ظهور “زبير باشا” جديد في ليبيا يبيع ويشتري سـودانيين بالجملة والقطاعي !!

١-
مقدمة:
****
(أ)-
***- قبل ايام قليلة مضت – تحديدآ في يوم الاثنين ٢٢ فبراير الحالي ٢٠١٦-، نشرت العديد من الصحف المحلية، ايضآ كثير من المواقع التي تهتم بالشأن السوداني خبر غريب مثير للغاية سحب البساط من تحت كل الاخبار الاخري، وجاء الخبر تحت عنوان:(شبكة تبيع السودانيين رقيقاً في ليبيا)!!
(ب)-
جاء في سياق الخبر:
(فجر شاهد الاتهام الأول في قضية محاكمة أكبر شبكة تعمل في الاتجار بالبشر في البلاد، معلومات مثيرة في القضية. وكشف أمس عند الإدلاء بشهادته أمام المحكمة، عن أن أحد ضحايا الشبكة قال إن المتهمين خدعوه بأنهم يريدون تسفيره للشمالية للعمل كسائق في مناجم الذهب، ولكنه تفاجأ بأنهم قاموا بتسفيره لليبيا وبيعه و«40» شخصاً آخرين لليبيين مقابل مبالغ مالية ضخمة، وأفاد بأنهم عندما رفضوا الركوب مع الليبيين أشهروا السلاح في وجوههم مما اضطرهم للاستسلام، وأوضح أن أحد الليبيين قال لهم «نحن اشتريناكم بي قروشنا»، وأكد الشاهد إصابته بمرض الدرن بسبب الجوع والمعاملة القاسية من قبل الليبيين التي استمرت «5» أشهر إلى أن تم تهريبه بعد تدهور حالته الصحية، مشيراً إلى أنه شاهد بعينه تصفية «3» سودانيين من قبل صاحب المنجم الذي كان يعمل به، وأنه شاهد مقبرة بها «25» قبراً لسودانيين تمت تصفيتهم. وأوضح أنهم يذهبون لجلب الحطب للوقود من مناطق مجاورة للمناجم مليئة بالألغام، وكثيراً ما يصاب أحد العمال بها، مبيناً وجود طفلين سودانيين أحدهما يدعى محمد، والآخر بكري وقعا ضحية لشبكة الاتجار بالبشر، ويعملان بمناجم الذهب الليبية، لافتاً إلى وجود «3000» سوداني يعملون بمنطقة ربيانة الليبية، جميعهم وقعوا ضحايا لتلك الشبكات).

(ج)-
***- لم يمر هذا الخبر المحبط الذي جلب التعاسة للملايين مرور الكرام علي كثير من القراء الذين علقوا عليه بمرارة شديدة متحسرين علي ما الت اليها الاحوال في السودان، ومما زاد من اوجاع السودانيين ان لا احد من كبار السياسيين في السلطة الحاكمة علق علي الخبر حتي الان رغم مرور خمسة ايام علي نشره!!..سكت الناطق الرسمي للحكومة عن التعليق!!..لم تعلق وزارة الخارجية سلبآ او ايجاب علي الخبر!!..صمتت ايضآ سفارة السودان في طرابلس كانما الامر لا يعنيها، وان من تم بيعهم وشراءهم هم ليسوا من رعاياها!!…كنت اتوقع ان يقوم نائب من نواب مجلس “بدرية سليمان” بطلب عاجل لرئيسة المجلس يطلب فيها استدعاء وزير الداخلية حول كيفية خروج هؤلاء السودانيين من بلدهم الي ليبيا!!.. كنت اتوقع ان يكون هناك نفي للخبر من اي جهة رسمية ولكن خابت كل الظنون واصبح الحال ينطبق عليه المثل المعروف:( إِن السكوتَ يعقبُ السلامةْ.. فرب قولٍ يورثُ الندامهْ)…

الـمدخل الاول:
**********
(أ)-
***- ان خبر الشبكة التي باعت السودانيين في ليبيا ليس بالجديد ، ففي عام ١٩٩٧ نددت الحكومة الامريكية بشدة استخدام الاطفال الصغار في مباريات (سباق الهـجن) اللعبة الشعبية والمحبوبة عند المواطنين في دولة الامارات العربية، الذين كانوا اغلبهم اطفال من السودان دون الثانية عشر من اعمارهم من السودان ، وازاء الهجوم الامريكي الضاري علي اللعبة الشعبية الاماراتية اضطرت الدولة الي الاستغناء عن الاطفال وتم استخدام (روبوت الكتروني) علي ظهور الجمال بدل الاطفال.
(ب)-
***- في سنوات التسعينات تفجرت في الخرطوم بشدة فضيحة خروج اطفال من مطار الخرطوم الي دولة الامارات بواسطة سماسرة يعملون في (تجارة الاطفال) وبيعهم لشركات اماراتية تنظم (سباقات الهجن)، حاولت وقتها وزارة ان تنفي صلتها بخروج الاطفال الي دولة الامارات العربية، وزعمت ان الاطفال قد خرجوا بصورة رسمية بصحبة اولياء امورهم!! ولكن الوزارة لم تستطع اسكات الصحافة العربية (في ظل سكوت الصحف المحلية) عن نشر كل الحقائق المؤلمة عن موت عشرات الاطفال السودانيين بسبب سقوطهم من علي ظهور الجمال.

(ج)-
***- شنت الصحف العربية هجومآ شديدآ علي سفارة السودان في ابوظبي علي سكوتها المزري المخجل، واستغربت هذة الصحف علي
عدم اهتمام الدبلوماسيين في السفارة بمصرع الاطفال الذين ماتوا في مباريات (سباق الهجن) وهم من رعاياها!!…قامت حكومة الامارات بدفع مبالغ كبيرة لاسر الاطفال الضحايا…وكالعادة لم تصل اموال التعويضات حتي اليوم الي الاسر المكلومة في اولادها!!

الـمدخل الثاني:
**********
(أ)-
***- ان موضوع (تجارة البشر) في السودان لم تعد من المواضيع الهامة في اجندة الحكومة، او تحتل اهتمام احد من كبار المسؤولين في (حزب المؤتمر الوطني)، خصوصآ بعد ان صرح البشير واعترف صراحة “استحالة محاربة تجارة البشر في السودان”!!
(ب)-
***- وجود اسواق في كسلا والقضارف لبيع وشراء البشر اصبح لا يقلق بال احد في الحكومة المركزية او الولائية!!، بل هناك من مسؤولين في السلطة اكدوا ان والي كسلا ومعه والي القضارف لا يستطيعان رغم ما عندهما من سلطات امنية وقوة عسكرية محاربة “مافيـآ تجارة البشر”!!
(ج)-
***- خرجت الاخبار من القضارف قبل شهور، ان عمليات اختطاف المواطنين السودانيين والارتريين من قبل “مافيـآ تجارة البشر” وارسالهم الي بدو عرب سيناء قد فاقت كل حدود المعقول، الامر الذي جعل الحكومة الامريكية تدخل في الموضوع ولفتت انظار المسؤولين في الخرطوم الي خطورة الوضع الانساني هناك، ولكن لا حياة لمن تنادي فالخرطوم بما عندها من قوات مسلحة وجهاز امن….لا تستطيع الوقوف امام هذه”المـافيآ” التي احتكرت “تجارة البشر” وعندها هي ايضآ قوة عسكرية اقوي مما عند حميدتي!!
(د)-
***- ذكر سكان بعض القرى الحدودية أنهم يجدون أحياناً جثثاً في العراء منزوعة الإحشاءات، كما ألقت السلطات قبل فترة القبض على حاويات مبردة تحمل أعضاء بشرية مجمدة في طريقها للتهريب خارج السودان، مما يعني أن تجارة الأعضاء البشرية للآجئين تبدأ من السودان قبل الحدود بين مصر واسرائيل وصحراء سيناء حيث يتم قتل اللآجئين لتباع أعضائهم. مهما كان عدد اللآجئين القادمين للسودان فإنهم أكبر من إمكانات السودان ويشكّلون عبئاً اضافياً على الموارد الطبيعية والخدمات الشحيحة في الإقليم الشرقي وتقف الأمم المتحدة مكتوفة اليدين دون أن تتدخل بالرغم من أنها هي المسؤولة عن اللآجئين، نقول هذا ولكن لدينا واجب إنساني نحو هؤلاء اللآجئين لحمايتهم وتقديم ما نستطيع تقديمه لهم من مساعدات، فهم بشر مثلنا وإخوان وجيران لنا وقد أوصى جبريل الرسول (ص) بالجار حتى ظنّ أنه سيورثه.
(هـ)-
***- إن اللآجئين الذين يصلون للسودان يواجهون مصيراً أسوداً فمن يفلت منهم من عصابات تهريب البشر وابتزازها يغرق في نهر عطبره أو البحر المتوسط أو يقتل على حدود مصر واسرائيل. كل هذا يحدث ومنظمات الأمم المتحدة تقف كما ذكرنا مكتوفة اليدين لا تتدخل وإن تدخلت كان ذلك بعد فوات الأوان ومن تجربتنا في مراقبة عمل الأمم المتحدة أن النافذين فيها يمدون أجل النزاعات والمشاكل حتى يؤمنوا وظائفهم لفترة أطول، والصحراء الغربية أكبر مثال لما نقول.

الـمدخل الثـالث:
**********
(أ)-
***- بعد ان قامت القوات المسلحة المصرية بتكثيف شديد في صحراء سيناء بعد الهجمات التي قامت بها قوات (داعش) علي الجيش، اصبح امر ارسال مخطوفين الي عرب سيناء محفوف بالمخاطر الشديدة، عندها اضطرت (المافيآ) الي تغيير اسواقها من سيناء الي ليبيا!!
(ب)-
***- الشي المؤسف في موضوع (تجارة البشر) ان الحكومة المركزية الحالية وما قبلها من حكومات اخري تعرف تمامآ كل صغيرة وكبيرة عن ما يدور في كسلا والقضارف وسيناء وليبيا!!، انها تعرف بدقة كيف خرجت هذه (السلع!!) البشرية من السودان حتي دول الجوار!!..من باع؟!!..ومن اشتري؟!!..من قاموا بنقلهم بالعربات من كسلا حتي داخل ليبيا!!

الـمدخل الـرابع:
**********
(أ)-
***- الصحف المحلية في ظل الرقابة الدائمة عليها لا تستطيع اطلاقآ نشر الحقائق عن “تجارة البشر”، الصحفيون يملكون معلومات كثيرة عن ما يدور في مناطق بيع وشراء البشر، لكنهم ممنوعين منعآ باتآ التطرق الي كشف ماعندهم علنآ في الصحف!!…قد يسمح للصحف المحلية بنشر خبر اختطاف وبيع شخص..اذا كان شخصية دستورية!!
(ب)-
***- نسأل بمرارة شديدة:
(ماالهدف من اهمال موضوع تجارة البشر، ولا يحتل هذا الموضوع الشائك اي اهمية عند المسؤولين في الدولة؟!!)…

الـمدخل الاخيـر:
***********
ياتري، هل بسبب وجود “الزبير باشا” الجديد هناك في الدولة المجاورة يبيع ويشتري في السودانيين… يرفض البشير زيارة ليبيا؟!!

بكري الصائغ
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الاستاذ-بكري الصائغ المحترم
    بعد التحية
    بعد خبرتي بالسوق والتجارة لمدةتقارب الثلاثون عاما
    اوضح لكم ان التجارة في الغالب اساليبها واضحة وضوح الشمس
    وان اي تجارة خفية لابدة لها من ايادي قوية تقف وتشد ازرها
    فليس هنالك محال
    لكشف كل غائب وشارد
    وليس هنالك جريمة كاملة
    ولكن هنالك تغطية
    من بينها ان الكل يعيش حول كيانهاالصغير وينشغل في واقعه الذي يرهق كاهله
    وكما تعلم في السابق كانت هنالك ومازالت ببعض الاماكن تجارة (السالف)
    وهو ان يسرق احدهم قطيعا من الضان اوالابل اوالابقار
    وياتي اخر بانه سوف يجد لهن طريقة للخلاص وذلك
    بعد ان يعطي الامان ويدفعوا مبلغا
    محفزا للاخر حتي يرجع ماسرق
    وعادة ماتتم سرقة من لم تكن له قوة اواسرة قوية ولا حولة له ولاقوةالا ان يدفع
    وعادة مايكون هنالك من القبيلة طرفهو من يساعد في توصيف صاحب النعمة المراد سرقته
    هذا بالبلدي كدة
    فما بالك اليوم والتكنلوجيا تاتي بك قبل ان يرتدعليك طرفك؟

  2. الجديد والمثير في “تجارة الرقيق” هذه القضية
    التي تنظر فيها محكمة جنايات الخرطوم وسط:

    الكشف تفاصيل عمليات بيع سودانيين
    وأحباش لتجار بشر في ليبيا
    **************************
    المصـدر:- “الراكوبة”- “الصيحة”-
    01-12-2016 04:28 PM
    ————-
    ***- كشف المستشار فيصل باشري، من نيابة أمن الدولة المتحري في محاكمة أكبر شبكة إجرامية تخصصت في الإتجار بالبشر، مؤلفة من “9” أشخاص، ، تفاصيل ضبط المتهمين بتهمة تهريب نحو “500” شخص من أصحاب مناجم الذهب إلى ليبيا، وقال أثناء تلاوته القضية لقاضي محكمة جنايات الخرطوم وسط، برئاسة القاضي أسامة سيد أحمد، إنه توفرت معلومات للشاكي رقيب أول بالقوات المسلحة السودانية مهدي الهادي، عن وجود شبكة تقوم بالإتجار بالبشر بالخرطوم تضم عددا من المتهمين، تم منح الشاكي إذن كمين وتفتيش من خلاله تم القبض على المتهمين،

    ***- وأفاد المتهم الأول الذي يعمل تاجرا بسوق ليبيا واقر في التحري أنه يقوم بعملية تسفير المواطنين إلى ليبيا، حيث يقوموا بتسليمهم لأحد التجار على الحدود الليبية للعمل في مناجم الذهب في ليبيا، وإنه قام بتسفير حوالي “500” شخص من أصحاب مناجم الذهب في ليبيا وإنه بدأ عمل الإتجار في عام 2012م وإن العمال لم يدفع أي مبلغ لهم، حيث يقوم الليبيون بتمويل عملية التهريب،

    ***- وأضاف المتحري إن المتهم الثاني الذي يعمل تاجرا في عمارة الذهب بالخرطوم، ذكر أنه في إحدى السفريات إلى ليبيا تعرف على أحد أصحاب مناجم الذهب، واتفق معهم على تسفير العمال من السودان إلى ليبيا،

    ***- وأبان المتحري أن المتهمين تم القبض عليهم من خلال كمين، حيث قال إن المتهم الأول والسادس تم القبض عليهم بالقرب من سوق حلايب بحوزتهم عددا من الأحباش يشرعون في تهريبهم داخل عربة روزا وتم ضبط الكمين الثاني بداخله عدد من المواطنين السودانيين، وكان داخل الكمين عددا من أفراد الاستخبارات لتسفيرهم لشخص ليبي يدعى الطيب صاحب أكبر منجم ذهب،

    ***- وأفاد المتحري أن أدوار المتهمين تشير إلى أن المتهم الأول والثاني هما اللذان يقومان بالتخطيط وتمويل عملية تهريب البشر والمتهم الثالث والرابع والخامس عبارة عن سماسرة يقومون بإحضار العمال لتسفيرهم إلى ليبيا بعد إخداعهم أن هناك مناجم للذهب في الولاية الشمالية،

    ***- وأبان أن المتهم السابع والسادس أدوارهم بعد التنسيق مع المتهمين الأول والثاني والثالث والرابع وتقتصر على المراقبة والمتابعة والمحاسبة بينما دور السائق المتهم التاسع يقوم بترحيل المواطنين إلى داخل الحدود الليبية، حيث يخطر التجار العمال أن عند نقطة الارتكاز أن يخطرهم أنهم عمال طماطم وقال إن العمال يتم تجميعهم في منطقة السوق المركزي والسلمة ومنطقة الحاج يوسف ويتم ترحيلهم ليلا إلى سوق ليبيا حيث تجميعهم في زريبة مواشي ويتم ترحيلهم عبر الولاية الشمالية الحدود الليبية يتم تسليمهم لتجار،

    ***- وقال المتحري إن احد الشهود ذكروا بأنهم فور وصولهم يخطرهم رب العمل أنهم مدينون “6” أشهر مقابل السوداني ب”200″ جنيه سوداني والحبشي بألف جنيه التي استلمها التجار لأنه اشتراهم منهم، وعقب السداد عندما يتم إخراج الذهب يأخذ صاحب المنجم الثلثين ويتبقى الثلث له،

    ***- وقال إن المنجم محروس بالأمن وإذا شعر عامل بالتعب يشهرون السلاح في وجهه ويواصل عمله خوفا،

    ***- وأضاف شاهد الاتهام في القضية القائد الليبي كان لديه نقص في القوات للقضاء على التنظيمات الإرهابية وتم أخذ العمال للمشاركة في المعارك وأوضح أن حركة العدل والمساواة تنسق بينها وإدارة المناجم حيث حضرت قوات من العدل المساواة قوامها “60” عربة وقال إن أحد العمال تم تصفيته بالقرب من البوابة الليبية، وأشار المتحري أن العمال يعيشون في ظروف قاسية، على إفادات الذين تمكنوا من الفرار وإن الثوار الليبيين قد هجموا على المنجم.

  3. انا حزين جدا لقراءة هذا ياعالم ماشين وين الله يهديكم روقوا الهروب ماحل الانقاذ عزاب لكن العبودية معيبة موت في ارض لارض ماتهين نفسك

  4. بعد السلام عليكم الاخ بكري الصائغ… المقال رائع وخطير ومخيف.. لك التحية وانت تطرق بابا موصد بكل ما يحويه من هم وغم وضياع..
    لي ملاحظة مهمة جدا من وجهة نظري: وهي قضية الزبير باشا وارتباطه بتجارة الرقيق.هذه القضية مشبوهة وهناك آراء وبحوث تدحض هذه الفكرة تماما عن الزبير باشا.وقضية انه كان تاجر رقيق محترف فيها لغط كبير.. انصحك بقراءة مذكرته التي وثقتها(خواجية نسيت اسمها) .. الزبير حسب المذكرات والمخطوطات التوثيقية تنتفي عنه قضية الرق.. ولا ننسي ان التأريخ كتب في زمن قبل التركية وبعدها بأقلام غير سودانية لا يضمن حيادها وقد لا تخلوا من تصفية الحسابات..
    ولك تحياتي وللقراء الكرام

  5. هذا الموضوع خطير جدا ومؤسف ويجب ايقافه فورا ومحاسبة المسؤولين عن تلك الجريمة البشعة …ولكنك با استاذ بكرى قد أخطأت خطأ فادحا فى حق البطل المجاهد الداعية الإسلامى الزبير باشا الذى كان له الفضل فى نشر الإسلام فى الجنوب وخاصة منطقة غرب بحر الغزال. من المؤسف لصحافى مرموق مثلك أن يقرأ التاريخ من طرف واحد ،،، ذلك التاريخ الذى سطره المستعمر لتشويه سمعة هذا البطل المغوار ،،،، هذا البطل الجسور عندما سافر لجنوب السودان كان ذلك بغرض إقناع ابن عمه بالعودة للشمال ولم يفلح فى اقناعه بالعودة ،،،،، هنالك اشتغل الزبير باشا فى تجارة العاج وريش النعام مع شريك اخر اعتقد أنه من الشوام ولم يمارس اطلاقا تجارة الرقيق ولكنه كان مضطرا لشراء اعداد كبيرة من الرقيق وتدريبهم على فنون القتال وبالتالي استطاع بناء جيش قوى وبهذا الجيش استطاع إخضاع معظم مناطق بحر الغزال وبدأ ينشر الاسلام فى تلك المناطق النائية….لقد شوه الانجليز وخاصة الجنرال غردون باشاسمعة الزبير باشا لأنه أفسد عليهم خطط التنصير فى جنوب السودان حيث كان غردون باشا من أكثر الحكام حماسا لنشر الدين المسيحى والقضاء على المد الاسلامى فى شرق افريقيا (ملحوظة: لا تتوفر لدى الان فى هذه الساعة المتأخرة من الليل المراجع الداعمة للمعومات الواردة فى هذه المداخلة)

  6. وما دخل الزبير باشا في هذا الموضوع!!!! الزبير باشا لم يكن تاجر رقيق بل مجرد تاجر بين الخرطوم والجنوب ، يجلب الخرز والاشياء الصغيرة التي تعجب سكان الجنوب ويستبدلها منهم بريش النعام والعاج ويصدرها إلى مصر (اقرأ اللقاء الذي تم بين الصحفية الفرنسية والزبير باشا في منفاه في جبل طارق)واستطاع ان بصاهر زعماء القبائل الجنوبية ليضمن حمايتهم واستطاع يكون جيشا عرمرما (البازنجر) من المحكوم عليهم بالاعدام من قيائل نيام نيام أكلة لحوم البشر في افريقيا الوسطى الحالية، ولأن الحكومة المركزية في الخرطوم كانت توجس من تنامي قوته طلبوا منه ان يضم اقليم دارفور للحكومة المركزية لاعتقادها بأنه سوف يلقى حتفه في دارفور التي كانت سلطنة عمرها 800 سنة وكان آخر سلاطينها السلطان ابراهيم الذي كانت له علاقة صداقة مع نابليون بونابرن وله قنصليتين فرنسية والمانية في الفاشر. عسكر جيش الزبير خارج الفاشر استعدادا لملاقاة جيش الفور، ارسل السلطان ابراهيم فرقة استطلاعية ل]اتوا له بخبر جيش الزبير ، تسللت الفرقة ليلا ليروا ماذا يدور في معسكر الزبير وهالهم أن رأوا بعض البازنجر منهمكين في شواء وأكل رجل بعد ان قتلوه . امتلأ قلب الفرقة بالرعب واسرعوا إلى السلطان يبلغوه ما رأوا وكان ذلك سببا في انخفاض الروح المعنوية لجيش السلطان ، وفي اليوم التالي اندلعت المعركة بين الطرفين في منواشي، وفي منواشي استطاع الزبير ان يهزم جيش السلطان شر هزيمة ويضم دارفور إلى الحكومة المركزية في الخرطوم. قصة الزبير باشا مليئة بالبطولات ويكفي أنه قاد الجيش التركي ضد الجيش الروسي في معلركة القرم ويلحق بهم هزيمة كبيرة وجرح الزبير في تلك الموقعة وعولج في اسطنبول.وللزبير باشا يرجع الفضل في ضم الولايات الجنوبية للحكومة المركزية في الخرطوم . الزبير باشا يستحق أن يقام له نصب تذكاري ضخم في اوسع ميادين العاصمةلتذكير الناس وتصحيح اعتقادهم الخاطيء عن هذا البطل .

  7. مـوضوع له علاقة وثيقة بالمقال:
    *****************************
    ١-
    سودانيون للبيع..
    “الأهرام العربي” تكشف تفاصيل وأسرار
    رحلة العبيد من الخرطوم إلى القاهرة وطرابلس
    ***************************
    -جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة “الأهرام”-
    -30-8-2012-
    ————
    ***- تشترى «عبداً سودانياً»؟ بـ150 ديناراً فقط!
    ***- سودانى للبيع يعمل نهاراً بلا أجر.
    ***- وليلاً أضحوكة وتسلية لأطفالك.
    ***- لا يكل ولا يمل من العمل، ولن يكلفك شيئاً.
    ***- فهو يعيش على فضلات طعامك!.
    إذا كنت ترغب فعليك الذهاب إلى ليبيا لتختار ما تشاء من بينهم، وإذا حالفك الحظ يمكنك شراؤه من سوق العتبة فى القاهرة قبل أن يتم تسفيره خلسة بعيداً عن أعين الأمن فى القاهرة وطرابلس. انتهز الفرصة واشتر عبداً بـ«تراب الفلوس» قبل أن يشتريه غيرك من أوروبا وإسرائيل.

    ***- «الأهرام العربى» تنشر تفاصيل سوق العبيد بين مدينتى طرابلس والقاهرة بميدان العتبة، حيث عصابات مسلحة تبيع السودانيين فى سوق العبيد فى رحلة المجهول التى تبدأ باحتجازهم واعتقالهم، ثم تعذيبهم، وتقف وراء ذلك شبكات سودانية ـ مصرية تعمل فى تجارة تهريب السودانيين إلى العتبة ومنها إلى ليبيا، ثم إلى إسرائيل وأوروبا، هذه العصابات تبيع الفرد السودانى بـ150 ديناراً ليبياً، ولا أجرة له ويعمل مجاناً ويتسلى به الأطفال.
    قبل أن تقرأوا هذه السطور احبسوا أنفاسكم واستعدوا لرحلة طويلة مليئة بالأهوال والمفاجآت، التى لا يصدقها عقل، فهى تعود بنا إلى عصر «الرقيق» الذى يباع فيه الإنسان ويشترى بالمال.

    تعالوا نتعرف على التفاصيل:
    *****************
    عدت للسودان بعد رحلة عمل للشقيقة مصر استغرقت حوالى الأسبوعين، حيث ذهبت للقاهرة فى الثلث الأخير من شهر رمضان المعظم وعدت منها فى سادس أيام عيد الفطر المبارك يوم الجمعة المنصرم، وقد غيرت مسار عودتى من الطيران إلى الباخرة عن طريق ميناء السد العالى بمدينة أسوان المصرية على مدينة حلفا السودانية، وذلك من أجل استجلاء الحقائق من مئات الشباب السودانيين العائدين هرباً من جحيم العصابات الليبية المسلحة التى انتشرت فى ليبيا عقب الثورة وسقوط الطاغية القذافى.

    ***- رافقت هؤلاء الشباب فى الباخرة سيناء فى رحلة استغرقت حوالى 18 ساعة من أسوان إلى حلفا فى طريق عودتهم للوطن، جلست إليهم وحكوا لى قصصهم والمآسى التى تعرضوا لها والجحيم الذى واجهوه فى ليبيا التى سافروا إليها عن طريق شبكات سودانية ـ مصرية تعمل فى تجارة البشر بنقلهم إلى إسرائيل شرقاً وليبيا غرباً وأوروبا شمالاً، هذه الشبكات مقرها السوق العربى بمدينة الخرطوم بالسودان، والعتبة بالقاهرة بلوكانداتها العتيقة والخربة بالقاهرة.

    ***- وكشف مئات السودانيين ـ غالبيتهم من الشباب ـ العائدين من ليبيا التي لم يمكثوا بها كثيراً لكنهم عانوا فيها معاناة دهور، لـ(الأهرام العربي) مآسي وأهوالاً تعرضوا لها في ليبيا التي قصدوها بعد الثورة التي أطاحت بالقذافى واستبشروا بها خيراً، ليجدوا أنفسهم قد وقعوا فى براثن الرق والعبودية.

    ***- هؤلاء العائدون ـ فضلوا حجب أسمائهم ورفضوا تصويرهم خوفاً على حياتهم على حد تعبيرهم ـ قالوا لـ(الأهرام العربي) إنهم انخدعوا في الأحلام التي حملها لهم عدد من السودانيين السماسرة بالسوق العربي بالخرطوم لا سيما في إحدى العمارات الشهيرة بالخرطوم، واسمها (عمارة السلام) الذين صوروا لهم العمل في ليبيا بالجنة، ونتيجة لذلك دفعوا 5 آلاف من الجنيهات السودانية، وهي تساوي قرابة الألف دولار أمريكي (الدولار يساوي 5.5 جنيه سوداني) ـ هي كل تحويشة العمر ـ لهؤلاء السماسرة الذين يدعون أن لهم علاقة بوكالات السفر، حيث تم تسفيرهم براً إلى مدينة وادي حلفا ومنها بالباخرة إلى مدينة أسوان عاصمة جنوب الصعيد المصري ـ ومنها بالقطار إلى القاهرة وتحديداً منطقة العتبة والفنادق الشعبية القديمة أو بالأحرى اللوكاندات الموجودة بها، حيث توجد بداخل هذه الفنادق واللوكاندات المهترئة عصابات سودانية مصرية تعمل في تجارة البشر من السودان عبر القاهرة إلي إسرائيل شرقاً، وليبيا غرباً.

    ***- ويمضي المتحدثون لـ(الأهرام العربي): أنهم تم تسفيرهم من القاهرة إلى منطقة السلوم الحدودية بين مصر وليبيا ثم من هنالك يتم إدخالهم بالتهريب بعد منتصف الليل إلى داخل الحدود الليبية (منطقة إمساعد) بعد تخطيهم لمنطقة جبلية مزروعة بالألغام ـ سقط فيها العشرات من الضحايا من الشباب السوداني ـ كما يوجد حرس الحدود الليبيون الذين لا يتوانون لحظة عن إطلاق الرصاص على أي متسلل.

    ***- وبعد الوصول إلى داخل الأراضي الليبية، تبدأ الأهوال الحقيقية لهم بأن تعتقلهم مجموعة مدنية مسلحة من الليبيين ويتم إيداعهم داخل معتقلات في منازل ويتم ضربهم يومياً وتعذيبهم، وتعطى لهم فقط رغيفاً واحداً يومياً، والاعتقال يتم في حجرة لا تتجاوز ثلاثة أمتار في ثلاثة أمتار ويحشر في جوفها أكثر من أربعين فرداُ. ويأتي مواطنون ليبيون للشخص الذي يعتقل هؤلاء السودانيين ويختار من بينهم من يروق له ليعمل عنده، حيث يتم عرض هؤلاء السودانيين فيتفحصهم الشخص الليبي ويتحسسهم ليختار من بينهم (في صورة كربونية لعصر الرق والعبيد حيث يباع البشر ويشترون كأي سلعة) وسعر الفرد السوداني لا يتجاوز المائة وخمسين ديناراً ليبياً.

    ***- وعند العمل لا يعطى هذا السوداني أي مبلغ أجرة نظير عمله (أي يعمل مجاناً) وبعد انتهائه من العمل في نهاية اليوم عند مغيب الشمس يجبر السوداني على القيام بعمل آخر وهو التسلية والترفيه عن أطفال صاحب العمل، حيث يتجمع حوله الأطفال يتقاذفونه ويضربونه ويتناوبون في ضربه ويسخرون منه وينادونه بالعبدوهم يضحكون ويلهون.
    ونتيجة لذلك كله استطاع هؤلاء العائدون الفرار والهروب راجلين عبر الجبال وحقول الألغام في رحلة تسلل عكسية إلى داخل مصر.

    ***- وفي داخل الباخرة العائدة من أسوان إلى مدينة وادي حلفا في ثالث أيام عيد الفطر المنقضي، توفى أحد هؤلاء العائدين قبل ساعات من وصول الباخرة إلى حلفا، لكن تم التكتم على خبر وفاته الذي لم يعلم به إلا قلة قليلة للغاية ممن في الباخرة. وقد استجاب البعض من الشباب الذين كانوا في طريقهم للتسلل إلى ليبيا لنداءات إخوانهم العائدين الذين نصحوهم بعدم الذهاب إلى ليبيا، فعادوا أدراجهم من القاهرة إلى السودان عن طريق الباخرة من ميناء السد العالي بمدينة أسوان إلى مدينة وادي حلفا السودانية التي يستقلون منها الأتوبيس إلى الخرطوم في رحلة تمتد لنحو عشر ساعات.

    – وادى الذئاب-:
    ************
    قلت لأحدهم وهو شاب فى العشرين من عمره: لماذا يفعلون بكم ذلك؟
    أجابني: لأن السلاح متوافر بكثرة في أياديهم. ولأن الأموال متوافرة كذلك بين أياديهم ثم الأهم والأخطر أنهم متأثرون للغاية بمسلسل (وادي الذئاب) التركي. إنهم يذكرون ذلك علانيةً ويتباهون به، فهم يتناولون حبوباً مخدرة (وكثيراً ما تجرعوها أمامنا)، هذه الحبوب اسمها (وادي الذئاب)، ويقودون عربات وسيارات اسمها (عربات مراد علم دار). بطل المسلسل التركى «وادى الذئاب» الذائع الصيت.

    ***- لا بد أن الكثيرين منكم يعرفون جيداً المسلسل التركي المدبلج ذائع الصيت (وادي الذئاب)، ذلك المسلسل الذي فاقت شهرته الآفاق وحظي بمشاهدة عالية وكبيرة، ومتابعة شديدة ودقيقة من عشرات الملايين من الشعوب العربية في مختلف الدول العربية من مشرقها حتى مغربها.
    وفي المغرب العربي وتحديداً في ليبيا ما بعد القذافي كان للمسلسل المذكور حضور كبير، وتأثير بالغ وطاغٍ.

    ***- وتدور قصة المسلسل وبطله مراد علم دار، الذي أدى دوره ممثل تركي يدعى (محمد نجاتي شاشماز) الذي رفع هذا المسلسل من أسهمه كثيراً فأصبح اليوم على رأس قائمة نجوم الصف الأول في عالم السينما والتليفزيون بتركيا وغير حياته تماماً وأصبح الجميع في حياته الشخصية ينادونه بـ(بولات) ويعني «مراد» باللغة العربية ـ تدور قصة المسلسل الذى لم يشاهدوه أو يواظبوا على متابعة حلقاته وأجزائه الستة ـ كل جزء منه يحمل مائتي حلقة ـ حول (العالم السفلي) بتركيا، ومجلس الذئاب الذي يحكم هذا العالم في مكان موحش ومظلم بأطراف اسطنبول أكبر المدن التركية ـ تتم فيه أقذر عمليات المتاجرة بالمخدرات وتعقد صفقات تهريب السلاح وعمليات غسيل الأموال بل والمتاجرة بالبشر.

    ***- وفى ثلاثية قذرة (المخدرات، والسلاح، والمتاجرة بالبشر) استلهمت الشبكات والعصابات الليبية المسلحة المنفلتة سيناريو هذا المسلسل هضمته وأعادت إنتاجه ليس على شاشات الفضائيات وشركات الإنتاج الفني للمسلسلات والأفلام، إنما أعادت إنتاجه على أرض الواقع ونفذته بحرفية دقيقة وقساوة شديدة على السودانيين الذين ساقتهم أقدارهم عبر شبكات تهريب البشر ـ الناشطة في السوق العربي بالخرطوم ومنطقة العتبة الشهيرة بوسط العاصمة المصرية القاهرة التي يقودها أفراد سودانيين ومصريين، وتعمل على التهريب والمتاجرة بالبشر وتحديداً السودانيون ـ وبصورة خاصة الشباب منهم ـ من داخل السودان إلي مصر ومنها إلى إسرائيل شرقاً (سأعود إليها لاحقاً)، وليبيا غرباً…
    مراد علم:
    ******
    ويمضي الشاب العشريني قائلاً لي: إنهم حينما يتناولون تلك الحبوب المخدرة (وادي الذئاب) ويقودون تلك السيارات (عربات مراد علم دار) يتوجهون لأقرب محل أو دكان يبيع الملابس العسكرية فيشتري كل واحد منهم الملابس العسكرية التي يريدها والمقاس الذي يناسبه ويشتري معه الرتبة العسكرية التي تروق له (هكذا تباع الرتب العسكرية في الدكاكين والمحلات كما يباع زيت طهو الطعام وأمواس الحلاقة وصابون الغسيل والحمام).

    ***- ويكمل الشاب الحكاية الغريبة المثيرة: وبعد أن يصبح مع كل واحد من هذه العصابة العربة السيارة مراد علم دار والملبس العسكري والرتبة التي اشتراها بعدة دنانير، مع تناوله لتلك الحبوب «بوادي الذئاب»، يتوجه مباشرة للتجوال في المناطق والطرقات والشوارع لاصطياد أي إنسان سوداني أو غير ليبي يوقعه حظه العاثر مصادفة بمرور هذه العصابات فيلقون القبض عليه على الفور ويضربونه ويعذبونه قبل أن يرسلوه لمعتقلاتهم وزنزاناتهم التي ينشئونها ليقوموا بعد ذلك لبيعه لمن يطلب عمال بمبلغ 150 دينار فقط للفرد السوداني.

    الثلاثية القذرة:
    ********
    قلت له كيف كان يتم الضرب، بأياديهم، بآلات، أم بماذا؟
    يجيبني محدثي الشاب: بكله. يضربوننا بأياديهم على قفانا وبأقدامهم وأرجلهم يركلوننا، وبالسياط وخراطيم المياه السميكة يجلدوننا في أي مكان في أجسادنا. صمت برهةً ثم قال لي: أتحدى من يقول إنه لم يضرب. كلنا، كلنا ضربونا، ضربونا (كررها هكذا مرتين) وعذبونا، ضربونا ضرب الإبل حتى صرخنا وكانوا يستمتعون ويستلذون ويتلذذون بصراخنا. صمت برهةً ثم نظر لي وقال: البعض يخجل من أن يقول إنهم ضربونا وأننا صرخنا، ولكنني أقولها بدون خجل وبلا مواربة حتى يصل صوتنا لكل الرأي العام ليس السوداني فحسب وإنما العالمي أيضاً.

    ٢-
    تعليق علي الـمقال اعـلاه:
    *****************
    حول التقرير عن بيع “سودانيين كعبيد”
    ***********************
    الـمصدر:- “الراكـوبة”
    09-09-2012 01:26 AM
    الكاتب: سيف الدولة حمدنالله
    ——————
    ***- أكبر فاجعة يمكن أن تصيبنا قد وقعت بالفعل، وقد كشف عنها التحقيق الذي قامت بإجرائه مجلة “الاهرام العربي” ونشر في الإسبوع الماضي، وهو التحقيق الذي كشف عن وجود عصابات تقوم ببيع أبنائنا السودانيين الذين ضاق بهم الوطن، وإختاروا الهروب منه للبحث عن مستقبل في أي داهية في هذه المعمورة، وأوضح التقرير أن أولئك الشباب يخضعون للتعذيب بالضرب الشديد والإهانة على أيدي تلك العصابات، ثم بعد ذلك يُقادوا ليتم بيعهم عبر (منفذ توزيع) مركزي بسوق العتبة الخضراء بالقاهرة، ثم من هناك يعاد تصدير المتبقي منهم إلى أسواق ليبيا وفلسطين وإسرائيل. وبحسب التقرير فإن تفاصيل هذه المأساة المهينة، تبدأ بقيام وسطاء في الخرطوم بإيهام عدد من الشباب بوجود فرص للسفر والعمل بالخارج، ويتقاضون منهم لقاء ذلك أتعاب باهظة، غالباً ما يضطرون لاقتراضها من معارفهم أو أقربائهم على أمل تسديدها بعد الحصول على وظيفة بالخارج.

    ***- وبعد مسيرة يوم بالبر عبر الصحراء، تقوم العصابة بممارسة عملية معروفة في دنيا الإتجار بالبشر، وهي الجلد المتواصل والتعذيب المستمر والتهديد بالتصفية، والتحقير والإهانة، وينتج عن ذلك أن يصبح الضحية مسلوباً للإرادة كلياً، ويكون في حالة (إستسلام) كامل، فيفعل كل ما يُطلب منه دون إحتجاج أو مناقشة.

    ***- وبحسب التقرير، يتم عرض هؤلاء الشباب على الراغبين من المشترين في سوق “العتبة” ويتم إختيار “العبد” وفقاً لسلامة أعضاء الجسد المرغوبة فيه بحسب نوع العمل المطلوب منه، ويبلغ سعر (الرأس) دائماً ما يكون في حدود 150 دينار ليبي (حوالي 120 دولار) أو ما يعادلها بعملة دولة المشتري (مثل هذا المبلغ ينفقه كثير من أثرياء الخرطوم في وليمة عشاء عائلية بمطعم “أمواج” أو ما يعادله بشارع أفريقيا)، ويتم إجبار “العبد” السوداني على العمل لدى المشتري دون أجر، وفي وظيفة مُهينة مثل تسلية وإضحاك الأطفال، وقد تمكن عدد من هؤلاء الشباب من الهروب والعودة لوطنهم عبر رحلة خلوية بالأرجل صاحبتها كثير من المخاطر بنها الألغام الأرضية. كل الذي فعلته الحكومة ? راعية هذه الأنفس المستعبدة ? في مواجهة هذا التقرير الصاعقة، أنها قامت بمصادرة عدد المجلة الذي حوى التقرير، لتحجبه عن عيون المتطفلين في الداخل، رغم أن الذي كان أولى بستر الفضيحة هي دولة المجرم لا دولة الضحية.

    ***- ليس بالضرورة أن يكون كل ما جاء بالتقرير صحيحاً، أو أن تكون القضية بالحجم الذي عرضت به، ولكن المؤكد أن التقرير لم ينشأ من عدم، فليس هناك خلاف حول حقيقة أن أبناء الوطن يهربون إليه الى كل ناحية من هذا الكون يمكن الوصول إليها، بما في ذلك دولة زيمبابوي، وكان الواجب على الحكومة أن تعمل على التحقق من صحة ما ورد في التقرير من معلومات، تماماً مثلما فعلت الحكومتان الفرنسية والفلسطينية بفتح التحقيق في ظروف وفاة الرئيس عرفات بعد عرض قناة الجزيرة الإخبارية لتقرير بعد أن طويت هذه القضية لعدة سنوات.

    ***- كان الواجب على الحكومة أن تبحث في الأسباب التي تدفع بابنائنا لأن يقوموا بسداد ثمن عبوديتهم من جيوبهم نقداً للنخٌاسة، وأن تبحث في الأسباب التي تجعل شباب وطننا يختارون الموت خارج الوطن على العيش داخله، ولو أنها فعلت، فسيخرس لسانها الذي تتباهى به بثورة الجامعات الذي صدٌعت بها أدمغتنا، وسوف تجد أن كثير من بين هؤلاء المستعبدين، جامعيون وحملة شهادات عليا في مختلف التخصصات، أعياهم القعود بلا عمل ولا أمل.

    ***- ولتسأل الحكومة نفسها، هل يهون على مثل هؤلاء الشباب فراق الوطن! ألا يعزٌ عليهم فراق أبائهم وأمهاتهم وأهلهم وأصحابهم!! ومن قال أن الحياة ? وإن رغدت ? تطيب للمرء بعيداً عن أهله ووطنه!! فنحن أفضل من يملك الإجابة على مثل هذا السؤال، بعد أن بلغنا المربع الأخير في رحلة الحياة ونحن لا نزال في حالة إغتراب “قسري”، في إنتظار شروق الشمس بعد كل هذا الليل الطويل، فوسائدنا تحكي عن مشوار الدموع التي ننزفها كل ليلة على الذين رحلوا ورائنا من أهلنا أحبابنا. إن الذين هجروا إلى أمريكا وأوروبا وغيرها من بلاد الحرية لا يختلفون عن هؤلاء المستعبدين الاٌ بمقدار درجة، لا بمقدار نوع، فأي قيمة للحرية بلا وطن!! بل أي قيمة للحياة بعيداً عن الوطن !! لماذا يحمل الفقر مثل هؤلاء الشباب المتعلمين للخروج من وطنهم في هجرة شرعية أو غير شرعية!! هل خرج حكامنا من صلب آباء موسرين!! ألم يخرجوا للدنيا فقراء مثلهم!! بل أشد فقراً !! ثم .. من أين جاء حكامنا بكل هذا العز الذي يعيشون فيه اليوم !!

    **- ثم تأتينا الإجابة على لسان أحد رجال الحكومة: الدكتور مأمون حميدة، وزير الصحة بولاية الخرطوم (الرأي العام 7 الجاري)، حيث قال بما نصه: ” نحن ما منزعجين من هجرة الكوادر الطبية الى الخارج، لأن هناك فائض عمالة من الأطباء بل نحن نشجع هجرة الشباب من الأطباء للخارج” . ثم يردفها السيد/ كرار التهامي، وزير جهاز شئون المغتربين، (مغترب سابق بالسعودية)، بتصريح لجريدة الصحافة بذات التاريخ قال فيه: ” لقد قمنا بإعداد مشروع قانون لمكافحة الهجرة غير الشرعية يحمل عقوبات “رادعة” لمعاقبة كل شخص يخرج من السودان بطريقة غير مشروعة”.

    ***- ومن حق أولادنا أن يردوا إلى “التهامي” عصا القانون التي يرفعها في وجههم بسؤال: متى عصمت القوانين ? وهي بالفعل رادعة ? المال العام من التعدي عليه وحفظت له حرمته!! هل أجبرت القوانين الرادعة الأشخاص الذين أفرغوا خزائن بنوكنا بالقروض الهالكة !! هل منعت القوانين الرادعة بيع سفننا بالخطوط البحرية في عرض البحر!! هل منعت بيع مشاريعنا الزراعية !! هل منعت بيع خطوطنا الجوية !! ثم.. أين ذهبت حصيلة كل ذلك!!

    ***- إن الذي جعل أبناؤنا يفضلون الموت وهم يحتضنون الأسلاك الشائكة في حدود إسرائيل على البقاء في الوطن لن تعالجه مشروعات قوانين كرار التهامي، والأفضل له أن يلتفت الى جباية الرسوم من مغتربي السعودية ودول الخليج، فتلك هي وظيفته توفر له المخصصات والمزايا التي يهنأ بها وتقيه وذريته شر الوقوع في سلك العبودية، وليترك التهامي أبناءنا للعقوبات التي تنزل عليهم بأيدي الغرباء، فهي أكثر من كافية عليهم.

    ***- لقد تصادف أن كتبنا مقالنا السابق بعنوان “مواطنون.. لا رعايا”، وفي ظل هذا الواقع الجديد، يصبح مثل ذلك العنوان مجرد هذيان، فغاية ما نبتغيه أن نكون “رعايا لا عبيد”، وليهنأ جلادونا بما إكتنزوه من مال وحرية، وكل عزاؤنا ما قيل قديماً “بأن الأكفان ليست لها جيوب”.

  8. الزبير عندك هنا رئيسك ههههه وليس رئيسي العالم سيسوده السلام خاصة بغداد دمشق صنعاء جوبا الي الواق واق هؤلاء لا يتورعون ف فعل اي شئ مخالف للطبيعة البشرية بمباركة من الزبير الجديد يوجد فرق بين الباشا الزبير مواليد الجيلي الذي كان يفدي المواطنيين ف بلاد النيام نام من ملكهم اكل لحوم البشر حتي كون جيش من البازنجر وفتح سلطنة المسبعات اي بني مجده بعرق جبينة والزبير الجديد مواليد الكمبو ولا انداية الله اعلم الذي بني مجده علي الجماجم وعرق الشرفاء ودمعات الاطفال والمحرومين نسيت التهريب الي الداخل من الاحباش واصبح سعر ايجار المنزل 4و5 مليون ف الحي انا ك شاهد والله العظيم يوم جمعة جالس امام المنزل اتت عربة اكسنت مظلله تحمل اللوحات القديمة ومعروف من يمتلكها غير ضباط الجيش كنت احفظ رقمها لكن والله لا اذكر فيه غير رقم 83 وخ نزلت منها 6 من الحبش جداد لنج ذكور اعمارهم تتاروح م بين ال40 وال50 سنة سالتي جاري شفته قال اي قال لي ده ضابط ف الجيش من سكان الديم وهو ف نفس عمره احتمال يكون ف رتبة نقيب تقريبا الفوضي وعدم المسئولية وتفرغ من يسمون انفسهم ب متخذي الفرار متفرغون لتحارتهم وزوجاتهم واشعال الحروب وزيادة السلع وتوزيعها من يشتريها غير الاحباش هم ياكلوا افضل مننا يوميا جيراني الحبش يشترون كرتونة صلصة للزغني والمياة الغازية الحجم العائلي وهي تدخل بيتنا ب الغلط اهههههههه كفاية ح اطق بالاجناب لو واصلت
    وصلة
    ديل مستعدين يستزرعون بشرا للتصدير ف محمياتهم

  9. ١
    وصلتني اربعة رسائل من اخوة اعزاء يقيمون في السودان، وكتبوا.

    الرسالة الاولي من الخرطوم.
    ******************
    (..شئ مؤسف للغاية المواطن ان السوداني ممنوع رسميآ من معرفة مايحصل في بلده من كوارث وازمات، وتمنع الحكومة الصحف ومحطات التلفزيونات المحلية والاذاعات من نشر الحقائق عن تجارة البشر!!..كل الاخبار المصادرة والممنوعة اصبحنا نعرفها من المحطات الفضائية العربية او من المنابر السودانية. الحكومة استطاعت بهذة الطريقة ان تغطي علي واحدة من اكبر جرائمها..لكن الي متي سيدوم هذا الحال؟!!)..

    الرسالة الثانية من الخرطوم:
    *****************
    مساء الخير عمي الصائغ، لا اود ان اقلل من موضوع المقال، لكن ماقلت لنا ما الحل ازاء توسع تجارة البشر سودانيآ حتي وصلت الي سيناء وليبيا؟!!

    الرسالة الثالثة من القضارف:
    ******************
    ( بارك الله فيك ابننا بكري الصائغ وفتحت ملف “تجارة الرقيق” في السودان- وكنوع من الادب تم اطلاق مصطلح “تجارة البشر” عليها- لكنها في حقيقة الامر “تجارة رقيق وعبيد” بمعني الكلمة. افيدك علمآ ان عدد الارتريين والاثيوبيين حاليآ وصل الي نحو ربع مليون شخص في كسلا والقضارف ويزداد العدد كل يوم بسبب سهولة دخولهم الي الولايتين. المشكلة الكبري ان اغلب من دخلوا السودان لايودون البقاء فيه ويفكرون في الهجرة الي اوروبا لذلك يقعون بكل سهولة في شباك عصابات الاتجار في الرقيق التي توعدهم بالمساعدة في الهجرة الي خارج افريقيا، ويتم نقلهم سرآ الي ليبيا او مصر بحجة انها دولتين علي واجهة البحر الابيض المتوسط. هناك تتلقفهم عصابة اخري متمرسة في البيع او نزع الكلي وباقي الاعضاء البشرية منهم. نحو 70% من الاثيوبيين والارتريين دون سن التاسعة والعشرين. المخابرات الارترية تقوم بتهريب السلع الضرورية والادوية مما جعل الولايتين في حالة فقر منذ عام 2009 ولم تتحسن الاحوال بسبب عدم اهتمام المسئولين لذلك ارتفعت اصوات كثيرة تطالب بانفصال الشرق)…

    الرسالة الرابعة من الخرطوم:
    ****************
    (…الاستنجاد بالحكومة لا يجدي ولايفيد فهي حكومة فاسدة مشغولة بما يهم الخرطوم وكبار المسؤولين فيها، والي الخرطوم اعلن ان 47% من سكان الولاية اجانب، واعلن في مرة اخري عن تمدد الحبش في الولاية، رغم خطورة ماصرح بها من معلومات مفروض ان تهز الدولة فلم يتحرك احد!!!!)…

  10. التحية الاخ بكري جزاك الله خيرا لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من البشر مع خطا في العنوان فقد أثبت التاريخ أن الزبير كان أكبر منقذ للعبيد حيث كان يشتريهم من القبائل الجنوبية المتصارعة ثم يحررهم ويدعهم (أبنائي) ثم يجندهم ويدربهم حتى كون منهم جيشا شديد الولاء له استطاع به أن يكون مملكة وصار ملكا على بحر الغزال وضم دارفور لمملكته—– ارجو البحث وإتحافنا بالمزيد من المعلومات عن هذا الموضوع حتى نعرف التاريخ الصحيح لرموزناوالمعروف أن أكبر تجار رقيق كانوا من الشوام والاوربيين ولهم زرائب ولكن الجميع يهاجمون الزبير ربما لأنه جعلي وبصراحة أنا أيضا لا أحبهم فقد درجوا على تسميتنا بعرب الجزيرة

  11. مـوضوع له علاقة وثيقة بالمقال:
    *****************************
    ١-
    سودانيون للبيع..
    “الأهرام العربي” تكشف تفاصيل وأسرار
    رحلة العبيد من الخرطوم إلى القاهرة وطرابلس
    ***************************
    -جميع حقوق النشر محفوظة لدى مؤسسة “الأهرام”-
    -30-8-2012-
    ————
    ***- تشترى «عبداً سودانياً»؟ بـ150 ديناراً فقط!
    ***- سودانى للبيع يعمل نهاراً بلا أجر.
    ***- وليلاً أضحوكة وتسلية لأطفالك.
    ***- لا يكل ولا يمل من العمل، ولن يكلفك شيئاً.
    ***- فهو يعيش على فضلات طعامك!.
    إذا كنت ترغب فعليك الذهاب إلى ليبيا لتختار ما تشاء من بينهم، وإذا حالفك الحظ يمكنك شراؤه من سوق العتبة فى القاهرة قبل أن يتم تسفيره خلسة بعيداً عن أعين الأمن فى القاهرة وطرابلس. انتهز الفرصة واشتر عبداً بـ«تراب الفلوس» قبل أن يشتريه غيرك من أوروبا وإسرائيل.

    ***- «الأهرام العربى» تنشر تفاصيل سوق العبيد بين مدينتى طرابلس والقاهرة بميدان العتبة، حيث عصابات مسلحة تبيع السودانيين فى سوق العبيد فى رحلة المجهول التى تبدأ باحتجازهم واعتقالهم، ثم تعذيبهم، وتقف وراء ذلك شبكات سودانية ـ مصرية تعمل فى تجارة تهريب السودانيين إلى العتبة ومنها إلى ليبيا، ثم إلى إسرائيل وأوروبا، هذه العصابات تبيع الفرد السودانى بـ150 ديناراً ليبياً، ولا أجرة له ويعمل مجاناً ويتسلى به الأطفال.
    قبل أن تقرأوا هذه السطور احبسوا أنفاسكم واستعدوا لرحلة طويلة مليئة بالأهوال والمفاجآت، التى لا يصدقها عقل، فهى تعود بنا إلى عصر «الرقيق» الذى يباع فيه الإنسان ويشترى بالمال.

    تعالوا نتعرف على التفاصيل:
    *****************
    عدت للسودان بعد رحلة عمل للشقيقة مصر استغرقت حوالى الأسبوعين، حيث ذهبت للقاهرة فى الثلث الأخير من شهر رمضان المعظم وعدت منها فى سادس أيام عيد الفطر المبارك يوم الجمعة المنصرم، وقد غيرت مسار عودتى من الطيران إلى الباخرة عن طريق ميناء السد العالى بمدينة أسوان المصرية على مدينة حلفا السودانية، وذلك من أجل استجلاء الحقائق من مئات الشباب السودانيين العائدين هرباً من جحيم العصابات الليبية المسلحة التى انتشرت فى ليبيا عقب الثورة وسقوط الطاغية القذافى.

    ***- رافقت هؤلاء الشباب فى الباخرة سيناء فى رحلة استغرقت حوالى 18 ساعة من أسوان إلى حلفا فى طريق عودتهم للوطن، جلست إليهم وحكوا لى قصصهم والمآسى التى تعرضوا لها والجحيم الذى واجهوه فى ليبيا التى سافروا إليها عن طريق شبكات سودانية ـ مصرية تعمل فى تجارة البشر بنقلهم إلى إسرائيل شرقاً وليبيا غرباً وأوروبا شمالاً، هذه الشبكات مقرها السوق العربى بمدينة الخرطوم بالسودان، والعتبة بالقاهرة بلوكانداتها العتيقة والخربة بالقاهرة.

    ***- وكشف مئات السودانيين ـ غالبيتهم من الشباب ـ العائدين من ليبيا التي لم يمكثوا بها كثيراً لكنهم عانوا فيها معاناة دهور، لـ(الأهرام العربي) مآسي وأهوالاً تعرضوا لها في ليبيا التي قصدوها بعد الثورة التي أطاحت بالقذافى واستبشروا بها خيراً، ليجدوا أنفسهم قد وقعوا فى براثن الرق والعبودية.

    ***- هؤلاء العائدون ـ فضلوا حجب أسمائهم ورفضوا تصويرهم خوفاً على حياتهم على حد تعبيرهم ـ قالوا لـ(الأهرام العربي) إنهم انخدعوا في الأحلام التي حملها لهم عدد من السودانيين السماسرة بالسوق العربي بالخرطوم لا سيما في إحدى العمارات الشهيرة بالخرطوم، واسمها (عمارة السلام) الذين صوروا لهم العمل في ليبيا بالجنة، ونتيجة لذلك دفعوا 5 آلاف من الجنيهات السودانية، وهي تساوي قرابة الألف دولار أمريكي (الدولار يساوي 5.5 جنيه سوداني) ـ هي كل تحويشة العمر ـ لهؤلاء السماسرة الذين يدعون أن لهم علاقة بوكالات السفر، حيث تم تسفيرهم براً إلى مدينة وادي حلفا ومنها بالباخرة إلى مدينة أسوان عاصمة جنوب الصعيد المصري ـ ومنها بالقطار إلى القاهرة وتحديداً منطقة العتبة والفنادق الشعبية القديمة أو بالأحرى اللوكاندات الموجودة بها، حيث توجد بداخل هذه الفنادق واللوكاندات المهترئة عصابات سودانية مصرية تعمل في تجارة البشر من السودان عبر القاهرة إلي إسرائيل شرقاً، وليبيا غرباً.

    ***- ويمضي المتحدثون لـ(الأهرام العربي): أنهم تم تسفيرهم من القاهرة إلى منطقة السلوم الحدودية بين مصر وليبيا ثم من هنالك يتم إدخالهم بالتهريب بعد منتصف الليل إلى داخل الحدود الليبية (منطقة إمساعد) بعد تخطيهم لمنطقة جبلية مزروعة بالألغام ـ سقط فيها العشرات من الضحايا من الشباب السوداني ـ كما يوجد حرس الحدود الليبيون الذين لا يتوانون لحظة عن إطلاق الرصاص على أي متسلل.

    ***- وبعد الوصول إلى داخل الأراضي الليبية، تبدأ الأهوال الحقيقية لهم بأن تعتقلهم مجموعة مدنية مسلحة من الليبيين ويتم إيداعهم داخل معتقلات في منازل ويتم ضربهم يومياً وتعذيبهم، وتعطى لهم فقط رغيفاً واحداً يومياً، والاعتقال يتم في حجرة لا تتجاوز ثلاثة أمتار في ثلاثة أمتار ويحشر في جوفها أكثر من أربعين فرداُ. ويأتي مواطنون ليبيون للشخص الذي يعتقل هؤلاء السودانيين ويختار من بينهم من يروق له ليعمل عنده، حيث يتم عرض هؤلاء السودانيين فيتفحصهم الشخص الليبي ويتحسسهم ليختار من بينهم (في صورة كربونية لعصر الرق والعبيد حيث يباع البشر ويشترون كأي سلعة) وسعر الفرد السوداني لا يتجاوز المائة وخمسين ديناراً ليبياً.

    ***- وعند العمل لا يعطى هذا السوداني أي مبلغ أجرة نظير عمله (أي يعمل مجاناً) وبعد انتهائه من العمل في نهاية اليوم عند مغيب الشمس يجبر السوداني على القيام بعمل آخر وهو التسلية والترفيه عن أطفال صاحب العمل، حيث يتجمع حوله الأطفال يتقاذفونه ويضربونه ويتناوبون في ضربه ويسخرون منه وينادونه بالعبدوهم يضحكون ويلهون.
    ونتيجة لذلك كله استطاع هؤلاء العائدون الفرار والهروب راجلين عبر الجبال وحقول الألغام في رحلة تسلل عكسية إلى داخل مصر.

    ***- وفي داخل الباخرة العائدة من أسوان إلى مدينة وادي حلفا في ثالث أيام عيد الفطر المنقضي، توفى أحد هؤلاء العائدين قبل ساعات من وصول الباخرة إلى حلفا، لكن تم التكتم على خبر وفاته الذي لم يعلم به إلا قلة قليلة للغاية ممن في الباخرة. وقد استجاب البعض من الشباب الذين كانوا في طريقهم للتسلل إلى ليبيا لنداءات إخوانهم العائدين الذين نصحوهم بعدم الذهاب إلى ليبيا، فعادوا أدراجهم من القاهرة إلى السودان عن طريق الباخرة من ميناء السد العالي بمدينة أسوان إلى مدينة وادي حلفا السودانية التي يستقلون منها الأتوبيس إلى الخرطوم في رحلة تمتد لنحو عشر ساعات.

    – وادى الذئاب-:
    ************
    قلت لأحدهم وهو شاب فى العشرين من عمره: لماذا يفعلون بكم ذلك؟
    أجابني: لأن السلاح متوافر بكثرة في أياديهم. ولأن الأموال متوافرة كذلك بين أياديهم ثم الأهم والأخطر أنهم متأثرون للغاية بمسلسل (وادي الذئاب) التركي. إنهم يذكرون ذلك علانيةً ويتباهون به، فهم يتناولون حبوباً مخدرة (وكثيراً ما تجرعوها أمامنا)، هذه الحبوب اسمها (وادي الذئاب)، ويقودون عربات وسيارات اسمها (عربات مراد علم دار). بطل المسلسل التركى «وادى الذئاب» الذائع الصيت.

    ***- لا بد أن الكثيرين منكم يعرفون جيداً المسلسل التركي المدبلج ذائع الصيت (وادي الذئاب)، ذلك المسلسل الذي فاقت شهرته الآفاق وحظي بمشاهدة عالية وكبيرة، ومتابعة شديدة ودقيقة من عشرات الملايين من الشعوب العربية في مختلف الدول العربية من مشرقها حتى مغربها.
    وفي المغرب العربي وتحديداً في ليبيا ما بعد القذافي كان للمسلسل المذكور حضور كبير، وتأثير بالغ وطاغٍ.

    ***- وتدور قصة المسلسل وبطله مراد علم دار، الذي أدى دوره ممثل تركي يدعى (محمد نجاتي شاشماز) الذي رفع هذا المسلسل من أسهمه كثيراً فأصبح اليوم على رأس قائمة نجوم الصف الأول في عالم السينما والتليفزيون بتركيا وغير حياته تماماً وأصبح الجميع في حياته الشخصية ينادونه بـ(بولات) ويعني «مراد» باللغة العربية ـ تدور قصة المسلسل الذى لم يشاهدوه أو يواظبوا على متابعة حلقاته وأجزائه الستة ـ كل جزء منه يحمل مائتي حلقة ـ حول (العالم السفلي) بتركيا، ومجلس الذئاب الذي يحكم هذا العالم في مكان موحش ومظلم بأطراف اسطنبول أكبر المدن التركية ـ تتم فيه أقذر عمليات المتاجرة بالمخدرات وتعقد صفقات تهريب السلاح وعمليات غسيل الأموال بل والمتاجرة بالبشر.

    ***- وفى ثلاثية قذرة (المخدرات، والسلاح، والمتاجرة بالبشر) استلهمت الشبكات والعصابات الليبية المسلحة المنفلتة سيناريو هذا المسلسل هضمته وأعادت إنتاجه ليس على شاشات الفضائيات وشركات الإنتاج الفني للمسلسلات والأفلام، إنما أعادت إنتاجه على أرض الواقع ونفذته بحرفية دقيقة وقساوة شديدة على السودانيين الذين ساقتهم أقدارهم عبر شبكات تهريب البشر ـ الناشطة في السوق العربي بالخرطوم ومنطقة العتبة الشهيرة بوسط العاصمة المصرية القاهرة التي يقودها أفراد سودانيين ومصريين، وتعمل على التهريب والمتاجرة بالبشر وتحديداً السودانيون ـ وبصورة خاصة الشباب منهم ـ من داخل السودان إلي مصر ومنها إلى إسرائيل شرقاً (سأعود إليها لاحقاً)، وليبيا غرباً…
    مراد علم:
    ******
    ويمضي الشاب العشريني قائلاً لي: إنهم حينما يتناولون تلك الحبوب المخدرة (وادي الذئاب) ويقودون تلك السيارات (عربات مراد علم دار) يتوجهون لأقرب محل أو دكان يبيع الملابس العسكرية فيشتري كل واحد منهم الملابس العسكرية التي يريدها والمقاس الذي يناسبه ويشتري معه الرتبة العسكرية التي تروق له (هكذا تباع الرتب العسكرية في الدكاكين والمحلات كما يباع زيت طهو الطعام وأمواس الحلاقة وصابون الغسيل والحمام).

    ***- ويكمل الشاب الحكاية الغريبة المثيرة: وبعد أن يصبح مع كل واحد من هذه العصابة العربة السيارة مراد علم دار والملبس العسكري والرتبة التي اشتراها بعدة دنانير، مع تناوله لتلك الحبوب «بوادي الذئاب»، يتوجه مباشرة للتجوال في المناطق والطرقات والشوارع لاصطياد أي إنسان سوداني أو غير ليبي يوقعه حظه العاثر مصادفة بمرور هذه العصابات فيلقون القبض عليه على الفور ويضربونه ويعذبونه قبل أن يرسلوه لمعتقلاتهم وزنزاناتهم التي ينشئونها ليقوموا بعد ذلك لبيعه لمن يطلب عمال بمبلغ 150 دينار فقط للفرد السوداني.

    الثلاثية القذرة:
    ********
    قلت له كيف كان يتم الضرب، بأياديهم، بآلات، أم بماذا؟
    يجيبني محدثي الشاب: بكله. يضربوننا بأياديهم على قفانا وبأقدامهم وأرجلهم يركلوننا، وبالسياط وخراطيم المياه السميكة يجلدوننا في أي مكان في أجسادنا. صمت برهةً ثم قال لي: أتحدى من يقول إنه لم يضرب. كلنا، كلنا ضربونا، ضربونا (كررها هكذا مرتين) وعذبونا، ضربونا ضرب الإبل حتى صرخنا وكانوا يستمتعون ويستلذون ويتلذذون بصراخنا. صمت برهةً ثم نظر لي وقال: البعض يخجل من أن يقول إنهم ضربونا وأننا صرخنا، ولكنني أقولها بدون خجل وبلا مواربة حتى يصل صوتنا لكل الرأي العام ليس السوداني فحسب وإنما العالمي أيضاً.

    ٢-
    تعليق علي الـمقال اعـلاه:
    *****************
    حول التقرير عن بيع “سودانيين كعبيد”
    ***********************
    الـمصدر:- “الراكـوبة”
    09-09-2012 01:26 AM
    الكاتب: سيف الدولة حمدنالله
    ——————
    ***- أكبر فاجعة يمكن أن تصيبنا قد وقعت بالفعل، وقد كشف عنها التحقيق الذي قامت بإجرائه مجلة “الاهرام العربي” ونشر في الإسبوع الماضي، وهو التحقيق الذي كشف عن وجود عصابات تقوم ببيع أبنائنا السودانيين الذين ضاق بهم الوطن، وإختاروا الهروب منه للبحث عن مستقبل في أي داهية في هذه المعمورة، وأوضح التقرير أن أولئك الشباب يخضعون للتعذيب بالضرب الشديد والإهانة على أيدي تلك العصابات، ثم بعد ذلك يُقادوا ليتم بيعهم عبر (منفذ توزيع) مركزي بسوق العتبة الخضراء بالقاهرة، ثم من هناك يعاد تصدير المتبقي منهم إلى أسواق ليبيا وفلسطين وإسرائيل. وبحسب التقرير فإن تفاصيل هذه المأساة المهينة، تبدأ بقيام وسطاء في الخرطوم بإيهام عدد من الشباب بوجود فرص للسفر والعمل بالخارج، ويتقاضون منهم لقاء ذلك أتعاب باهظة، غالباً ما يضطرون لاقتراضها من معارفهم أو أقربائهم على أمل تسديدها بعد الحصول على وظيفة بالخارج.

    ***- وبعد مسيرة يوم بالبر عبر الصحراء، تقوم العصابة بممارسة عملية معروفة في دنيا الإتجار بالبشر، وهي الجلد المتواصل والتعذيب المستمر والتهديد بالتصفية، والتحقير والإهانة، وينتج عن ذلك أن يصبح الضحية مسلوباً للإرادة كلياً، ويكون في حالة (إستسلام) كامل، فيفعل كل ما يُطلب منه دون إحتجاج أو مناقشة.

    ***- وبحسب التقرير، يتم عرض هؤلاء الشباب على الراغبين من المشترين في سوق “العتبة” ويتم إختيار “العبد” وفقاً لسلامة أعضاء الجسد المرغوبة فيه بحسب نوع العمل المطلوب منه، ويبلغ سعر (الرأس) دائماً ما يكون في حدود 150 دينار ليبي (حوالي 120 دولار) أو ما يعادلها بعملة دولة المشتري (مثل هذا المبلغ ينفقه كثير من أثرياء الخرطوم في وليمة عشاء عائلية بمطعم “أمواج” أو ما يعادله بشارع أفريقيا)، ويتم إجبار “العبد” السوداني على العمل لدى المشتري دون أجر، وفي وظيفة مُهينة مثل تسلية وإضحاك الأطفال، وقد تمكن عدد من هؤلاء الشباب من الهروب والعودة لوطنهم عبر رحلة خلوية بالأرجل صاحبتها كثير من المخاطر بنها الألغام الأرضية. كل الذي فعلته الحكومة ? راعية هذه الأنفس المستعبدة ? في مواجهة هذا التقرير الصاعقة، أنها قامت بمصادرة عدد المجلة الذي حوى التقرير، لتحجبه عن عيون المتطفلين في الداخل، رغم أن الذي كان أولى بستر الفضيحة هي دولة المجرم لا دولة الضحية.

    ***- ليس بالضرورة أن يكون كل ما جاء بالتقرير صحيحاً، أو أن تكون القضية بالحجم الذي عرضت به، ولكن المؤكد أن التقرير لم ينشأ من عدم، فليس هناك خلاف حول حقيقة أن أبناء الوطن يهربون إليه الى كل ناحية من هذا الكون يمكن الوصول إليها، بما في ذلك دولة زيمبابوي، وكان الواجب على الحكومة أن تعمل على التحقق من صحة ما ورد في التقرير من معلومات، تماماً مثلما فعلت الحكومتان الفرنسية والفلسطينية بفتح التحقيق في ظروف وفاة الرئيس عرفات بعد عرض قناة الجزيرة الإخبارية لتقرير بعد أن طويت هذه القضية لعدة سنوات.

    ***- كان الواجب على الحكومة أن تبحث في الأسباب التي تدفع بابنائنا لأن يقوموا بسداد ثمن عبوديتهم من جيوبهم نقداً للنخٌاسة، وأن تبحث في الأسباب التي تجعل شباب وطننا يختارون الموت خارج الوطن على العيش داخله، ولو أنها فعلت، فسيخرس لسانها الذي تتباهى به بثورة الجامعات الذي صدٌعت بها أدمغتنا، وسوف تجد أن كثير من بين هؤلاء المستعبدين، جامعيون وحملة شهادات عليا في مختلف التخصصات، أعياهم القعود بلا عمل ولا أمل.

    ***- ولتسأل الحكومة نفسها، هل يهون على مثل هؤلاء الشباب فراق الوطن! ألا يعزٌ عليهم فراق أبائهم وأمهاتهم وأهلهم وأصحابهم!! ومن قال أن الحياة ? وإن رغدت ? تطيب للمرء بعيداً عن أهله ووطنه!! فنحن أفضل من يملك الإجابة على مثل هذا السؤال، بعد أن بلغنا المربع الأخير في رحلة الحياة ونحن لا نزال في حالة إغتراب “قسري”، في إنتظار شروق الشمس بعد كل هذا الليل الطويل، فوسائدنا تحكي عن مشوار الدموع التي ننزفها كل ليلة على الذين رحلوا ورائنا من أهلنا أحبابنا. إن الذين هجروا إلى أمريكا وأوروبا وغيرها من بلاد الحرية لا يختلفون عن هؤلاء المستعبدين الاٌ بمقدار درجة، لا بمقدار نوع، فأي قيمة للحرية بلا وطن!! بل أي قيمة للحياة بعيداً عن الوطن !! لماذا يحمل الفقر مثل هؤلاء الشباب المتعلمين للخروج من وطنهم في هجرة شرعية أو غير شرعية!! هل خرج حكامنا من صلب آباء موسرين!! ألم يخرجوا للدنيا فقراء مثلهم!! بل أشد فقراً !! ثم .. من أين جاء حكامنا بكل هذا العز الذي يعيشون فيه اليوم !!

    **- ثم تأتينا الإجابة على لسان أحد رجال الحكومة: الدكتور مأمون حميدة، وزير الصحة بولاية الخرطوم (الرأي العام 7 الجاري)، حيث قال بما نصه: ” نحن ما منزعجين من هجرة الكوادر الطبية الى الخارج، لأن هناك فائض عمالة من الأطباء بل نحن نشجع هجرة الشباب من الأطباء للخارج” . ثم يردفها السيد/ كرار التهامي، وزير جهاز شئون المغتربين، (مغترب سابق بالسعودية)، بتصريح لجريدة الصحافة بذات التاريخ قال فيه: ” لقد قمنا بإعداد مشروع قانون لمكافحة الهجرة غير الشرعية يحمل عقوبات “رادعة” لمعاقبة كل شخص يخرج من السودان بطريقة غير مشروعة”.

    ***- ومن حق أولادنا أن يردوا إلى “التهامي” عصا القانون التي يرفعها في وجههم بسؤال: متى عصمت القوانين ? وهي بالفعل رادعة ? المال العام من التعدي عليه وحفظت له حرمته!! هل أجبرت القوانين الرادعة الأشخاص الذين أفرغوا خزائن بنوكنا بالقروض الهالكة !! هل منعت القوانين الرادعة بيع سفننا بالخطوط البحرية في عرض البحر!! هل منعت بيع مشاريعنا الزراعية !! هل منعت بيع خطوطنا الجوية !! ثم.. أين ذهبت حصيلة كل ذلك!!

    ***- إن الذي جعل أبناؤنا يفضلون الموت وهم يحتضنون الأسلاك الشائكة في حدود إسرائيل على البقاء في الوطن لن تعالجه مشروعات قوانين كرار التهامي، والأفضل له أن يلتفت الى جباية الرسوم من مغتربي السعودية ودول الخليج، فتلك هي وظيفته توفر له المخصصات والمزايا التي يهنأ بها وتقيه وذريته شر الوقوع في سلك العبودية، وليترك التهامي أبناءنا للعقوبات التي تنزل عليهم بأيدي الغرباء، فهي أكثر من كافية عليهم.

    ***- لقد تصادف أن كتبنا مقالنا السابق بعنوان “مواطنون.. لا رعايا”، وفي ظل هذا الواقع الجديد، يصبح مثل ذلك العنوان مجرد هذيان، فغاية ما نبتغيه أن نكون “رعايا لا عبيد”، وليهنأ جلادونا بما إكتنزوه من مال وحرية، وكل عزاؤنا ما قيل قديماً “بأن الأكفان ليست لها جيوب”.

  12. الزبير عندك هنا رئيسك ههههه وليس رئيسي العالم سيسوده السلام خاصة بغداد دمشق صنعاء جوبا الي الواق واق هؤلاء لا يتورعون ف فعل اي شئ مخالف للطبيعة البشرية بمباركة من الزبير الجديد يوجد فرق بين الباشا الزبير مواليد الجيلي الذي كان يفدي المواطنيين ف بلاد النيام نام من ملكهم اكل لحوم البشر حتي كون جيش من البازنجر وفتح سلطنة المسبعات اي بني مجده بعرق جبينة والزبير الجديد مواليد الكمبو ولا انداية الله اعلم الذي بني مجده علي الجماجم وعرق الشرفاء ودمعات الاطفال والمحرومين نسيت التهريب الي الداخل من الاحباش واصبح سعر ايجار المنزل 4و5 مليون ف الحي انا ك شاهد والله العظيم يوم جمعة جالس امام المنزل اتت عربة اكسنت مظلله تحمل اللوحات القديمة ومعروف من يمتلكها غير ضباط الجيش كنت احفظ رقمها لكن والله لا اذكر فيه غير رقم 83 وخ نزلت منها 6 من الحبش جداد لنج ذكور اعمارهم تتاروح م بين ال40 وال50 سنة سالتي جاري شفته قال اي قال لي ده ضابط ف الجيش من سكان الديم وهو ف نفس عمره احتمال يكون ف رتبة نقيب تقريبا الفوضي وعدم المسئولية وتفرغ من يسمون انفسهم ب متخذي الفرار متفرغون لتحارتهم وزوجاتهم واشعال الحروب وزيادة السلع وتوزيعها من يشتريها غير الاحباش هم ياكلوا افضل مننا يوميا جيراني الحبش يشترون كرتونة صلصة للزغني والمياة الغازية الحجم العائلي وهي تدخل بيتنا ب الغلط اهههههههه كفاية ح اطق بالاجناب لو واصلت
    وصلة
    ديل مستعدين يستزرعون بشرا للتصدير ف محمياتهم

  13. ١
    وصلتني اربعة رسائل من اخوة اعزاء يقيمون في السودان، وكتبوا.

    الرسالة الاولي من الخرطوم.
    ******************
    (..شئ مؤسف للغاية المواطن ان السوداني ممنوع رسميآ من معرفة مايحصل في بلده من كوارث وازمات، وتمنع الحكومة الصحف ومحطات التلفزيونات المحلية والاذاعات من نشر الحقائق عن تجارة البشر!!..كل الاخبار المصادرة والممنوعة اصبحنا نعرفها من المحطات الفضائية العربية او من المنابر السودانية. الحكومة استطاعت بهذة الطريقة ان تغطي علي واحدة من اكبر جرائمها..لكن الي متي سيدوم هذا الحال؟!!)..

    الرسالة الثانية من الخرطوم:
    *****************
    مساء الخير عمي الصائغ، لا اود ان اقلل من موضوع المقال، لكن ماقلت لنا ما الحل ازاء توسع تجارة البشر سودانيآ حتي وصلت الي سيناء وليبيا؟!!

    الرسالة الثالثة من القضارف:
    ******************
    ( بارك الله فيك ابننا بكري الصائغ وفتحت ملف “تجارة الرقيق” في السودان- وكنوع من الادب تم اطلاق مصطلح “تجارة البشر” عليها- لكنها في حقيقة الامر “تجارة رقيق وعبيد” بمعني الكلمة. افيدك علمآ ان عدد الارتريين والاثيوبيين حاليآ وصل الي نحو ربع مليون شخص في كسلا والقضارف ويزداد العدد كل يوم بسبب سهولة دخولهم الي الولايتين. المشكلة الكبري ان اغلب من دخلوا السودان لايودون البقاء فيه ويفكرون في الهجرة الي اوروبا لذلك يقعون بكل سهولة في شباك عصابات الاتجار في الرقيق التي توعدهم بالمساعدة في الهجرة الي خارج افريقيا، ويتم نقلهم سرآ الي ليبيا او مصر بحجة انها دولتين علي واجهة البحر الابيض المتوسط. هناك تتلقفهم عصابة اخري متمرسة في البيع او نزع الكلي وباقي الاعضاء البشرية منهم. نحو 70% من الاثيوبيين والارتريين دون سن التاسعة والعشرين. المخابرات الارترية تقوم بتهريب السلع الضرورية والادوية مما جعل الولايتين في حالة فقر منذ عام 2009 ولم تتحسن الاحوال بسبب عدم اهتمام المسئولين لذلك ارتفعت اصوات كثيرة تطالب بانفصال الشرق)…

    الرسالة الرابعة من الخرطوم:
    ****************
    (…الاستنجاد بالحكومة لا يجدي ولايفيد فهي حكومة فاسدة مشغولة بما يهم الخرطوم وكبار المسؤولين فيها، والي الخرطوم اعلن ان 47% من سكان الولاية اجانب، واعلن في مرة اخري عن تمدد الحبش في الولاية، رغم خطورة ماصرح بها من معلومات مفروض ان تهز الدولة فلم يتحرك احد!!!!)…

  14. التحية الاخ بكري جزاك الله خيرا لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من البشر مع خطا في العنوان فقد أثبت التاريخ أن الزبير كان أكبر منقذ للعبيد حيث كان يشتريهم من القبائل الجنوبية المتصارعة ثم يحررهم ويدعهم (أبنائي) ثم يجندهم ويدربهم حتى كون منهم جيشا شديد الولاء له استطاع به أن يكون مملكة وصار ملكا على بحر الغزال وضم دارفور لمملكته—– ارجو البحث وإتحافنا بالمزيد من المعلومات عن هذا الموضوع حتى نعرف التاريخ الصحيح لرموزناوالمعروف أن أكبر تجار رقيق كانوا من الشوام والاوربيين ولهم زرائب ولكن الجميع يهاجمون الزبير ربما لأنه جعلي وبصراحة أنا أيضا لا أحبهم فقد درجوا على تسميتنا بعرب الجزيرة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..