أخبار السودان

هل يمرضون مثلنا ..

الصورة أعلاه ليست لمتسول يجلس في إنتظار حسنة الآخرين .. ولاهي حتى لمواطن عادي يزحف أملاً في خدمة ما تقدمها له إحدى الدوائر المعنية بخدمات الناس في بلاده .. ولكن الجالس هو رئيس جمهورية ارغواي السابق السيد خوسيه موخيكا وكان رئيسا للبلاد لحظة التقاط تلك الصورة التي قد لا يعلم أنها أخذت له ..فهو ساعتها كان مهمومًاً بالوصول الى غرفة الطبيب لتلقي العلاج شأنه شأن عامة المرضى العاديين ..ربما لم يكن الهدف من جلسته تلك هو إظهار التواضع والبساطة وهما سمتان عرف بهما الرجل الزاهد في مباهج الحكم و امتيازاته بدءا من استخدامه لسيارته القديمة في تنقلاته وسكنه في بيته المتواضع والتبرع بكل راتبه للمحتاجين .. وانما هو أن يلمس معاناة الذين يزحفون في تلك الطوابير وهم يحملون الالام الجسد ويتأكد بنفسه أنهم يتلقون العلاج المجاني في مستشفيات الدولة والمعاملة الحسنة !
الرجل لم يقل أنا عمر بن عبد العزيز في زماني ولم يدعي أنه جاء ليحكم بالشريعة و لا قال لشعبه أنا ومن بعدي الطوفان .. فحينما إنتهت ولايته خرج راضيا عن نفسه ومحفوفا برضى من كلفوه بالمهمة .. فهو لم يقفز الى السلطة في ليل بهيم ليجعل منه دهراً أسودا في عيون شعبه !
لم يشتكى فقره في الفضائيات وعدم كفاية راتبه الرئاسي ولا تستر على مفسد حاد عن جادة النزاهة في منصبه !
كان يمرض كما الآخرين .. ويذهب لذات المستشفيات التي خصصها للعامة ولم يطلب طبيبا خاصاً يكون تحت أمره صباحاً ومساءاً ولم يسافر الى بلاد الغير ليتعافى على حساب الخزينة العامة ويترك مرضى وطنه لتردي الخدمات بينما يبعث بالملايين لبناء المستشفيات في الدول الآخرى الأحسن حالا من بلاده إقتصاديا ولم يرسل اساطيل الإسعافات لتجار القضية التي ماتت سريريا !
فهل يمرض مسئؤلينا الذين جاءوا بشعار هي لله لا للسلطة ولا للجاه مثلنا وهل جربوا مرة الزحف في صفوف الموت قبل الوصول الى الطبيب إن هو وجد أو كان في صيدلية مستشفاه ما يمكن أن يقدمه لمرضاه قبل تحرير العلاج .. فكيف سيكون الأمر بعد استعبادهم بسياسة التحرير وهم المنهكين بداء هذه الحكومة التي تزيدهم علة على عللهم كل ما أصبح عليها عجزٌ في ميزانيتها لتسد فجوته من لحمهم الذي سلبه الهم و فتته المرض في ظل حكام ليتهم مرة واحدة يتذوقون شقاء المرض مثلنا و لا يجدون ما يُذهب عنهم علتهم .. فساعتها سيعرفون ما معنى تحرير الدواء و استعباد المرض للناس ..أذهبهم الله الى جهنم وبئس المصير من حكام سفلة .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..