مقالات سياسية

الغبينة قادت عمر البشير للانضمام إلى المتأسلمين في عام 1981

أهم ما جاء في الرسالة التي بعث بها الترابي إلينا عبر برنامج ( شاهد على العصر) أن البشير لم يكن حتى نائب فاعل في انقلاب الترابي.. بل كان مجروراً و الذي جرَّه هو شيخ الترابي و زمرة المافيا الملتصقة به.. و للتمويه، طلب الترابي من البشير أن يذهب إلى القصر ليمثل دور الرئيس. و يذهب هو ( الترابي) إلى السجن ليمثل دور الحبيس، و في نية الترابي- حسب ما كشفته وقائع الأحداث بعد ذلك- أن يأتي زمان يكون هو ( الترابي) الرئيس.. و إذا لم وقف البشيرَ في طريقه، أرسله الترابي إلى كوبر حبيساً حقيقياً أو قذف به إلى ( الدروة) بتهمة خيانة ( المشروع الحضاري) الذي خططوا له لعشرات السنين وبدأوا تنفيذه في يوم 30 يونيو 1989م.. ففي رأي الترابي، حسب شهادته على العصر، أن الحكم والدولة هما الوسيلة الأكثر نجاعة لتحقيق ذلك المشروع..
إدعى الترابي أنه لم يكن يعرف البشير معرفة جيدة.. و أن البشير لم يكن ضمن أوائل العسكريين في الحركة الإسلامية.. و أن تجنيده تم قبل الانقلاب بسنوات قليلة.. و هو في سن كبيرة.. و أن رتبته العسكرية هي التي أهلته لقيادة الانقلاب، و أن البشير اختُطف من مناطق العمليات يوم الثلاثاء و التقاه الترابي يوم الأربعاء و قام الانقلاب في اليوم التالي.. كل ذلك و البشير لا يعلم شيئاً عن أمر الانقلاب و أنهم سلموه البيان الأول و حفّظُوه ما ينبغي عليه قوله!!
تكشف كلمات الترابي تذاكيه بافتراض الغباء في المشاهدين و كل قارئ للصحف أو مستمع للإذاعات المرددة لكلمات الترابي..
مهما كانت درجة تبعية البشير للجماعة المتأسلمة، إلا أنه يُستبعد أن يكون ( إمعة) لدرجة الاقدام على عمل خطير مثل الانقلاب على الحكومة، و هو أخطر ما يقدم عليه المرء حيث الفشل فيه يعني الاعدام أو السجن المؤبد.. و ما يستتبع ذلك من خراب ربما يحدث لبيوت قيادة الانقلاب العسكرية!
و المعروف أن مجلة ( الدستور) البعثية كانت قد نشرت خبر انقلاب اخوان الشيطان قبل أيام من وقوعه و ذكرت اسم البشير كقائد للحدث المشؤوم.. و مع ذلك يقول الترابي أن البشير لا يعلم عنه شيئاً، و لا ننسى أن تصرفات نواب الجماعة في البرلمان كانت تكاد أن تقول للحكومة خذونا نحن في الطريق لارتكاب انقلاب!
دهاء علي عثمان غيَّر اتجاه الرياح على غير ما يشتهي الترابي.. في مضيق ( مذكرة العشرة) القاتل للأطماع و الطموحات.. ما جعل الترابي يتحامل عليه هو الآخر عند ذكر دور علي عثمان في تنظيم المتأسلمين و إدارة الأمور فيه..
أما عن تجنيد البشير، فقد كتبتُ مقالاً بالصحف الاليكترونية بتاريخ 9 مايو 2015 بعنوان: عمر البشير… متى ضل طريقه فانضم إلى الإخوان المسلمين؟ و أقتطف من المقال ما يلي بتصرف:-
عقب انقلاب ( الانقاذ) بحوالي ثلاثة أشهر تقريباً، قدمتُ إلى السودان من سلطنة عمان في إجازة قصيرة.. و في المطار التقيت المرحوم حمزة البخيت، زميلي و جاري في الفصل بمدرسة خورطقت. و حمزة رأيه دائماً على لسانه يقوله بلا وجل.. لذا سألته عن هوية الانقلاب الذي وقع، فأجابني ببساطة لا تعقيد فيها:-” تعرف نوع ال(….) بتاعين طقت ديلك؟” قلت:- ” آييي!”.. قال:- ” ديل هم الحاكمين السودان دلوكتي!”.. صمتَ لبرهة ثم أردف:- ” ما فيهم إلا البشير..! البشير ده زميل غرفتي في الكلية الحربية.. ضكران و أخو أخوان و سوداني أصيل…!” هكذا قال..
و تلك شهادة من شخص لم يكن يعرف المجاملة في الأمور الجادة.. و ذكر حمزة أنه كان دائم النصح للبشير.. و دائم الحديث معه حول الإخوان المسلمين المحيطين به.. و دائم المطالبة منه للتخلص منهم لأنهم سوف ” يودوهو في داهية!”..
كان حمزة البخيت، وقتها، قد ترك الخدمة العسكرية قبل الانقلاب بفترة لأسباب صحية..
و مرت السنوات.. سافرتُ إلى الولايات المتحدة في أواسط تسعينيات القرن الماضي.. و كنت أتواصل هاتفياً مع زميل الدراسة د. عبدالله جلاب، الأديب المعروف، و هو و حمزة جاءا خورطقت من مدينة بارا الجميلة.. و في يوم مشئوم، أنبأني عبدالله جلاب أن زميلنا المشترك قد تم اغتياله داخل منزله بالرياض..!
و مرت سنوات أخرى لأقرأ حواراً مع الأستاذ/ حسن عثمان رزق بجريدة ( الصيحة) الغراء بتاريخ السبت 2 مايو الجاري، تحت عنوان ” لست نادماً على تجنيد البشير بالحركة الاسلامية”، و من أقوال الأستاذ رزق عن تجنيد البشير للانضمام إلى الجماعة الفاشستية قوله:-
” ….. قصدت منزله مع أحد الإخوان في العام 1981، و كان ( البشير) استحق الترقية لرتبة العقيد، و ذلك لم يُنَفذ، و بعد صلاة المغرب وجدنا والده يصلي تحت شجرة أمام المنزل.. دخلنا إلى الديوان مع البشير و لم يستغرق منا الأمر وقتاً كبيراً لتجنيده”!!
هذا يعني أن البشير كان مغبوناً.. و كان جاهزاً للتجنيد لأي حزب يسعى لإسقاط الحكومة.. و وجد ضالته في إخوان الشيطان! بينما ظل حمزة البخيت- زميلنا المشترك- يؤذن في مالطا في عام 1989.. ناصحاً البشير بإبعاد الاخوان الداعشيين من مراكز اتخاذ القرار.. و البشير واحد منهم- و منذ ثمان سنوات- و ربما كانت لقاءات حمزه مع البشير تتم تحت عيون الشيطان طوال الوقت، لذلك تربصوا به و عندما حانت فرصة تصفيته، نفذوا التصفية دون رحمة..
ألا رحم الله حمزة البخيت و أدخله الجنة مع الصديقين و الشهداء..
و سؤال ما زال يحيرني عن دخول البشير شبكة المتأسلمين: هل كان البشير لينضم إلى الجماعة لو كانت ترقيته ( المستحقة) قد تم تنفيذها في وقتها؟ و هل ( ظلمُ) تخطِّي الترقية الذي أحاق بالبشير هو ما جعل تجنيده لا يأخذ وقتاً كبيراً؟ ثم هل يعرف البشير قتَلة حمزة البخيت أم أخفوا عنه ما حدث حيث لم يكن هو الرجل الأول في الدولة الإخوانية.. بل كان الشيخ هو الآمر الزاجر و ( علي عثمان)، نائب الشيخ، الذي أطاح بشيخه، هو المتآمر الذي يلدغ اللدغات السياسية المميتة دون إحداث صوت كما الأفاعي الأكثر سمية.. و كانت زبانية ( الما نافع) هي التي تدير مراسيم التصفيات الجسدية دون رقابة من المشغولين بالمشروع الحضاري؟..
إن سر تصفية المرحوم حمزة يرقد في الأرشيف السري ( للجماعة) التي اغتالت ( رفيق سلاح) و ( زميل غرفة) البشير.. و القتلة لا بد من أن يكونوا ممن تربوا داخل المؤسسة الداعشية.. و توغلوا في معصية ” قتل الأنفس التي حرم الله إلا بالحق”.. إنهم يزدادون فجوراً داخل الجامعات في أيامنا هذه..
إذن، كان البشير ضمن زمرة الإخوان المسلمين في عام 1981.. و حمزة لا يدري أن رفيق سلاحه قد ضل الطريق بعيداً عن ( قَسَم) الجندية.. و أن الاخوان المسلمين كانوا رأس الانقلاب و ليسوا ذنباً.. و أن كل الصيد في جوف من ذهب إلى السجن (حبيساً).. و ليس الذي ذهب إلى القصر ( رئيساً..)
لقد اتخذ الترابي البشير معبراً للوصول إلى كرسي الحكم.. لكن البشير تغدى بالترابي و جماعته قبل أن ( يودهو في داهية).. أو كما نصحه المرحوم حمزة البخيت!
و الساقية لسه مدورة).. و حميدتي دخل مسرح اللا معقول!

[email][email protected][/email] ________________________________________

تعليق واحد

  1. حقائق مفيده لكن ما نشرته مجله الدستور البعثيه كان عام ١٩٨٦ عن إنقلاب محتمل للأخوان المسلمين بقياده ( لا أذكر الرتبه التي ذكرت) عمر البشير

  2. لآن الانقلاب من أفكار على عثمان لذا لم يك يعرف الترابى عمر البشير إلا قبل الانقلاب بيوم واحد والأرجح أن على عثمان اصطحبه للترابى كى يقسم امامه قسم السمع والطاعه بإعتباره مرشد الجماعه،، وقصد ترابى عندما قال إنه لم يره إلا قبل الانقلاب بيوم واحد فعلى عثمان لو تذكرون قاد فريق من جماعته وذهبوا الى الجنوب ولذر الرماد في عيون الحكومه التي كانت أصلا مطششه اصطحبوا معهم الراحل بادى محمد الطيب بدعوى الترفيه عن الجنود بينما كان الهدف زيارة زميل الدراسه عمر البشير وكان احد الخيارات التي فكر فيهم على عثمان ونذكر جيدا أن الجبهجيه كانوا قد اطلقوا وقتها نداء باسم (جبل الدهب)دعو فيه النسوه للتبرع بالدهب دعما للقوات المسلحه وهذا النداء صاحبته دعايه مكثفه ضد حكومة الصادق بأنها اهملت القوات المسلحه ووصف الجنود بأنهم لا يجدون حتى الزى العسكرى وأن الدولة تتآكل من أطرافها نتيجه للهزائم المتلاحقه من قوات قرنق وان قوات قرنق باتت على اطراف جبل الأولياء، وينبغى ان لا ننسى أن عمر البشير برز نجمه بإعتباره قائد الجيش في تلك المنطقه الذى حرر حامية ميوم من قبضة قوات قرنق ولأول مره كان هناك تسجيل لشريط مصور يظهر فيه عمر البشير عاقدا يديه خلفه كما التلميذ البليد وسجل معه علي ما أذكر مذيع إسمه حمزه الشفيع وظل التلفزيون لسبب غير معلوم يعيد ويكرر هذا اللقاء رغم إتهام الجماعه بأن الجيش كان مهزوما ومتراجعا بسبب إهمال حكومة الصادق له وكما ذكر الترابى علاقة عمر البشير بعلى عثمان محمد طه تزاملهما في المرحله الثانويه ولان المصائب تجمعن المصابين فعلى عثمان كان ابنا لرجل جناينى امضى زهرة شبابه في حديقة الحيوان بالخرطوم وعمر حسن احمد البشير والده كان مزارعا بسيطا الفقر جمعهما وربما هذه الأسباب هي التي ولدت الثقه فيما بينهما والتي جعلت على عثمان يرشحه بكل ثقه، والذى يثبت صدق قولنا إنه وعندما بداء الخلاف يدب بين الترابى وعلى عثمان وجماعته كان الصحفى المعروف بإنتهازيته احمد البلال الطيب يقدم برنامج تلفزيونى وإستضاف فيه على عثمان في عدة حلقات وكان عنوان هذه الحلقات الكشف عن اسرار (ثورةيونيو) ولسبب غير معلوم لم يكشف لنا على عثمان طوال الحلقات عن الاسرار التي بشرونا بها ولكن ظل احمد البلال الطيب ومن خلال صحيفته اخبار اليوم يبشر بقرب صدور كتاب يحمل اسرار (الثوره) والغريب أن الكتاب لم ير النور حتى يومنا هذا!!وانا إعتقد أنه قد لاحت الفرصه الآن لكى يرى الكتاب النور وخاصة بعد الشهاده التي ادلى بها الترابى في برنامج شاهد على العصر والذى قلل فيه من دور على عثمان او ان يظهر على عثمان ويواجه الشعب والتاريخ بحقيقة ما حدث !!.

  3. الأخ عثمان محمد حسن
    عذرآ هناك بعض التناقضات فى مقالك فكلنا يعلم أن تبعية حواريى الترابى
    بل انداده له لا يتناطح فيها عنزان ولم ينكرها تلاميذه بل يتباهون بها.
    ذكرت أن غبينة التخطى فى الترقي هى التى تسببت فى إنتماء البشير للحركة
    الشيطانيه وأنه كان يتحين الفرصة للإنتقام عن طريق الإنقضاض على السلطة.
    لماذا صبر البشير على الغبن من 81 حتى 89 ؟ لماذا لم يخرج هذه الغبينة
    فى عهد أبعاج ؟ هل لأنه كان يعلم بأن الفشل المؤكد يقوده إلى الدروة ؟!
    أخ عثمان ، إن لم تخنى الذاكرة لم يحدث أن أعدم إنقلابى فى عهد ديمقراطى
    ولم تخرب بيوتهم بل العكس كان هذا يحدث لهم من أبناء بززهم العسكرية .
    ومقولة أنا حملناأرواحنا على أكفنا هو تزييف للتاريخ وتجنى على الحكومات
    المدنية الديمقراطيةالمسكينة وهذه المسكنة هى التى طمعت كل من هب ودب
    لإمتطاء الدبابة وحكمنا. هل تخطيك فى الترقية يبرر لك الحنث بقسمك حتى
    تشفى غليلك ؟ دى زى الغلبا راجلا قالت تتفشى فى حماتا. سبحان الله هكذا يحكم
    السودان . لا يعلم البشير بمقتل زميله فى الكلية الحربية والذى كان دائمآ
    ماينصحه. هذا له تفسيران: إما أنه مغيب تمامآ (وهذا ماتثبته الأحداث التى
    تعاقبت فى تاريخ الحكم الوثنى) أو أنه ؛ والله أعلم، متواطئ.
    البشير تغدى بالترابى وجماعته قبل أن يودوهوا فى داهيه وأنا أقول لك أن
    البشير والترابى وجماعة الإفك والضلال ودوا الشعب السودانى فى ستين
    مليون داهية………….

  4. ( قصدت منزله مع أحد الإخوان في العام 1981، و كان ( البشير) استحق الترقية لرتبة العقيد، و ذلك لم يُنَفذ)؛ تتم الترقيات في القوات المسلحة وفق لوائح وقوانين واضحة ومكتوبة ويحفظها كل العسكريين عن ظهر قلب. أرجو مراجعة مقولة “استحق الترقية ولم تنفذ”.

  5. ( قصدت منزله مع أحد الإخوان في العام 1981، و كان ( البشير) استحق الترقية لرتبة العقيد، و ذلك لم يُنَفذ)؛ تتم الترقيات في القوات المسلحة وفق لوائح وقوانين واضحة ومكتوبة ويحفظها كل العسكريين عن ظهر قلب. أرجو مراجعة مقولة “استحق الترقية ولم تنفذ”.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..