أغسطس 1994: الأنقاذ تعتقل كارلوس الفنزويلي بعد تخديره وتبيعه

مقدمة:
—-
(أ)-
***- درسنا في مرحلة الدراسة الثانوية وتحديدآ في حصة التاريخ ، ان السودان في القرن التاسع عشر كان واحدآ من دولأ اشتهرت بتجارة الرقيق في افريقيا. وان للرق تاريخ طويل في السودان يعود لما قبل الحكم التركي 1821 ـ 1889.
***- ودرسنا ايضآ، انه وبحلول شهر أغسطس من عام 1877 تم ابرام معاهدة الغاء الرق الانجليزية المصرية والتي اجبر الخديوي ـوفق نصوصها على تحريم الاسترقاق وتجارة الرقيق في المناطق الواقعة تحت سيطرته وبما فيها السودان. وكانت الدولة العثمانية نفسها قد اعلنت الغاء تجارة الرقيق في عام 1874، واغلقت كل اسواق الرقيق في اسطنبول. وللاشراف على تنفيذ القرار عين الخديوي، بايعاز من بريطانيا، كلا من صاموئيل بيكر وتشارلز غوردون في عام 1869.
الـمدخل الأول:
———–
***- ولكني وحتي عام 1994 – اي بعد 136 عامآ من ابرام معاهدة الغاء الرق عام 1877-، كنت اظن ان تجارة البشر قد انتهت تمامآ في السودان ولم يعد لها وجود اطلاقآ، وان كل ماوقع سابقآ من مأسي ادمت الجميع قد ولي وانتهي، ولاعودة مرة اخري بتاتآ لهذه التجارة المحرمة الا انسانية…. ولكنني صدمت عندما طالعت تفاصيل قصة اعتقال (إلييتش راميريز سانشيز) المشهور بكارلوس بعد تخديره من قبل حكومة الجبهة الاسلامية في الخرطوم و(بيعه!!!!!) لفرنسا مقابل دفع مبلغ خمسون مليون دولار (CASH DOWN)…
الـمدخل الثاني:
———–
***- ولست هنا اليوم بصدد فتح ملف اعتقال كارلوس، فهي قصة قديمة يعرفها الجميع، وتناولتها الصحف ووكالات الانباء العالمية علي مدار السنين الطوال، ولكني – وتحديدآ- بصدد طرح السؤال القديم الذي يتجدد كلما جاءت سيرة كارلوس:
( لماذا باعت حكومة الجبهة الاسلامية في يوم 14 أغسطس 1994 إلييتش راميريز سانشيز لفرنسا، وهو الضيف الذي كان محميآ من النظام?!!)…
***- وبالطبع يقودنا هذا السؤال الي سؤال اخر هام مازال محل تساؤلات الملايين داخل وخارج السودان:
***- ( اين ذهب مبلغ ال50 مليون دولار ثمن صفقة بيع كارلوس ?!!)…
***- (هل حقآ دخلت كلها في جيب شيخ الجبهة الاسلامية وقتها?!! )…
***- (وهل حقآ خرج العميد عمر البشير وقتها من مولد بيع كارلوس بلا حمص، علي اعتبار انه لم يكن وقتها الا مجرد سكرتير درجة ثالثة للترابي?!!)…
***- هل دخل هذا المبلغ الكبير خزينة الدولة…ام كان مصيره نفس مصير الاموال التي صادرها الرائد صلاح كرار عام 1989 من ضحاياه – مجدي، وبطرس، واركانجلو- قبيل اعدامهم.. ودخلت الجيوب?!!)…
***- اعترف وزير الداخلية الفرنسي وقتها عام 1994، بان الحكومة الفرنسية قد دفعت مبلغ 50 مليون دولار لحكومة الخرطوم، فلماذا سكتت حكومة الترابي عن نفي التصريح الفرنسي ان لم يكن هناك مبلغآ قد دفع?!!)…
الـمدخل الثالث:
———–
***- بغض النظر عن الصفات الكثيرة السلبية التي اطلقت علي كارلوس ومنها انه (ارهابي دولي)!!، هل من الاخلاقيات الاسلامية وان تقوم حكومة الجبهة الاسلامية، وبموافقة من شيخها الكبير الضلالي بتسليم كارلوس الضيف لفرنسا، ومباعآ وهو لا يعي ماحوله بسبب وقوعه تحت تاثير المخدر، حيث تم تخديره من قبل السلطات الأمنية وكبل بالحديد وهو في غيبوبة المخدر وسلم لجهاز المخابرات الفرنسية. وفي يوم 14 اغسطس 1994 ?!!)…
المـدخل الرابع:
————
***- جاء في كتب التاريخ الاسلامي:
( وأمام التعذيب والاضطهاد وعدم مقدرة المسلمين على حماية أنفسهم أشار عليهم الرسول صلى الله وعليه وسلم بالهجرة إلى الحبشة قائلا لهم”لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملكا لا يظلم عنده أحد وهي أرض صدق حتى يجعل الله لكم مخرجاً مما أنتم فيه “فخرج المسلمون إليها مخافة الفتنة وفراراً إلى الله بدينهم فكانت أول هجرة في الإسلام.
ولاقى المسلمون معاملة طيبة من الأحباش ولكنهم لم يمكثوا بها أكثر من ثلاثة أشهر عادوا بعدها إلى مكة لما وصل إلى عملهم من امتناع قريش عن تعذيب المسلمين وفتنتهم، ولكنهم وجدوا قريشا قد تمادت في التعذيب والاضطهاد فعاد بعضهم إلى الحبشة ومعهم مسلمون آخرون، فكانت الهجرة الثانية إلى الحبشة.
***- اما قريش فلم تترك المسلمون في الحبشة وشأنهم وغاظها ما وجدوا بها من أمن واستقرار فأرسلوا إلى النجاشي عمرو بن العاص وعبد الله بن ربيعة وحملوا معهما الكثير من الهدايا إلى النجاشي وبطارقته وقالوا للنجاشي : إنه لجأ إلى بلادكم غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينكم وجاءوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنت، وقد بعثنا إليك أشراف قومهم لتردهم إليهم فهم أعلى بهم عينا وأعلم بما عابوا عليه ولكن النجاشي أبي أن يردهم حتى يسمع قولهم فلما سمع منهم عن أمر دينهم ونبيهم طلب منهم أن يقرءوا له بعضا من القرآن فقرأ عليه جعفر بن أبي طالب صدرا من سورة مريم فبكى النجاشي وقال:إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة فو الله لا أسلمهم أبدا)…
المـدخل الخامس:
————
***- تمر في هذا الشهر اغسطس الحالي ذكري حدثين هامين:
1- الغاء تجارة الرقيق عام 1877…
2- بيع كارلوس لفرنسا عام 1994…
المـدخل السادس:
————
كيـف دخل كارلوس للسودان?!!
————–
***- في حوار لكارلوس مع الكاتب الصحفي اللبناني غسان شربل، وأورده في كتابه الشهير (أسرار الصندوق الأسود)، نفى كارلوس أي لقاء له مع مسئول سوداني إبان اقامته في مدينة صنعاء قبيل قدومه للإقامة في الخرطوم، ولكن حينما واجهه الصحفي شربل بشهادة د.الترابي من أنه قد دخل السودان دون علم السلطات السودانية،وبجواز سفر دبلوماسي أردني، قال كارلوس مدافعآ عن نفسه:
( السلطات السودانية كانت على علم بمجيئي.وحتى وزير الخارجية السوداني الذي سافر معي على الرحلة ذاتها كان على علم بالأمر)!!!،
***- ويقول كارلوس ايضآ، ان جهات رسمية في السودان رتبت دخوله إلى الخرطوم، بل وان الطائرة التي أقلته من الأردن الي الخرطوم كان فيها وزير خارجية السودان شخصيا،غير أن كارلوس لم يؤكد أنه كان بصحبته أو برفقته،وذلك أمر يختلف عن مجرد العلم بأنه في الطائرة المذكورة. في تقديري أن وزير الخارجية وقتذاك، وهو طبيب اخصائي بالمهنة،لم يكن من كوادر الحركة الاسلامية المعتمدة،وأغلب الظن أن المعلومة الخاصة بدخول كارلوس لم تبلغه ممن رتب الأمر في العاصمة الأردنية.
***- ثم أضاف في وريقاته المكتوبة للصحفي شربل :( السلطات السودانية طلبت مني بالفعل مغادرة البلاد لأسباب أمنية، وكان ذلك في ربيع 1994. وأنا لم أرفض مغادرة السودان ، بل رفضت فقط التجاوب مع فخٍ أراد أن ينصبه لي الترابي والبشير، وعلمت به بفضل بعض المتعاطفين معي من داخل النظام في الخرطوم)!!…
[email][email protected][/email]
كيف تم اعتقال كارلوس?:
********************
(أ)-
***- تفاصيل القبض هي أن كارلوس كان في مدينة صنعاء قبيل قدومه للإقامة في الخرطوم، حيث دخل السودان دون علم السلطات السودانية وبجواز سفر دبلوماسي أردني, ولكن قال كارلوس :«السلطات السودانية كانت على علم بمجيئي. وحتى وزير الخارجية السوداني الذي سافر معي على الرحلة ذاتها كان على علم بالأمر».
***- وقال كارلوس أيضاًأن جهات رسمية في السودان رتبت دخوله إلى الخرطوم، بل وأن الطائرة التي أقلته من الأردن إلى الخرطوم كان فيها وزير خارجية السودان شخصياً. ثم طلبت السلطات السودانية من كارلوس مغادرة البلاد لأسباب أمنية، وكان ذلك في ربيع 1994.
***- ولم يرفض كارلوس مغادرة السودان، بل رفض فقط التجاوب مع فخٍ أراد أن ينصبه له الترابي والبشير، علم به بفضل بعض المتعاطفين معه من داخل النظام في الخرطوم.
(ب)-
***- وسعت السلطات السودانية للتخلص منه منذ عام 1994، أي قبل خمسة أشهر من عملية اختطافه من الخرطوم، ربما بسبب ما رصدته الأجهزة من تجاوزات تتعلق بصلاته بأرملة مسئول سوداني، وأن بعض أصدقائه من المسئولين السودانيين أطلعوه على نية التخلص منه فحذروه. ذلك يعكس أمراً مهما وهو أن ثمة خلافات بين أركان النظام في الخرطوم، نشبت حول مصير كارلوس وبقائه في الخرطوم.
***- هذه الأمور الخطيرة، هي إشارة كارلوس لشخصيات خليجية لعبت دوراً في خطة اعتقاله من الخرطوم، وكانت آخر هوية لكارولس هي عبد الله بركات حملها ودخل بها إلى الخرطوم.
(ج)-
***- وطوال سنوات طويلة ظلت المخابرات الفرنسية تسعي جاهدة للإمساك بكارلوس. وتعقبه ضابط أمني فرنسي كبير، جعل من ملف كارلوس قضيته الشخصية، لأكثر من عقدين من الزمان. جال وصال بين بلدان كثيرة:روسيا، اليمن، الصومال، سوريا، الأردن، لبنان، النمسا، بريطانيا، فرنسا، بلغاريا.
***- ولكن كانت نهاية كارلوس في الخرطوم, حيث تم تخديره من قبل السلطات الأمنية وكبل بالحديد وهو في غيبوبة المخدر وسلم لجهاز المخابرات الفرنسية. وفي يوم 14 اغسطس 1994، انتهت تماماً اسطورة كارلوس الذي لقب بابن آوى وتم نقله من الخرطوم إلى باريس علي متن طائرة خاصة. وقال وزير الداخلية الفرنسي حين تم إلقاء القبض على كارولس مقابل دفع مبلغ خمسون مليون دولار للحكومة السودانية، قال للصحافة :«نحن لا نترك من يهدر الدم الفرنسي.
(د)-
***- جندت فرنسا عملاءها لإلقاء القبض على من تعتبره عدوها الأكبر ففي أغسطس عام 1994 ألقيى على كارلوس القبض في السودان من قبل رجال أمن فرنسيين وفي 1997 حكم عليه بالمؤبد لقتله عنصرين من شرطة مكافحة التجسس الفرنسية ومخبر لبناني عام 1975 في باريس. محاميته التي طالبت باستئناف الحكم وقالت: «بطبيعة الحال إنها محاكمة سياسية والدليل عملية الاختطاف الغير مشروعة التي قامت بها المخابرات الفرنسية في الخرطوم.» وجهة النظر ذاتها تبناها والد كارلوس خوزي راميريز قبل أن يفارق الحياة فقد كان من كبار المحامين الفنزويليين ولم يسعد برؤية ابنه منذ 1975 وهو الذي طالب ببراءة ابنه وإخلاء حال سبيله وقال:«ابني ليس إرهابياً فهو مناضل ثوري وهو الذي قضى شبابه في نصرة القضية الفلسطينية».
( هـ)-
انتقادات:
——–
***- ووجهت زوجة الثوري كارلوس المحامية إيزابيل كوتان بير انتقاداً لاذعاً لوزير العدل الفرنسي دومينيك بيربا واصفة إياه بالعميل الأميركي الخسيس وذلك بسبب سوء المعاملة التي يلقاها زوجها كارلوس. وأكدت إيزابيل في حوار مع الجزيرة نت أن زوجها المريض بالسكري يتعرض لمساع تهدف إلى تحطيمه من جانب الحكومة الفرنسية ومن خلفها الولايات المتحدة.
***- وقالت إن كارلوس الذي ينفذ حالياً حكماً بالسجن لاتهامه بقتل اثنين من عملاء الأمن الفرنسي يتعرض لاستفزازات عديدة داخل زنزانته في سجن مدينة فرين الفرنسية.
***- وأضافت إيزابيل – التي تزوجت كارلوس بعد توليها مهمة الدفاع عنه أمام القضاء الفرنسي – أن من النادر أن يعامل سجين بشكل لا إنساني على النحو الذي يعامل به كارلوس «لقد عاش أشكالاً مختلفة من الحبس الانفرادي على مدى نحو عشرة أعوام منذ اختطافه على يد الأمن الفرنسي من السودان.» ووصفت كارلوس بأنه رجل يتمتع بإرادة قوية جداً وأنه مناضل لأقصى درجة وشكت من أن الجميع تخلى عن «الرجل الذي أعطى حياته للمبادئ الثورية كي يصبح العالم أكثر عدلاً» مذكرة في هذا الصدد بالظروف المالية الصعبة التي يعانيان منها وعن الإيقاع به داخل الأراضي السودانية.
***- قالت إن زوجها «يعتبر أن حسن الترابي – زعيم المؤتمر الشعبي العالمي الإسلامي والرجل القوي في النظام السوداني أثناء اعتقال كارلوس – خان واجباته الدينية.
(و)-
***- ويقضي كارلوس عقوبة السجن المؤبد في فرنسا منذ عام 1997 ، لدوره في ثلاث جرائم قتل وقعت في باريس عام 1975، وذلك بعد أن سلمه السودان عام 1994.
يالغرابة الصدف..وسخرية شهر اغسطس!!
*—-*————-*—–*
وفاة المحامي الفرنسي جاك فيرجيس المدافع عن
القضايا الميؤوس منها…ومحامي كارلوس، في 15 اغسطس الحالي…
شهر اعتقال كارلوس عام 1994!!
(أ)-
***- توفي جاك فيرجيس احد اكثر المحامين قوة واثارة للجدل في نقابة محامي باريس الخميس عن 88 عاما بسكتة قلبية مما اثار ردود فعل زملائه الذين اشادوا به بصفته “فارس” الدفاع “الشجاع” و”المستقل” و”العملاق” الذي التزم احيانا “بالجانب غير السليم”. واعلنت دار النشر بيار غيوم دو رو التي نشرت مذكراته في شباط/فبراير بعنوان “من محض اعترافاتي – ذكريات واحلام” ان “المحامي جاك فيرجيس توفي بسكتة قلبية في الساعة 20,00 (من الخميس) في غرفة فولتير وتحديدا على رصيف فولتير بباريس عندما كان يستعد لتناول العشاء مع اقاربه”.
واشارت الى انه “مكان مثالي لآخر عرض مسرحي مدو تمثله وفاة هذا الممثل البارع” لانه “على غرار فولتير كان شغوفا بفن التمرد والتقلبات المستمرة”.
(ب)-
***- وروى رئيس المجلس الوطني لنقابات المحامين كريستيان شاريير برونازل “انه وقع قبل بضعة اشهر واصيب بالوهن واصبح يمشي ببطء شديد ويتكلم بصعوبة لكنه ظل لسيما عقليا. كنا نعرف انها آخر ايامه لكننا لم نتصور ان نهايته ستأتي بهذه السرعة”. وقد عاش هذا المحامي المتخصص في القانون الجنائي حياة شخصيات روائية. فقد كان مقاوما ضد النازية وانتسب الى الحزب الشيوعي لكنه تركه في 1957 لان “مواقفه لم تكن حازمة بما فيه الكفاية” ازاء الجزائر.
***- وكان مناضلا مناهضا للاستعمار وقد تزوج البطلة الجزائرية جميلة بوحيرد المناضلة في جبهة التحرير الوطني التي حكم عليها القضاء بالاعدام قبل ان يعفا عنها. وقد فرض نفسه مدافعا عن الشخصيات المدانة من التاريخ بمبرر ان “واضعي القنابل هم من يطرحون الاسئلة”.
(ج)-
***- وكان الرجل القصير القامة صاحب الوجه الساخر والنظارات المستديرة والشعر القصير المولع بالسيكار، مقربا من شخصيات سياسية من العالم اجمع وكذلك من سائر المناضلين الذين كانوا يعملون في السر مثل الحركات التي نفذت هجمات في السبعينيات والثمانينيات و”الثوري” الفنزويلي كارلوس والناشط اللبناني جورج ابراهيم عبد الله، الى جانب مجرم الحرب النازي كلاوس باربي والدكتاتور اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسفيتش وقائد الخمير الحمر السابق كيو سامفان.
وردا على سؤال لصحيفة فرانس سوار في 2004 “كيف تكون محامي صدام حسين؟” قال جاك فيرجيس ان “الدفاع عن صدام حسين ليس قضية ميؤوس منها، بل الدفاع عن (الرئيس الاميركي جورج دبليو) بوش هو الميؤوس منه”. واعرب العديد من المحامين الفرنسيين عن تقديرهم لهذا “العملاق” في نقابة المحامين. وقالت ايزابيل كوتان بيري محامية كارلوس التي بدات مشوارها الى جانبه سنة 1981 لوكالة فرانس برس “كانت فرصة لا تصدق”.
(د)-
واضافت “كانت له نظرة سياسية مثالية لمهمة المحاماة وتجربة فريدة من نوعها في اكبر صراعات القرن العشرين”. وقال محامي الجبهة الوطنية (يمين متطرف) جيلبير كولار “عندما كان يدافع عن كلاوس باربي، كنت الى جانب الطرف المدني. كنت في الجانب السليم وكان في الجانب السيء لكن هذه هي الديموقراطية”.
(هـ)-
***- من جهته، قال المحامي جورج كيجمان “ليس هناك عدد كبير من العمالقة في نقابة المحامين لكنه كان كذلك بلا شك”، مشيرة الى “عهد مجيد دافع فيه عن الجبهة الوطنية لكنه اقل مجدا عندما بدأ يدافع عن تيارات ارهابية مثل مجموعة بادر ماينهوف”. ووسط كل هذه الاشادات، انتقد اصوات فيرجيس وخصوصا موقفه خلال محاكمة كلاوس باربي في 1987. وقال آلان جاكوبوفيتش الذي كان ممثل المجمع اليهودي الفرنسي في المحكمة الجنائية في ليون (وسط الشرق)، لفرانس برس ان فيرجيش “لم يكن يوما مثالا عن محام”، معتبرا انه ادلى “باقوال لا يمكن وصفها” في هذه المحاكمة.
(و)-
***- واضاف “انه رجل كان يلهو بالحياة لا علاقة له بالشعوب المسحوقة وكل ما كان يهمه هو نفسه”. وفي 1970 اختفى المحامي فيرجيس لثماني سنوات مثيرا شكوكا كبيرة وتساؤلات: هل كان الى جانب الفلسطينيين؟ ام في كونغو ما بعد باتريس لومومبا؟ ام في كمبوديا بول بوت؟ لكنه اكتفى بالاشارة الى “عطلة كبيرة في مكان بعيد جدا في شرق فرنسا”.
موضوع كارلوس هين يا اخى بكرى (صفقة مشبوهة) اين تعويضات حرب الخليج ؟؟؟؟؟الم تسرق عينى عينك و الحرامية موجودين؟؟؟؟
السلام عليكم و رحمة الله , نهارك سعيد
أحيي في شخصك الكريم روح التوثيق و التذكير و لكن من جانب ءاخر اعتقد ان الموضوع فيه شىء من الخلط و انا أرى أن خلط القضايا أضر بنا كثيرا في السودان فضاعت قضايا مهمة جدا على حساب أمور تافهة
عموما قضية تسليم كارلوس هي قضية اخلاق ومبدأ و من ناحية قانونية كان على الانقاذ تسليمه من اول يوم و من دون صفقات. و هذه القضية لا علاقة لها بالرق او الحرية
و حسب توصيفك فان اجهزة المخابرات العالمية من اكبر تجار العبيد في العصر الحديث
أخـوي الحـبوب،
ود الحاجة،
(أ)-
وكالعادة، افرح شديد كلما طليت وشاركت بمشاركاتك الواعية ودائمآ فيها الجديد. لك تحياتي ومودتي الطيبة وشكري علي القدوم الكريم.
***- الهدف من المقال، اعادة طرح السؤال القديم المتجدد دومآ:
(لماذا باع حسن الترابي في عام 1994 صديقه كارلوس لفرنسا بمبلغ 50 مليون دولار?)!!….واشدد علي كلمة (باع) علي اعتبار ان عملية تسليم كارلوس للمخابرات الفرنسية قد تمت تم بموجب صفقة (بيع) مابين الاثنين، او كما – بمعني اخر- ( سلمني “كاش”…اسلمك كارلوس حي يفرفر)!!….او ايضآ كا نقول بالسوداني:( حقي وين?!!)…
***- عملية بيع كارلوس ياود الحاجة، لا تختلف اطلاقآ عن بيع العبد او الجارية في زمن تجارة الرقيق….وعن بيع وشراء البشر في القضارف وكسلا الان ونحن في القرن ال21!!
***- وبالمناسبة، هذه الصفقة القذرة التي تمت مابين الطرفين كتبت عنها الصحف العالمية كثيرآ، واغلب الصحف العربية التي تصدر في لندن مثل جريدة (الحياة) …( الشرق الأوسط)…مجلة (المجلة) استعملت جملة (صفقة بيع)!!
(ب)-
***- لقد كانت النية السيئة مبيتة عند حسن الترابي للاستفادة ماديآ من وجود كارلوس تحت قبضته، والا لقام بتسليمه لفرنسا من دون مقابل !!….ولا ننسي بهذا الصدد، ان (جريدة الشرق الاوسط ) اللندنية، قد كتبت وكشفت ان حسن الترابي كان يود تسليم اسامة بن اللادن معتقلآ لاميريكا اثناء اقامته في الخرطوم!!….(وطبعآ كل بتمنو)!!
(ج)-
***- ونسأل مكررآ ومرة واتنين ، لماذا قمت ياحسن ياترابي وانت (المسلم المؤمن!! ) ببيع اخوك في الانسانية?!!…ووين راحت ال 50 مليون دولار، علمآ بان وزير الداخلية الفرنسي قد اكد علي تسليم المبلغ لحكومة الخرطوم?!!
أخـوي الحـبوب،
تعويضات حرب الخليج،
السلام الطيب لشخصكم الكريم يامسكين وانت لسه بتفتش علي حقك في تعويضات حرب الخليج!!…وسعدت بزيارتك الكريمة، وبتعليقك المحبط وفلوس التعويضات!!
***- عندي قصاصة من جريدة سودانية فيها خبر يفيد بتصريح من مسؤول كبير يفيد بان كل اموال التعويضات قد ذهبت لاصحابها علي داير المليم، وان كل متضرر قد استلم مستحقاته كاملة وغير منقوصة!!
***- واعمل حسابك ياأخوي الحبيب،وانصحك نصيحة اخوية، اوعك تهبش موضوع التعويضات ده مرة تانية مع المسؤوليين القطط السمان، والا حيلفقوا لك تهمة الكذب الضار واشانة السمعة، وحيثبتوا بالمستندات بتاعتهم، بانك استلمت فلوسك من التعويضات وكمان بزيادة، وعندها حيطالبوك باسترجاع المبلغ الزايد…ويصادروا بيتك وبنطلونك!!
يا أخي الناس ديل ما عندهم ذمة, خاصة شيخهم, والواحد ما عارف الناس الملتفين حوله ديل عقولهم وين؟ أظنهم عايشين في غيببوبة رغم تعليمهم.
مازال سؤالك قائم: وين مشت ال50 مليون دولار؟ وهناك سؤال أخر: من وين أبن الشيخ ? عصام- جاب راسماله ليصبح تاجر مواشي ينافس ناس حيدوب والمرحوم ادم يعقوب وغيرهم من تجار الماشية؟
ونسأل مجددآ حسن الترابي، الضليع في القانون الدولي، والدبلوماسي القديم، والسياسي المخضرم:
( علي اي اساس قمت بتسليم كارلوس لفرنسا، ولاتوجد اي اتفاقية مبرنة ما بين الخرطوم وباريس علي تبادل تسليم المجرميين?)!!…
فضيحة من العيار الثقيل:
النهضة ساهمت في إعتقال و تسليم كارلوس…
***************************
المصـدر:
http://hanein.info/vb/showthread.php?t=287508
منتديات (شبكة حنيــن)-
04 / 07 / 2012-
———————-
***- المناضل و الناشط السياسي المقرب من النهضة سابقا أحمد المناعي: النهضة سلمت البغدادي إلى الليبييين في صفقة تشبه ما فعلته حين ساهمت في القبض على كارلوس بالسودان لحساب المخابرات الفرنسية.
في حوار مع أحمد المناعي نقرأ ما يلي :
***- بعد أن قامت حكومة الجبالي بتسليم البغدادي المحمودي إلى المجلس الانتقالي الليبي، دفعني الاستفزاز إلى استحضار شهادة سمعتها من الدكتور المنّاعي عن حادثة مماثلة تمت في مطلع التسعينات وكانت حركة النهضة طرفا رئيسيا فيها.. هذه الحادثة تتعلق بعملية القبض على المتمرد والثائر الفينيزولي (إليتش راميريز سانشيز)، المعروف باسم كارلوس في سنة 1994 من قبل المخابرات الفرنسية في السودان.
***- يقول الدكتور أحمد المناعي: “حركة النهضة كانت متورطة في هذه العملية.. وقد لعبت فيها دور الوسيط والشريك مع نظام حسن الترابي ذو المرجعية الإسلامية الإخوانية.. وقد لعب القيادي الحبيب المكني دورا رئيسيا في تسهيل الاتصالات بين الترابي وباسكوا (وزير الداخلية الفرنسي) آنذاك لتنسيق عملية اختطاف كارلوس من السودان على أيدي المخابرات الفرنسية”.
***- ويؤكد المنّاعي ” أن الصفقة تمّت آنذاك بين نظام الترابي والمخابرات الفرنسية. وكانت تقضي بسماح السودانيين لهذه الأخيرة باختطاف كارلوس من الأراضي السودانية، مقابل أن تمدّ المخابرات الفرنسية حكومة الخرطوم بخرائط لمواقع المتمردين”..
***- ولا يستبعد الدكتور المنّاعي “علم الشيخ راشد الغنوشي بهذه العملية وبالدور الذي لعبه القيادي في حركة النهضة الحبيب المكني.. الذي اعترف لاحقا في أحد رسائله المنشورة بدوره في العملية بتكليف رسمي من الحركة حيث كان ينتظر أن تتدخل الحكومة الفرنسية لدى الرئيس المخلوع لتسوية وضعيتهم… وقد نشرت الصحف الفرنسية آنذاك تفاصل الصفقة وتحدثت بالتفصيل عن دور حركة النهضة فيها.. (صحيفة “لوكانار انشينه”).
***- ويضيف الدكتور أحمد منّاع: “عملية اختطاف كارلوس تمّت بالفعل في 1994 وقد تم الكشف خلال جلسات محاكمة كارلوس عن حكومة تواطؤ الخرطوم ولكن الغريب في القصّة أنّ لا السودان تحصّل على خرائط تمركز المتمردين، ولا حركة النهضة تمكنت من تسوية ملفها مع النظام آنذاك..! وما أشبه اليوم بالبارحة. فعملية تسليم البغدادي المحمودي تمّت دون أن تجني لا الحركة ولا الحكومة شيئا غير سوء السمعة”.