شاهد عيان اجنبي يتحدث عن مشاهد "سيريالية" حدادا على كيم جونغ ايل

هونغ كونغ – مويرا شو – تحدث شاهد عيان من الاجانب الذين يعيشون في بيونغ يانغ عن مشاهد "سيريالية" من الانتحاب والنواح المنظم للالاف، تحت وهج الانوار الصناعية وكاميرات التلفزيون الحكومية، حدادا على كيم جونغ إيل. وقال عامل الاغاثة الذي يعيش في عاصمة كوريا الشمالية لفرانس برس دون الكشف عن هويته، ان المدينة تعيش حياتها الطبيعية الى حد ما لكن تحت غطاء من الحزن الحقيقي احيانا والمفتعل احيانا اخرى.

وتحدثت وسائل الاعلام الحكومية عن توافد خمسة ملايين شخص على الاقل على زيارة تماثيل وصور الزعيم الراحل في انحاء مختلفة من بيونغ يانغ للتعبير عن حزنها عليه — اي اكثر من خمس سكان البلاد.
وقالت ان نحيب المواطنين "تهتز له الارض والسماء" وهم يبكون رجلا كان تبسمه "كالشمس إذا اشرقت".
ويقول المراقب الاجنبي انه بينما تسير الحياة كالمعتاد في اغلب انحاء المدينة بشوارعها الواسعة الخاوية وابنيتها الرمادية، الا ان المشاهد في المواقع التي يتم ابرازها تكاد لا يصدقها عقل.

ويقول "الامر مختلف عند النصب الكبيرة، كميدان كيم ايل سونغ او التمثال البرونزي، اذ تبدو هذه هي مواقع العزاء "الرسمية". الالاف يصطفون في طوابير حتى ينحنوا امام الصورة الضخمة لكيم جونغ ايل، وكالعادة الاحداث معدة بشكل جيد".

ويتابع "حينما زرنا الموقع كان الامر سيرياليا: عشرة الاف كوري شمالي ينتظرون في طوابير حتى الوصول الى المقدمة في مجموعات قوام كل منها مئة فرد ينحنون ويجهشون بالبكاء".
"كل هذا تحت الضوء الصناعي الغامر، تلفهم رياح قارسة البرودة وموسيقى جنائزية واصوات كئيبة تصدر من المكبرات، بينما يجري توثيق كل دقيقة بمشاركة نحو عشرين مصورا وعشرة فرق كاميرات تلفزيونية".

غير ان احد الانصبة التذكارية على الاقل لكيم ايل سونغ حيث يتجمع سكان بيونغ يانغ عادة في الاحداث الهامة خلت تماما بحلول صباح الجمعة
وقال عامل الاغاثة "كانت هناك بعض الزهور امام صورة ضخمة، وكانت نساء واطفال تنظف المكان، غير ان احدا لم يكن يبكي".

ويقول المراقبون ان "سيول الدمع المنهمرة" على كيم جونغ ايل تعكس ولو جزئيا تنفيس السكان الذين طال بهم كبت مشاعرهم تجاه حاكم استمر يحكم 17 عاما وقضى في عهده الكثيرون.
ولكن بالنسبة لكبار مسؤولي الدولة والحزب والجيش وبالنسبة ايضا للنخبة المتمتعة بالامتيازات في العاصمة بيونغ يانغ التي استفادت من صلاتها بالنظام، ربما كان الحزن حقيقيا.
وقال عامل الاغاثة انه توقع ان يتوجه للانابة عن منظمته الى وسط بيونغ يانغ ليضع اكليلا من الزهور بوسط ميدان كيم ايل سونغ، الذي كان مركز المراسم الجنائزية.

ولكن حينما وصل فريقه كان في استقبالهم مسؤولون كبار من الحكومة الكورية الشمالية، ثم اطلعوا على اكليل ضخم من الزهور اعده العاملون من الكوريين مع منظمتهم يتوسطه شريط كتب عليه بالكورية "الرفيق القائد العظيم كيم جونغ ايل حي الى الابد" مرفقة باسم الوكالة التي يعملون بها.

وكان الاكليل شبيه بعشرات الاكاليل الاخرى المماثلة التي صفت جنبا الى جنب. وقال "لقد كان امرا مربكا. دعنا نرى ما جاء على لسان منظمتنا!".
ووسط صخب الحداد الرسمي، بدت الحياة اليومية في باقي انحاء العاصمة الصامتة بشكل مخيف تسير كالمعتاد.
وقال الموظف الاجنبي "الشوارع تبدو كما كانت دائما، عدد الاشخاص والسيارات كالمعتاد، ووسائل النقل العامة تسير او تزحف ببطء، كالمعتاد ايضا. وطاقمنا المحلي يعمل ايضا".

"المحال والمطاعم، على الاقل التي رأيتها، مفتوحة وكذلك العمل جار في مواقع البناء بالمدينة".
"ما يجري وراء الكواليس، هذا لا نعرفه بالطبع. لكن حينما نتحدث الى الكوريين بشكل مباشر، مثل العاملين معنا او العاملين في المطعم، نرى ونشعر انهم حزانى".

ا ف ب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..