حرب السودان ليست عملاً سياسياً … بل مشروع حركة إسلامية شمولية كيزانية بامتياز

د. أحمد التيجاني سيد أحمد
كتب الصحفي الكوز عثمان ميرغني:
“إذا قررت القوى السياسية إنهاء الحرب في السودان، فستتوقف صباح اليوم التالي مباشرة. الحرب عمل سياسي”.
هذا القول المضلِّل يُعَدُّ نموذجاً لما دأب عليه رموز النظام القديم من محاولات لإعادة تدوير خطابهم وتجميل أدوارهم. الحقيقة التي يعرفها كل سوداني حر أن الحرب ليست نتيجة خلافات بين قوى سياسية متكافئة، بل هي مشروع سلطوي دموي تقوده بقايا النظام الشمولي، بقيادة عناصر الإسلاميين ومن تحالف معهم في الأجهزة الأمنية والعسكرية والاقتصادية.
الحرب ليست “عملاً سياسياً” بالمعنى البريء أو العقلاني، بل هي امتداد مباشر لانقلابٍ مستمر منذ عقود، تأخّر سقوطه لكنه لم يسقط بعد.
ما يجري في السودان اليوم ليس صراعاً على تسوية أو انتخابات، بل محاولة يائسة من قوى الهيمنة التاريخية لاستعادة السيطرة بأي ثمن، ولو كان ذلك عبر حرق المدن، وتشريد الملايين، وبيع الوطن في سوق المصالح الخارجية.
لن تتوقف الحرب بـ”قرار سياسي” من نخب مأزومة أنتجها نفس النظام الذي فجّر الحرب، بل ستتوقف عندما تُجتث جذور الاستبداد، وتُفكك شبكات التمكين، وتنهض قوى الثورة المدنية والجماهيرية بمشروع بديل حقيقي، شجاع، وجذري.
ختاماً:
من يحاول تسويق الحرب كخلاف سياسي قابل للتفاوض، يتغافل – أو يتواطأ – مع الجذور الحقيقية للأزمة: الكيزان … ومن يدور في فلكهم، هم من أشعلوا الحرب، ولن تُطوى صفحتها إلا بزوالهم الحاسم.