مقالات سياسية

في مسُتشفى الشعب..!!

يوم الجمعة الماضي قادتني زيارة مريض إلى مستشفى الشعب بالخرطوم المُتخصِّص في القلب وأمراض الصدر.. في الطابق الأرضي عشرات المرضى في وضع يجعل (القلب!) يتفطّر حُزناً.. بعضهم على النَّقّالات وآخرون يفترشون البلاط، وآخرون لا يجدون حتى البلاط المُناسب ليرقدوا عليه.. صعدت الطوابق الأعلى حيث الغرف والعناية المُكثّفة الوضع كان أفضل.. وعُمّال النظافة المُنتشرين ? الذين كانوا يُنظِّفون رغم أنّ المكان يبدو نظيفاً ? يدلل على مُستوى الاهتمام.

حساسية هذا المُستشفى لأنّ (القلب) هو الماكينة الحيوية لجسم الإنسان والتأخير في العناية أو التعامل مع المريض تعني الكثير.. فيصبح السؤال.. كيف يستوعب هذا المُستشفى المحدود السعة، كل هؤلاء المرضى؟

رغم أنّني لاحظت حركة واضحة تدل على أنّ إدارة المُستشفى وطاقهما يَعملون جُهدهم، لكن واقع الحال يُؤكِّد أنّ تدفق أعداد المرضى يهزم أيِّ مجهود أو حتى النوايا الصادقة في تقديم خدمة في المُستوى المطلوب.

لا أريد من هذا المدخل أن أحصر النظر في مُستشفى الشعب، بل إعادة النظر في أولويات الإنفاق العام للدولة.. ففي تقديري أنّ بندين حيويين لا سبيل لتركهما لمن استطاع إليهما سبيلا.. التعليم والصحة.

أيِّ خطة حكومية أو منهج تفكير يقوم على مبدأ أن يتوفّر للمواطن التمويل الذاتي المُناسب لتلقي الخدمة المُناسبة في التعليم والصحة أمرٌ يجب أن ينتهي وفوراً.. التعليم من المهد إلى اللحد مسؤولية الدولة كاملاً.. وكذلك الصحة.. من الرعاية الأولوية حتى أدق التخصُّصات.. بل ويمتد مفهوم الصحة إلى البيئة لأنّها الأساس الذي تنطلق منه مطلوبات وشروط الصحة العامة لكل الناس.

الحجة التقليدية دائماً أنّ الحكومة لن تستطيع تمويل التعليم والصحة.. ومسؤولية المُواطن أن يتعهّد نفسه بالطرق المُناسبة في هذين البندين.. لكن هذا محض افتراء وضيق نظر.. الإنفاق على (الإنسان) هو استثمارٌ مضمون الأرباح ومُجرّبٌ.. كثير من الدول التي لا تملك مثل مواردنا الطبيعية استطاعت أن تستثمر في إنسانها فأصبح هو نفسه المورد الأول.. رغم شُح ذات الطبيعة.

الأوضاع الصحية في البلاد الآن غير مُرضية على الإطلاق لا يُنافسها في السُّوء إلاّ التعليم.. والسبب هو المفاهيم البالية التي يقوم عليها النظر إليهما.. الجولة تعتبرهما (خدمة) وهُما في الحقيقة يندرجان تحت عنوان (الحُقُوق)? حَق المواطن في التعليم وفي الصحة.

التيار

تعليق واحد

  1. حكومة السماسرة خطتها ان ترفع يدها تماما عن الصحة و التعليم … اولا بتوفير ما يصرف عليهما ليتحول الى جيوب جماعة الحزب الحاكم و ثانيا ليقوم سماسرة الحكم بالاستثمار في المجالين ، فكلاهما مجال مضمون للاستثمار فلا غنى للناس عن التعليم و الصحة … حقوق المواطن و صحة المواطن هذه اشياء لا يابه لها الحزب الحاكم و لا تعنيه بشئ

  2. حكومة السماسرة خطتها ان ترفع يدها تماما عن الصحة و التعليم … اولا بتوفير ما يصرف عليهما ليتحول الى جيوب جماعة الحزب الحاكم و ثانيا ليقوم سماسرة الحكم بالاستثمار في المجالين ، فكلاهما مجال مضمون للاستثمار فلا غنى للناس عن التعليم و الصحة … حقوق المواطن و صحة المواطن هذه اشياء لا يابه لها الحزب الحاكم و لا تعنيه بشئ

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..