ابن المسؤول البلطجي

جاء في خبر نشرته “آخر لحظة” أن شرطة الدرجة الثالثة بالخرطوم ألقت القبض على نجل أحد المسؤولين متهمًا بخطف ونهب حقائب “4” فتيات ، وتم القبض على المتهم بعد مطاردة عنيفة بالشارع العام. وكان المتهم يقود عربة مظللة يستخدمها في عملية النهب والخطف. ودونت في مواجهته “4” بلاغات بمخالفة المادة “175” من القانون الجنائي. وأقر المتهم بالتهم المنسوبة إليه، وقد برر نجل المسؤول جريمته بأنه يعاني من حالة نفسية…لستُ أدري هل توقف علاج أبناء المسؤولين بالخارج؟

بالأمس كتبتُ عن أفظع الجرائم التي تُرتكب بـواسطة “عربات” المسؤولين مثل الترويج للمخدرات ، وتهريب الذهب ، والترويج للخمور البلدية، هذا فضلاً عن ممارسة “البلطجة” بواسطة بعض أبناء المسؤولين والاعتداء على الخصوم من الصحافيين والإعلاميين و غيرهم ، والآن يضاف إلى قائمة “البلطجة” هذه خطف ونهب حقائب الفتيات، علاوة عن الاستخدام السييء للسيارات الحكومية والدستورية والمخالفات التي يرتكبونها إضافةً إلى “التفحيط”…بالأمس كتبت عن هذه الجرائم وفصلتها تفصيلاً ولا أريد أن أكرر…لكن هناك ملاحظتان مهمتان في الخبر، الأولى أن المتهم نجل المسؤول حينما تم القبض عليه قال “إنو مجنون وعندو نفسيات” وهذا التبرير يحملنا إلى الظن بأن هذا الشاب درج على ممارسة هذه الجريمة وفي كل مرة كان مخرجه من الفضيحة هو “ادعاء” الأسرة أو “الوسطاء” بأن هذا الشاب يعاني من أمراض نفسية وإلا لماذا فعل ذلك فهو ابن المسؤول الكبير و”عربيتو” مظللة وعلاجو بالخارج يعني ما محتاج لهواتف وأكسسوارات الفتيات، ويبدو أن صاحبنا في هذه المرة، والله أعلم، لم يجد أمامه من يدعي له الجنون فادعاها وحده لِمَا وجده فيها من مخارجة في المرات السابقة، ألا يحقُّ لنا أن نتصورهذا السيناريو فهو أقرب للتصديق…

الملاحظة الثانية تبدو في أن كثيراً من أبناء المسؤولين المنحرفين يستغلون نفوذ ذويهم وهم يرتكبون هذه الجرائم وعربات الحكومة هي أداة الجريمة ، فأرى أن الحل لكبح جماح هذا التساهل والتهاون هو معاقبة المسؤول قبل ولده على طريقة أمير المؤمنين الفاروق عمر لوالي مصرعمرو بن العاص ، حينما تسابق ابنُ الوالي مع غلام من الأقباط ،فسبقه الأخير فضربه ابن الوالي اعتمادًا على سلطان أبيه، فسافر والد الغلام بصحبة ابنه إلى المدينة المنورة، فلما أتى أمير المؤمنين عمر رضى الله عنه، وبَيَّن له ما وقع، فكتب أمير المؤمنين إلى عمرو بن العاص أن يحضر إلى المدينة المنورة بصحبة ابنه، فلما حضرا، ناول عمر الغلام القبطى سوطًا وأمره أن يقتص لنفسه من ابن الوالي، فضربه حتى رأى أنه قد استوفى حقه وشفى ما فى نفسه، ثم قال له أمير المؤمنين: اضرب ابن العاص أيضاً؛ فما ضربك ابنه إلا لسطان أبيه، ثم التفت إلى عمرو بن العاص قائلاً: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟.. اللهم هذا قسمي فيما أملك..

نبضة أخيرة:

ضع نفسك في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

الصيحة

تعليق واحد

  1. طيب لو ابن المسؤول دا يعاني من مرض نفسي فالسؤال المنطقي هو : كيف يسمح له ولي أمره وسلطات المرور بقيادة سيارة في الشارع العام؟؟؟؟
    كلام لا يدخل العقل أبداً أبداً أبداً…..

  2. طيب لو ابن المسؤول دا يعاني من مرض نفسي فالسؤال المنطقي هو : كيف يسمح له ولي أمره وسلطات المرور بقيادة سيارة في الشارع العام؟؟؟؟
    كلام لا يدخل العقل أبداً أبداً أبداً…..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..