
بتاريخ ٣ ابريل الماضي، تقدمنا بسؤال لبنك السودان ولوزير مالية الحكومة الإنتقالية عن حجم الكتلة النقدية؟
لم نسمع اجابة علي هذا السوءال. وفي الحقيقة، لا يستطيع احد الإجابة مهما بلغ من معرفة وإلمام بمعلومات عن اقتصاد السودان. والسبب واضح، لعدم وجود معلومات عن سرعة وكفاءة مطابع تزوير العملة التي يبدو انها تعمل ليل نهار وتضخ المليارت بل الترليونات من الجنيهات السودانية!!
الامر المحزن، ان اغراق السوق بالعملة المزورة ما زال مستمراً، رغم ضبط الشرطة لأكثر من عصابة للتزوير. والأعجب اننا لم نسمع بتقديم اي من هذة العصابات للمحاكمة!!
كما هو معلوم، ان تزوير العملة يعتبر جريمة كبري للتعدي علي سيادة الدولة وتخريب الاقتصاد الوطني، وتصل عقوبتها الي الإعدام في الدول التي تحترم شعبها وسيادتها.
لا ندري، تحت حماية من تعمل هذة العصابات؟
اليوم بلغ سعر صرف الدولار ٢٧٠ جنيهاً! واذا استمرت مطابع التزوير في عملها سيتعدي هذا الرقم الي ١٠٠٠ جنيه وأكثر، بعد ايام قليلة.
سألني احد الاصدقاء عن سر الارتفاع غير المسبوق لسعر للدولار وبعض السلع الاستراتيجية مثل السكر والسلع الاستهلاكية عموماً؟
صمت برهة، وفاجأني:
(خليكم انتو يالاقتصاديين، النقول ليك نحنا)! وكان يتحدث معي تلفونياً.
قال لي بالحرف الواحد ان هنالك مجموعة من ازلام النظام البائد تمتلك ترليونات الجنيهات، قامت ببيع (ولا تزال تبيع) العقارات والأراضي (في مواقع استثمارية) وتقوم في نفس الوقت بشراء اي كمية من النقد الأجنبي والذهب والسلع الاستراتيجية كالسكر والدقيق.
يتم ذلك لتفادي المسائلة من قبل الجهات العدلية ولجنة تفكيك التمكين.
بذلك تم اغراق السوق بكميات (يعلمها الله تعالي وحده) من هذا الجنيه المنكوب، وبذلك أصبح حجم الكتلة النقدية المتضخمة أصلا خارج علم او تحكم البنك المركزي وكما يقول المثل (عايرة وادوها سوط).
وبالمعطيات المذكورة آنفا، هل يستطيع اي كائن من كان ان يتنبأ (ولو بتقديرات ذات مدي واسع للخطا) بالنسب المستقبلية للتضخم، او بسعر الصرف في ظل الحجم غير المعلوم والمتزايد للكتلة النقدية؟
وهل يستطيع البنك المركزي اعتماد اي سياسات نقدية ذات جدوي؟ وهل تستطيع وزارة المالية طرح اي سياسات مالية تفضي الي استقرار اقتصادي او اصلاح هيكلي؟ الإجابة بالفم المليان، لا وألف لا وان حرصتم!
اذا أراد (تحتاج إرادة سياسية) المسوءلون، وضع حد للانفلات المفرط لعرض النقود، عليهم بتغير العملة أولاً. وان تسبق ذلك إجراءات احترازية، (كايقاف إصدار شهادات البحث بغرض البيع للعقارات والمنقولات …الخ). ، لتفادي اي محاولات لمقاومة النتيجة المرجوه من تغيير العملة. ويجب اتخاذ تدابير اخري للعودة الي الحجم الطبيعي لعرض النقود.
إذا وافقت الحكومة الموءقتة علي مقترح تغيير العملة، يجب تفادي طباعة الفئات الكبيرة لسد الطريق امام المزورين، نسبة لعدم جدوي تزوير الفئات الصغيرة (حسب تجربة نيجريا مثلاً).
أقول قولي هذا وأملي ضئيل جداً مع الأسف، في ان يقتنع القائمون علي شان اقتصادنا، بقبول اقتراح تغيير العملة. أقول للأسف، لان هناك الكثيرين اللذين سبق ان قدموا نفس الاقتراح، ولم يحرك ذلك “رمش” المسؤلين. يبدو ان هنالك جهة تعيق اتخاذ هذا القرار!!!!!
وناسف مرة ثانية لان القائمين علي امر اقتصادنا لا يفكرون في شيء اخر بخلاف “رفع الدعم” وتحرير سعر الصرف!! يصرون علي سياسات نقدية ومالية وهم لا يملكون اي معلومات عن حجم الكتلة النقدية.! لا ندري اي مدرسة اقتصادية هذة؟؟
اللهم الهم القائمين علي امر اقتصادنا الصبر علي سماع آراء الاخرين وأصوات المواطنين المكتوين بنار التضخم المحرقة.
غيروا العملة يرحمكم الله، وإلا فانتظروا الطوفان، حيث لا يجدي الندم.
لا ننسي الترحم علي عملتنا الوطنية التي توفيت بعد معاناة من ورم التزوير الكيزاني اللعين.
د. الحسن النذير
نعم هذا هو الحل رغم صعوبة تنفيذه ..ما يحدث الآن جريمة ينفذها الكيزان و ازلامهم من الفلول و المنتفعين من النظام البائد..مسؤولية الحكومة بلا شك كبيرة و معقدة و تعمل منفردة وسط مطبات كبيرة و صعبة ..علي الشعب أن يكون واعي لما يدور من مؤمرات تسعي للعودة بالنظام البائد للحكم عن طريق بوابة الجيش و الأجهزة الأمنية التي لم تتطهر حتي الآن من عتاولة الكيزان و الفلول
اليوم ردت عليك وزيرة المالية المكلفة بأن تغيير العملة مثل وضع المساحيق لا يحدث تغييرا حقيقياً ولم تشرح!!
رددنا عليها بأن تكف عن التريقة فالبدوي كان يستخف بنصائحنا بضرورة إصلاح هيكلة مؤسسات الدولة الاقتصادية للسيطرة عليها من قبل المالية بل أن العسكر طلبوا من المالية استلام شركات المنظومة الأمنية والدفاعية وتجاهلت المالية ذلك وفي الآخر عرف البدوي خطأه وقدم استقالته وذهب مورطا المالية في إيجاد موارد للزيادات الكبيرة في المرتبات التي أحدثها وإنت كمان يا دكتورة هبة سوف تأتين في الآخر لهذا الحل بعد فوات الأوان وضياع جدواه بعد أن يكون الفلول قد تمكنوا من شراء الدولار والذهب والأراضي وكافة الأشياء ذات القيمة الحقيقية الذاتية بهذه الأوراق المزيفة التي يطبعونها ويومئذ هم الذين سيتحكمون في بيع الدولار لكم وحينها سيكون تغيير العملة فعلاً كوضع المساحيق حتى وإن أصبحت كل الكتلة النقدية المحلية الزائفة عند الفلول بلا فائدة في أيديهم!
لقد سبق وان سؤل وزير المالية ومدير بنك السودان عن حجم الكتلة النقدية ولم يجيبوا
والان هل تستطيع الوزيرة المكلفة الاجابة.
كتلة نقدية خارج السيطرة تعني حروج التضحم وسعر الصرف عن السيطرة.
ما هو الحل غير تغيير العملة للقضاء علي الكميات المزورة. والتحكم في عرض النقود.
تم تقديم مقترحات لتفادي تكرار التزوير بتفادي اصدار الفئات الكبيرة للعملة.
هذة جراحة قلب وليست عمتية تجميل يا معالي وزيرة المالية
ونحن اضا وبالفعل لا ندري ما السبب في عدم استجابة الحكومة لاقتراح الغالبية العظمى من الشعب السوداني بأن يتم تغيير العملة ..وكان هذا يجب ان يكون وبالفعل قد تم في الاشهر الاولى من تكوين الحكومة الانتقالية وهم يعلمون تماما ان العملة الوطنية الكثير منها والكثير جدا لايوجد في البنوك ( موجود بالجوالات ومخزن في سراديب العمارات والفلل في الاحياء الراقية) فلو ان الحكومة انتبهت وسعت الى تغيير العملة دون علم احد وتعطي الجميع فترة شهر واحد لتغيير عملته مثلا ) وتصدر قرارا فوريا و ثوريا بايقاف كل تعاملات العقارات والسيارات والمزارع مثلا ( لا شراء لا بيع) الى اجل يحدد فيما بعد …
لو كان هذا قد حدث لامتلأت البنوك عن بكرة ابيها بالعملات المخزنة بالمستودعات ولجاءت للبنوك محملة بالشاحنات .. وبهذا يضمنوا ان كل العملات الموجودة بالبلاد قد دخلت في البنوك وفي النظام المصرفي ثم يعلنوا للجميع انهم قد تراجعوا عن تغيير العملة ويعملوا على ابقاء مايريدونه من الفئات ( الصغيرة والكبيرة) ويستبعدوا الآخر …
مجرد رؤية وبالله التوفيق …..