مقالات سياسية

صراع الكبار: (التور كان وقع تكتر سكاكينو..)

صراع الكبار: (التور كان وقع تكتر سكاكينو..)
✍ ما أكثر هذه السكاكين التي تنتظر وقوع الثور، وتختبئ بداخل ثياب غيرها، منتظرة السقوط المريع لثورها الذي فعل فيها بقرنيه مالم يفعله الأعداء بها، حتي (يتفشى غليلها) والغبن الذي أورثه لها هذا الثور بسبب ظلمه البغيض واعتماده علي الحزبية البغيضة في توزيعه للمراكز والادارات، التي تجاوز بها القوانين واللوائح.
✍ من الذين قاموا بالمماطلة و تأخير تنفيذ الحلول لإنهاء كل النزاعات والخلافات القانونية الخطيرة لجامعة كسلا، والتي وصلت منصات القضاء والتي تحوم حولها الشكوك في أنها ستكون سببا رئيسياً في إدخال بعض أساتذة الجامعة السجن، وربما تسببت في إقالة المدير من منصبه هذا إن لم تتسبب في الإطاحة بوزيرة التعليم العالي من موقعها الوزاري.
✍ لم يسعى بعضهم لتنفيذ حلول مختلف اللجان، لأشياء في نفوسهم، وتسبب كثيرون في أن يماطل من في يده القرار، مستفيدين من شخصنته للأمور، والكراهية التي يمتلئ بها قلبه، والتي تسببت في طمس بصيرته، فغابت الحكمة من تصرفاته، وانزوت النصيحة قابعة خجلة في دواخله، وسار على نهج التحدي الذي لا شك في أنه سيورده مورد الهلاك.
✍ وبينما يتوه كثيرا منهم، في سوء النوايا والتدبير والمكر محاولين تحقيق مصالحهم عبر النزاعات القائمة، او ولو فرصة تتجاوز ال10% بقليل للانتصار قانونياً وادخال أستاذ التشريح السجن، تتواصل جلسات المحكمة وإجراءت البلاغات الجنائية في بطء ليتفاجؤا بها قريباً ويدفعون ثمن سوء النوايا هذه، وإن غداً لناظره قريب.
✍ وتمضي بهم الأحداث متسارعة، لتعكس الواقع الداخلي لإدارة جامعة الولاية الوحيدة من نزاعات وخلافات، كان في ظاهرها قضية علي بابا ومدير جامعة كسلا، وفي باطنها الخلافات والصراع على مناصب السلطة واتخاذ القرار، ولوائح الترقيات ومخصصات أعضاء هيئة التدريس وقضية بدل الوجبة الشهيرة وغيرها من ملفات ساخنة كان يتم التعامل فيها بسياسة التركين والتعتيم، مع ابراز ملفين حاسمين للخلاف تماماً، وهما ملف (بلاغ غفاري) وملف حقوق أستاذ التشريح البشري، وعدم تنفيذ أي حلول مقترحة فيهما، مما أدى لفشل أكثر من ثمانية مجالس صلح بخصوص الملفين المذكورين آنفاً.
✍ السؤال هو: ما هي طبيعة الصراعات والنزاعات الادارية وسط أفراد قيادة جامعة كسلا؟ والتي جعلت بعض هذه القيادات يقوم بتعطيل الحلول السلمية، وبعضهم يطالب بضرورة المواصلة في المحكمة، وبعضهم تقدم بإستقالته، وبعضهم أدلى بإفادات خطيرة في منصات القضاء المدني لصالح أستاذ التشريح.
✍ هذه الخلافات والنزاعات، تسببت في إضطراب واضح في سياسة ادارة الجامعة في قضاياها بالمحكمة مما جعل اثنين من قياداتها الذين لهم وزنهم الاداري بالجامعة، يدلون بشهاداتهم ضد ادارة الجامعة ولصالح أستاذ التشريح البشري، فهل يعقل أن تشهد إدارة الجامعة على نفسها بأنها مارست الظلم؟، هل بلغ بها تأنيب الضمير مبلغه بعد مايقارب السنتين من الظلم والتعسف والاستبداد الإداري؟ لا أعتقد ذلك، بل كل ما في الأمر هو صراع بين قيادات الجامعة ضاعت بسببه الثقة بين نقابة الجامعة وبين مدير الجامعة والمقربين منه.
✍ وفي تصرّف أحسد نقابة جامعة كسلا عليه كثيراً، يدل على المؤسسية التي يتمتع بها أفرادها، وعدم شخصنتهم للخلافات الإدارية، ذهب بعض قيادات النقابة الى منزل وكيل الجامعة الذي يُصر على تقديم استقالته في هذا الوضع الراهن، مطالبين الوكيل برجوعه لمنصبه كوكيل للجامعة، رغم أنهم مختلفين معه في قضية بدل الوجبة الشهيرة، ولكنهم وجدوا في الوكيل أنه الشخص الوحيد الذي يحافظ على ميزانية الجامعة، والوحيد الذي يصر علي التعامل بمبدأ المساواة مع الجميع.
✍ للأسف بعضهم يرى في الخلافات ما بين مدير جامعة كسلا وأستاذ التشريح البشري، أرضاً خصبة لزراعة مصالحه الخاصة به وتنفيذ أجندته، لدرجة أن يقوم بتعطيل أي مساعي لحلول عبر أي لجنة تم تكوينها، حتى ولو عبر مجلس الجامعة والتي توصياتها تعتبر قرار مجلس جامعة بحاله وليس قرار مدير، فيتجاهل تنفيذها ويماطل ويقوم بالتسويف والتأخير بحجج واهية للغاية، بل بعضهم يرفض حتى توثيق حلول اللجنة قانونياً لإغلاق باب الخلاف نهائياً من أجل الاستقرار الأكاديمي بالجامعة.
✍ وكل يدلي بدلوه، وكل يدّعي وصلاً بليلى، ولكن يبقى مدير جامعة كسلا وبعض المقربين منه، وعميد كلية علوم الحاسوب هم من في (وش المدفع)، فهما وحدهما ودون (فتوى) مكتوبة من رئاسة الدائرة القانونية، قاما بفتح الملفات الخلافية عبر القانون الجنائي ومحكمة الجرائم المعلوماتية، ويقف باقي أعضاء الإدارة ما بين مهللٍ ومكبر لمدير الجامعة في العلن، ومناصر ومؤيد لأستاذ التشريح في الخفاء، وما بين من يتمنى الخلاف مشتعلاً من أجل الإطاحة بمدير الجامعة من منصبه.
✍ أخيرا.. أحد قيادات الجامعة، وفي إجتماعهم مع مدير الجامعة، صدق حين قال (علي بابا يتعامل معه من داخل الجامعة كل منسوبي الجامعة من عمال وموظفين وأساتذة، (وذكر بأنه واحد منهم)، فواهم من يعتقد أن قضية علي بابا وجامعة كسلا هي قضية فرد واحد، ومن الغباء والجهل أن تظن أن القضية قضية أستاذ مفصول، انما هي تراكمات لمختلف السياسات الادارية الظالمة ولوبي الظلم الحزبي البغيض .
✍ ختاماً … من المؤسف جداً أن تدار مؤسسة تعليمية كبرى مثل جامعة كسلا بهذه الطريقة الهزلية التي أفقدت هذا الصرح ادبياته وأخلاقياته، عمداء وقيادات من الجامعة التزموا في اكثر من مجلس صلح بحضور قيادات مدنية وحكومية كبري، جاءت بهم ادارة جامعة كسلا لمجالس الصلح هذه، ثم هوت بهم في قاع الاحراج الادبي والاخلاقي.

✍ قال تعالى ( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون) (21) -سورة يوسف.

✍ علي بابا
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..