
تساءلت في مقال الأمس الخميس هل يرضخ حمدوك للحلو؟ وجاء الرد صباح اليوم الجمعة بنعم، وصدر اتفاقا مشتركا وبيانا مشتركا حمل بذرة الإقرار بتقرير المصير للمنطقتين وهو للاسف أخطر إقرار يمكن التوقيع عليه علنا بواسطة حكومة انتقالية. قبل ايام كذلك نشرت مقال بعنوان المشروع اليميني والمشروع اليساري وحكم السودان، وفيه أشرت إلى أن المشروعين اليميني واليساري فاشلين في الوصول إلى حكم السودان عبر الانتخابات لأنهما لا يملكان الجماهير، التي يملكها حزبي الوسط الأمة والاتحادي، ولذلك يسعى أصحاب المشروع اليميني المتزمت وأصحاب المشروع اليساري الراديكالي إلى تنفيذ اجندتهما عبر خيارات أخرى غير ديمقراطية مثل الانقلاب والسيطرة على الثورات الجماهيرية، وقد حاول المشروعان الخيار الأول بانقلابهما على السلطة الديمقراطية في عام ١٩٦٩ وفي عام ١٩٨٩ ولكنهما فشلا فشلا ذريعا، والآن يجرب اليساريون الخيار الثاني وهو خيار السيطرة على ثورة ديسمبر وتحريك الجماهير من على البعد بالريموت كنترول وتوجيهها نحو أهداف المشروع اليساري.
خطة اليسار السوداني تمضي حثيثا للسيطرة على ثورة ديسمبر، حيث سيطروا على ثلاث كتل من اصل خمسة في قوى الحرية والتغيير، سيطروا على تجمع المهنيين عبر انتخابات مخجوجة ومزورة، اخترقوا لجان المقاومة الخرطوم، سيطروا على رئاسة الوزراء عبر شلة يسارية متمكنة من مكتب رئيس الوزراء، وها هم يوقعون عبر تحريك رئيس الوزراء عبر الشلة على صك إكراه الشعب السوداني على إقرار علمانية الدولة بدون استشارته او اخذ رأيه، وكلها أفعال في الخفاء لا ترى الجماهير يساريتها الراديكالية بأم أعينها وإنما تساق إليها كالمنومة مغناطيسيا.
ما لا ينتبه إليه التيار اليساري هو ان إكراه الشعب السوداني على تطبيق العلمانية او الانفصال، يشابه إكراه الكيزان للشعب السوداني على تطبيق منهج الكيزان الديني او بيوت الأشباح، وهي نفس العقلية الشمولية التي تستخدم السلطه لإكراه الشعب، وهي وسيلة فاشلة، ففي عرف الدول والمجتمعات التحولات المجتمعية والسياسية الكبرى لا تحدث بالاكراه بل بالإجماع عبر المؤتمر الدستوري الجامع او الاستفتاء، الاكراه بقوة السلطة لا يقود الى سلام في قضايا الحرب، بل يقود إلى مزيد من الحرب والاختلافات والفتن.
التيار اليساري سيكون واهما ان ظن ان السلام الشامل يأتي عبر نصوص اتفاق مع حركة مسلحة، السلام يأتي بالتحولات داخل المجتمع، برفض الحرب وكساد تجارتها وعزل اباطرتها وتجارها، او بايمان قادة الحرب بان السعي للحقوق في العصر الحالي لا يتم عبر السلاح وإنما عبر النضال المدني من الداخل كما فعل مانديلا وغاندي ومارتن لوثر كنغ والشعب السوداني ضد عبود ونميري والبشير، حملة السلاح لا يسعون للسلام بل للانفصال او الحرب، لأن السلام يجردهم من امتيازاتهم ويعيدهم مواطنين عاديين يدخلون الانتخابات ويسقطون.
يظن اليسار الراديكالي أنه عبر إقرار العلمانية يمكنه دق إسفين بين الأحزاب السياسية الوسطية مثل الأمة والاتحادي وجماهيرهما وبالتالي اسقاطهما في الانتخابات، وهو مخطيء، أقرب الامثلة للدول المسلمة التي طبقت العلمانية يثبت العكس، تركيا العلمانية يسيطر عليها حزب العدالة والتنمية وهو حزب اسلامي، تونس العلمانية فازت فيها حركة النهضة بالانتخابات وهي حركة اسلامية، لذلك لن يغير واقع العلمانية من طبيعة صندوق الانتخابات في السودان وسيظل اليسار معزولا في السودان وفي بقية الدول ذات الغالبية المسلمة لان اليسار في كثير من مناهجه وتجلياته يصادم العقائد الاسلامية ويزدريها.
يبقى ان نقول ختاما ان اتفاقيات الحكومة الانتقالية التي يتم التوقيع عليها لحل قضايا الحرب والسلام في السودان اذا لم تعرض على الجماهير السودانية لتقول كلمتها فيها عبر مؤتمر دستوري جامع، فإنها لن تمثل سوى مجرد اتفاقيات ثنائية تضاف إلى القائمة الطويلة من الاتفاقيات الثنائية الفاشلة عبر مسار تاريخ السياسة السودانية.
يوسف السندي
صدقت ..مثل هذه للقرارات المصيرية لا تتخذ هكذا ببساطة و هذه ليست من واجبات الحكومة الانتقالية و الحلو كما ذكر كاتب المقال لا يريد السلام مثله مثل محمد نور و كلما تنازلت الحكومة كلما تقدم بشروط تعجيزية جديدة ..الناس في جبال النوبة و غيرها من مناطق دارفور و كردفان لا تهمهم العلمانية و لا يفهمون معناها ..و لم يشاورهم أحد في تقرير المصير ..كلما يريدونه هو السلام ليعودوا الي قراهم و مناطقهم و يعيشوا حياتهم الطبيعية. .الحلو و محمد نور و غيرهم من قادة الحركات المسلحة مجرموا حرب و يتاجرون بقضايا المنطقة في غياب أصحاب المصلحة الحقيقية من النازحين و المشردين. .جمهور ارتكب خطأ كبير بتوقيع مثل هذه الاتفاقيات بدون تفويض من المواطنين
لايوجد شخص لا يرغب في السلام غير الكيزان والحرب المنتصر فيها مهزوم والسلام المهزوم فيه منتصر لابد من السلام وباي ثمن علمانية ولا شيوعية المهم السلام ووقف نزيف الدم
طالما بركبوا الكيزان عافين منهم وراضين عنهم
او بايمان قادة الحرب بان السعي للحقوق في العصر الحالي لا يتم عبر السلاح وإنما عبر النضال المدني من الداخل كما فعل مانديلا وغاندي ومارتن لوثر كنغ
*********************************************************************
نعم النضال المدني من الداخل هو الافضل لكن هذا يتطلب ان يكون خصمك ذو قيم اخلاقية وانسانية ودينية عالية..!!!! او علي الاقل لديه ضمير حي! اما في حالتنا في السودان للأسف الشديد اي وسيلة غير السلاح لم يلتفت اليك احد بل يزيدك تنكيل وازدراء لأن الخصم هنا بلا دين ولا ضمير ولا اخلاق ولا قيم انسانية!!!
اشتم في كتاباتك رائحة الكوزنة ….هل المشروع الحضاري اتى بموشورة الشعب السوداني….هل نميري عرض قوانيت سبتمبر على الشعب السو\اني…اللعب بي الدين و التكسب به في اسواق السياسة انتهى و قته….البلد اهلها متدينيين قبل ميلاد شيخ الكيزان حسن البناء عميل المخابرات الامريكية و فبل حسن الترلبي العميل الاخر….العامانيه البئه الصالحه لنشر الاسلام الصحيح الذي شوهه الكيزان و هاهم قادة الكيزان يحملون جوازات الدول العلمانية فلما نظامهم مرفوض و جوازاتهم مقبولة… الغش باسم الدين و دغدغة العواطف الدينية لتضليل الناس لتبرير السرقة و الفساد ذهب لغير رجعة..
الاتفاق يعني ارجاء البت في موضوع العلمانية للمؤتمر الدستوري….المفروض انو دا كسر لجمود المفاوضات…واعتقد انك تدعو لارجاء البت للمؤتمر الدستوري
الاتفاق علي ان تضمن خياري العلمانية او تقرير المصير في الدستور …والدستور دا بتاع المؤتمر الدستوري
أخيرآ ظهرت على حقيقتك يا كوز.
هذه الفنطوط یثبت کل یوم انه عمیل مدسوس لمخابرات دولة مجاورة ویکتب باسمها,لکنه مفضوح وساذج فی عمله وقدراته مخجلة.
كده امشي اقرأ الاتفاقية بين الحركة الشعبية شمال و الحكومة الانتقالية (مش اتفاق الحلو وحمدوك) و ركز شوية ليتك تفهم بعدين تعال اكتب دي شنو البلوة دي
ما يدل على خوائك الثقافي و الفكري تبنيك مصطلحات في غير موضعها مشروع (يميني و يساري و يسار راديكالي). على أي أساس قمت بهذه التصنيفات؟ أليس من الممكن تسمية الأحزاب بأسمائها؟ أم تريد مداراة عوار فكرتك؟ و ليكن معلوماً لديك أن العلمانية ليست من أدوات فرز السياسة يميناً و يساراً. تأمل العالم حولك.
الكوز السندكالي مالك قاعد تجقلب انت وامام البوخة ابو دقن بمبي وبقية العفن من الكيزان وجماعة نصرة الشريعة ؟؟؟؟
انت عارف كويس انو فصل الدين عن الدولة يعني انو الداير يمارس سياسة تاني لابد انو يقدم برنامج انتخابي واقعي ومقنع يخاطب قضايا التنمية ومشاكل الناس الحياتية بعيداً عن الاستهبال واستغلال الاديان والمتاجرة بها في شكل شعارات عامة مثل: (هي لله) ، (المشروع الحضاري واعادة صياغة الانسان السوداني) (برنامج الصحوة الاسلامية) والتي قام بانتاجها الكيزان وامام بوخة المرقة على سبيل الاستهبال واستغلال عاطفة الناس ولكن اثبتت تجاربنا المريرة ان الدين مستغل لتمرير المصالح وتغبيش الوعي.
ففصل الدين عن السياسة ليس دعوة للكفر والالحاد كما تدعون ولكنه يعني ان تكون الدولة محايدة تجاه كل الاديان فالدين اي كان هو اختيار شخصي مبني على القناعة والاعتقاد ووظيفة الدولة تسيير الحياة وليس ادخالنا الجنة او النار
اي كوز ندوسو دوس
بعد الموافقة علي طلب الحكم الذاتي في المنطقتين جبال النوبة والنيل الازرق، هل سيعود النوبة الي مناطق الحكم الذاتي؟! أم سيتشاركون مع اهل الشمال السلطة والثروة والوظائف!! إن كانت الاجابة ( لا) اذن اين العدل؟! أليس هذا ظلم يقع علي اهل الشمال؟!.. ام من حق كل ولاية طلب الحكم الذاتي في ارضها!!