توأمة النظافة.. دعوة للتندر

بعض الأخبار تشعر حين تطالعها بأنها معدة بمهارة إبداعية لتنشيط خيال التندر والسخرية.. أو هي مثل تمريرات صانع الأهداف في الدوري الإسباني لويس سواريز، لتقوم الأقلام بوضع اللمسة الأخيرة عليها ووضعها في المرمى بأقل جهد ..
هذا هو أفضل الأوصاف للأخبار التي تتحدث هذه الأيام عن مصفوفة التوأمة بين الخرطوم وإنجمينا في مجال البيئة وتبادل الخبرات والدعم الفني في مجال الإدارة المتكاملة للنفايات ..
وعزم السيد رئيس المجلس الأعلى للبيئة بولاية الخرطوم اللواء عمر نمر وتوجيهه لهيئة نظافة ولاية الخرطوم بإرسال خبراء نظافة من الخرطوم لإجراء المسوحات الأولية لتقييم الوضع الراهن لنظم الإدارة المتكاملة للنفايات بالعاصمة التشادية (إنجمينا)، بهدف وضع الإطار الاستراتيجي للنظافة بها، وتدريب الكوادر العاملة في مجال النظافة وتنظيم زيارات لهم للخرطوم، للوقوف على نظم العمل والبنية التحتية للإدارة المتكاملة للنفايات بأنواعها المختلفة .
أليس هذا الخبر بأبرع وأروع من تمريرات سواريز وميسي؟ أليس هو خبراً محرضاً على التندر والسخرية تماماً..!!
عن أي نظافة تتحدثون؟ وعن أي خبراء نظافة وأين هم؟ وماذا يفعلون في الخرطوم حتى يقدموا كتابهم وتجربتهم لإنجمينا..؟
وما هي الفائدة من توأمة بين عاصمتين إحداهما تعيسة والأخرى خائبة الرجاء في موضوع النظافة وصحة البيئة تحديداً..؟!
ثم كيف تعتزمون بهذه العين القوية على تصدير تجربة إن لم نصفها بأنها تجربة تعيسة، فهي على الأقل ليست تجربة مبهرة ولها نتائج حركت تصنيفنا إلى الأمام للخروج من قائمة أسوأ مدن العالم بيئياً..
تجربة النظافة في ولاية الخرطوم ماذا حققت على أرض الواقع.. هي تجربة عقيمة وغير مواكبة للنظم العالمية المتطورة في موضوع نظافة المدن..
لا تزال الخرطوم تعيش وضعاً بيئياً سيئاً جداً.. هذه هي الحقيقة، فكيف تتخيل هيئة النظافة أو يتخيل مجلس البيئة أنه أنجز وأبدع وكفى واكتفى، وبلغ مبلغ الفخر بتجربته وتصديرها لعاصمة أفريقية مجاورة.. نعم هي عاصمة رديئة بيئياً ولها سمعتها، لكنا لسنا أفضل منهم لدرجة تصدير تجربتنا لهم .
بل ومن سخريات القدر أن إنجمينا هذه كانت قد جاءت في تصنيف متقدم على الخرطوم بيئياً في تقرير شركة ميرسر عام 2012، وهي واحدة من أكبر شركات استشارات الموارد البشرية في العالم .
لو أردتم أن تعقدوا توأمات أو شراكات تعاون، فاعقدوها مع مدن عربية في مستوى دبي وأبوظبي مثلاً، أو مدن عالمية في مستوى زيورخ وفيينا وجنيف.. حتى تكون شراكات مثمرة ومفيدة ..
أما شراكتكم أو توأمتكم مع إنجمينا فهي تمريرة بارعة لأندر نوادر 2017.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

اليوم التالي