طويلة لرؤية الشعب المرجانية وغيرها «كهاو» إلا أن العمل استهواه وصار الآن «محترفا» العمل في هذا المجال، ويضيف محمد إنه يعمل بأجر يومي يبلغ (30) جنيهاً حيث ينتهي عمله عند تمام السابعة مساء من كل يوم، ويزيد بقوله «إن أجره يرتفع قليلاً عن الثلاثين جنيها عندما يكون هناك عمل أكثر وإيرادات أفضل»، وعندما سألناه عن المخاطر التي يواجهها جراء عمله بالبحر وتقلباته غير المأمونة والتي قد تشكل خطراً عليه قال: إنها مخاطر كثيرة تتصيدهم مثل انقطاع الوقود وهم في منتصف الطريق إلى الجهة المقرر زيارتها أو تعرضهم لخطر الأعطال الاخرى وغيرها من المشكلات فإنهم يقومون بإيقاف «اللينش» في مكان تعطله بواسطة مثبت حديدي آلة «الهلب» كما تعرف شعبياً ومن ثم يقومون بطلب النجدة عبر الاتصال هاتفياً بزملائه المتواجدين على الشاطئ ليقومون بإجراء اللازم وذلك بإيصال المطلوب عبر «لينش» آخر لإجراء اللازم ومن ثم العودة مرة أخرى بمركبة المتعطل إلى بر الأمان، محمد الذي حكى لنا الكثير من قصص البحر قال إنه مبسوط في مهنته تلك ولا ينوي تركها بعد أن أصبح محترفاً فيها بالرغم من وعده لنا بالعودة إلى الانتظام في صفوف الدراسة تلميذاً بمدارس التدريب المهني.
الاحداث
ربنا يوفق هذا البطل الذي يأكل من عمل يده .
ههههههههه ده من صغير في الحله اسمو (مجاسفات) ومن الطرائف لهذا الشاب انه يوما وجد 200 ج بتاعه حديد داخل الاميه بتاعة الكهربا في الحي ودخل داخل الاميه وقامت الكهربا قربت تقتلو الا ان ربكم لطف المهم بقت ع الحروق في شتى انحا جسمه
بورتسودان يا جنه ياقبلت وطنا
ربنا يوفقو ويحفظو وينصرو ويخليهو لى اسرتو
أنا خايف بعد شوية يعمل الأطفال وهم رضع
كلمتين وبس الله يوفقك
ربنا يحفظه طالما انه مجتهد من صغره
امثالك يابنى مكانه مقاعد الدراسة لا البحر والصعاب
ودا كلو من النظام الفاشل الفاسد
اكم الله يا اطفال بلادى
الله يجازى الكان السبب نافع وامثاله
الهم زدنا علمافي اعماق البحار جزء مشترك في الحياة واتمنا لك علما نافعا ويحفظك الجليل ويرعاك وبالتوفيق