أكشاك ونفايات على الأضرحة وفوق رؤوس الموتي.. مقابر العاصمة

أم درمان – درية منير

تعد مقابر حمد النيل و البكري وأحمد شرفي من أشهر المقابر بأمدرمان، وبالمقابل هناك أخرى صغيرة منتشرة مثل الراشدين والـ (17)، بجانب الأضرحة في عدد من المناطق، منها على سبيل المثال لا الحصر قبور بمنطقة الشهداء وقبر الشيخ بر بالقرب من قبة البرلمان وقبر الشيخ دفع الله المدفون بأمبدة الحارة الخامسة وآخر في الحارة السادسة. هم ليسوا أناساً ولدوا وحدهم وعاشوا وحدهم ودفنوا وحدهم، ولكن هناك روايات وأقوال تتحدث عن حقيقة تلك القبور التي توجد في مناطق سكنية أو أسواق أو مبانٍ حكومية.

روايات مختلفة

يقال عن الشيخ (بر) الذي كان يتردد اسمه في أغاني البنات أنه جاء إلى أم درمان مع ظهور الإمام المهدي، لكن اختلفت الروايات حول ضريحه الأول، بعضها يؤكد إنه دفن في مقر المجلس الوطني الحالي (البرلمان)، ونقل فيما بعد إلى إلى موقعه الحالي بمحاذاة النيل من الجهة الغربية، وهناك رأي يقول إن الشيخ حمد النيل دفن جواره، ونقل لاحقاً إلى ضريحه الحالي بأمبدة.

نفايات وأوساخ على الرؤوس

توجد في وسط سوق الشهداء القديم أضرحة لعدد من شهداء معركة كرري، وتحولت المنطقة مع عوامل التغيير العمراني وتجديد شبكة البُنى التحتية إلى حمامات وأكشاك ومواقف مواصلات، بجانب مقاهٍ الانترنت والقهوة والشاي ومحلات تجارية لأغراض مختلفة. واللافت أن البعض لم يراع حرمة الموتي رغم علمهم بوجود مقبرة أو ضريح في المكان المحدد، حيث أن ستات الشاي يطرحن مخلفات ونفايات انشطتهن على القبور والأضرحة، كما أن أصحاب الكيف مثل (أطفال السيلسيون) يستنشقون جرعاتهم، فوق تلك القبور.

استنكار وإدانه

ما يحدث في هذه المقابر والأضرحة قابله محمد عبد المجيد باستنكار واضح. وقال الرجل الخمسيني الذي يعمل منظماً لمواصلات بحري: هؤلاء لا يراعون حرمة الموتى بالرغم من أن تاريخ بعضهم في السودان يجعلهم في مكانة الأماجد والعظماء. وأضاف: من الذين يسكنون بجوار ربهم ضحوا بأرواحهم في معارك كانت حامية الوطيس إلا أنهم أصبحوا يرقدون في أمتار من أرض الوطن مسورة بحديد أخضر كي لا تصبح مثاويهم الأخيرة (مداساً) لأقدام العابرين.

اليوم التالي