النضال السلمى …. طريق المعارضة لاسقاط النظام

النضال السلمى يتعدى كونه خروج المظاهرات و الاحتجاجات هاتفة بسقوط النظام ، ليشمل جملة من الافعال تبدا من مغالبة الشعور بالظلم و توفر القناعة بأن هذا قد حدث ، و ان هناك قدر من التضحيات يلزم لرفع هذا الظلم ، وهو يتعدى الشعارات السياسية ذات العلاقة بالتغيير ليغوص فى مضامين العمل المخطط بهدف احداث تغييرات اقتصادية واجتماعية كملامح و اشتراطات يجب توفرها ليصبح التغير ذا مغزى ، وان كان يثورون رفضآ لواقع يعيشونه ، فلا يمكن ان يدوم هذا الواقع بعد التغيير، واى كان من ينادى باسقاط النظام فلا بد له من اعلان برنامج واضح و بقدر معقول يعالج المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية المتراكمة ، و التى اوصلتنا الى مرحلة عناوينها التردى المستمر و الانحدار المتسارع نحو تفكك الدولة وفشلها و انهيارها تحت وطأة التدهور الاقتصادى و التراجع الكبير للانتاج الصناعى و الزراعى و تناقص الدخل القومى وازدياد معدلات الفقر و اتساع رقعة الحرب التى تكاد تغطى ثلثى مساحة البلاد و تنامى الدين الخارجى و الداخلى و الانكفاء و العزلة عن المحيط العربى و الافريقى و العجز عن التواصل و التفاعل معه ، الآن تحدث اشياء لم تكن لتخطر على بال احد ، فى مخالفة واضحة و صريحة و جريمة مكتملة الاركان يقوم العديد من التنفيذين و فى اعلى هرم السلطة و بمخالفة واضحة للدستور و القانون و بعد ان تبددت كل مدخرات البلاد من بين ايديهم ، يقومون برهن الاصول المملوكة للدولة فى الداخل و الخارج بغرض الحصول على اموال لابقاء اوضاعهم كما هى ( و ما فيش حدى جايب خبر ) ، وحتى ان تم للمعارضة سعيها و نالت مرادها و اسقطت النظام ( سلمآ او حربآ ) فستجد ممثلى البنوك و المصارف المحليين و الدوليين يسدون عليها ابواب الوزارات و المؤسسات طلبآ لفك الرهن ، و سيآتى اليوم الذى يباع فيه بالمزاد العلنى ىشارع النيل و شرق الخرطوم و حى المطار ، تزداد الامور تعقيدآ فى طريق الامساك بالسلطة و على الارجح لن يكون اداء المعارضة حافزآ و مقنعآ ما لم يحتوى على خطاب يلامس القضايا التى تهم الناس و تأتى الحريات و الممارسة الديمقراطية كجزء اصيل فيها وهو يمثل الاداة الضرورية لانجاز البرامج التى تكفل المستوى اللائق للكرامة الانسانية و فى مقدمة ذلك حقوق الالفية والحقوق التى تتفق مع المعايير الدولية و التى نص عليها الدستور الانتقالى لسنة 2005 م فى وثيقة الحقوق، هذه المعارضة التى تفتقرحتى الان الى مركز لصناعة القرار و الاليات التى تقوم بادارته و تسويقه و تحليل مخرجاته ، و لا توجد سكرتارية لمتابعة النشاط و الحراك السياسى اليومى و التجاوب معه ، والهيئة التنفيذية رغم وصفها (بالتنفيذية ) الا انها لا تنفذ شيئآ الا بالرجوع لاجتماع الرؤساء وهو امر نادر الحدوث فى وقت تتطلع فيه هذه المعارضة الى اسقاط النظام ، هل يضيف شيئآ لتحالف المعارضة ان قام شبابها او رجالها بأعمال طوعية من شأنها تخيف حدة المعاناة على المواطنين من شاكلة تنظيم حملات للتبرع بالمال فى ربوع البلاد من اجل مرضى الكلى ، او مرضى السرطان من الاطفال او الكبار، الا يحرج الحكومة و يرفع من شأن المعارضة ان قامت بتنظيم اسابيع علاجية و ايام لصحة البيئة ينشط فيها شبابها فى تنظيف الاحياء و الميادين ، اليس من التفكير الابداعى دعم انشطة الشباب و الاندية الرياضية ( حتى ولو فى الليق ) بقيام دورة تنافسية رياضية لكأس الامام الصادق المهدى ،هل يفكر السادة الترابى و الخطيب وجادين بزيارة العجزة و المرضى فى المستشفيات ومواساتهم وانتقاد الحكومة لعجزها و تقصيرها فى مداواتهم ، و هل يقوم السيد ابراهيم الشيخ بزيارة شرق السودان و يفتتح مدرسة للرحل شيدها على نفقته ، وهل يستمر ساطع الحاج ونبيل اديب وكمال عمر و يحى الحسين وعلى قيلوب وعلى السيد وآخرين بالدفاع عن المتهمين حتى لو كانوا من المحسوبين على النظام وهل فى امكانهم فتح مكتب يختص بالدفاع او الادعاء للمظاليم او حتى الذين (يظلمون) اعلاء لشرف المهنة و اخلاقياتها ، و هل من اللائق ان تعبر وفود المعارضة دولة الجنوب وصولآ الى كمبالا دون المرور بجوبا ، فان لم يكن لتحسين علاقات الدولتين لمصلحة الشعبين فى الشمال و الجنوب فليكن من اجل تطوير العلاقات الشعبية و الاهلية و بالذات مناطق التماس ، و ليكن ذلك لأن بعض من حل مشكلات السودان الاخرى فى جنوب كردفان و جنوب النيل الازرق مرتبط بتحسن العلاقات مع جوبا ، و بعد ذلك يأتى دور لجنة العلاقات الخارجية لشرح اوضاع السودان الداخلية و الاستهداف الايرانى الاسرائيلى و محاولة هاتين الدولتين ادارة حربهما على الاراضى السودانية لدول الربيع العربي و بالذات الدول الداعمة له فى الخليج ، اما بالنسبة للشقيقة مصر فأن اللجنة ستطلع الاشقاء على خيبة املنا نحن الشعب السودانى فى الثورة المصرية التى مضى عليها اكثر من عامين و لا تزال حلايب ( مصرية )
ساخن …. بارد
محمد وداعة
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اذا نفذنا هذا البرنامج سنكون ماسكين القرون والجماعة يحلبوا مطمئنين !!!!!!!!
    واظن (احسب) ان هذا المقال اوله ثورة واخرة اجهاض للثورة…..سادن ….سادن….سادن….

  2. يعطيك العافية للاسف احزاب المعارضة غير جادة ولايهمها مصلحة السودان والمواطن وهدفها السلطة معارضة كلام بلا فعل

  3. يا محمد وداعة ده كلام شنو وانته عاوز تصل لشنو؟؟؟ بعدين ناس الإنقاذ لمه إغتصبوه البلد كان عندهم برنامج واضح ..وهو تفتيت السودان …وتشريد واغتصاب وسرقة السودانيين… وأهو برنامجهم حققوه؟وكلامهم كان واضح إحنا قلبناها الراجل يجي يقلعها.. يله يا شاطر أعمل ليك برنامج واضح واقلعها..كلامك ده كلام زول منظراتي ..وزمن التنظير خلاص راح ؟؟ القادم زمن الموت وقطيع الرقاب ..والحشاش يمله شبكتوه؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..