مقالات سياسية
الفاتح عروة.. بطولات شاهد الملك

الفاتح عروة.. بطولات شاهد الملك
إعادة لمقال عن الفاتح عروة، ننشره بمناسبة تسجيلات عروة بالجزيرة (شاهد على العصر) ، كلنا نعلم فساده و إرتزاقه من أجل المال ، و في ظني أن تسجيلات الجزيرة من أجل المال ، و أيضاً محاولة لتمليع صورته للرأي العام ، هيهات ثم هيهات. المقال: بسم الله الرحمن الرحيم التعقيب على توثيقات عروة ، ستكون مصاحبة لخلفيته و توجهه. نفس النفس الخبيثة ، نحن كأي دولة في العالم ، ندفع من أموال الدولة لبناء منظومة لحماية دولتنا ، لماذا نذوق ويلات الحرب… خبث كيزاني …. لأنهم بفكرهم و عقيدتهم ، ليس هناك مسلم غيرهم (منبت الفكرة – رسائل الإمام حسن البنا – المهوس سيد قطب) ، و هذا يندرج تحته الكثير من الإستباحات تجاه الشعب (التاريخ الأسود لفساد النظام الإنقاذي) ، المبررة عقائدياً و كذباً (لا يمكن أن يكون الدين مبرر للفساد) و دينياً. هذا أس المشكلة ، تغييب المنطق و العقل طوال فترة حكم الإنقاذ ، غير المفاهيم و الأفكار لدرجة جرأ كوادرهم و أبواقهم بمخاطبة الشعب ، بإنعكاسات أمراضهم النفسية الجماعية (تحليل علماء CIA عن جماعة الأخوان المسلمين – مقال سابق سأعيد نشره) ، لذا تجدهم في وادي و باقي الشعب في وادي آخر. سياسة تجريف المؤسسات و الجيش (مخططة من قبل تنفيذ إنقلابهم) و إبقائهم على العناصر الرخوة ثم إمداد الجيش من الدفعة 40 بكوادرهم فقط ، و تفاقم الخلل بمنظومة الجيش ، و إرتكاب عمر البشير بخطايا و ذنوب بحق الجيش حتى التي أمليت عليه (مسؤوليته أيضاً ، و الإعدامات الجائرة ، كل ذلك أفقدهم الثقة في ولاء الجيش، لذا بدأوا بالأستعانة بالمليشيات و القوات من خارج منظومة الجيش). كما ذكرت حقبة نظام الإنقاذ الكالحة أخلت بالمفاهيم ، فهاهم بنفسهم يتبجحون بتكوين هيئة العمليات و دربوهم تدريب خاص. الهوس الوجودي… أنشأوا قوات ذات تدريب خاص لحماية نظامهم. و كونوا مليشيات و دربوهم نفس التدريب الخاص ، هذا عدا تنظيماتهم الخاصة (دباببن، سائحين، كتائب ظل، كتائب الطلبة، وحدات العمليات/الأمن الخاصة التي إبتدعها التنظيم منذ النشء (المنبت) و طوروها… .. كل ذلك لهدم الجيش … لأنهم و على رأسهم البشير كلهم يخافون من الجيش. وقائع ساذكرها من نافذة رؤيتي المتاحة لي (رتبة و مهام أصغر) لكنها مؤشر لحال البلد. كنت ضابط أمن القوات الخاصة زمن عبد الماجد حامد خليل ، و كان الجيش كارب قاشه( قياساً بمعايير ذلك الزمن) ، و تعيينات القوات الخاصة كنا نستلمها كاملة و بإشراف العميد محمد أحمد الريح (رئيس أركان المظلات) و المقدم الركن عبدالماجد محجوب مصطفى قائد القوات الخاصة. إحيل الفريق عبدالماجد و كل القادة للتقاعد بما فيهم العميد الوحيد بالكشف محمد أحمد الريح. إستمريت في مهامي بالقوات الخاصة لفترة من الزمن ، أتاحت لي معرفة حجم الخراب و الفساد الذي إنفتح على القوات المسلحة. أُدير بند التعينات الخاصة بكل تفانيين الفساد و بإشراف العميد كمال على مختار (كادر إسلامي) ، و هاصت الأمور و فرزت الكيمان داخل المظلات ، لأن الغالبية كانت تتابع تفاصيل الفساد و المتضرر الرئيسي (صندوق زمالة الصف و الجنود) الذي أنشأوه و أشرف عليه العميد محمد أحمد الريح. نقلت من القوات الخاصة لكتيبة الصاعقة( معسكر المحلج – جنوب جبل الأولياء – قاعدة النجومي حالياً). تولى عمر محمد الطيب مهام نائب رئيس الجمهورية و أصبح الفساد يدار من القمة و إنتشرت الكموشينات من أعلى مستوى (عمر محمد الطيب) و من ال CIA مباشرة و معه نخب من ضباط الأمن منهم الفاتح عروة نفسه الذي يتبجح بضعف الجيش قبل إنقلاب الإنقاذ. قبل الإنقاذ عانى الجيش من توسع فتوحات سوارالدهب( كانت مهرجان دعائي) في مناطق العمليات ، دون تغطيتها بخطط تشوين و إمداد (على الأقل تكلف 3 أضعاف تكلفة خطة الفتح) للتمسك بالمناطق المفتوحة و كلما بعدت المسافات كلما زادت التكلفة …. و النتيجة فقدنا كل المواقع و ضحينا بقواتنا ، و تركنا أكبر مشكلة إقتصادية لحكومة الصادق التي هاجمناها ظلماً. بدأ الفساد فعلياً من عهد عمر محمد الطيب (كما ثبت من المحاكمات) و ضباطه المقربين بما فيهم شاهد الملك الفاتح عروة ، و الجميع نالوا نصيبهم من دولارات ال CIA (تهريب الفلاشا) ، و سوارالدهب أنكر علمه بالموضوع ، لكني ذكرت سابقاً تعليق و نقد اللواء فارس حسني مدير الأس لكذب سوارالدهب رغم توقيعه على تقارير الأس عن موضوع تهريب الفلاشا(حركة الطائرات المرصودة في مناطق الشرق). الفاتح عروة جزء أصيل من هذا الفساد ، و الفساد الأكبر في قمة الحكومات الفاسدة التي تجعل شاهد ملك ، يستمر في حياته و يترقى و يتبجح بضعف أحوال الجيش و هو مشارك أساسي في الفساد. من المسلمات و خاصة في السودان، أن شاهد الملك في هذه الحالة يعتبر خاين و ينبز من المجتمع، لكن تبدلت مفاهيم الأنظمة الحاكمة و خاصة المؤدلجة (منهجهها الإستفادة من هذه الفجوات في الشخصية و إستثمارها لتمرير أجندتها ، و يدفع الشعب و الدولة ثمن ذلك ..و لا زال العرض مستمراً). أي كلمة ذكرها الفاتح عروة مرتبطة بخلفية و حقيقة تاريخية عن مسلسل الفساد في الجيش و له نصيب في المشاركة( مقيد برتبته و ظيفته في ذلك الزمن) ، لذا لا مفر من ذكر الوقائع لكشف الدجل و الضلال الذي يمارسه الفاتح عروة أخيراً في يومنا هذا. قبل الإسترسال أود توضيح نقطة ذكرها في سياق كلامه ، قلل و حقر من الدور الأمريكي الأوربي، و غير حقيقي و لا يمثل الواقع ، عمره الدور الأمريكي و الأوربي (كان هواء) يمكن أن نطلق على ردود أفعالهم و معالجاتهم للأمور فطيرة و تنقصها نسبة من الكمال و هذه سياستهم و إستراتيجيتهم في تناول الأمور ، لكن معرفتهم بالواقع و جوانب المواضيع لا يمكن التقليل منه ، خاصة و إنهم مسؤولين عن ملف الإشراف و الدعم للأخوان المسلمين لقرن من الزمان (إنفك هذا الارتباط حالياً). و هذا الرأي ذكره لأسباب شخصية بحتة تتعلق بعدم تعاون المخابرات الأمريكية CIA مع الفاتح عروة رغم خدماته الكبيرة مقارنة بحمد عطا و قوش [إزدهار العلاقة مع العقائدين و بيع مجاهدي التنظيمات الإرهابية – توجت العلاقة لدرجة إرسال طائرة خاصة لقوش( لَبد له التنظيم و أطاح به – حسداً)]. ذكر عروة بأن تسليح و دعم المليشيات (الدعم السريع) تم عن طريق الجيش(لا يمكن تنظيم دعم عسكري دون إجراء حكومي) ، و هذا صحيح ، لكنه لم يفسر لنا لماذا إحتفظوا بالأسلحة القديمة لأفراد الجيش (هذا معروف ، كل الأسلحة الصغيرة بها موانع و قد إنتشر ذلك بوسائل الميديا). لذا التبجح بنجاح منظومة الدفاع في تصنيع و تطوير مختلف الأسلحة و الزخائر و العتاد الحربي و تسويقه و بيعه في دول الإقليم ، لا قيمة له للجيش و الوطن ، لأن كل هذا لم يصمد لهجمة الدعم السريع( أوائل المواقع التي سقطت) … و الأهم من ذلك لم يأت و لو بالتلميح عن ممولي المنظومة الصناعية. *و هنا المحك.* و لم يتطرق لأسباب وقف التجنيد المنتظم للجيش و رفده بالمشاة …. على الأقل لتبرير كمية الفرقاء (تنظيم الجيوش، و كان جيشنا من ضمنهم ، يتبعون التنظيم المتبع لإكمال المرتبات من الجنود و الضباط. نرجع قليلاً ، تذكرون إعترافات الترابي في برنامج شاهد على العصر (قناة الجزيرة) ، من ضمن ما ذكر في تخطيطهم و تحضيرهم للإنقلاب ، ذكر عن علاقاتهم بدول الجوار و إن كان كلامه (كعادته) مبهماً و لم يذكر نوعية و قوة العلاقة ، و تفاصيل الإستفادة من ذلك (الحلقة الخاصة بالخطة البديلة في حال فشل الإنقلاب ، من ضمنها خطة إغتيال الرؤوس السياسية و المؤثرة في السودان ، و ذكر موضوع علاقتهم بدول الجوار). بالطبع و لأنهم تنظيم شيطاني دؤوب ، فقط طوروا هذه العلاقات بأساليب عقائدية فاسدة ، بواجهات متعددة ، شركة إتصالات و شركات أخرى (كلها كوادر أمنية) و تغلغلهم في المجتمعات و تأثيرهم في نظم الحكم السائدة في تلك الدول ، بالرشاوي و التأثير في الإنتخابات و زرع الفتن [معظم الكوادر مؤهلة و مدربة على دراسة المجتمعات لمعرفة بواطن الخلل – لتسهيل سواقتهم (مارسوا هذا في السودان و كذلك في مجتمعات دول الإقليم)]. لذا سهل ذلك تسويق منتجات الأسلحة و تهريب المنتجات الزراعية، و كلنا نذكر ما راج في بدايات حكم الإنقاذ و إشتداد الحصار – سمسم القضارف إنتاج إسرائيل – و قد إتهمنا مصر و الأردن بذلك (كأنهما لا يعرفون تصدير ذلك – لكن الأمر كان مدبر لوصول المنتجات لإسرائيل – و كنا جميعاً نشغل نصف أذهاننا لإنشغالنا ببطش النظام) و ذكر أسماء بعض من دبر ذلك (أحد القادة الستة الذين كانوا يديرون دفة الحكم). بصراحة باقي النقاط التي ذكرها لا تستحق التطرق لها ، لأنه و رغم تأهيله و ذكائه و تعاونه المتناهي مع النظام ، إلا أن أجهزة الأمن لم تثق به لأنه لم يكن كادر منظم في الجبهة الإسلامية القومية (أو أي مسميات) حيث إنهم و حسب السجلات لايثقون كلياً إلا في من تجند في التنظيم و هو لا زال شافعاً بضاً و هذه الحقيقة يعرفها كل السودانيين. تربطني علاقةً ما بشخص دفعة الفاتح عروة و كانا في نفس الوحدة و مرتبطين إجتماعياً. هذا الرجل لديه أعمال حرة و ناجح في عمله و كان دائم السفر لأثيوبيا بصحبة الفاتح عروة ، مستفيداً من نفوذ و إمكانيات الفاتح في هذا المجال. بعد فشل محاولة إغتيال حسني مبارك الشهيرة ، دار حديث شيق بيننا ، و ذكر لي بنبرة غضب بإنهم (ذكرها كذلك دون تفصيل) قد أستغلوا لتسهيل نقل الأسلحة و الأفراد (عدة رحلات) لهذه المهمة ، دون أن يدروا ، و كان يمكن تورطهم فيها لو إنكشفت إحدى الرحلات … و كان منفعلاً .. .. و لم أقاطعه غير بجمل صغيرة … تساعد على إسترساله في الحديث .. رغم تعلق سؤال في ذهني (ما دور صديقك الفاتح عروة) لكني صبرت … حتى زاد إنفعاله و ذكر صراحة [إنهم (يقصد المدبرين للمحاولة) أستغلوا مكانة و علاقة الفاتح عروة بالسلطات (السودان و أثيوبيا) كغطاء لتسهيل و تمرير الشحنات( أية كانت)]. ليس لدي أي تواصل مباشر بالفاتح عروة و لم أقابله في حياتي إلا في مأتم وفاة أسرة ضابط ، و ما أن شاهدني إلا و أخلى نفسه من المأتم رغم إنه جار (يوجد ضابط شاهد على هذا و ذكر تعليق الفاتح عروة قبل مغادرته المأتم بسرعة – أحتفظ بإسم الضابط و لم أستأذنه لأنشر إسمه). لذا لم أقف على تعليق عروة على هذا الحادث ، لكنني على قناعة تامة بإنه غير ملم بأي تفصيل عن محاولة الاغتيال و تم إستغلاله. معروف في الأمن أن الثقة بالشخص تكون مرهونة بحجم المصالح المرجوة و ليست مرهونة بعواطف ، و حساباتها كثيرة و متعددة، يشارك في تقييمها خبراء و إختصاصين. و هذا تماماً ما حدا ل CIA لعدم التعمق في علاقتها معه لحسابات يعرفونها و كذلك الأمن السوداني لحسابات يعرفها غوش. أعطت المخابرات الأمريكية نظم تكنولوجيا IT حديثة لم تستخدم في أي دولة في العالم ، لجهاز الأمن السوداني، أدار هذه المنظومة محمد عطا (نشأ في أحياء السكة حديد). تاريخياً لم يحترم أبداً أبداً أي شاهد ملك ، و لم يعتد برأيه بعد شهادته مهما ملك من نواصي الكلام … على الأقل هذا كان في زمنا ، و إن لم يتغيير حتى الآن ، إلا أن فترة حكم الإنقاذ غبشت الرؤيا بإلهاءاتها المتكررة (لم تنتشر الميديا الحديثة وقتها) و إنشغال نصف تفكير الشعب بمحاولة التستر و التخفي من بطش الأمن. بالطبع المجال مفتوح للزملاء و القادة لملء الفراغات. نصعد و نركز حملاتنا على هذا الدعي ، طالما مد رأسه في شؤون البلد ، تماماً كما جلدنا صلاح كرار/دولار.
كلكم عملاء يا صلاح دولار ليس ل CIA ولكن للكيزان، هذا زمان المهازل!
منو الكتب المقال انتم تعيدون نشره وهل استأذتم منه؟
نحتاج لشخص مثل الحجاج لقطع دابر الفساد والمفسدين .. المؤسف في النظام السياسي السوداني حتى الرجل الشريف يتحول إلى فاسد كبير بمجرد تقلده منصب حكومي.
عمك داير يعمل فيه بطل مع انه كان مجرد مراسلة و لم يرتقي لي درجة عميل