دارفور… الجريمة تتطور

نيالا: عبدالرحمن ابراهيم: مع دخول ازمة دارفور عامها العاشر ،شهد الاقليم بروز ثقافات وظواهر لم تكن مألوفة من قبل ،ابرزها التطور الكبير الذي حدث في الجرائم التي كانت بدائية وتقليدية ،الا انها وخلال الفترة الاخيرة تطورت رغم الجهود الكبرى التي ظلت تبذلها الاجهزة الشرطية والامنية ،لتصبح الجريمة مهدداً اخر للسلم الاجتماعي باقليم يعاني من حروب قبلية ومواجهات مسلحة بين الجيش الحكومي وحركات متمردة على الدولة.
والسرقات في الماضي كانت تجد الحل عبر الاعراف والتقاليد التي اصبحت قانونا يحتكم اليه الجميع ،ولكن هذه الاعراف والتقاليد ذهبت مع اشياء كثيرة منذ اندلاع الازمة بالاقليم، وازاء ذلك يشير رئيس هيئة قبائل نيالا احمد قرشي الى ان الرياح التي هبت على الاقليم كانت اعتى من قوة احتمال المجتمع الذي انهارت جدران تقاليده على اثر ذلك، وقال (للصحافة) ان التدرج في التعامل مع ازمة دارفور وسياسة الحكومة المركزية افرزت الكثير من السلبيات التي اسهمت في اطالة امد الازمة، وبالتالي ظهور ثقافات وظواهر سالبة دائما ما تنمو في مثل هذه الاجواء ،وهي ظواهر لم تكن مألوفة ومعروفة لمواطن دارفور الذي اشتهر بالورع والتمسك بالموروثات والثوابت ،فكان ان ارتفعت نسبة الجريمة من اختطاف وقتل وحرق وسرقة ،ليحدث شبه انهيار في القيم المجتمعية التي لم تعد كما كانت في الماضي بكل تأكيد، وزاد: عدم الاستقرار الامني كما اشرت افرز الكثير من المظاهر السالبة وهذا انعكس على مختلف الانشطة الحياتية لانسان دارفور ،لتتوقف على اثر ذلك عجلة الانتاج والتنمية وتتراجع فرص الاستثمار وبالتالي اتساع شقة الفقر، ولكل ذلك طبيعي ان تمارس بعض المجموعات الخارجة عن القانون جرائم في رابعة النهار وايضا بات البعض يمتهن السطو الليلي ،وهكذا تتنوع الجريمة بدارفور حتى اصبحت لدى البعض مهناً تدر عليهم دخولاً ثابتة ،وهذا تحول خطير في سلوك الانسان الدارفوري.
فيما يرى مراقبون ان تفشي ظاهرة الدية العجاجية وممارسة الابتزاز عبر الخطف والمطالبة بالمال مقابل اطلاق سراح الاسرى ،سلوك دخيل لايتسق مع اخلاقيات انسان دارفور، الا انهم يعتبرون هذا الامر افرازا طبيعيا للظروف التي يعيشها الاقليم ،مشيرين الى ان التطور الذي طرأ على الجريمة يستوجب دراسة متأنية من قبل الحكومة وذلك لان هذا الامر يشكل خطورة بالغة على المديين القريب والبعيد.
فيما ينظر آخرون الى تفشي الجريمة بدارفور من زاوية اخرى ،حيث يعتقدون ومنهم المراقب الفاضل آدم ان ولوج فئات عمرية شابة عالم الجريمة يعني ان مستقبل الاقليم في خطر، لجهة ان هؤلاء هم المناط بهم قيادة دارفور والاقليم في المستقبل ،مبديا اسفه من الحماية التي يجدها بعض المجرمين من اسرهم وقبائلهم وقال ان هذا سلوك كارثي يشجع على انتشار الجريمة ويمثل حاضنة لها.

الصحافة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..