دلالة المحلية .. سرقة ممتلكات الباعة المتجولين

* (ست شاي): عامل المحلية قام بدفع الغرامة انابة عني واستولى على مقتنياتي .
* عناصر باداراة المخالفات تتبع للنظام البائد، وأموال المخالفات لا تذهب الى خزينة الدولة
* كيف تتسرب مقتنيات (الفريشة) الى ايدي العاملين عليها
* دلالات صورية واسعار زهيدة وتسابق محموم لكسب المزاد
* الاجهزة التنفيذية تنفط يدها وترفض دلق الاطعمة والعصائر على الارض
تمددت ظاهرة البيع العشوائي او المتجول باسواق العاصمة المختلفة، وبالمقابل لم تترك المحليات التي درجت على رفع معدلات التحصيل بزيادة الحملات التي تستهدف الباعة ومقتنياتهم، المحلية بعد ملاحقة الفريشة في مشهد درامي يجسد اهدار كرامة الانسان السوداني، تشرع شرطة المحلية في ملاحقة ومطاردة الفريشة والباعة المتجولون في مشهد درامي يكشف اهدار كرامة الانسان السودني، ولعل الحبس او الغرامة لم تكن كافية لردع الفريشة لذلك تشرع المحليات بعد تكدس حيشانها ومخازنها بمقتنيات الباعة المتجولين تشرع في تفريغ مابجوفها من كراسي وطرابيز من خلال (دلالة) وهي غالبا ما تكون محصورة بين (العاملين عليها) لذلك يتم عرض المقتنيات بأسعار زهيدة لا تتناسب وقيمة المُباع وهو أمر وضع المحليات في مواضع الشك..!
تحقيقات الجريدة /عبدالرحمن حنين
امتعاض الفريشة
كشف عدد من الباعة المتجولين عن حكايات ومواقف تتعلق بالملاحقات، وأكدوا أن بعضهم تعرض لاصابات وأذى جسيم أثناء مطاردة شرطة المحلية، اصابات يُترك صاحبها دون عرضه على الطبيب اواسعافه، يترك هكذا ولسان حاله يلهج بالشكر لأن الاصابة شكلت مبرراً ينجيه من الحبس أو الغرامة، وفي هذا السياق يقول التاجر المتجول إبراهيم مرتضى انه تعرض لحادث دهس اثناء مطاردة المحلية له بسوق بحري مما تسبب في اصابته بكسر في (الترقوة ) ومضى كنت ابيع الليمون عند مدخل كبرى المك نمر ناحية الخرطوم بحري مع عدد من الاخوان، وفي الاثناء داهمتنا وردية المحلية من الناحية الغربية وتمت محاصرتنا، البعض أتجه جنوبا ناحية البحر، بينما هرولت انا وشقيقي ناحية الشمال وبالقرب من الجامع الكبير سقطت تحت سيارة (اكسنت) قادمة من الاتجاه الشرقي، اصطدمت بها ولم أفق إلا اليوم التالي، صاحب العربة وقف معي حتى تعافيت وتماثلت للشفاء فيما اختفت عربة الدورية في ظروف غامضة، كل اغراضي ذهبت ادراج الرياح، ومضى نتعرض لأبشع انواع القهر من شرطة المحلية، ويتم رفعنا كالمجرمين، تصادر المحلية مقتنياتنا، وكثيرا جدا تصبح البضاعة غنيمة، تدلق المأكولات والمشروبات على الارض ويتم اخذ المواعين من صبارات وحافظات مياه، تعرض تلك الغنائم في دلالة وغالبا يرسي المزاد على العاملين بالمحلية.
دفارالكشة
الحاجة (ام كلثوم) هي الاخرى سردت حكاياتها مع دفار المحلية، وتقول انها بدأت حكايتها مع السوق بعد وفاة زوجها حيث اضطرت للعمل بالسوق بعد إلحاح من شقيقتها التي تعمل في جلب ملبوسات الاطفال من سوق ليبيا، ومن ثم عرضها على الزبائن بقلب السوق العربي جوار عمارة الذهب، وتمضي ام كلثوم بالقول دخلت السوق دون رأسمال حيث استدنت من زبون شقيقتي وبدأت في التجارة حتى كبر رأسمالي واصبحت اشترى بالكاش وفقا لمجريات السوق ومايطلبه الزبائن، واصلت في عملي ولكن في احدى الايام داهمتنا الدورية وتم رفع بضاعتي اثناء تأديتي لصلاة الظهر وعقب فراغي من الصلاة كان دفار الكشة اختفى، لحقت بهم بالمحلية بالخرطوم غرب، هنالك وجدت اغراضي مبعثرة، فقدت اغراضي من (سويترات وبناطلين)، الباقي من الاغراض تم حصره بايصال غير مبرئ للزمة، في اليوم المعلوم دفعت غرامية مالية وكتبت تعهد ثم اخذت ما تبقي من ملبوسات وانصرفت .
دلالة المحلية
السيدة (ن، م) التي تعمل في بيع الشاي والقهوة بشارع النيل تقول انها ظلت تتعرض لأبشع انواع القهر والقسوة من قبل شرطة المحلية ابان عهد النظام البائد، وتحكى انها اثناء عملها تم رفعها بالدفار وبمعيتها كل ادوات ومقتنيات المكان من كراسي وترابيز وكبابي وحافظات مياه الى مكاتب المحلية، تقول هنالك تم استجوابها من قبل شرطة المحلية وتم حصر المقتنيات جميعا قبل ان يطلق سراحها بعد ان كتبت تعهد بترك العمل، وتمضى جراء ما تعرضت له من اهانة قررت عدم العودة للمحلية، كما قررت ان لا أدفع الغرامية ولكن بعد مدة اضطرتني الظروف لمعاودة العمل في بيع الشاي، ذهبت قبل قضاء فترة ال6 اشهر التي حددتها المحكمة للمصادرة لكنني وجدت ان المحلية قامت ببيع مقتنياتي في دلالة وبعد محاولات متكررة فشلت في الحصول على مقتنياتي ولكن المفاجاة كانت ان وجدت كل مقتنياتي عند احدى زميلاتي في السوق وذلك من خلال علامات قمت برسمها على الكراسي والترابيز خاصتي، عند استفساري لها علمت انها اشترت كل الأدوات من احد عمال المحلية، لاحقا عرفت ان عامل المحلية قام بدفع الغرامة انابة عني واخذ المقتنيات من وراء ظهري .
الخضر والفاكهة
عبد القادر محمد احمد الموظف بوحدة السوق المركزي بـ(ملجة الخضار) ام درمان كشف عن مقترح إتخذته المحلية لتنظيم السوق بوضع كل شخص في المكان المخصص له، وقال هنالك خارطة بمواصفات هندسية للتنظيم بطريقة صحيحة بمساحة 2×3 والفريشة 2×1 ونص، اردف صحيح المواطن ضعيف ويحتاج الى مد يد العون واالمساعدة وهذا قوت يومه الذي يسترزق منه، واذا تمت ازالتهم فسوف تكون هنالك كارثة بالنسبة لهم من كل النواحي، واشار قبل الانقلاب الذي حصل في الـ( 25) من اكتوبر كان هنلك قرار بمنع رفع (ستات الشاي)، واوضح ان هنالك قصور في عمل المراقبين للاسواق وايضا ليس هنالك لجان لنتظيم الاسواق ولا يوجد من يضغط على الحكومة، ومضى اما بالنسبة للاملاك التي يتم احتجازها من قبل المحلية تاتي لجهة انها مخالفة للقوانين، لذلك تفرض عليهم مخالفة ويتم امهال المخالفين فترة محددة، اذا لم يحضروا في الوقت المحدد يتم نقلها الى سوق الدلالة مثل حوش البلدية، حي العرب و غيرها. واردف: الدلالة التي يتم فيها عرض الاغراض التي تحتجزها المحلية كانت في النظام البائد، ومضى، هنالك جشع من ستات الشاي والقهاوي بحيث يقمن بوضع اعداد كبيرة من الكراسي في حين ان المحلية تحدد لهم عدد معين، وحينما تاتي الحملة تصادر الاعداد الزائدة وتترك العدد المسموح به من (3ـ 6)كرسي، و تابع معظم الفريشة ليس لديهم مصدر دخل واغلبهم نساء ارامل ويعملن على تربية اطفالهم وهنا تجرى تسوية لهن، واقر عبدالقادر أن المحلية عندما تحتجز البضائع من الباعة لا تراعي مدة صلاحية المنتج مثل الخضر والفاكهة، الخضر والفاكهة عند ادخالها للمخزن تتعرض للتلف وصاحب البضاعة قد يكون غير مقتدرا لدفع الغرامة الموجبة علية فبعدها تقوم المحلية برميها في النفايات وتعتبر خسارة فادحة، ولكن بعد انقلاب البرهان الاخير الاوضاع ساءت وكان قبل ذلك يمنع اخذ أي مبلغ مالي من أي امراة لنكتشف بعد الانقلاب ان اداراة المخالفات تتبع للنظام البائد وليس هنالك جهد مبذول من قبل المحلية تقوم به حتى الان، وجزم عبدالقادر ان اموال المخالفات لا تذهب الى خزينة الدولة، وفي السياق اوضح مصدر بوحدة السوق الشعبي مفضلا حجب اسمه ان التعامل مع الفريشة يتم بالحسنى، بحيث يتم اخطار الباعة وانذارهم قبل الازالة واحتجاز اغراضهم، بعدها يتم تغريمهم بمبلغ مالي مقابل تلك المخالفات بجانب كتابة تعهد بعدم العودة الى ذلك المكان، ومضى، لكن نعود في اليوم التالي نجد الاوضاع كما كانت قبل الحملة، اما بالنسبة للاغراض التي تحتجز ولا ترد تتمثل في ترابيز الخشب لانه يساعد على الحرائق، اما البضائع الاخرى يتم التعامل معها باعطاء صاحبها مهلة 6 اشهر واذا لم يحضر يتم عرضها للدلالة، وقانونيا هناك حق ممنوح للدولة بالتصرف في البضاعة بعد المهلة المحددة اذا لم يحضر صاحبها، اما الاشياء الثمينة مثل الحديد ومواد البناء متى ماجاء صاحبها ردت إليه مع دفع غرامة مالية.
توجيهات صارمة
(الجريدة) حملت شكاوي المواطنين من الفريشة والباعة المتجولين قبل أن تجلس مع المدير التنفيذي لمحلية شرق النيل المهندس على الشيخ الذي من جانبه ابدى تعاطفا مع الباعة المتجولين غير أنه شدد على ضرورة استمرار عمل الحملات التي تهدف الى تنظيم الاسواق ومحاربة الظواهر السالبة، واوضح ان مصادرة مقتنيات الفريشة امر يخص القضاء وأن التداول فيه يتم داخل المحاكم وليس من اختصاص المحليات ان تعرض مقتنيات المواطنين في دلالة، واردف، ربما يكون النظام البائد يعمل بنظام الدلالة ولكن الآن ومن خلال ادارتي للمحلية ارفض ذلك، بل اشدد على ضرورة ان تتعامل الجهات المختصة مع الفريشة والباعة المتجولين من منظور انساني لجهة ان الظروف الاقتصادية القاهرة التي يعاني منها المواطن هي من اجبرت شرائح عديدة من المجتمع للعمل بالتجارة، لذلك نحن نوصي ونوجه بعدم التعامل مع الفريشة والمخالفين بذلك الاسلوب المهين، كما نشدد على ضرورة عدم دلق المأكولات والمشروبات على قارعة الطريق كما ظل يحدث من البعض، ونحسب ان عمل المحلية ينبغي ان يكون بطريقة ارشادية وتوعوية بدلا من رفع الانسان او مقتنياته على ظهر الدفار كما ظل يحدث، ومضى، نحن مع القانون ولكن لن نغفل الدوافع حاجة الانسان للعمل ونخطط لتمليك مواقع للأسر وتوفير سبل كسب العيش للمحتاجين ونحسب أن الوضع الاقتصادي يحتاج ان تعيد الحكومة النظر في كثير من السياسات التي من شأنها ان تقلل من الاضرار النفسية والمعنوية التي يعاني منها المواطن جراء الظروف الاقتصادية القاسية.
الجريدة