أخبار السودان

نار الأرومو.. وثوب النهضة الحبشية ..!

الجارة العزيزة أثيوبيا تقف حيالها القارة كلها على أطراف أصابع أرجلها ويشرئب العالم قاطبة بعنقه لتتبع أحداثها الدامية التي تفجرت منذ شهور في شكل تظاهرات إحتجاجية من طرف أثنية الأرومو التي تشكل الثقل السكاني وسط شعوب الأمة الأثيوبية البالغ عددها ما يناهز المائة مليون ينتشرون في تسعة أقاليم مقسمة فدراليا على الأساس الأثني والجهوي ..وتدعم هذه الهبة ..حركة تحرير الأرومو المسلحة والتي قلبت ظهر المجن لحكومة الجبهة الديمقراطية ( التجراي ) بعد أن خاضتا معا الحرب على نظام منغستو هيلا مريام الى أن سقط في بداية تسعينيات القرن الماضي !
ظاهر هذا التحرك هو مطالب تتعلق باسترداد أراضي لمزارعي شعب الأرومو حول أديس أبابا استحوذت عليها الحكومة بدعوي توسيع العاصمة من حيث التخطيط الإسكاني ومشاريع الخدمات العامة و انشاء مرافق للترفيه وخلافه ..فانفجر الصراع الذي بلغ ذروة دمويته بالأمس حيث استخدمت الأجهزة الأمنية القوة المفرطة في مواجهة المتظاهرين فسقط العشرات من الشباب والنساء بالقدر الذي أثار تنديد كثير من منظمات حقوق الإنسان العالمية رغم التعتيم الذي تضربه الحكومة الأثيوبية و اعلامها حول تلك الأحداث و الصمت المريب للإتحاد الأفريقي الذي يتخذ من أديس أبابا مقرا له وكذلك الترقب الحذر من الجهات الغربية الرسمية لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية التي خرجت فيها مظاهرات إحتجاجية نظمها أبناء الآرومو..وغيرهم من الأثيوبيين دعما لما يرونه تظاهرات بمطالب عادلة في بلادهم وشجبا للعنف الحكومي في مواجة تظاهراتهم السلمية .
بيد أن ذلك السبب الظاهري لتلك الثورة الأرومية قد لا يكون الدافع الوحيد لتأججها وهو ما حدا بالحكومة الأثيوبية الى تسريب إتهامات مبطنة للمخابرات المصرية في بداية الأحداث تتهمها فيها بمحاولة الصيد في المياه العكرة بغرض تعطيل أعمال إنشاء سد النهضة والتي توقفت بالفعل وفقا للأتباء المتواترة على خلفية تصاعد المواجهات أمس !
أثيوبيا رغم طبيعة نظامها الحاكم والذي يهيمن فيه حزب الجبهة الديمقراطية على جميع مقاعد البرلمان الإتحادي تقريبا ..إلا أن حكومتها قد استطاعت أن تلعب ببيضة التنمية و حجر الشمولية و فتحت أبواب الإستثمار على كل مصاريعها
با ستثناء التجارة الداخلية المرتبطة بمعيشة مواطنيها ..ولكن تكمن المفارقة في أنها بقدرما هي بلاد جاذبة للمستثمر الأجنبي فهي طاردة للملايين من مواطنيها نساءاً ورجالا يهيمون على وجوهم إغترابا و يرتادون المهالك في بحار البحث عن الملاذات الآخرى !
فهل ستحرق نار الأرومو التي بدأت تؤلم أصابع حكومتها هذا الثوب القشيب من التنمية المتوازنة التي ارتده البلاد في ظل استقرار نسبي بعد أن وضعت الحرب الطويلة ضد منغستو أوزارها ..!
وهل ستعود تروس لعبة حروب القط والفأر الأثنية الى دورانها لتذهب ريح التجراي من بوابة الأرومو بعد أن غيبتا معاً شمس الأمهرا ..فتؤول دفة القيادة الى جبهة تحريرالأرومو ومن يعاونوها من بقية الإثنيات الناقمة على سلطة حزب الزعيم مليس زيناوي الغائب الحاضر !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الشكر الجزيل لك أستاذ برقاوي ، هذا مقال في غاية الشمولية المعرفية وكاشف لما يجري في اثيوبيا

  2. من المؤكد ان لمصر دورا في عدم استقرار إثيوبيا حسدا وغيرة من صعود نجم اثيوبيا وسرعة نموها كما كان سد النهضة سببا آخر

  3. الشكر الجزيل لك أستاذ برقاوي ، هذا مقال في غاية الشمولية المعرفية وكاشف لما يجري في اثيوبيا

  4. من المؤكد ان لمصر دورا في عدم استقرار إثيوبيا حسدا وغيرة من صعود نجم اثيوبيا وسرعة نموها كما كان سد النهضة سببا آخر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..