البنك المركزي يقيّم سعر الأونصة على حسب سعر الدولار الوهمي .. لأن خزينته فاضية

د. حرم الرشيد شداد

السياسات التدميرية التي تنتهجها حكومة الإنقاذ منذ أربعة وعشرين عاماً هي سياسات ممنهجة ومقصودة. ليس لسوء إدارة أو سوء تخطيط بل سياسات لنفسية سياسية جذِعة وخائفة من أن تدع أي أموال ولو بسيطة في أيدي المواطنين، لخيالها المضطرب بأنهم سيتمكنون من جمع المال الذي يساعد على الخلاص منهم بأي وسيلة مدنية أو مسلحة..

ولذلك عمدت علي تدمير المشاريع المنتجة التي بنتها الحكومات السابقة من مشاريع زراعية وصناعية وغيرها، على أن يصبح المواطن فقيراً جائعاً مريضاً وهزيلاً لا يقوى على الحراك والصراع والمطالبة بحقوقه، ويظل الشباب غائباً مع المخدرات جاهلاً عن الفكر والوعي والثقافة يفيق على حب الغناء والتسكع عند بائعات الشاي والقهوة في الشوارع وحدائق «حبيبي مفلس»، يعيشون كالهوام والسوام الضالة … ولاتزال الحكومة تعمد على أن لا يخرج المال والسلطة عن الدائرة المغلقة لأعضاء الحاءات الثلاثة وهي الحكومة وحزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية. وغير ذلك من الهوام والسوام لهم الفقر والمرض والجوع …الحكومة أصبحت تطارد كل من يحصل على القليل من الأموال وتحارب الأرزاق التي بدأتها منذ عهد التمكين والصالح العام…

ومع إنقطاع الموارد أصبح قيمة الجنيه السوداني اليوم سبعة ألف جنية بدل من ثلاثة جنيه فقط، عندما جاءت الإنقاذ بفرقة إنقاذها. وعلى ذكر الدولار فكل المبررات الغير مقنعة التي يطلقها المسئولون عن السوق الموازي والمطاردات البوليسية والأجهزة الأمنية لتجار السوق الموازي ليست ذات فائدة، لأن الشركات الكبيرة التي أخرجت الكم الهائل من الدولار خارج البلاد لايمتلكها إلا الأعضاء داخل دائرة الحاءت الثلاثة ومتنفذيها ..وأصبح المورد الوحيد الذي سبحانه القادر قد سخره لهذا الشعب المسكين المستكين الذهب الذي ظهر بكميات في الآونة الأخيرة.. لذلك لم ينج منقبوه وبائعوه من المطاردات والسجن حتى تجار الذهب الذين توارثوا تجارته منذ أجدادهم وآبائهم وكان مصدر دخل لهم ولأسرهم يقبعون اليوم داخل المباني الأمنية والسجون من غير وجه حق للحكومة عليهم سوى أن الحكومة تريد محاربة الأرزاق وإستعباد العباد بالفقر والضياع…تجار الذهب المقبوض عليهم ونقول من دون وجه حق لأنهم لم يرتكبوا مخالفة أو جناية فسعر الذهب معروف عالمياً وموحد على سعر الاونصة في البورصة العالمية بنيويورك، فكل دولة يحسب تاجر الذهب سعر الاونصة بالسعر العالمي ويحوله بالسعر المحلي تبعاً لعملته إلا في السودان، فالبنك المركزي لأن خزينته فاضية يطالب التاجر بأن يقيّم سعر الاونصة على حسب سعر الدولار الوهمي لبنك السودان والبنوك.

نعلم تماماً أنه لا يباع لتاجر الذهب نفسه سعر الدولار بالسعر الوهمي لبنك السودان.. وإن أراد تاجر الذهب نفسه شراء أي سلعة تموينية سيجد سعرها مضروباً في الدولار بسعر السوق الموازي …هذه هي سياسات الفرعون الذي يريد كل شي ملك له، ولكن أين الفراعنة الشداد.. أين من بنى وشيد وزخرف وإكتنز المال والولد.. أين من بغى وطغى فجمع فأوعى وقال: ( أنا ربكم الأعلى).. ألم يكونوا أكثر منهم أموالاً وأطول منهم آجالاً وأبعد منهم آمالاً، فقد طحنهم الثرى بكلكله ومزقهم بتطاولهم، فتلك عظامهم باليه وبيوتهم خاوية عمرتها الذئاب العاوية. ولكن الله الواحد المعبود ليس بغافل عمّا تعملون …..

الوطن

تعليق واحد

  1. والله عفيت عنك يا بت الرشيد،،قديما قيل( أنوثة كلمة الحق أقوى من ذكورة الجيش ،، و ها انت بت رجال قى مقام 1000 رجل و انت ارجل من اللذين يدفنون رؤوسهم فى الرمال من اتباع و زيول المؤتمر البطنى فى وقت تحترق و تتمزق فيه البلاد من اجل فتات مؤائد النظام الهالك ،، ينمقون الكلام و يجملونه بالزور و بهتان الحقيقة من اجل ان تمتلئ كرشوهم والشعب يتضور جوعا و الوطن على حافة ان يكون ولا يكون ،، امثال الربيع عبد الواطى و غيره زبانية المؤتمر اللا وطنى ،، وفقك الله و سدد خطاك فى كشف فضائح الحكومةو تزييفها للواقع.

  2. صدقت د/حرم الله ليس بغافل سيدمرهم مثلما دمر غيرهم من الطغاة المتجبريين ..اللهم كم عوناً لأهل السودان اللهم كن عوناً لأهل السودان

  3. و الله ياد حرم الرشيد شداد دا كلام أبلغ من وثيقة الفجر و ابلغ من النقد الذي تعرض لها و دا المعنى الصحيح لفهم التنمية و التقييم للحالة الخطرة التي يمر بها هذا البلد و هي ضياع الشباب و العملة و ليتمشدق من يتمشدق دون الوقوف أمام تدحرج البلد في هذه الحاوية التي لا ينفع معها إنقاذ و لا إنقلاب و لا فجر جديد … لابد لي الادباء و الساسة و المفكرين من التخطيط لثورة بمعنى الثورة مش هباب السنوات المرت من عمر هذا البلد من الاستقلال و حتى الآن…..

  4. اين انت يا المشتهي السخينه لتضع جيد التكريم على عاتق هذه الكنداكة . كفيتي ووفيتي يا بت الرجال . قيل اقصى الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر فما بالنا نحن والجبابرة الطغاة يسدون افقنا من كل صوب . شكررررررررررررررررررا للدكتورة حرم

  5. سلمت يداك د/ حرم بنت الرشيد صاحبة الرشد القويم والتحليل الصادق النابع من حس وأدراك ووعى فكل الذى قلتيه هو عين الحق فهؤلاء شلة ماسونيين الهدف الوحيد هو تدمير وطن كامل حدادى مدادى وأفقار المواطن حتى لا يقوى على الحراك ولكن نقول لهم أن دامت لك لدامت لغيرك وصدقينى يادكتورة فالفجر اتى ولا قنوط مع رحمة الله ولهم يوم لن يخلفوه, ودمتى ودام قلمك الذى أصاب كبد الحقيقة.

  6. والله عافى منننننننننننننننننننننننننننننننك ? ده الشغل ده الكلام التمام يلا أدى الكيزان ديل فى التنك…

  7. متعك الله بالصحة والعافية فقد عريتى هذا النظام الفاسد حتى بانت عوراته وما ذكرتيه فهو فعلا سياسة مقصودة لأفقار المواطن واذلاله ( جوع كلبك يتبعك ) هذه هى السياسة التى نفذها بنى كوز فى الوطن . المواطن اصبح محاربا فى تحركاته وفى تجارته واعماله فقد استولوا على كل المرافق الحيوية فى التجارة وطردوا منها المواطنين الشرفاء واصبحت السلع من المصانع تاتى فورا لأعضاء الحزب البطنى التجار ويتحكموا فى توزيعها فهم درع الحزب والذين يتبرعون بمئات الملايين عندما يطلب منهم الحزب وتمهد له الدولة بأن المبلغ الذى يتبرعون به سوف يكسبوه خلال ايام بسيطة ويغدقوهم بالسلع ويرفعوا سعرها حسب مزاجهم وجشعهم واصبح المواطن خادما وعبدا لهؤلاء الحثالة من حكومة التجار لعنة الله عليهم جميعا ربنا ينتقم لنا منهم عاجلا غير آجل .

  8. ضغطت علي الجرح الغائر والحقيقة المرة بالله عليك اضغطي بقوه او بكل ما اوتيتي من قوة حتي يصرخ من يصرخ ويغضب من يغضب حتي يحس كل بألام الاخر حتي يشتعل الجرح الذي فينا فنصرخ صرخة واحدة فتكون صرخة داواية لتنفجر ثورة فاعلة ودمتي ذخرا لهذا الوطن

  9. دور الشعب المسكين المغلوب على امره شعب بتاع غناء وتسير المظاهرات فى وفاه الفنانين
    اسهل شى الواحد احكم شعب لايتحرك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ظ

  10. اخى امير لك التحية و التجلة بالنسبة لتغيير اسم ربيع عبد العاطى انا تعمدت هذا التغيير و اقصد ب عبد الواطى لانه فى الواقع نعم عبد الواطى و ليس هكذا تصرف عباد الله انه عبد الواطى من الواطيين امثاله كرئيسه الذى يزيف الحقائق و ينافق عن الحق بالدفاع عنهزوراً و بهتاناً ،،،هذا فقط ما لزم توضيحه
    مع خالص الود

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..