اليوم ٢٠ مارس: ذكري اول محاولة انقلاب ضد الانقاذ ١٩٩٠

اليوم ٢٠ مارس: ذكري اول محاولة انقلاب ضد الانقاذ ١٩٩٠

مقدمة:
******
(أ)-
هناك اعتقاد غير صحيح عند غالبية السودانيين، ان اول محاولة انقلاب جرت ضد حكم البشير، كانت تلك المحاولة التي وقعت في يوم ٢٣ ابريل ١٩٩٠، – ودخلت التاريخ السوداني تحت اسم «انقلاب رمضان»-، وقاموا بها ٢٨ من ضباط القوات المسلحة بقيادة اللواء عبد القادر الكدرو، واللواء طيار محمد عثمان حامد، وهي المحاولة التي انتهت بالفشل، وتم القبض عليهم، صدرت الاحكام العسكرية العاجلة باعدام الضباط جميعآ رميآ بالرصاص، وتم تنفيذ الاحكام في يوم وقفة عيد الفطر، ودفنوا في مقابر جماعية في منطقة “المرخيات” (هناك رواية اخري تفيد انهم دفنوا في جبل منطقة جبل “ازرق”) . لا احد من اسر الضحايا المكلومين حتي اليوم يعرف مكان هذه المقابر رغم مرور ربع قرن علي وقوع الحادث، ايضآ رغم مطالباتهم الكثيرة وزارة الدفاع افادتهم تحديد مكان المقابر المجهولة.

(ب)-
***- ان الذي اطلع علي تاريخ الانقلابات الناجحة، ايضآ محاولات الانقلابات الفاشلة في السودان يعرف، ان محاولة الانقلاب التي جرت في ابريل- رمضان ١٩٩٠ ضد البشير لم تكن هي الاولي في سلسلة محاولات الانقلابات ضده.

***- ففي يوم ٢٠ مارس عام ١٩٩٠ -(اي قبل ٣٣ يومآ من انقلاب ابريل)-، جرت محاولة انقلاب، والتي هي تعتبر اولي المواجهات العسكرية ضد نظام الانقاذ، ايضآ الاولي في سلسلة محاولات اطاحة البشير من الحكم عبر السلاح.

الـمدخل الاول:
**********
(أ)-
***- نشرت جريدة “الشرق الاوسط” اللندنية في يوم -الجمعـة 05 رجـب 1428 هـ 20 يوليو 2007 – بالعدد رقم 10461-، مقالة جاءت تحت عنوان:
(السودان.. كتاب الانقلابات) ، نورد من اصل المقال الجزء الخاص بمحاولة انقلاب ٢٠ مارس ١٩٩٠:
(شهد نظام البشير منذ قيامه سلسلة من الانقلابات العسكرية، والمحاولات التخريبية، وهو اسم «الدلع» للانقلابات العسكرية، بغض النظر عن ان تصنيف المراقبين لها. فهناك من ينظر اليها على أنها حقيقية وجدية تستهدف إطاحة حكم البشير، وهناك من يرى ان بعضها مفتعلة ملفقة، الغرض منها «تحويل انظار الناس عن قضايا ملحة تشغل الساحة، تتطلب المواجهة من قبل الحكومة»، طبقا للناشط في مجال الحقوق المدنية والحريات عبد الله آدم خاطر، الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» حول الموضوع. وتمثلت أمشاج سلسلة الانقلابات على نظام البشير في نشوء وتحركات تنظيمين داخل الجيش الاول: «تنظيم الضباط الاحرار»، وهو تنظيم سري ولد مع ميلاد الجيش السوداني في اوائل الخمسينات، وظل يسطع نجمه ثم يأفل من وقت لآخر ومن نظام إلى آخر»، وبدأ التنظيم تحركات وتعبئة واستقطاب الضباط وضباط الصف في عام 1990، واطلق عليه اسم «حركة مارس»، حسب كتاب «الجيش السوداني والسياسة» لمؤلفه العميد متقاعد عصام الدين ميرغني الشهير بـ«ابوغسان»، أما التنظيم الثاني فهو «حركة الخلاص الوطني»، ويضم مجموعة من الذين عملوا في عهد الرئيس نميري «ومعظم ضباط حركة الخلاص ذوي توجهات بعثية»).

***- (ودبرت «حركة مارس» انقلابا ضد نظام البشير في مارس عام 1990، ولكن انكشف في مراحله النهائية، وتم اعتقال عناصره الاساسية وعددهم»34 » ضابطا تعرضوا اثناء التحقيقات الى الحرمان من الأكل والشرب والإغراء والحبس الانفرادي والاذلال والإهانة»، كما اورد عصام الدين ميرغني في مؤلفه المذكور. وشكلت محاكم عسكرية للانقلابيين أصدرت أحكاما بالاعدام على قائدها «اللواء محمد علي حامد، والرائد شرطة متقاعد جمال الدين الطيب الشافعي»، خففت فيما بعد الى السجن المؤبد).

***- (وقبل ان تلملم حكومة «الانقاذ الوطني» أطرافها المشتتة جراء المحاولة اندلع انقلاب عسكري آخر عرف بـ«انقلاب رمضان» أو الانقلاب المذبحة كما يسميه المعارضون لحكومة الرئيس البشير، ولكن احبط مع ساعة تنفيذه في ابريل عام 1990 والقي القبض على 28 ضابطا، وتم اعدامهم في محاكمات عسكرية في 24 ابريل، من بينهم: الفريق خالد الزين نمر، واللواء الركن عثمان ادريس، واللواء حسن عبد القار الكدرو، والعميد طيار محمد عثمان كرار حامد، والعقيد محمد حمد قسام والعميد عصمت ميرغني طه، وهناك قائمة من الضبط، الذين سجنوا أو طردوا من الخدمة بسبب الانقلاب الفاشل).
-(انتهي مقال جريدة “الشرق الاوسط” اللندنية”)-

(ب)-
***- بالرغم من ان محاولة انقلاب ٢٠ مارس ١٩٩٠ قد جرت قبل ربع قرن من الزمان ، الا ان هناك الكثير من احداثها وخفاياها ما زال مخفي وبعيد عن العيون. كثير من جوانب هذه الحركة الانقلابية تحتاج لمزيد من التقصي والبحث الجاد حتي تكتمل احداثها. استغرب ان الضباط الذين قاموا بهذه المحاولة، لم ينشروا حقائقها كاملة من اجل اثراء التاريخ العسكري، ايضآ لكي تلم طلائع الاجيال الجديدة بتاريخ القوات المسلحة.

(ج)-
***- الشي المؤسف في موضوع (حركة مارس) ، انه رغم مرور ٢٥ عام علي وقوعها، الا ان الصحف المحلية، والمواقع التي تهتم بالشأن السوداني ما كتبت الا القليل النادر عنها بسبب عدم وجود معلومات وافية ومعطيات دقيقة. مع الاسف الشديد ايضآ، ان لا احد من الضباط القدامي الذين شاركوا في المحاولة ان سعي لتوثيق احداثها.

***- ان الذي يقلب المواقع السودانية بحثآ عن معلومات هامة حول موضوع (حركة مارس)، لن يجد الا ما نشر بجريدة (الشرق الاوسط) اللندنية، بتاريخ يوم -الجمعـة 05 رجـب 1428 هـ 20 يوليو 2007 – بالعدد رقم 10461-، تحت عنوان: ” السودان.. كتاب الانقلابات”!!

المدخـل الثاني:
الانقلابات العسكرية في السودان (١٩٥٧- ٢٠١٥):
*************************
١-
اول محاولة انقلاب ١٩٥٧:
****************
السودان عنده سجل حافل بالانقلابات العسكرية الناجحة والفاشلة، منذ ان نال استقلاله عام 1956. فقد بدأ مسلسل الانقلابات مع تشكيل أول حكومة ديمقراطية منتخبة في العام 1956 . وقعت اول محاولة انقلابية في تاريخ البلاد في العام 1957، قادتها مجموعة من ضباط الجيش والطلاب الحربيين بقيادة اسماعيل كبيدة، ضد اول حكومة وطنية ديمقراطية بعد الاستقلال برئاسة الزعيم الراحل اسماعيل الازهري، ولكن المحاولة احبطت في مراحلها الأخيرة.

٢-
انقلاب 17 نوفمبر 1958:
******************
نجح أول انقلاب عسكري بقيادة الفريق ابراهيم عبود، قاده ضد حكومة ائتلاف ديمقراطية بين حزب الامة، والاتحادي الديمقراطي، يرأسها مجلس السيادة المكون من الزعيم الازهري ورئيس الحكومة الاميرلاي عبد الله خليل. شكل الانقلابيون حكومة عسكرية برئاسة الفريق عبود، حكمت البلاد باسلوب شمولي دكتاتوري استمر لمدة ٦ سنوات تخللته محاولة انقلاب قادتها مجموعة ضباط اشهرهم، احمد عبد الوهاب، وعبد الرحيم شنان، ومحيي الدين احمد عبد الله. وهي المحاولة الفريدة والوحيدة التي تم فيها استيعاب الانقلابيين في نظام الحكم بدلا من اقتيادهم الى المشانق أو الزج بهم في السجون في افضل الأحوال.

٣-
محاولة الانقلاب الثانية -١٩٥٩:
***************
قد شجع هذا التعامل المرن مع الانقلابيين على تدبير انقلاب آخر ضد عبود قاده الرشيد الطاهر بكر المحسوب على التيار الاسلامي في البلاد، ولكن هذه المرة تعامل نظام عبود معه بالحديد والنار، حيث اعدم 5 من قادته شنقاً حتى الموت، وزج بالآخرين في غياهب اعتى سجن في الخرطوم وهو «سجن كوبر» الواقع في الخرطوم بحري. ظل عبود من بعدها يحكم في هدوء الى ان اطاحت به في 21 اكتوبر 1964 اكبر ثورة شعبية في تاريخ البلاد لتأتي حكومة ديمقراطية جديدة.

٤-
انقلاب مايو 1969:
*************
ظلت النظم الديمقراطية في البلاد بما يعتريها من بلبلة سياسية واستقطاب حاد تهيئ أرضية صالحة للانقلابات العسكرية، فقد شهدت البلاد اشهر انقلاب عسكري في تاريخ السودان الحديث وهو انقلاب 25 مايو 1969 الذي قاده آنذاك العميد جعفر محمد نميري، ومجموعة من الضباط المحسوبين على الحزب الشيوعي والقوميين العرب. ومن ابرز قادة الانقلاب الرائد (وقتها) خالد حسن عباس، وزين العابدين محمد عبد القادر، وابو القاسم محمد ابراهيم، وابو القاسم هاشم، وهاشم العطا، وبابكر النور، وفاروق حمدنا الله. أسس النميرى على الاثر نظامه القابض الذي امتد لـ16 عاما ليعرف هذا الانقلاب بانه اكثر الانقلابات تأثيرا على البلاد.

٥-
انقلاب 19 يوليو 1971:
*****************
رغم تحسبات حكم نميري للانقلابات مستفيداً من التجارب السابقة، الا ان عهده شهد محاولات كثيرة فشلت جميعها، ولكنها حولت العاصمة السودانية الى برك دم، وأشهرها ما نفذه رفقاء دربه في انقلاب مايو من المنتمين مباشرة الى الحزب الشيوعي في 19 يوليو 1971، عرف بانقلاب هاشم العطا، الذي استولى جزئيا على العاصمة الخرطوم لمدة يومين، لكن النميري استطاع ان يعيد سلطته وينصب مشانق للانقلابيين من المدنيين والعسكريين، طالت كلا من زعيم الحزب الشيوعي السوداني آنذاك عبد الخالق محجوب، ومساعده الايمن الشفيع احمد الشيخ، وبابكر النور وآخرين من المدنيين، ومن الضباط قائد الانقلاب هاشم العطا وعشرات من الضباط والجنود.

٥-
محاولة انقلابية في العام 1975:
*********************
وقعت محاولة انقلابية أخرى فاشلة ضد نظام النميري، في العام 1975 بقيادة الضابط حسن حسين، ولقي الانقلابيون على رأسهم المدبر حسين حتفهم رمياً بالرصاص أو شنقا حتى الموت.

٦-
حركة يوليو 1976:
*************
في 2 يوليو 1976 حاولت القوى السياسية المعارضة لنظام النميري التي كانت تنطلق من ليبيا قلب نظام الحكم، وأوكلت المهمة للعميد في الجيش محمد نور سعد بمشاركة واسعة من عناصر المعارضة التي تسللت الى الخرطوم عبر الحدود مع ليبيا، وقد تعامل نظام النميري مع المحاولة بعنف غير مسبوق، حيث أعدم قائده محمد نور رمياً بالرصاص وحول شوارع الخرطوم لمدة يومين الى ساحة معارك مع الانقلابيين اسفرت عن مقتل المئات.

٧-
الإطاحة بالنميري – “شعب واحد.. جيش واحد”: ابريل ١٩٥٨:
***********************
لم يتعرض نظام النميري بعد العام 1976 لأية محاولة انقلابية الى ان عصفت به ثورة شعبية عارمة في 6 ابريل 1985 عرفت بـ«انتفاضة ابريل» واعادت النظام الديمقراطي.

٨-
انقلاب يونيو 1989:
**************
تناحرت الاحزاب من جديد بعد الاطاحة بالنميري، ونشطت خصوبة الارض لنشوء الانقلابات العسكرية في البلاد، فجاء انقلاب العميد عمر البشير في 30 يونيو 1989 بمساعدة الاسلاميين في السودان بزعامة الدكتور حسن عبد الله الترابي وحزبه المعروف انذاك بـ«الجبهة الاسلامية القومية».

٩-
محاولة انقلاب “حركة مارس”- مارس ١٩٩٠-:
************************
جرت وقائها في يوم ٢٠ مارس ١٩٩٠.

١٠-
انقلاب 1990 : ابريل- رمضان ١٩٩٠:
***************************
تعرض نظام البشير لعدة محاولات انقلابية خاصة في بداية عهده، أشهرها المحاولة التي عرفت بـ«انقلاب رمضان» في 1990 بقيادة اللواء عبد القادر الكدرو، واللواء طيار محمد عثمان حامد، وهي المحاولة التي انتهت باعدام 28 ضابطاً في الجيش من المشاركين فيها بمن فيهم قائدا الانقلاب، الكدرو وحامد.

١١-
محاولة انقلاب حزب البعث السوداني- ١٩٩٢-
******************************
وقعت في العام 1992 محاولة انقلاب بقيادة العقيد احمد خالد نسبت الى حزب البعث السوداني وقد حسمها الرئيس البشير عاجلاً وتعرض قادتها الى السجون. ومنذ ذلك الحين خفت الانقلابات في البلاد ربما لتركيز المعارضة نشاطها المسلح من الخارج عبر اريتريا.

١٢-
محاولة انقلاب حزب المؤتمر الشعبي- مارس ٢٠٠٤-
******************************
تحدث الحكومة السودانية في مارس2004 عن محاولة انقلابية، نسبتها الى حزب المؤتمر الشعبي. ثم عادت وتحدثت عن محاولة انقلابية أخرى، نسبتها ايضاً الى عناصر المؤتمر الشعبي.

١٣-
محاولة الفريق صلاح عبدالله قوش – نوفمبر ٢٠١٢-
************************
ألقت السلطات القبض على الرئيس السابق لجهاز الأمن والمخابرات، صلاح قوش، و12 آخرين، بينهم مسؤولون بالجيش وقوات الأمن بتمة التخطيط لانقلاب عسكري ضد الوضع القائم. يوجد من بين القيادات العسكرية المتورطة في محاولة الانقلاب العميد محمد إبراهيم عبد الجليل، الشهير بإبراهيم ود، والذي شارك بفاعلية في حرب الجنوب، إضافة إلى العقيد فتح الرحيم، وعددٍ كبير من القيادات العسكرية الأخرى، وذلك بحسب مصادر عسكرية.

١٤-
محاولة انقلاب: ديسمبر ٢٠١٢:
********************
واعتقال مدبرها اعتقال عدد من الضباط بعد أن قاموا باقتحام مكتب مدير الاستخبارات. وكان مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع قد كشف في مقابلة تلفزيونية، السبت، عن محاولة انقلابية ثانية على الحكومة جرت تفاصيلها قبل المحاولة التي أحبطت أخيرا بقيادة مدير جهاز الأمن والمخابرات صلاح عبد الله قوش، وقال إن المحاولة الأولى شارك فيها معظم قيادات المحاولة الأخيرة. ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط”، عن المصادر أن قائد المحاولة الجديدة برتبة عقيد تم اعتقاله ومعه عدد من الضباط. وكان مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع قد كشف، السبت، عن محاولة انقلابية وقعت قبل المحاولة الأخيرة التي أحبطت، في 22 نوفمبر/تشرين الثاني، واتهم فيها المدير السابق للمخابرات السودانية. وبذا تصبح عدد المحاولات التي تم ضبطها 3 محاولات في أقل من شهر.
وقالت المصادر اللصيقة بمحاولة الانقلاب الجديدة أن عدداً من الضباط الذين دبروا المحاولة جرى اعتقالهم بعد أن قاموا بمداهمة واقتحام مكتب مدير الاستخبارات. وأضافت أن المجموعة الجديدة كانوا بصدد جمع توقيعات لأكثر من ألف من ضباط القوات المسلحة وتقديمها إلى القائد الأعلى للجيش، الرئيس السوداني عمر البشير، للمطالبة بإطلاق سراح الضباط المعتقلين، بالإضافة إلى عدد آخر من المطالب.

١٥-
الأمن ينفي وجود محاولة انقلابية- 20 مايو 2014-
*********************
نفى جهاز الأمن والمخابرات السوداني، صحة ما أشيع حول وجود مخطط للاستيلاء على السلطة بالقوة، وقال إنه لا صحة لما تردد حول إحباط محاولة انقلابية. وكشف عن انتشار ثلاثة ألوية من قوات الدعم السريع حول الخرطوم. قالت صحف الخرطوم الصادرة صباح الإثنين، إن مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني محمد عطا المولى عباس، أصدر قراراً بانفتاح ثلاثة ألوية من قوات الدعم السريع التابعة للجهاز حول العاصمة الخرطوم لحمايتها، على أن تبقى تلك القوات في حالة استعدداد 100% . من جهة أخرى قال مدير إدارة الإعلام بالجهاز، إن العاصمة الخرطوم مؤمّنة تماماً ولا صحة لما أشيع حول وجود محاولة انقلابية، أو تعرض العاصمة لما يهدد أمنها واستقرارها.

١٦-
العميد حميدتي في الخرطوم:
*********************
حميدتي يخاطب ضباطه وجنوده:
(زي ما قلت ليكم البلد دي بلفها عندنا.. نحن أسياد الربط والحل مافي ود مرة بفك لسانو فوقنا…مش قاعدين في الضل ونحن فازعين الحراية…
نقول اقبضوا الصادق يقبضوا الصادق.. فكوا الصادق افكوا الصادق، زول ما بكاتل ما عنده رأي.. أي واحد يعمل مجمجه ياهدي النقعه والذخيرة توري وشها… الخرطوم دي ما في زول بيشيلها رجالة.. من اراد ان تثكله امه فليلاقيني في النقعة…نحن الحكومه ويوم الحكومه تسوى ليها جيش بعد داك تكلمنا أرموا قدام بس”.

بكري الصائغ
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ثلاثـة محاولات انقلابية وقعت في شهر مارس
    *****************************
    ١-
    بدأ مسلسل الانقلابات في السودان مع تشكيل أول حكومة ديمقراطية منتخبة في العام 1956، وقعت اول محاولة انقلابية في تاريخ البلاد في شهر مارس عام 1957 – اي بعد ١٣ من استقلال البلاد، ، قادتها مجموعة من ضباط الجيش والطلاب الحربيين بقيادة اسماعيل كبيدة ضد اول حكومة وطنية ديمقراطية بعد الاستقلال برئاسة الزعيم الراحل إسماعيل الأزهري، ولكن المحاولة أحبطت في مراحلها الأخيرة. صرح احد الضباط (وقتها)، ان محاولة الانقلاب اتسمت ببدائية وعدم التخطيط الجيد. وان اسماعيل كبيدة قد تاثر كثيرآ بالانقلاب العسكري الذي وقع في مصر في ٢٣ يوليو ١٩٥٢ بقيادة اللواء محمد نجيب، اسماعيل كبيدة حاول ان يقلد نجيب في انقلاب سوداني شبيه بالمصري.

    ٢-
    انقلاب (حركة مـارس) – مارس ١٩٩٠:
    ************************
    قامت مجموعة من ضباط القوات المسلحة تكوين تنظيم عسكري سري يهدف الي احداث انقلاب ضد النظام القائم، ايضآ اطاحة البشير من الحكم. لكن شاء حظ اعضاء التنظيم العاثر، ان انكشفت خطه الانقلاب وهي في مراحلها النهائية قبل وقوعها في ٢٠ مارس ١٩٩٠. يقول الكاتب عصام الدين ميرغني في كتابه (الجيش السوداني والسياسة):
    (تم اعتقال عناصره الاساسية وعددهم»34 » ضابطا تعرضوا اثناء التحقيقات الى الحرمان من الأكل والشرب والإغراء والحبس الانفرادي والاذلال والإهانة»، كما اورد عصام الدين ميرغني في مؤلفه المذكور. وشكلت محاكم عسكرية للانقلابيين أصدرت أحكاما بالاعدام على قائدها «اللواء محمد علي حامد، والرائد شرطة متقاعد جمال الدين الطيب الشافعي»، خففت فيما بعد الى السجن المؤبد).

    ٣-
    محـاولة انقلاب حزب المؤتمر الشعبي – مارس ١٩٩٠:
    *************************
    واحدة من محاولات الانقلابات في السودان التي وقعت في شهر مارس تلك التي تحدثت عنها الحكومة السودانية في مارس عام 2004 عن محاولة انقلابية، نسبتها إلى حزب المؤتمر الشعبي، ثم عادت مرة اخري وتحدثت عن محاولة انقلابية أخرى، نسبتها ايضاً إلى عناصر المؤتمر الشعبي. نفى حزب المؤتمر الشعبي وقتها مشاركته في محاولة انقلاب على نظام الرئيس البشير، ووصف الاتهام بأنه تعبير عن عجز النظام عن مواجهة القضايا الجدية التي تواجهه، ومحاولة لصرف الأنظار عنها. انقلاب مارس 2004 (لم ينجح) هي محاولة انقلابية مزعومة وقعت في مارس 2004 اتهم بها حزب المؤتمر الشعبي بقيادة حسن الترابي، واعتقل في نفس الشهر بتهمة تنسيق حزبه لمحاولة انقلابية قالت الحكومة إنها تمت بتنسيق من حزب المؤتمر الشعبي وعناصر من حركة العدل والمساواة، أمضى زهاء الشهر في الاعتقال . وتم القبض ايضآ على عدد من قيادات الحزب وبعض الضباط. اتهم الدكتور الحاج آدم يوسف، نائب الرئيس السوداني السابق، بأنه أحد قادة الانقلاب، وكان قد هرب إلى العاصمة الإريترية أسمرة ثم عاد بعد عامين متصالحا مع النظام وعين نائبا للبشير.

  2. ١-
    ***- فات علي ان القي الاضواء علي محاولة انقلاب الملازم أول خالد الكد، التي خطط لها ان تنفذ في يوم 28/12/1966م، الا ان المحاولة أحبطت من مهدها. يعود سبب فشل نجاح الانقلاب، الي ان الملازم أول خالد الكد لم ينسق مع باقي القيادات العسكرية داخل القيادة العامة في الخرطوم وباقي القيادات خارجها. خالد الكد برتبته العسكرية المتواضعة لم يكن معروفآ عند الكثيرين من الضباط.

    ٢-
    تعددت في عهد حكم النميري محاولات
    الانقلاب وفشلت جميعها ومنها:
    *******************
    (أ)-
    محاولة انقلاب العميد عبدالله محمد آدم -يناير 1970م-.
    (ب)-
    محاولة انقلاب العميد أنس عمر -يناير 1976م-.

  3. شكراً لك يا ود الدهب وشيخ شيوخ المؤرخين هذا السودان عصياً علي ان ينفرد بحكمه جنرال أو حزب بمفرده دون الاتفاق علي دستور يؤطر رسوخ الديمقراطية وتبادل السلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة بالحكم بالحديد ولنار لن يوم وان استمر قرن من الزمان . اليس في هذا السوان قيادي رشيد يضع الأمور في نصابها …. لك تحياتي وشكري الجزيل يا ود الدهب

  4. معلومات وحقائق حول:
    الانقلابات الناجحة ومحاولات الانقلابات الفاشلة…
    **************************
    ١-
    انقلاب ١٧ نوفمبر ١٩٥٨، هو الانقلاب المعروف عنه، انه قد تم بكل سهولة ويسر، وتم بمنتهي الهدوء، ما استغرق الانقلاب الا سويعات قلائل، لم يجد مقاومة او معارضة عسكرية. قام الامام عبدالرحمن المهدي ،ايضآ السيد علي الميرغني بمباركة الانقلاب!!

    ٢-
    فشل محاولة انقلاب ١٩ يوليو ١٩٧١ اودي بحياة نحو ٢ ألف شخص.

    ٣-
    بدرية سليمان صرحت من قبل، انها كانت ضمن المجموعة التي خططت لانقلاب ٣٠ يونيو ١٩٨٩، نشر تصريحها بالصحف المحلية، شن الدكتور علي الحاج هجومآ لاذعآ علي بدرية، ونفي بشدة ان تكون بدرية ضمن الذين خططوا للانقلاب.

    ٤-
    يعتبر خالد الكد من اصغر الضباط رتبة عسكرية من بين كل الذين قاموا بمحاولة انقلاب. كان برتبة ملازم اول عندما قام بالانقلاب!!

    ٥-
    (أ)-
    *****
    المقدم حسن حسين وبعد وصوله الي دار الاذاعة في يوم ٥ سبتمبر ١٩٧٥ لاذاعة بيانه العسكري رقم واحد، عرف انه قد نسي البيان في درج مكتبه!!
    (ب)-
    *****
    البيان الذي القاه المقدم حسن حسين فيما بعد:
    (أيها الشعب السوداني الكريم نيابة عنكم آمر بالآتي:
    أولاً: حل الاتحاد الاشتراكي.
    ثانياً: حل مجلس العشب.
    ثالثاً: حل مجلس الوزراء.
    رابعاً: حل جهاز الأمن القومي.
    خامساً: حل توتو كورة.
    ونيابة عنكم آمر بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين في السجون.
    أيها الشعب السوداني.. مبادؤنا التي أقدمها لتلتزموا بها وتلتفوا حولي هي:
    أولاً: استقلال الجامعة.
    ثانياً: استقلال القضاء.
    ثالثاً: حرية الصحافة.
    ربعاً: حماية البلاد من الفاشية.
    خامساً: إقامة ديمقراطية سليمة.
    استودعكم الله في رحاب الديمقراطية الوطنية.. والسلام عليكم ورحمة الله..

    ٦-
    مجموعة (الضباط الاحرار) الذين قاموا بانقلاب ٢٥ مايو ١٩٦٩، كانوا قد اتفقوا علي ان يكون الرائد خالد حسن عباس هو رئيس المجموعة العسكرية، والرئيس القادم للبلاد في حالة نجاح الانقلاب، واستلامهم السلطة . حتي الان لا احد كيف صار النميري رئيسآ؟!!

    ٧-
    في محاكمات الشجرة ١٩٧١:
    *****************
    في محاكمة الشهيد المقدم بابكر النور رفض رئيس المحكمة الحكم بإلإعدام وفقآ لرغبة النميري ، وكذلك رفض جميع الضباط الذين كلفوا بذلك بعد إعتذار العميد تاج السر المقبول ، وظل النميري يردد في كل مرة رفع له فيها الحكم بالسجن قائلآ :{ ده رئيس مجلس ثورة تحاكموه كده } كان الحكم الأول السجن 12 سنة عدل بعد تدخل النميري إلى 20سنة وفي المرة الثالثة إعتذر العميد المقبول.

    وكذلك فعل النميري في محاكمة الشهيد الملازم أحمد عثمان الحاردلو، حيث صدر الحكم بالسجن ثلاث سنوات ولكن نميري كان مصرآ على عادة المحاكمة وإصدار حكم الإعدام ، وتم له ما أرد.
    وصدر الحكم على النقيب عبدالرحمن مصطفى خليل ب 7سنوات وأعاد النميري الحكم حتى عدل إلى 14سنة.
    في محاكمة الملازم هاشم مبارك صدر حكم المحكمة التي ترأسها العقيد فابيان لونق غير أن نميري أعاده ثلاث مرات طالبآ تشديد الحكم.

    ٨-
    في محاكمات الشجرة ١٩٧١:
    ******************
    الرائد أبوالقاسم محمد إبراهيم، الرائد علي حسين اليماني، الرائد عبدالقادر جني، النقيب محمد إبراهيم الشايقي، قامت هذه المجموعة بقيادة ابوالقاسم بتعذيب الشهيد الشفيع أحمد الشيخ بالسحل والطعن بالسونكي والركل بالأحذية وبكعب البنادق.

    ٩-
    في محاكمات الشجرة ١٩٧١:
    *****************
    أحمد سليمان المحامي المنشق عن الحزب الشيوعي ومعه معاوية إبراهيم سورج قدما معلومات ووشايات وكان معاوية سورج شاهد إتهام ضد الشهيد الشفيع أحمد الشيخ وضد الشهيد جوزيف قرنق والدكتور مصطفى خوجلي عاش منبوذآ وغرق في إدمان الخمر قبل موته.

    ١٠-
    في محاكمات الشجرة ١٩٧١:
    ******************
    في محاكمة النقيب محيي الدين ساتي ذكر ممثل الإتهام العقيد {لواء} صديق البنا بانه ليس لديه ادعاءات ولايوجد شهود إتهام ولكن رئيس المحكمة العقيد محمد حسين طاهر قرر الإدانة وعندما سأله النقيب محيي الدين كيف توصلت للإدانة ولا إدعاء ضدي ولايوجد شهود إتهام ؟ أجاب العقيد طاهر بأن الموضوع ليس في يده وطلب منه ان يدل بأي شيء يخفف عنه الحكم ورفض النقيب محيي الدين فحكم عليه ب 6سنوات وأذيع الحكم في الإذاعة وفي اليوم التالي أعلن رسميآ أن الحكم 10سنوات.

    ١١-
    الساعات الاخيرة قبل تنفيذ احكام الاعدام
    *********************
    ١-
    الشفيع احمد الشيخ:
    ————
    مساء الاحد 25 / 7 خرج الشفيع احمد الشيخ من المكتبة حيث كانت تجري محاكمته ، فوجد جوزيف قرنق ودكتور مصطفى خوجلي جالسين على التربيزة المخصصة للتحقيق في البرندة وقف بضع دقائق مع دكتور مصطفى وقال له ” تصور ان شاهد الاتهام ضدي هو معاوية ابراهيم سورج ، وسمعت انه سيحضر شاهد اتهام ضدك وكانت شهادة معاوية كما ارادها نميري وزمرته تنصب على اثبات ان الشفيع عضو سكرتارية الحزب الشيوعي وبالتالي فانه يعرف التنظيم العسكري للحزب ومكان اخفاء اسلحة الحزب .

    بعد قليل تم استدعاء الشفيع مرة اخرى للمحكمة داخل المكتبة وحوالي الساعة العاشرة الا ربعا خرج من المحكمة وجلس على كرسي امام البرندة ، حضر ابو القاسم محمد ابراهيم وهو في حالة هياج وقف امام دكتور مصطفى وساله ” اين مكان عبد الخالق ، لاننا علمنا انه شوهد معك مساء الثلاثاء الماضي نفى الدكتور مصطفى علمه بمكان عبد الخالق هدده ابوالقاسم بقوله ” امامك عشرة دقائق لتخبرنا بمكانه ” ثم اتجه نحو جوزيف قرنق وكرر عليه نفس السؤال ، نفى جوزيف علمه بمكان عبد الخالق ، هدده ابو القاسم بقوله امامك خمسة دقايق لتخرنا بمكانه ” تفاصيل ما حدث بعد ذلك بمقال الاستاذة فاطمة احمد ابراهيم ” طيلة احاديثه مع الضباط كان يكرر ، نحن لم نرتكب أي خيانة ضد الوطن وشعبه ، ووقفنا مع التقدم ومصالح الناس ، واذا رحنا فالمهم ان يحافظ الناس من بعدنا على التنظيمات الجماهيرية التي اشتركنا في بنائها مع الاف الناس .
    انتهت محاكمة الشهيد يوم الاثنين 26/7/ 1971 وساقوه الى سجن كوبر مساء ذلك اليوم وهناك اعدم شنقا .

    ٢-
    الرائد فاروق عثمان حمدالله:
    —————-
    عندما نزل من الطائرة في مطار الخرطوم ، وحوله الحرس الليبي ، قال للضباط والجنود السودانيين الذين حضروا لاستلامه : ” ازيكم يا شباب ، الغريبة انو الليبيين حاقدين علينا اكثر منكم : ثم ضحك ونقلوه الى معسكر الشجرة وخلال حديث نميري معه قال للنميري : ” يا نميري انت في 25 مايو دورك كان صفر ، ما كان عندك دور نحن النظمنا 25 مايو وجبناك عشان رتبتك وكان ممكن نجيب غيرك ، كنا حنجيب محمد الشريف الحبيب او مزمل غندور ، لكن وزير دفاعك خالد حسن عباس الجالس جنبك دة قال يا جماعة مزمل غندور طموح وحيسيطر علينا افضل نجيب نميري لانه بليد ونقدر نمشيه زي ما عايزين ” وحاول النميري ان يساومه ليتبرأ من صلته بجماعة 19 يوليو فرفض ، وطلب منه ان يدلي بما لديه من معلومات فرفض ، وعندما اقتادوه الى منطقة الحزام الاخضر لاعدامه استفزه النقيب محمد ابراهيم وقال له ” يا جبان ” فرد عليه بقوله ” انت كمان تقول لي يا جبان ؟ شوف الرجال يموتوا كيف الليلة ، لما يجيبوك محل الموت اثبت زيهم ، ثم التفت الى الجنود وقال لهم :” الراجل ما بضربوه في ضهره وان ما بديكم ضهري ، ظل يتراجع في خطوات ثابتة للخلف فاتحا ازرار القميص كاشفا صدره للرصاص وهو يهتف بحياة الشعب السوداني وسلطة الجبهة الوطنية الديمقراطية.

    ٣-
    الرائد هاشم العطا:
    ————
    في غرفة قرقول سلاح المدرعات قضى هاشم العطا الساعات الاولى لاعتقاله موثوق اليدين ، مستلقيا على ظهره ، كان رغم الارهاق هادئا ثابتا ومبتسما كعادته وعندما حنت منه التفاته الى بعض الضباط المعتقلين ، خاطب احدهم الملازم هاشم المبارك في مزاح : ” هاردلك يا هاشم ” وبعد لحظات دخل الغرفة الملازم كمال سعيد صبرة وبدا يستفز هاشم الذي نظر اليه في سخرية واستخفاف .. فوطا الملازم نظارته ، التي كانت ملقاة على الارض بجانبه وحطمها .

    حاول نميري ان يبدأ التحقيق مع هاشم ،فرفض واعلن انه لن يدلي باي اقوال الا امام محكمة علنية “لانكم ستشوهون اقوالي وتحرفوها ” واضاف ” انا اتحمل كل المسؤولية وليست لديكم حجة في محاكمة الضباط والجنود والصف ” وعندما حاول النميري ان يستفزه زجره واوقفه عند حده وقال له : ” لست نادما على ما قمت به وان كان لي ان اندم فلانني اعتقلتك ثلاثة ايام وعاملتك معاملة كريمة ” كان هاشم خلال الساعات التي قضاها قبل اعدمه وفي طريقه الى الاعدام يردد مقطعا من نشيد صلاح بشرى ويضيف الى المقطع ” جاءكم هاشم فاعدوا المقصلة ” ، وظل المعتقلون من الضباط والجنود يرددون المقطع من خلفه زجر هاشم كل الضباط والجنود الذين حاولوا الاعتداء عليه ، وكان مهابا شجاعا وهو في قبضتهم ، كان يضحك وهو في طريقه الى ساحة الاعدام ، فسخر منه احد الجنود قائلا : وتضحك كمان ” فضحك هاشم ضحكة عالية وقال له ” يا ابني الميت ما يبكي ” اتجهوا بهاشم نحو دروة المورس لتنفيذ الاعدام ولكنهم كانوا جميعا في حالة فزع واضطراب ، فلم ينتظروا وصوله للدروة ، بل عاجلوه من الخلف باطلاق 800 طلقة على ظهره حتى انفصل نصفه الاعلى قبل ان يسقط على الارض وظلوا يطلقون الرصاص حتى بعد استشهاده ، وواصلوا اطلاق الرصاص على جثته وحولها في الهواء حتى افرغوا الاربعة صناديق من الجبخانة ” والصندوق يحتوي الف طلقة ” من بنادقهم الاربعمائة بما فيها المدافع الصغيرة .

    ٤-
    المقدم بابكر النور:
    ———-
    تمت محاكمته في البداية برئاسة العميد تاج السر المقبول ، واصدرت المحكمة حكمها عليه باثني عشر عاما سجن ، ورفض النميري الحكم واعاد الاوراق مرة اخرى ثم اعيدت المحاكمة وصدر الحكم 30 عاما ، وعندما اعاد نميري الحكم للمرة الثالثة رفض العميد تاج السر ان يتراس المحكمة ورفض كل الضباط الذين كلفوا برئاسة المحكمة على اعتبار ان نميري يريد فرض حكم الاعدام لانه كل مرة يعيد الاوراق قائلا : دا رئيس مجلس ثورة تحاكموه كدة ؟ ثم اتصل نميري بالمقدم صلاح عبد العال تلفونيا فحضر وتسلم اوراق المحكمة ، وحكم على الشهيد بالاعدام ، وعندما اقتيد لتنفيذ حكم الاعدام ، كادت كلمته وخطبته في الجنود ان تعطل حكم الاعدام حتى تدخل النميري وزمرته في ساحة الاعدام تراجع بخطواته للوراء كي لا يطلق الرصاص على ظهره وكان الشهيد قد ارسل قبل يوم من اعدامه خطابا صغيرا في علبة سجائر لاسرته يؤكد فيه ان نميري سيعدمه.

  5. ما هو دور المشير عبدالرحمن سوار الدهب
    في انقلاب ابريل- رمضان ١٩٩٠؟!!
    ***********************
    بخصوص دور المشير عبدالرحمن سوار الدهب في افشال محاولة انقلاب 23 رمضان – ابريل 1990، فقد قام الكثيرون من الكتاب والصحفيين، وايضآ بعض من شهود العيان من ضباط ومدنيين ، وكتبوا العديد من المقالات والتحقيقات الصحفية حول هذا الحادث الانقلابي، وعلقوا في الصحف المحلية والمنابر السودانية بكثافة عن سوار الذهب، اغلب الكتاب حملوا سوار الذهب مسؤولية فشل المحاولة الانقلابية في يوم ٢٣ ابريل عن طريق تدخله المباشر في اتصالات مكثفة مع كبار قادة حركة الانقلاب بالاستسلام وانهاء المظاهرة العسكرية، وعدهم سوار الذهب، انه في حالة الاستسلام التام والقاء السلاح يضمن لهم محاكمة عسكرية عادلة. بالفعل، بناء علي هذا الوعد (كلمة الشرف)!!، علي الفور قاموا الضباط بانهاء التمرد. تم القبض عليهم بدون اي مقاومة. ، عدا المقدم بشير الطيب الذي قاوم بقوة رافضآ الاستسلام وتسليم سلاحه، عندها أطلق عليه سائق عربة الرائد إبراهيم شمس الدين النار ليصيب المقدم بشير الطيب في كتفه.

    ***- حادث اطلاق النار علي المقدم بشير وعدم علاجه، شي جدير بالتسجيل والتوثيق، خصوصآ انه قد اعدم وهو في هذه الحالة الصعبة، كل القوانين العسكرية على نطاق العالم لا تجيز تنفيذ حكم الإعدام في أي مصاب يحتاج إلى علاج، خاصة إذا كانت الإصابة من جرح ناتج عن معركة أو اشتباك مسلح.. برغم ذلك أُعدِمَ المقدم بشير وهو مصاب بطلق ناري إصابة بالغة، نورد (أدناه) ما كُتب في إحدى المجلات العربية:
    “أصيب المقدم بشير الطيب بجراح بالغة بعد أن أطلق عليه النار سائق الرائد إبراهيم شمس الدين أمام بوابة القيادة العامة. رغم ذلك، فقد تُرِكَ ينزف ولم يرسل إلى المستشفى العسكري لعلاجه. وقد اقتيد إلى ساحة الإعدام وهو شبه ميت من النزيف الحاد”

    ***- العميد الركن طيار محمد عثمان حامد كرار، كان يحث بصوت عالي ضباط وجنود المدرعات بعدم الاستسلام، هجم عليه العقيد محمد الامين الخليفة وهو عضو في (المجلس العسكري لعالي لثورة الانقاذ) وطعنه بسلاح (السونكي). ظل الشهيد العميد الركن طيار محمد عثمان حامد كرارينزف بغزارة دون يجد اي نوع من المساعدة لتضميد جراحه أو نقله إلى المستشفى حتى لحظة اعدامه رميآ بالرصاص!!

    ***- هناك رواية غير مؤكدة تفيد، ان الرائد ابراهيم شمس الدين (بعد ان تمت الاعتقالات)، طلب من المشير سوار الذهب ان لا يتدخل لاحقآ في موضوع محاولة الانقلاب!!

    ***- رواية اخري تفيد، ان المشير عبدالرحمن سوار الذهب فوجئ تنصل المسؤولين الذين قاموا بالقبض علي الانقلابيين، ولم يقوموا بمعاملة كريمة تجاه الضباط المعتقلين، الذين تعرضوا للضرب والاهانة ، وعدم احترام كبار الضباط في وزارة الدفاع لتعهداتهم التي قطوها من قبل باجراء محاكمات نزيهة وعادلة، وان سوار الذهب ما كان يتوقع ان تتم تصفيات الضباط بسرعة وبدون محاكمات نزيهة.

    (ب)-

    هروب العميد عمر البشير من
    القصر ليلة انقلاب رمضان ١٩٩٠
    ***********************
    (أ)-
    قام عصام الدين ميرغني شقيق الشهيد العقيد الركن عصمت ميرغني طه ، بتأليف كتاب ، جاء تحت اسم: (الجيش السوداني والسياسة)، هو كتاب وثق فيه احداث عسكرية كثيرة ( لم تقم اي جهة في السودان بمصادرة الكتاب او منع تداوله) ، تعميمآ للفائدة، قامت جهات اعلامية ومنابر سودانية كثير نقل ما جاء فيه، جاء في الكتاب عن هروب عمر البشير:

    ( أما رئيس النظام، الفريق عمر حسن أحمد البشير، فهو كقائد عام وقائد أعلى للقوات المسلحة تقع عليه مسئولية تحقيق العدالة والالتزام بالقانون العسكري واللوائح في كل قضايا القوات المسلحة. وهذا ما لم يحدث طوال مراحل إجراءات التحقيق مع ضباط «حركة أبريل» وحتى تنفيذ أحكام الإعدام،

    ***- ومن غرائب الأمور أن القائد العام للقوات المسلحة قام بالهروب إلى العيلفون عند بدء التحركات ليختبئ في منزل عضو الجبهة الإسلامية «الطيب النص».. ترك كل مسئولياته القيادية ليديرها ضباط أصاغر، ولم يعد إلا في اليوم التالي.. بعد فشل المحاولة!! كما أنه لم يتدخل بأي شكل كقائد عام وقائد أعلى للقوات المسلحة.. لم تتدخل قيادة القوات المسلحة بدءًا برئيس هيئة الأركان ونوابه.. لم يكن هنالك أي دور لفرع القضاء العسكري المناط به التحقيق القضائي وصياغة لوائح الاتهام في أي جريمة تقع داخل القوات المسلحة).

    (ج)-
    ***- لم تقم اي جهة رسمية حتي اليوم بنفي قصة هروب البشير للعيلفون.

  6. (ودبرت «حركة مارس» انقلابا ضد نظام البشير في مارس عام 1990، ولكن انكشف في مراحله النهائية، وتم اعتقال عناصره الاساسية وعددهم»34 » ضابطا تعرضوا اثناء التحقيقات الى الحرمان من الأكل والشرب والإغراء والحبس الانفرادي والاذلال والإهانة»، كما اورد عصام الدين ميرغني في مؤلفه المذكور. وشكلت محاكم عسكرية للانقلابيين أصدرت أحكاما بالاعدام على قائدها «اللواء محمد علي حامد، والرائد شرطة متقاعد جمال الدين الطيب الشافعي»، خففت فيما بعد الى السجن المؤبد).

    اللواء محمد على حامد (ابوالعوض ) من أشجع وانزه وأنظف الضباط وهذا بحسب معرفتى الشخصيه له .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..