حملة إعادة ترشيح البشير.. توقيت خاطئ

قد تضعك تقديراتك الخاطئة حين لا تحسن اختيار التوقيت السليم والمناسب للإعلان عن الموقف تضعك في دائرة من يعمل ضد نفسه ويضر بالموقف الذي يتبناه وليس العكس.
والآن سوء اختيار التوقيت المناسب للحديث الكثيف حول إعادة ترشيح الرئيس البشير لدورة رئاسية جديدة ومحاولات حسم خيار مرشح الحزب في 2020 ولو على مستوى الرأي العام في هذه الظروف قد يضر بهذا الموقف بشكل كلي أكثر مما يخدمه.
فالقضية الأولى والتي تفرض نفسها بلا منازع الآن في الساحة السياسية والشعبية هي تحديات الواقع الاقتصادي وحالة الغلاء التي تواجهها البلاد ولا شيء غيرها إطلاقاً.. وبالتالي فإن على الحزب الحاكم والأحزاب المشاركة معه الاهتمام فقط بتقديم الحلول العملية الملموسة لأنقاذ الاقتصاد.
بعد تجاوز بلادنا لهذه المرحلة بسلام سيكون طرح مثل هذا الخيار ممكناً والتفاعل معه أكبر خاصة لو نجحت جهود وحلول الحكومة وتم تجاوز هذه الظروف الحالية بسلام.
ولو لم تكن هناك حملة قائمة في هذه الظروف لدعم مقترح إعادة ترشيح الرئيس البشير لما دخل ملف إعادة ترشيح البشير من الأساس إلى (طاحونة ومخبز) الشائعات بوجود خلافات وصراع داخل الحزب حول هذا الملف في توقيت سياسي لم يكن الحزب الحاكم محتاجاً فيه لأن يبدو أمام الشارع منصرفاً عن قضية المواطن الأساسية.
ولم يكن الحزب محتاجاً لفتح مجال للخيال العام حول أولويات اهتمام القيادة واهتمام السيد رئيس الجمهورية في هذه الظروف.. هل هي حلحلة التعقيدات والأزمة الاقتصادية أم تكتيكات البقاء..!
وفي ظل بحث الرأي العام عن جهود واهتمامات حزب المؤتمر الوطني بقضية معاش الناس اضطر الحزب أمس لإبراز نفيه لشائعات تتحدث عن وجود خلافات داخلية بسبب طرح قضية ترشيح رئيس الحزب المشير عمر البشير لدورة رئاسية جديدة في انتخابات 2020 فجاء النفي على لسان أمين الدائرة السياسية بكتلة حزب المؤتمر الوطني بالبرلمان حسب الله صالح.
وحسب الله نفسه وجد نفسه يخوض مغالطة مع أصحاب الحملة الداعمة لترشيح البشير في متن تصريحه وهو يشير إلى التوقيت حيث يقول (حزب المؤتمر الوطني ينظر للدعوات التي أطلقتها بعض الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني لإعادة ترشيح الرئيس البشير لدورة رئاسية جديدة بعين القبول والرضا)، ويعود في نفس الوقت منوهاً إلى أن الحديث عن رفض تعديل الدستور لإعادة ترشيح الرئيس حديث سابق لأوانه ويقول (عندما يحين ذلك الوقت لكل حدث حديث).
مثل هذه العبارة الذهبية الموضوعية الدقيقة هي التي يجب أن يضعها أصحاب المقترح أنفسهم على ظهر مظروف يحوي أوراق هذا الملف بالكامل.. لو كانوا يقصدون خدمة موقفهم ودعم الرئيس البشير وليس العكس (الوقت غير مناسب للحديث عن هذا الأمر)..
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
اليوم التالى