المحفل الماسونى وعلاقته بجماعة الأخوان المسلمين

م. سلمان إسماعيل بخيت على الرباطابي

الحلقة الثانية

أحبائى قراء صحيفة الراكوبة اللكترونية ، أسمحوا لى قبل الدخول بكم فى موضوع الحلقة الثانية من دراسة الشيخ محمد الفاضل التقلاوى عن المحفل الماسونى وعلاقته بجماعة الأخوان المسلمين أن أقدم لكم فاتح للشهية

 Appetizer عبارة عن قطرات ندى على أوراق شجر من حدائق متنوعة لا رابط بينها وبين موضوعنا هذا كنوع من التشويق لما سيأتى من بعد :

•   أتلقى الثناء والشكر والتقدير فيما أكتبه من بعض القراء ، كما أتلقى الذم والتجريج  الذى يتجاوز حد الأهانة من البعض الأخر مما يدفعنى لمجاراتهم فى السباب وإن حرصت أن أبتعد عن مجاراتهم ، ويعتبرون علي فى قولى  أن الفكر الشيوعى وفكر حركة الأخوان وفكر الصوفية فكر فيه كثير من الشرك والألحاد وليس لها علاقة بما جاء بالكتاب والسنة ، وأصبح عطاء هذه الكيانات الثلاثة  من مياه آسنة حتى أصبحت لا تشرب

• فقد تغير لونها ورائحتها بفعل إبليس (قال ربى فأنظرنى لى يوم يبعثون * قال فإنك من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم * قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين *)

يقال إن أبليس أراد الرحيل من مكان كان يسكن فيه مع أبناءه فرأى خيمة فقال لا أغادرن حتى افعلن بهم الأفاعيل ، فذهب الى الخيمة فوجد بقرة مربوطة بوتد والوتد هو العمود الذى يمسك الخيمة من منتصفها ، ووجد إمرأة تحلب هذه البقرة فقام فحرك الوتد ، خافت لبقرة وهاجت فأنسكب الحليب على الأرض ودهست إبن المرأة الذى كان يجلس بجوارها فقتلته دهسا  غضبت المرأة فدفعت البقرة وضربتها بشدة وطعنتها بالسكين طعنا مميتا فسقطت البقرة ميته جاء زوج المرأة فرأى طفله والبقرة ميتين فطلق زوجته بعد أن ضربها فجاء

• قومها فضربوه فجاء قومه فأقتتلوا وأشتبكوا  هنا تعجب ابناء إبليس فسألوا والدهم ويحك ماذا فعلت ، قال لا شىء فقط حركت الوتد
• إن هذا الخراب والدمار الذى نعيشه فى السودان هو فقط ان أبليس قد حرك الوتد من مكانه والى فاتح شهية آخر

بحثت كثيرا عن مستند رسمى فى بحثى عن علاقة تربط بين حركة الأخوان المسلمين والماسونية العالمية ، فكانت هنالك ثلاثة عناصر مشتركة تجمع بينهم وهى : السرية الإغتيالات والثروة ، فأين ما كانت الماسونية أو كانت حركة الأخوان المسلمين ، كانت هذه العناصر الثلاثة متوفرة ، خاصة السرعة فى الثراء من أى مصدر ، حلال أو حرام ، والسرية فى أعلى معانيها تجدونها فى الصمت وعدم كشف النقاب عن مقتل العديد من رجالات تنظيم الأخوان المسلمين أو خصومهممن  القادة ، فمنذ ايام حادث طائرة أحمد الرضى جابر ، وموسى على سليمان وفضل السيد أبو قصيصة وما أعقبها من حوادث طائرات أخرى ، أضف الى ذلك أن الماسونية حين أستنفذت غرضها من  الترابى وقررت قتله لم تجرى تلك المحاولة لإغتياله على الأراضى الأمريكية وترك الأمر لملاكم التايكندو الشاب السودانى ذو البنية القوية هاشم بدرالدين الذى ينتسب للفكر الشيوعى وفى أحدى مطارات كندا ، فلم أجد أى مستند سودانى يفيدنى سوى مستند مصرى عرف بـ (سر المعبد) تأليف ثروت الخرباوي المحامي المنشق عن جماعة الإخوان منذ عام 2002م ويمكنكم تحميله مجانا من موقع القوقل: الأسرار الخفية لجماعة الإخوان المسلمين هو كتاب يكشف لكم أسراراً حول جماعة الحركة الأسلامية وعلاقتهم  بالماسونية ،  و ما أطلق عليه الخرباوي مصطلح (الماسيو إخواكية) ، والذي جعله عنواناً  للفصل الثاني عشر من الكتاب الذي يضم 17 فصلا ً، في 359 صفحة  ، لا سيما الشعار السداسي  ولجوء كل منهما إلى العنف ، ذلك أن المنتمي إلى الجماعة يشترط عليه أداء

القسم على المسدس

 والمصحف أمام الشخص الذى تقسم أمامه فهو مجهول الهوية لأن كل شىء يتم فى غرفة مظلمة ، ويقول البعض فى غرفة مظلمة أو من وراء ستار حتى لا ترى الشخص الذى يقوم بتجنيدك ، كذلك يكشف كيفية تحكّم الجماعة في المنتمين إليها ، واستخدامها للاغتيالات السياسية لتصفية معارضيها ، كما حدث مع رئيس الوزراء محمود النقراشي فى العام   1948م

عندما تم اغتياله على يد

عبد المجيد أحمد حسن أحد المنتمين إلى الجماعة بعد قرار رئيس الوزراء حلها ، كما يتضمن الكتاب تفاصيل الصفقات التي كان يعقدها الإخوان مع نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك في الانتخابات وبعض آليات ومبادئ السمع والطاعة داخل الجماعة . ويعرض في الهوامش مجموعة من المعلومات الدالة على علاقة الإخوان بالولايات المتحدة الأمريكية عبر تقديم وثيقة لم تنشر من قبل كانت مرسلة  لخيرت الشاطر من أحد أعضاء الجماعة ذو الصلة بالمسئولين الأمريكيين منذ 2005م ، وقد حصل الكتاب علي جائزة أفضل كتاب سياسي خلال معرض القاهرة للكتاب ،  وتبلغ قيمة الجائزة 10 آلاف جنيه مصري،  إلى جانب درع الهيئة المصرية العامة للكتاب ، وحين ذكرنا ما قالته هيلارى كلنتون فى مذكراتها سرى 360 هاجمونا وقالوا الكيزان لم يرتبطوا بالصهيونية أو اليهودية أو اومن الأشياء التى جعلت الكثيرون يربطون بين المحفل الماسونى العالمى وحركة الأخوان المسلمين فى مصر الثراء الفاحش لكبار أعضائه حيث بلغت ثروة خيرت الشاطر ما يزيد عن اربعين مليار دولار ، فى وقت لم يكن فيه خيرت الشاطر يملك شيئا حين تولى مبارك الحكم ، فالماسونية عرفت بالسرية ، الثراء والأغتيالات ، فحين جاءت واقعة الخزندار لتحدث هزة ضخمة داخل الجماعة عندما وقع اغتياله ، حيث أطلق اثنان من شباب الجماعة الرصاص عليه ، وعاد منهم واحد ووضع حذاءه على صدر الرجل ، وأطلق رصاصتين في رأسه ، ويروي عبد العزيز كامل في مذكراته أن البنا عندما سُئل عن الواقعة أنكر معرفته بها ، وقال : إن من فعلها هو  ( عبد الرحمن السندي) ، فحدثت مواجهة بين السندي والبنا ، وكانت مواجهة عنيفة بلغت إلى التدافع بالأيدي ؛ لأن السندي قال : إنه نفذ العملية بناء على تعليمات البنا فحسن البنا إذن قاتل ، وأوضح النمنم أنه عندما تولى الشيخ الهضيبي الجماعة ، انشق الشيخ محمد الغزالي وذلك عندما وجد بعض الخطباء المنتمين للجماعة يقولون : ( المرشد لا يخطئ ومن ينتقده فهو كافر) ، فأثر ذلك في الغزالي ، وانتقد الهضيبي قائلاً : أن الهضيبي ادخل الماسون لإفساد الجماعة ، مشيراً إلى أن الخاصة الملكية هي التي أدخلت الهضيبي الجماعة ، مشيراً إلى أن من أهم الانشقاقات كان انشقاق شكري مصطفى ؛ وذلك لأسباب عقائدية ، حيث كانت أفكار الجماعة تتجه إلى التشدد بعد البنا ، وهم من قتلوا محمد حسين الذهبي ، وهنا يجب ان نتذكر سلوك الترابى مع تلميذه على عثمان محمد طه حين حمل طه وزملائه من شباب الأخوان المسئولية الجنائية كاملة عن محاولة إغتيال حسنى مبارك بمطار أديس أبابا وبراءة نفسه فالترابى برىء لا يقتل لا سرا ولا جهرا ، وعرف عن قادة الماسون تدبير الإغتيالات وتبرئة أنفسهم ، ونذكركم بما فعله على عثمان حين فشلت خطة الأغتيال التى أفشلتها مصر بنقل سيارة حسنى مباركة المصفحة ضد الرصاص بطائرة خاصة حين خرج من مطار اديس ابابا وكان خصمه يتوقعون ان يكون داخل سيارة عادية من سيارات الرئاسة الاثيوبية او سيارات الأتحاد اللإفريقى ، فحدثت تصفيات داخل مدينة الخرطوم لكل شخص قابل القتلة هؤلاء فى محل إقامتهم بأديس فكان بينهم فنان مشهور وطبيب أسنان كبير عرف بخفة دمه ، ولكن خفة دمه هذه لم تشفع له أمام تلامذة المحفل الماسونى فتمت تصفيتهم جميعا بدم بارد مستخدمين سلاح السرية والإغتيال والمال ، فدعونا نتابع معكم ما بدأناه فى الحلقة الأولى من مقال ( المحفل الماسونى وعلاقته بجماعة الأخوان المسلمين ) حسب قراءة الشيخ محمد الفاضل التقلاوى والتى بدأها فى 1935م من مسجد الشيخ التقلاوى بأبى روف بأمدرمان ، وصولا الى هجرته  الى أريتريا التى أمتدت من أكتوبر 1942م الى يونيو 1948م للعمل كمدرس بمدارس الجالية العربية ،  ثم رحلته العلاجية للقاهرة  فى العام 1954م ، ليعود للسودان ليحدثنا عن علاقته الوطيدة بالزعيم إسماعيل الأزهرى رحمه الله الرجل النظيف العفيف الذى لم يتلوث بماسونية أو وسخانية رحمه الله تعالى ، وكان صديقا ومحبا للشيخ التقلاوى وطلب منه أن يوافيه فى منزله صباح كل يوم احد مبكرا إلا اذا أرسل أليه أنه مشغول . وفى يوم من الأيام وقد وضع طعام الإفطار وجلسنا نأكل منه ، وفجأة ودون أى مقدمات قلت للزعيم الأزهرى ، ماهى الماسونية يا سيد إسماعيل ؟ فأنهمك فى الأكل ثم قال ، انا لا أدرى شيئا عنها ولكن لك صداقة حميمة بالشيخ عبد الله حمد والشيخ عبد الحليم العتبانى وهما أهل للإجابة الصحيحة على هذا السؤال  وقلت وهل هما عضوان فى الماسونية ؟ فقال : أظن ذلك ، فقلت وما علاقة الروتارى بالماسونية ؟ فقال إنها اسماء

متعددة لشىء واحد فيما يبدو ، فقلت قد سمعتك تحدث الاخ حسن عوض الله عن اشياء هامة تعلق على رأيهم فيها النجاح الأكيد . فقال الأزهرى أيضا إن الماسونية متغلغلة فى شئون بلادنا ومجاراتهم فى بعض الأمور ضرورية ورضاؤهم عن بعض الأمور سبب قوى للنجاح ، ثم أردف الأزهرى ضاحكا : أن للسياسة ملتويات كثيرة وخفايا مستترة تتطلب حنكة ودهاء ستتضح لك كثير من الأمور فى هذا المشوار الطويل وأرجو أن تتريث ولا تتعجل الأمور ..

خرجت لمقابلة الشيخين عبد الله حمد وعبد الحليم العتبانى حسب وصية الزعيم الأزهرى ، أما الشيخ عبد الله حمد فلم يزدنى عما قاله من قبل شيئا مع تجاهله مرارا لسؤالى  هل هو من أعضاء المحفل الماسونى ؟ وأما الشيخ عبد الحليم العتبانى فقد أنكر أى معرفة له بالماسونية ، وبذلك أوصد الباب ولا سبيل بعد ذلك لأخذ شىء منه ، فطلبت من الأخ خضر حمد أن يزودنى بشىء من العلومات فى الموضوع إن كان يعرف شيئا عنه فحدثنى وأطال الحديث ولكنه لم يضف الى معلوماتى شيئا جديدا غير انه قال لى إننى احب ان اكتب عن الماسونية العالمية واثرها فى المجتمع على الرغم من انها جماعة سرية محصورة فى فئة خاصة من الناي فقلت له انك تفعل خيرا كثيرا اذا كتبت فقال لى اننى طلبت من الأخ صادق عبد الله عبد الماجد ان ازوده بالمعلومات وهو يتولى الكتابة فى الموضوع ولكنه لم يفعل ، فقلت له أتحب ان أتحدث إليه فى هذا الشأن فإن لى به معرفة قديمة فقد كنت عضوا فى جمعية سرية مناهضة للاستعمار كان هو أحد أعضائها فقال لى لا داعى لذلك فقد عزمت أكتب بنفسى ، وقد كتب فيما بعد وجمعت كتاباته فى كتيب صغير على ما أذكر وقد كان بحوزتى وربما أخذه بعضهم ليقرأه ثم يرده وما عاد الكتاب الى اليوم كما حدث لكثير من كتبى

التى تخذت ولم ترجع

 تربطنى بالأخ حسن عوض الله صداقة متينة عبر سنين كثيرة فنحن ابناء حى واحد هو حى البوستة بأمدرمان وقد زاد هذه الصداقة قوة اننى وقفت معه فى كل الأنتخابات التى خاضها عن الحزب الوطنى الأتحادى وهو الذى رشحنى ودفعنى لان اكون عضوا فى اللجنة الستينية .