مقالات سياسية

مظلمة الطلاب

الرأى اليوم
مظلمة الطلاب

🔹قضية طلاب جامعة بخت الرضا التى طفت على السطح التعليمى والسياسي أخيراً تمثل محصلة تفاعل لأحداث عديده إجتاحت مؤسسات التعليم العالى عامة بطول البلاد وعرضها منذ عام ١٩٨٩ مجيئ الإنقاذ للسلطة

🔹حيث إستهلت مسيرة قتل الطلاب منذ الشهيدة التاية أبوعاقلة إستباحت أجهزة أمن النظام حرم الجامعات مسنوده بجهاز الأمن الطلابي وكتائب الطلاب الجهادية فى ظل تغطية من العنف اللفظي الرسمى الذى تقوده قيادات النظام السياسية فى كل أجهزة الإعلام
كان هدف النظام وما زال هو تفكيك تنظيمات الطلاب السياسية المعارضة له
تحت حجج متعددة منها الإنتماء للمجموعات المتمردة أو أحزاب العمالة والإرتزاق

🔹أذكر فى بداية الإنقاذ تم تعميم صورة لشخصى مع دكتور جون قرنق فى منطقة الأماتونج تسيل منها الدماء ومعها سيل من الشتائم والتحريض فى ظل هذا الخطاب كان من الطبيعى إذا إلتقانى أى من المتحمسين بلاخطة والمندفعين بلا وعى أن يعتبرنى مشروع لدخول الجنة فى ظل الهوس الدينى والخطاب الجانح

🔹بعد كل هذا الواقع يقف من يسأل من أين جاء العنف وسط الطلاب؟؟!!!

🔹الحركة الطلابية ليست جزيرة معزولة عن الواقع السياسي العام فى البلاد ما كانت ولن تكون
فهى جزء من مناخ بيوت الأشباح وثقافة قشو ورشو ما تجيبوا حي
وقوانين الطبيعة تقول لكل فعل رد فعل مساوى له فى المقدار ومضاد فى الإتجاه

🔹أبطلوا الفعل بإستهداف تنظيمات الطلاب المعارضة للنظام ينتهى رد الفعل الذى يقوم على الحماية والتأمين

🔹لكن الواضح أن النظام لا زال يسير فى الإتجاه المعاكس لتقنين العنف من خلال الحرس الجامعى والإدارات الأمنية التى تشكل عناصر إسناد للكتائب الجهادية وسط الطلاب
فقد تفتقت العقلية الأمنية عن وسيلة جديدة لقهر وتفكيك التنظيمات الطلابية المعارضة من خلال تلفيق تهم القتل لقيادات الطلاب المعارضين
فى محاولة مفضوحة لسيادة قانون الغاب تجريم الضحية والإنتصار للظالم

🔹فمن حيث العدد راح ضحية للعنف المئات من الطلاب المعارضين تنتهى كلهم قضاياهم بالتدوين ضد مجهول من الأربعة طلاب بجامعة الجزيرة وثلاثة بجامعة زالنجى ومحمد عبدالله أبكر بجامعة الخرطوم ومحمد موسي بكلية التربية الخرطوم والطيب صالح شرق النيل وغيرهم العشرات

🔹بينما تتعجل الحكومة القبض على المتهمين المعارضين لها أمثال الطالب بقارى وعاصم عمر والآن إعتقال تسعة طلاب معارضين بتهمتى قتل
هذه العدالة العرجاء ذات العين الواحده التى لا ترى غير جرائم المعارضين
ستقود لمزيد من العنف والغبن الذى لا تحمد عقباه فى ظل قضاء أصبح مشكوك فى نزاهته وحيدته عن السلطة

🔹لقد تحدث الطلاب المستقيلين من بخت الرضا عن قضايا مطلبية منها إعادة زملائهم المفصولين والمعتقلين وذوى الغرامات أى والله الغرامات
وهذه قضايا طبيعية كان يمكن أن تحسم فى حرم الجامعة مع إدارتها
ولكن الطلاب أضافوا قضية عامة وخطيرة هى شعورهم بالعنصرية والإضطهاد من قبل الإدارة ولذلك قرروا ترك مقاعد الدراسة والتوجه لذويهم

🔹من هنا بدأ الفصل الأخطر فى القضية حيث خرج الطلاب من الجامعة للشارع و إعترضتهم الأجهزة الأمنية ومنعت وسائل النقل من ترحيلهم فقرر الطلاب السير على الأقدام فتصدت لهم أجهزة الدولة ومنعتهم من دخول عاصمة البلاد من هنا بدأ التغير النوعى فى القضية لتصبح الطلاب فى مواجهة مواقف عنصرية من أجهزة الدولة فى
مخالفة للدستور والقانون

🔹لقد أصدرت منظمة العفو الدولية بلاغ عالمى عاجل تطالب بحماية الطلاب من تعسف السلطة وعنصريتها
وذكر بيان المنظمة أن الحكومة قتلت أكثر من ثلاثين طالب من أبناء دارفور بالجامعات والمعاهد العليا دون الكشف عن القاتل وتدوين الجرائم ضد مجهولين بينما الإتهام يطال الضحايا

🔹على الشعب السودانى عامة إستغلال هذه اللحظة التاريخية والتصدى بحزم وعزم لقضية العنصرية والحريات العامة فى البلاد والتدخل الحاسم لإنهاء الحروب الأهلية وتحقيق السلام
فوحدة البلاد أرضاً وشعب ظل هذا النظام أصبحت فى خطر

🔹الطلاب من أبناء دارفور لن يعيشوا حياة طبيعية ونصف سكان دارفور فى معسكرات النزوح واللجؤ بدول الجوار على القوى الوطنية تصعيدالنضال من أجل السلام الشامل والتحول الديمقراطى الكامل ووضع حد لسياسات النظام الخرقاء
التى تهدد النسيج الإجتماعى للبلاد

🔹إلى أين يريد النظام أن يدفع ١٢٠٠طالب من دارفور ؟؟؟
إلى الحرب الأهلية المستعرة فى الإقليم أم إلى كراهية الوطن الواحد وإنتظار لحظة الإنتقام كما فعل الإخوة فى الجنوب
لقد قلت هذا النظام مجنون وكلنا نعلم جنون القهر والتسلط فقد قال التاريخ أن روما تحترق ونيرون جالس يحتسي النبيذ ويلهو فى حفل باذخ التاريخ يعيد نفسه فى شكل مأساة

🔹ختاماً شكراً الشيخ الياقوت كما قال العارفون من الأولياء
القوم لا يشقى جلسيهم

صلاح جلال

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..