(170 مليون)

:: رغم أن الحديث كان اقتصادياً وضاجاً بالأرقام ذات الصلة بالقطاع الزراعي، إلا أن معلومة ذكرها صلاح حسن المدير العام للبنك الزراعي لبعض صحف الأمس تستدعي الإنتباهة واليقظة، لأنها ليست محض أزمة عابرة، بل تكاد تكون من أهم وأخطر ثلاث قضايا البلاد الإستراتيجية.. قال صلاح بالنص : (( مساحة الأرض المروية – بالري و المطري – في البلاد (170 مليون فدان)، ولإستغلال هذه المساحة نحتاج إلى ثلاث أضعاف حجم التعداد السكاني ))..!!

:: هذه القضية، كما نظام الحكم والتغييرات المناخية، من قضايا البلد الإستراتيجية..ولكنها للأسف لاتجد حظاً في النقاش.. فالتعداد السكاني ومساحة القطر مجرد أرقام يتم ذكرها(عند اللزوم)، وليس بغرض الدراسة ثم المعالجة .. وكان الدكتور يس الحاج عابدين، مدير عام الجهاز المركزي للاحصاء، قد أكد بان ملامح ونتائج التعداد السكانى الخامس (2008) تشير الى ان التعداد السكاني بالبلاد لن يتجاوز ( 38 مليون نسمة) عند موعد التعداد السكاني السادس ( 2018)..!!

:: وعليه، فان حجم السكان المرتقب أقل من حجم سكان سودان ما قبل إنفصال الجنوب (39.154.490 نسمة)..والقضية هي أن هذا الحجم الهزيل لايتناسب مع مساحة البلد.. نعم، حتى ولو بلغ حجم التعداد السكاني المرتقب (40 مليون نسمة)، فأن هذا الحجم – مقارنة مع المساحة – يؤكد أن السودان يعاني من أزمة الفقر السكاني وآثارها الإقتصادية والإجتماعية.. ومنذ عقود، ينبه الخبراء بأن السودان بمساحته الشاسعة بحاجة ماسة إلى أن يرتفع معدل النمو السكاني فيه (أضعافا)، حتى يتيسر لهم إدارة موارده، بما فيها (170 مليون فدان)..!!

:: وهذا التعداد السكاني وعلاقته بالنمو الاقتصادي من القضايا التي لم تشغل أذهان نخبنا الحاكمة منذ الإستقلال..وفي عهد نميري، همس البعض بدراسة أشارت أن بلادنا بحاجة إلى (200 مليون نسمة)، لتكون قادرة على إدارة و إستغلال مواردها الإقتصادية، بما فيها تلك المساحة المروية.. ثم إختفت الدراسة و لم يعد شيئا مذكوراً ولو من باب التنبيه إلى مخاطر ( الفقر السكاني).. فالنمو السكاني من أهم عوامل التنمية، لأن زيادة السكان تعني زيادة المعرفة والعلوم و الإنتاج..!!

:: ولكن، يبقى السلام والإستقرار والإنتاج من أهم الوسائل التي تحقق إرتفاع معدل النمو السكاني .. ومن بعد ذلك، أي بعد الإستقرار، تأتي وسيلة الهجرة التي تتبعها أمريكا و دول غربية أخرى بين الحين والآخر.. فاللوتري واللجوء وغيرها من المنافذ لا يفتحها العالم الأول حبا لعيون شعوب العالم الثالث ( والأخير طبعاً).. لا، فالعالم الأول يفعل ذلك وفقا لدراسات إستراتيجيات تدرس وتبحث ثم تؤدي إلى نتيجة مفادها : ضعف النمو السكاني يؤثر سلبا في مجمل مناحي الحياة.. هكذا يخططون ويجمعون البشر من كل بقاع الأرض بمعايير العرق و الثقافة و الأعمار لنهضة دولهم..!!

:: ولكن عقول الساسة في بلادنا، منذ الاستقلال والى يوم هذا، لاتخطط إلا للحرب والفقر والتهجير والتغريب والمنافي.. ولذلك لن يبارح تعدادنا السكاني تلك الأرقام الهزيلة في مساحة تعادل مساحات ثلاث أو خمس دول ..ومن المخاطر أن بعض دول الجوار العربي والافريقي تكاد تنفجر سكانياً بأرقام تجاوزت المائة مليون نسمة في بلاد (بلا موارد).. وعليه، دع عنكم تنمية واستغلال موارد البلد بما فيها ال ( 170 مليون فدان)، فان التعداد السكاني الحالى والمرتقب لايكفي حتى لحراسة حدود البلد من أطماع بعض دول الجوار.. أوقفوا الحرب وإستقروا سياسياً، وإنتبهوا لمثل هذه المخاطر الكبرى ..!!
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. خلاص يا استاذ الطاهر قالوا في مليون ( سائح) صيني جايين للسودان وما أظنهم راجعين الصين مرة ثانية بس ان شاء الله يكونوا جايين بكلابهم

  2. خلاص يا استاذ الطاهر قالوا في مليون ( سائح) صيني جايين للسودان وما أظنهم راجعين الصين مرة ثانية بس ان شاء الله يكونوا جايين بكلابهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..