الدين والديمقراطية (2)

توجد الآن تيارات قوية في بعض دول العالم الإسلامي تدعوا للتجديد الكامل فيما يعرف بمقاصد الدين وروح الدين. كنا نرجو لدكتور الترابي ان يكون قد أنتج فقهاً سياسياً جديداً يعبر عن تجربة جديدة بعد مفاصلته لحكومة الإنقاذ. أنظر إليه يقول: “لا ينشط الإجتهاد الفكري إلا بالحرية والتفاعل مع المجتمع القديم بركام ضلالاته وبدعياته وسائر الإشكاليات النظرية التي يطرحها واقعه”. فهو قد كان قديما يتحدث عن ضلال المجتمع وفي نفس الوقت كان يتحدث عن حرية الاجتهاد، ولكن لمن؟

لم تتمكن أوروبا من تأسيس ديمقراطية سياسية ثابتة إلا بعد أن أسست للديمقراطية الدينية والتي هي ديمقراطية الضمير. ولم تتمكن أوروبا من التخلص من جبروت الملكيات المطلقة إلا بعد أن تخلصت من جبروت تسلط الكنيسة ورجال الدين على ضمير الناس ووعيهم (ملكية الكنيسة). نقلت أوروبا فهم الدين من الطقوس وتصورات اللاهوت إلى مباديء أخلاقية وحكم للضمير.

يقول د. محمد شحرور “المجتمع الإنساني كما يرسمه التنزيل الحكيم مجتمع إنساني مدني أساسه القانون الأخلاقي والصراط المستقيم”. الدين جاء ليساعد الإنسان في تأسيس نظام أخلاقي مكتمل في بعده الظاهري وبعده الباطني. فالوجود ليس ظاهر فقط، بل هنالك بعد باطني ومشاكل باطنية تحتاج هي الأخرى لعلاج، والإنسان هو كذلك مكلف بعلاجها. فالنظر الصحيح للمسائل يقوم على الثنائية التكاملية من باطن وظاهر ومن لطافة وكثافة. واحدية النظر هي صفة إبليسية وهي ما سماه المصطلح الديني بالمسيح الدجال، والنظر إما باطني أو ظاهري، مادي أو روحي.

الوعي الابليسي يفكر بطريقة واحدة ظاهرية لا إستدراك فيها ولا تراجع. إبليس إستغل مبدأ المنظور الثاني في الوجود ودخل واحتل واحداً من تلك الثنائيات. ولكن الإنسان يفكر بطريقة ثنائية ويراجع ويتراجع. فالإنسان لديه قابلية للتطور والتجديد والنمو بخلاف عالم الملائكة والجن.

من الممكن عزف الحان عظيمة مختلفة مركبة من مسيرة الدين الكبرى ولكن أجملها وأبقاها هو الذي يسهل على الناس الفهم ويسهل لهم الحياة ويقودهم نحو مستقبل أفضل. يقول الدكتور الترابي: “بين العوامل داخل نفس الإنسان وخارجها وحدة تفاعل.. . فأقدار الله التي وهبت الحرية والقدرة للإنسان وحفظت له أصلاً من الإستقلال والإختيار تحيطه بواقع يؤثر عليه”.

عبر هذا التأثير والتأثر بين هذه العوامل والأقدار تسير الإنسانية في إتجاه إقامة ذلك العالم النموذجي، والذي نرى في الديمقراطية الغربية والحريات وحقوق الإنسان إحدى إرهاصاته ومقدماته الجيدة التي يمكن أن تشكل قاعدة عامة يقوم عليها مشروع السماء في الأرض ومنه ينطلق ويتطور ويتحسن نحو تحقيق المثال المرجو.

عن هذا المستقبل الأفضل يقول الأستاذ محمود محمد طه: “التاريخ سيعيد نفسه في الأيام القليلة المقبلة.. . بصورة تشبه من بعض الوجوه وتختلف من بعضه عما كان عليه الأمر في سابقه. .. به يعود ليعتنق كل صغيرة وكبيرة.. . يخاطب العقل ويحترمه”.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا اخي الكريم شكرا لك علي هذه الاضافه عظمة هذا الدين من الحرية والتمعن في مبادئه وهذا الدين يعني بالظاهر والباطن فالشعائر الظاهرة للعبادة هي لتنظيف الباطن للمطابقه وان افة المسلمين الافه هي المفارقه الكبري بين الظاهر والباطن لدينا وهذا واضح في مدرسة المدينة لذلك سبق ابن الخطاب بوعيه بقيمه الدين الي ايقاف حد السرقه والي قوله (متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا) وقام بضرب العباد بالمسجد حاثا علي الامنتاج وكما معلق مقال لي بالخصوص هنا الشوري هي الديمقراطية فقط ماساة الشوري بعد الخلافة الراشدة لم تمارس كنظام حتي تتطور بتطور الزمن كما تطورت الديمقراطية لكانت الشوري افرزت الياتها حسب كل زمن ركن الشوري علي الرف هو الذي عطلها واخرها حتي اصبحت لاحقا مجرد اكليشيهات وانظمه كرتونية تحت الحاكم وامره بدل ان تكون فوق الحاكم من تعيينه حتي عزله مما ادخلنا من ناحية اخري في لجاجة النقاش عن مدي الزاميتها من عدمه مما عطلها نهائيا فلك ان تتصور كيف كان يمكن ان يتطور نظام اهل الحل والعقد بالمدينة الي برلمان ولن يكون ذلك الا بالممارسة ديننا الحنيف ليس فيه كهنوت وانما حرية جعلت اصحاب الرسول ياتونه جريا كانهم كفروا لانهم فكروا في الاسئلة الصعبة فتبسم الرسول الاعظم وهون عليهم وعالج الامر بنبوته وروحه السماوية ولك ان تتصور لائحه علي جدار المحكمه العليا في امريكا تقول (ان النبي محمد اعظم قانوني في التاريخ ) لوصحت ترجمتي دقة وهو فعلا كذلك للاحاطه والشمول ولقصورنا عن بلوغ معني القران دستورنا وشكرا لك

  2. تحية لك زميل الدراسة د عبد المؤمن إبراهيم. انا مغترب بالمملكة سوف اراسلك على الإيميل لمعرفة اخبارك. لا أدري إن كنت موجود في السودان أم في اليابان. تحياتي للأسرة الكريمة.

  3. يا اخي الكريم شكرا لك علي هذه الاضافه عظمة هذا الدين من الحرية والتمعن في مبادئه وهذا الدين يعني بالظاهر والباطن فالشعائر الظاهرة للعبادة هي لتنظيف الباطن للمطابقه وان افة المسلمين الافه هي المفارقه الكبري بين الظاهر والباطن لدينا وهذا واضح في مدرسة المدينة لذلك سبق ابن الخطاب بوعيه بقيمه الدين الي ايقاف حد السرقه والي قوله (متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا) وقام بضرب العباد بالمسجد حاثا علي الامنتاج وكما معلق مقال لي بالخصوص هنا الشوري هي الديمقراطية فقط ماساة الشوري بعد الخلافة الراشدة لم تمارس كنظام حتي تتطور بتطور الزمن كما تطورت الديمقراطية لكانت الشوري افرزت الياتها حسب كل زمن ركن الشوري علي الرف هو الذي عطلها واخرها حتي اصبحت لاحقا مجرد اكليشيهات وانظمه كرتونية تحت الحاكم وامره بدل ان تكون فوق الحاكم من تعيينه حتي عزله مما ادخلنا من ناحية اخري في لجاجة النقاش عن مدي الزاميتها من عدمه مما عطلها نهائيا فلك ان تتصور كيف كان يمكن ان يتطور نظام اهل الحل والعقد بالمدينة الي برلمان ولن يكون ذلك الا بالممارسة ديننا الحنيف ليس فيه كهنوت وانما حرية جعلت اصحاب الرسول ياتونه جريا كانهم كفروا لانهم فكروا في الاسئلة الصعبة فتبسم الرسول الاعظم وهون عليهم وعالج الامر بنبوته وروحه السماوية ولك ان تتصور لائحه علي جدار المحكمه العليا في امريكا تقول (ان النبي محمد اعظم قانوني في التاريخ ) لوصحت ترجمتي دقة وهو فعلا كذلك للاحاطه والشمول ولقصورنا عن بلوغ معني القران دستورنا وشكرا لك

  4. تحية لك زميل الدراسة د عبد المؤمن إبراهيم. انا مغترب بالمملكة سوف اراسلك على الإيميل لمعرفة اخبارك. لا أدري إن كنت موجود في السودان أم في اليابان. تحياتي للأسرة الكريمة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..