كسلا..ما ذنبها ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

أختار النظام ولاية كسلا لافتتاحات في الأصل يبدو أنها كانت ضمن برنامج الدعاية لمخرجات الحوار في الولايات..وكانت لثلاثة أيام..واختصرت ليوم واحد..وتأتي أهمية الزيارة في هذه المرة..لصناعة حشد يسوق به النظام صورة تخالف ما رسمه عصيان 27/نوفمبر واستباقاً لعصيان 19 /ديسمبر المعلن..
قد ينجح الحشد..ليس لشعبية الرئيس ولا حزبه الحاكم..ولكن باتباع كل ما هو مشروع وغير مشروع في سبيل تحقيق الغرض ..وليس أدل على ذلك من القرار الغريب الذي اتخذه الوالي باعتبار يومي السبت والأحد أيام عمل رسمية..رغم أنهما عطلتان أسبوعية ودينية على التوالي..فبأي حق يحرم الوالي العاملين من عطلاتهم ؟ لا يفسر ذلك إلا في إطار الحكم الغاشم ..الذي يجعل العاملين عبيداَ للنظام ..يسوقهم الوالي أنى شاء..
أساليب الحشد الأخرى جرى العمل فيها على قدم وساق ..ويكفي خزياً أن تخصص جلسة لمجلس وزراء الولاية لمتابعة إجراءات الحشد..حتى تلفزيون الولاية يتحدث عن الزيارة من زاوية الحشد..أكثر من زاوية الافتتاحات فتأمل ..ما أعلمه أن عشرين عربة من حلفا قد تم تجهيزها بواسطة الحزب الحاكم..والمتبع في هذا هو تصديق الوقود بنمر السيارات ثم مراجعة أجهزة الأمن لحضور السيارات وأرقامها..وقس على ذلك في بقية المحليات..وليس غريباً في نظام قائم على تحالف مع زعماء القبائل والطرق الصوفية ..أن يساق البسطاء لملء الكادر..ولكن يبقى السؤال مطروحاً على أهل كسلا الشرفاء .. صناع قطار الشرق في أكتوبر ومحمد جبارة العوض ..هل سيسلمون رقابهم ورقاب مدينتهم إلى الطغيان؟ لا يا أهل كسلا الشرفاء ..هنالك ما يمكن عمله ..فرؤساء الوحدات خدام الفكي ومجبورون على الصلاة.. أما الموظفون ..فلهم الحق في عصيان الأمر ليكون بداية للعصيان المدني لو شاءوا..ثم الحضور يوم الاثنين وعدم مغادرة المكاتب.
أما أولياء الأمور ..ففي يدهم المفتاح الأكبر ..بحجز أبنائهم التي وصلت خطابات الحشد إلى مديري مدارسهم..عندها سيفقد الحشد نصف عدده ..كل ذلك يحتاج جهداً مقدراً من الشباب والأحزاب التي أعلنت التي أعلنت تضامنها مع العصيان..كل ذلك يجب أن يكون رداً عملياً على قرار الوالي… كونوا على قدر التحدي يا شرفاء كسلا الوريفة.
إلى ذلك ..ثقوا أن كلمة الرئيس نفسها ..ستكون وقوداً آخر للنتائج السلبية..على غرار ما اتى به يوم افتتاح المجمع الطبي للمعلمين.. فهو مشحون بكل الاحباطات ..وإذا رأى حشداً ..فسينفلت عيار الكلمات من قاموسه..
ومع كل ذلك نقول ..إ حتى ذا بلغت الحشود عبر هذه الأساليب الملايين..فستظل مصنوعة ..لن تغير من عزلة النظام شيئاً ..لأن الحشود إن كانت مصنوعة ..فإن التجويع ورفع أسعار الدواء والغلاء الفاحش في كل المناحي ..وصمات دخلت عظام الناس ..فلأي فيهما سينتصر الشعب وأهل كسلا..
[email][email protected][/email]