“أوتوكيت” حاج ماجد سوار و حال الوطن و المُواطن ..

– إستوقفني خبر إعادة بعض الأطباء السودانيين لوطنهم بسبب مظهرهم العام و تبعاً لذلك إعلان الأستاذ /حاج ماجد سوار ، الأمين العام لجهاز تنظيم شئون السودانيين بالخارج أن بداية العام القادم سيشهد مركز دراسات الهجرة والتنمية والسكان دورات تدريبية مكثفة للمهاجرين والحاصلين علي عقود عمل بالخارج وذلك لتحسين ? الأوتوكيت ? لدي هؤلاء المهاجرين ليكون السوداني في ? أبهي ? صورة له ويستطيع التعامل مع كافة المجتمعات المتحضرة..
– دعُونا في البدء نأمل و لو قليلاً أن الخطوة الهدف منها ما تم إعلانه أعلاه و ليس زيادة إجراءات السفر و التي تتبعها زيادة رسوم مالية للمُواطن كما عهدنا الدولة و مؤسساتها دوماً..
– إذا كان بعض “الأطباء” لا يجيدون المظهر العام الذي لا يليق بطبيب ، فما بال البقية مِن مَن هُم غيرهم خصوصاً أصحاب التعليم المتوسط و ما دونه أو غير المتعلمين في الأصل..
– رأيت في أكثر من مرة بعض من السودانيون في بعض العواصم العربية ، الخليجية منها تحديداً ، و هم يرتدون (عراقي و سروال طويل و “سفنجة”) و هم يتجولون في الشوارع العامة..!
– ليس هذا فحسب ، بل أن البعض يذوب في تلك المجتمعات التي يهاجر لها و يخالط مواطنيها بدرجة لا يقدر بعدها على التمييز بين (سودانيته) و طباع و عادات أولئك و لا حتى مدى نظرتهم له و نظرته لنفسه..؟
– و بالتالي و بكثير من “الطيبة” و حُسن المعشر المعروف بهما السودانيين أينما كانوا ، يم تثقيف الشعوب الأخرى ، و العربية منها بالذات ، بأشياء “سودانية جدا” ما كان لهم أن يدركوها لولا أن بعضنا يتبرع بمعلومات عنها لهم..
– و بالتالي ، أصبح لدى الأخرين معرفة بعادات و تقاليد و “أكلات” سودانية لا يتم تصنيفها تحت مُسمى الثقافة بالأخر و إنما السُخرية منها أحياناً..!
– و أصبح من الطبيعي أن يتم سؤال أحد السودانيين بالخارج عن “الخمرة و الدلكة و حُفرة الدخان” أو ” العصيدة و ملاح الويكة والكمونية” ، ليتم إختزالنا في ثقافة “الجقاجق” هذه ..!
– بل ، و يتبرع البعض أيضاً بنشر مقاطع فيديو لحفلات زواج و مناسبات عائلية تركت كثيراً من الأثار السالبة لدى من هم فيها أو سودانيين وجدوا أنفسهم في “مطبات” السخرية منهم بسببها..
– لن نطالب السُودانيين بأن يكونوا أقل سماحة و حُسن معشر من ما هُم عليه مع غيرهم ، لكن في المقابل نطالبهم أن يكونوا “متفهمين” لثقافة الأخر بهم في ظل يد الدولة “المغلولة” أن تقدم الوطن في “أبهى صُورة” كما يريد الأستاذ سُوار من المواطن السُوداني..
– و لن نطالب البعض من السودانيين خارج الوطن أن يوزعوا لغيرهم من غير السودانيين في البلدان العربية تحديداً فيديوهات و مقاطع صوتية عن “محراب النيل” أو “تتعلم من الأيام” أو “ضنين الوعد” على سبيل المثال حتى “يفكوا” عنّا حصر ثقافة بعضهم عن الأغنية السودانية في “المامبو السُوداني” و ” كدهـ .. كدهـ يا تريلا”..! و لكن نطالبهم أن يكونوا “سودانيين ” أينما كانوا..
– و المصيبة (الأكبر) أننا بفعل الحاكم (الظالم) فقد بعضنا حتى الإحساس بمعنى الوطن و إتخذ من مهجره وطناً بديلاً حتى لو لو أصابه ما أصابه فيه أو أنتهكت كرامته بشكل أو أخر..!
– كما لن نطالب الأستاذ / سُوار بأن يوقِف أسباب هجرة السودانيين للخارج و التي تشير التقارير إلى إزبادها بشكل مذهل ، و لكن نذكره أن الوطن طارد إلا لفئة هو أحد أفرادها..
– و لكن نذكره بأن هناك سودانيين و سُودانيات في السجون بالخارج لأسباب “أخلاقية” و أن سُمعة عاهرات دُبي و جدة و غيرهن تظل وصمة عار في جبين كل سُوداني داخل أو خارج الوطن..
– لا أدعي قداسة لأهلنا السودانيين و لا نحن بصفوة أهل الأرض.. و لكن .. عندما يسخر منا من هو دوننا في كل شئ ، و هنا أعني الإنسان، و نجد أنفسنا (أضحوكة) عند عوام القوم و سفهاءهم ، يصيبنا الاشمئزاز و تفتك بنا الحسرة لأننا كنا يوماً (الرواد) في كل شئ و لا زلنا نحتفظ بشئ كثير من ألقنا القديم بعد أن جار علينا الزمن و إستبد بنا حُكم المفسدين في الأرض..
– أنا سوداني ..أنا..
و دمتم
الرشيد حبيب الله التوم نمر
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ( لكن نذكره بأن هناك سودانيين و سُودانيات في السجون بالخارج لأسباب “أخلاقية” و أن سُمعة عاهرات دُبي و جدة و غيرهن تظل وصمة عار في جبين كل سُوداني داخل أو خارج الوطن..)
    قلبتا علينا المواجع من الصباح

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..