مقالات وآراء سياسية

علاقة (أزلية) تَسُودُها (الفهلوة) المصرية و(الطَيَابَة) السودانية .. و”الطَيَابَة خَيَابَة”!

عثمان محمد حسن

* قطع المصريون لسان السودانيين المتمصرين ، يوم ٢ أبريل ٢٠٢٣م ، كما حطموا الصنم المكتوب عليه:- (مصر يا أخت بلادي يا شقيقة) ، إذ لم يترك مشجعو الأهلي المصري لفظاً مقذعاّ من السباب لم يوجهوه للسودان والسودانيين في وسائل إعلامهم ، عقب هزيمة فريق الأهلي المصري أمام الهلال ، في مباراة الذهاب بالخرطوم..

* وعند دخول لاعبي الهلال الإستاد ، في القاهرة ، لملاقاة الأهلي ، في مباراة الإياب ، سيَّرت الجماهير المصرية لاعبي الهلال بهتافات باغية:-” العبيد أهوم ! العبيد أهوم ! العبيد أهوم !”.. واستمرت  الاستفزازات أثناء المباراة ؛ وبعد نهايتها ، حيث زفَّت نفس الجماهير لاعبي الهلال ، عند خروجهم من الميدان متوجهين نحو غرف الملابس ، زفّتهم بهتافات دنيئة:- “مع السلامة يا اولاد الوِسْخَة”..

* عجبي! إستقبلوا فريق الهلال ببذاءات ، طالت جميع السودانيين .. وودعوا الفريق ببذاءات خاصة جداً بالأمهات السودانيات..! .

* كانت جملة: “مع السلامة يا اولاد الوِسْخَة” جملة اتسقت مع جملة (العبيد أهوم) لتعكس عمق النظرة الدونية المصرية تجاه الشعب السوداني ، نظرةً تعكس الأفلام والمسلسلات المصرية بعضاً ًمنها..

* ومع كل ذلك ، تصف بعض الأقلام السودانية المتمصرة ما حدث بأنه عدم التزام  بالأخلاق الرياضية ، وهذا الوصف كلام مرسل ، وتَرَفٌ تزعجنا تلك الأقلام به ، بشكل مقزز .. ونتقزز حين يلجأ بعض المسئولين عن رياضة كرة القدم في السودان إلى تفعيل الدبلوماسية بإنصرافية ممجوجة لأقصى حد ، لاحتواء ما حدث! .

*  وقد أغضبني بيان الاتحاد السوداني ، الصادر على لسان ، رئيسه ، معتصم جعفر ، والذي وصف الهتافات بأنها هتافات (غير لائقة)..

* قال هتافات (غير لائقة) قال! .

* لماذا لم يسمِ الاتحاد السوداني الأشياء بأسمائها ، لماذا لم يصف الهتافات بأنها هتافات بذيئةٌ وانها دالةٌ على دناءة من تفوهوا بها ؟ لماذا وضع الندى في موضعِ السيف؟ لماذا الدبلوماسية والانحناءات المستمرة أمام هولاء الأراذل..؟

* إن رَكْل الدبلوماسية ، ركلة قوية ، عند التعاطي مع أمثال هؤلاء الأراذل ، واجبُ كل من يريد عدم تكرارها .. وركل الدبلوماسية ما فعله الرئيس الروسي الأسبق ، نيكيتا خروتشوف ، في عام 1960م ، في اكبر محافل الدبلوماسية الدولية بالأمم المتحدة ، حين خلع حذاءه وضرب الطاولة بالحذاء ، غضباً من جملة لم ترُق له..

* مريخابيٌّ ، (على السكين) أنا، لكني سودانيٌّ (على السكين) أيضاً ، وكنتُ أساند الهلال عند بداية مباراة الذهاب بالخرطوم وظللتُ مدافعاً عنه على صفحتي بالفيس بوك ، وأنتقد ترهات الاعلام المصري ضد الهلال ، كما انتقدت إدارة نادي الهلال بسبب التلكؤ في اتخاذ الإجراءات اللازمة وقتها..

* ويغيظني بعض الكتاب المتمصرين الذين يسعون للتخفيف من غلواء الجراحات العميقة التي نكأتها الهتافات البذيئة ، مع أن الأمر لم يعد تخفيف او تعميق جراح فقط ، إنما هو كسر عظم علاقة غير سوية (أخذاً وعطاءاً) بين الشعبين السوداني والشعب المصري .. ومثلها بين القيادات السودانية والقيادات المصرية.. علاقة (أزلية) تسودها (الفهلوة) المصرية و(الطيابة) السودانية..

* فالقيادات السودانية تتعاطى بطيبة هي في حقيقتها (طيابة) .. ويقول المثل السوداني أن (الطيابة خيابة).. وإحدى تلك الطيابات طيابة البرهان الذي قام بتسليم مطار مروي للمصريين ، عن طيب خاطر ، إعداداً لضرب سد النهضة الإثيوبي..

* وجاء في الأنباء :- “نفذت عناصر من القوات البحرية السودانية والمصرية التدريب البحري المشترك (SUD-EGY-T-1) فى مجال الأمن البحرى ومجابهة التهديدات غير النمطية ، والذى تم على مدار عدة أيام بالقاعدة البحرية ببورسودان بالسودان.!! ” .

* ماذا يعنون ب(التهديدات غير النمطية) ، إن لم يكن في الأمر علاقة بسد النهضة الذي هو تهديد غير نمطي في اعتقاد مصر؟ .

* لا تفرح ، يا سوداني ، عندما يقول لك المصري أنك إنسان طيب ، فإنه يعني أنك مغفل (أهبل) سهل الاستغفال ، وأنك إنسان يسهل ضربه ثم طبطبته والضحك عليه!..

* فإلى متى نعطي المصريين خدنا الأيمن كلما ضربونا على خدنا الأيسر .. وتتبع الضربة شتائم نابية?! .

حاشية …….. حاشية …….. حاشية …….. حاشية ……..

تابعتُ حديث الدكتور عثمان التوم حمد ، وزير الري..

– السوداني الأسبق ، لراديو سوا يوم ٢ ابريل ٢٠٢٣م عن سد النهضة الإثيوبي .. وكان حديثاً ضافياً ، لم يترك فيه كبيرة ولا صغيرة في بنية وشكل السد والتوربينات التي بداخله وثلاث سدود أخرى تنوي إثيوبيا بناءها ، إلا وذكرها .. وأوضح الدكتور فوائد السد من حيث زيادة الدورة الزراعية ، ثلاث دورات بدلاً عن دورة واحدة ،   وتحدث عن تنظيم  منسوب النيل الأزرق وحمايته من الفيضانات السنوية وعن أمانه في زمن الجفاف ، علاوة على تسهيل النقل النهري على مجرى النيل الأزرق..
– وذكر أن هناك نوعين من الطمي ، وأن السد سوف يحمي السدود من تراكم الطمي الضار، أما الطمي المفيد للزراعة فلا ضرر عليه..

–  علق أحد أصدقاء صفحتي ، بالفيس بوك ، تعليقاً ، في غضب ، يمكن تسميته بالغضب الإيجابي ، رداً على بذاءات وإهانات الجماهير المصرية المذكورة أعلاه ، جاء فيه:-
“ينظم فريق الهلال وجمهوره رحلة الي اثيوبيا وزيارة السد الافريقي العظيم وملاقاة وتنظيم دورة سد النهضة.. وينظم  ندوة كبري تببن فائدة سد النهضة للزراعة في السودان مما يكشف دور العسكر العملاء … تاتي في اطار الصداقة بين الشعب الاثيوبي والسوداني وسوف يجدون الدعم الشعبي بعد أحداث مباراتهم مع الاهلي.. ”
– أعتقد أن في ذلك الإقتراح شيئاً من الوجاهة! .

‫7 تعليقات

  1. ما هو لو انت شفتا السودانيين، اللي انت مفشوش فيهم وهم مغشوشين في نفسهم، بيعملو شنو في القاهرة وكمية الوساخة والرذالة اللي هم بيعكسوها عن السودان والسودانيين، كنتا حتعذر المصريين

    1. كويس انك اتعلمت اللهجة المصريه ..دي مسلسلات ولا معايشة وسط أمراض الحارة
      كويس انك طلعت من المتمصريين الذين يشير إليهم الكاتب ولا عزاء للسيدات

  2. امس كتبت موضوع جيد عن صراع الوكالة عن روسيا وأمريكا تجي اليوم تحدثنا عن صراع الديكة.. هو مجتمع كرة القدم ده في مصر أو السودان منذ متى كان يمثل الشخصية المتحضرة في البلدين… انا من زمان ابتعدت عن مجتمع الكورة لانو كلما أجد اثنين يتناقشون فيها أشعر بأنهم لم يسمعوا بشي اسمه التحضر ونبذ العصبية..اصلحوا مجتمع الكورة عندنا اولا بعدين نطالب المصريين بإصلاح مجتمع الكورة عندهم واظن لا نحن سننجح ولا هم ينجحون.. خلو الديكة تتصارع واعملوا نايمين..معليش كنت ساقف معك لو جاء هذا الكلام من مجتمع الثقافة والفن والفكر مثلما ننتقدهم في دور البواب في السينما.

  3. ماذا يعنى مناورات سودانية مصرية فى وادى سيدنا وماذا يعنى تواجد المخابرات المصرية فى مطار مروى وماذا يعنى تواجد قوات البحرية المصرية فى بورتسودان ! يعنى ان على الاثيوبيين زيادة حماية سد النهضة فواضح ان الهجوم المصرى بتواطؤ الجيش السودانى أضحى وشيكا

  4. ما في هجوم على سد النهضه ولا بلوط.
    سد النهضه مامن بسحق سكان السودان على ضفاف النيل. ومصر عمرها ما تسترجل على مثل هذا العمل.
    هذا تخطيط َمنهم للتدخل في شؤن السودان وبانتظار الفرصه لغزوا هذه البلد بعد ما يضمنوا ان السودانيين ضربو بعضهم في الأول. وهذا زمن الخيانات بصناعة المخابرات المصريه.
    احزرو يا سودانيين من ام المصائب وكونو جاهزين من العدو الأكبر والاعظم في تاريخ السودان. (زبالة وخيانة الكيزان المفنقسين وترك وارزل زول ومناوي وجبريل بتديهم الضوء الأخضر)
    اللهم قد بلغت اللهم فاشهد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..