مقالات سياسية

السودان: غداً الكذبة الكبرى!

د. علي حمد ابراهيم

انقضى عام 2014 و الشعب السودانى يتقلب فى لهيب الانتظار الحارق ، وقد شحنه رئيسه بآمال عريضة طالت الثريا حين اعلن بمحض اختياره مشروعه للوفاق والتراضى الوطنى للخروج ببلاده من ازمتها التى طالت واستطالت بلا لزوم . وحين ردح الاعلام الحكومى بمشروع الرئيس بما لا مزيد عليه من النبيح والردح حتى تجسد المشروع فى المخيلة الشعبية لوحة زاهية لواقع جديد فى سودان جديد يتم الوصول اليه عبر بوابة التراضى الوطنى التى ستكون مشرعة الابواب ، ليدخل منها وضع انتقالى وفاقى يجرى انتخابات جديدة يتشكل على اثرها واقع سياسى جديد فى البلد الذى ظل ينتظر هذا الواقع الجديد لاكثر من نصف قرن من الزمن . جسد الاعلام الحكومى صورة (تخديرية ) زاهية للسودان المنتظر. سودان تنعدم فيه القوانين المقيدة للحريات ، ويسود فيه دستور جديد يكتبه الشعب بكامل ارادته . ويتسلم السلطة فيه من يختاره الشعب فى انتخابات حرة ونزيهة فى عودة جديدة الى الموروث السودانى الديمقراطى القديم الذى كم بهر عالمه ومحيطه بتجربته الديمقراطية الاولى فى عالمه العربى والافريقى . مضى عام 2014 بكل ضجيجه الاعلامى الرسمى عن (الوثبة ) التى لم تأت ابدا ليسلمنا الى عام 2015 ، عام الانتخابات او عام الاستحقاق الدستورى الذى ظل مغيبا لاكثر من ربع قرن من الزمن ولم يسأل عنه أحد .

لسؤ حظنا أننا اكتشفنا ان (الوثبة ) الموعودة جاءت وذهبت و لم يرها منا احد لأنها كانت جاءت وقد غلفت نفسها بالظلام مثل طائرات وزير الدفاع بالنظر . هذه الكنية ليست من عندى . انها من عند الاعلام الاسفيرى المجرم فى رواية والعميل فى رواية اخرى .

الاعلام الرسمى سكت عن النبيح المباح منذ بعض الوقت عن الوثبة عندما ادركه الصباح ، صباح الحقيقة المرة . ولم يعد هناك ما ينبح به . فقد رتبت الحكومة (انتخاباتها ) على النسق الذى ارادته . اعدت قوانينها منفردة . وشكلت اجهزتها الادارية والفنية منفردة . ووزعت دوائرها منفردة . ثم قالت لمنافسيها هيت لكم . تعالوا نتسابق فى ( انتخابات الوثبة ). ولم تكمل باقى لكلم و تقول لهم أنها ستخجها منفردة .

غدا سيفرحون بالفوز السونامى . الذى سيعشى الابصار . ويثلج القلوب التى فى الصدور . ( تحسبو لالعب ! ) و سوف يرقص الرئيس كما لم يرقص من قبل . سيتعدى برقيصه كل الحدود. فهذا هو ( الميدان ) الوحيد الذى لا يستطبع معارضوه منافسته و الفوز عليه فيه . لن يستطيعوا مجاراته فى ميدانه هذا . الا اذا استطاعوا أن ( يلحسوا اكواعهم ) . و ليس عندى من العزاء والتعزى للشعب الآمل غير القول : تعيشون . . وتاخذون غيرها وانتم صابرون صبر ايوب ، النبى الكريم! واضيف : من يهن يسهل الهوان عليه ليس لجرح بميت ايلام
ما اصدقك من قائل ياحضرة المتنبى !

[email protected]

تعليق واحد

  1. شكرا الاستاذ ود برى لتصحيح عجز البيت المشهور ولكنها التباسات الذهن المسشغول فمعذرة

  2. شكرا الاستاذ ود برى لتصحيح عجز البيت المشهور ولكنها التباسات الذهن المسشغول فمعذرة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..