في الذكري الواحد واربعين علي أغبي محاولة انقلاب في تاريخ السودان

في الذكري الواحد واربعين علي أغبي محاولة انقلاب في تاريخ السودان

١-
***- مقولة معروفة عند الجميع:
(الضابط السوداني “ايآ كانت رتبته” ويستيقظ مبكرآ، يستطيع بكل بسهولة القيام بانقلاب عسكري)!!

٢-
***-و تجئ غدآ الاثنين ٥ سبتمبر الحالي ٢٠١٦، الذكري الواحد واربعين علي محاولة الانقلاب الاسلامية الفاشلة، التي قام بها المقدم حسن حسين عثمان، وهي محاولة الانقلاب التي تعتبر بكل المقاييس العسكرية واحدة من أغرب واعجب المحاولات التي وقعت في هذا البلد المنكوب بالانقلابات وحركات التمرد العسكرية الكثيرة التي شهدتها البلاد خلال ال٦١ عامآ الماضية ، والتي كانت اولها تمرد (حامية توريت) في يوم ١٨ أغسطس عام ١٩٥٥، وحتي الاخيرة محاولة انقلاب الفريق اول صلاح عبدالله قوش في يوم الاربعاء ٢١ نوفمبر ٢٠١٢!!

٣-
***- حتي اليوم ورغم مرور ٤١ عام علي وقوع المحاولة الانقلابية، مازال الكثيرون من اهل السودان غير مصدقين ان تكون الانقلابات سهلة ويسيرة بهذا الشكل، وامكانية حدوثها بهذا بهذه البساطة كما في حالة محاولة انقلاب حسن حسين!!، وان يكون الوضع داخل القوات المسلحة بهذه السبهللة والفوضي وعدم وجود الانضمام والربط والحزم!!

٤-
نعود للسرد عن أحداث هذه المحاولة،
التي اشبه بقصص الف ليلة وليلة
**********************
(أ)-
في يوم الجمعة ٥ سبتمبر عام ١٩٧٥، توجه المقدم حسن حسين عثمان وهو علي ظهر دبابة ومعه جندي واحد فقط بخلاف سائق الدبابة الي امدرمان قاصدآ مبني الاذاعة ليلقي بيان انقلابه العسكري رقم واحد!!
(ب)-
***- الغريب في الامر، ان الدبابة خرجت من القاعدة العسكرية دون اذن، و دون ان يعترضها احد امام البوابة العسكرية!!
(ج)-
***- سارت الدبابة في شوارع الخرطوم حتي شارع النيل، وعبرت كوبري امدرمان بكل امن وامان، ولم يعترضها احد، ولا قام بوليس الكوبري باخطار الجهات المسؤولة!!
(د)-
***- دخل المقدم حسن مبني الاذاعة بدبابته العتيقة، ونزل منها وطلب مقابلة المسؤول الاول عن الاذاعة، قابله المذيع كمال محمد الطيب الذي كان رئيس “وردية” الصباح.
(هـ)-
***- ما كان من حل اخر امام المذيع كمال الا ان ينفذ كل طلبات المقدم حسن، بعد ان وجهت الدبابة فوهة مدفعها تجاه المبني الرئيسي للاذاعة، حيث هناك بقية العاملين والمهندسين.
(و)-
***- صحا المواطنون علي موسيقي المارشات العسكرية، بعدها وجه المقدم حسن حسين البيان العسكري واعلن فيه استيلاء القوات المسلحة علي زمام الحكم في البلاد.
(ز)-
***- كان أكثر ما استرعي انتباه المواطنين واستغرابهم الشديد ، ما ورد في البيان العسكري وحل جهاز( توتو كورة )!!، وهو نظام مراهنات علي مباريات كرة القدم، وكان تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة وقتها.
(ح)-
***- ظهر لاحقآ فيما بعد، ان البيان العسكري الذي أذاعه المقدم حسن حسين، لم يكن هو البيان الاصل المعد في الخطة، فقد نساه المقدم في منزله وعندما وصل الي الاذاعة بامدرمان اكتشف الامر، فأعد علي عجل بيان اخر وهو ماسمعة الناس!!
(ط)-
***- قيل وقتها – حسب رواية شهود عيان-، ان البيان الرئيسي المنسي في منزل المقدم حسن حسين، قد إشتمل علي قرارين مهمين، أحدهما خاص بالتشكيل الوزاري الجديد برئاسة الدكتور حسن الترابي، والدكتور عون الشريف، والاب فليب غبوش، ودفع الله الحاج يوسف كوزير للخارجية…. أما القرار الثاني، فقد شمل تغيير اسم “جمهورية السودان الديقراطية” إلي (جمهورية السودان الاسلامية الديقراطية الشعبية)، وجاء البيان العسكري ايضآ حل الاتحاد الاشتراكي، وإغلاق البارات والملاهي.
(ي)-
***-خرج المقدم حسن من مبني الأذاعة بعد قرأة البيان العسكري، تاركآ خلفه الدبابة الوحيدة وسائقها والجندي ليحرسا الاذاعة!!
(ك)-
***- في هذه الاثناء وبعد خروج المقدم حسن، جاء الضابط عبد الرحمن شامبي ومعه حماد الإحمير (وهما من رفقاء حسن حسين في الانقلاب)، وأخذا الدبابة الوحيدة من قلب فناء الاذاعة وذهبا بها إلى سجن كوبر لإطلاق سراح المعتقلين والمحكومين السياسيين، وتمكنا بالفعل من إطلاق سراح بعضهم!!
(ل)-
***- الشي الغريب في الامر، ان الدبابة قطعت المسافة من امدرمان وعبرت شارع النيل حتي الخرطوم بحري دون ان تجد اي مقاومة رغم ان ضباط القيادة العامة كانوا علي علم بوقوع محاولة الانقلاب بدبابة واحدة وضابط وجنديين!!
(م)-
***- في وقت لاحق صدر بصورة عاجلة للغاية قرار من حسن حسين باطلاق الحريات العامة، واكد على حرية الصحافة، واستقلال القضاء، وحرمة الجامعات.
(ن)-
***- لم تكن المحاولة الانقلابية بحاجة الي جهد خارق لتطوقها وإخمادها بسهولة ، فقد تم احباطها بعد ساعات قليلة من إذاعة البيان العسكري رقم واحد.
(س)-
***- تم ايضآ بكل سهولة اعتقال الضباط والجنود الذين قاموا بهذه المحاولة الانقلابية، وقدموا للمحاكمة العاجلة، تمت المحاكمات في مدينة عطبرة وصدرت الاحكام السريعة (كالعادة) باعدامهم، وأخذو إلى ساحة الموت في منطقة خلوية اسمها (وادي الحمار)، الجميع تلقوا الموت بشجاعة وبسالة، بل ان الملازم أول عبد الرحمن شامبي استطاع أن ينتزع بندقية أحد الجنود بالقوة في محاولة منه وقتل جلاديه، لكن البندقية كانت خالية من الذخيرة!!
(ع)-
***- الذين تم إعدامهم هم: بالإضافة لحسن حسين:
***- الرائد حامد فتح الله،
***- النقيب محمد محمود التوم،
***- الملازم أول عبد الرحمن شامبي نواي،
***- الملازم أول حماد الإحيمر،
***- الملازم أول طيار القاسم محمد هارون،
***- عباس برشم، وكان من طلاب جامعة الخرطوم ومحركاً لأحداث شعبان، بالإضافة إلى ستة عشر آخرين من الرتب الأخرى. عبد الرحمن إدريس كان شريكاً أصيلاً مع حسن حسين في الإعداد والتخطيط، لكنه عندما أحس بفشل الانقلاب آثر الهرب، ظلت وسائل الإعلام تردد وتدعو الناس لاعتقاله، (القاضي الهارب) أو هكذا أسموه لم يعد ثانية إلى أرض الوطن إلاّ مع المصالحة الوطنية حيث عينه النميري أميناً مناوباً للاتحاد الاشتراكي.

٥-
اسباب هذا الفشل فإنه يمكن تحديده فيما يلي:
****************************
(أ)-
باستثناء المقدم حسن حسين، والحكمدار الطيب أحمد حسين فإن كل العناصر العسكرية التي شاركت في التنفيذ كانوا من صغار الضباط وصف الضباط الذين لا قبل لهم بالمهمة الجسيمة التي تحركوا من أجلها،
(ب)-
***- فشل بعض المكلفين في تنفيذ بعض المهام عجزاً أو تقاعساً،
(ج)-
***- تحرك المنفذون كلٌّ بطريقته دون التقيد بالخطة،
(د)-
***- تسرب المعلوماتالعسكرية جعلت النميري يهجر بيته وينام ليلتها في منزل السيد/ بابتوت بالخرطوم بحري وهو أحد أصدقائه العسكريين القدامي، وبالتالي فشل الانقلابيين في اعتقاله، أو اعتقال أيآ من رموز النظام، أو احتلال أي موقع إستراتيجي من مواقع النظام، بل وفرطوا في الإذاعة،
(هـ)-
***- عدم وضع خطة للانسحاب في حالة الفشل الذي تعقبه عادة حملة اعتقالات وتصفيات،
(و)-
***- الأسلوب الذي تم به تنفيذ محاولة الانقلاب، كان سهلاً ومسالماً للحد البعيد، كأنها لعبة مسلية وليس انقلابآ،
(ز)-
***- حصر الانقلابيون (العسكريون والمدنيون)- أنفسهم في جهوية واحدة هي غرب السودان (دارفور وكردفان)،
(ح)-
***- قائد الانقلاب حسن حسين، باشر المهمة بنفسه برجولة وجسارة (زايدة حبتين)، وكانت النتيجة أن أصيب واعتقل بعد ساعة من بيانه الأول والأخير ، وأصبح الانقلاب بلا رأس أو رئيس!!
(ط)-
***- دخل قائد الانقلاب الجديد المقدم حسن حسين وقبيل فشل انقلابه في محنة ومشاكل مع ضباط القيادة العامة الذين اعربوا صراحة عن رأيهم في محاولة الانقلاب وانه غير مقبول، سخروا بشدة من طريقة اعداد الانقلاب، ونقدوا ايضآ بشدة جارحة البيان العسكري الاول الهزيل ? بحسب وجهه نظرهم-، تطور النقاش المصحوب بالتشنج الي صياح عال وكادت ان تنقل الي تماسك بالايادي ، عندها وفي ظل هذا الجو المتوتر سحب الملازم كمال محمد أحمد مسدسه الحربي وصوبه نحوالمقدم حسن حسين في محاولة لاغتياله، ولكن الرصاصة اصابته (المقدم حسن) اصابة بليغة، وتم على إثرها اعتقاله..وإرساله..للعلاج بحراسه مشددة.
(ي)-
***- اتجهت قوات من الضباط والجنود برئاسة الرائد ابوالقاسم محمد ابراهيم إلى الإذاعة، ودخلها بدون مقاومة لأنه اصلآ لم يكن في هناك ومن يقاوم، أذاع الرائد أبو القاسم بياناً أعلن فيه دحر الحركة الانقلابية وقبرها،
***- ومن طرائف الاحداث وقتها، ان أن المذيع الراحل الدكتور أبو بكر عوض سارع بارتداء الزي العسكري وتسلح ببندقية، وجاء لنصرة الانقلاب الجديد، ولكن بعد فوات الأوان و(يا فرحة مااكتملت) ، ويقال إن المذيع أبو بكر كان طالباً بالكلية الحربية وفصل منها.

٦-
***- يا تري، هل ساقية الانقلابات مازالت لسه مدورة..ام توقفت عند ٣٠ يونيو حتي اشعار اخر؟!!

بكري الصائغ
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا استاذ بكري نسيت اهم قرار في البيان الاول وهو
    اغلاق تو تو كورة
    الجيل الحالي ربما لا يعرف ماهي توتو كورة ؟؟؟؟
    ( توتو كورة شباب ورياضة)

  2. يا بكري ان صحت الرواية بأن حسن حسين هو اخو عثمان حسين عثمان فهؤلاء القوم شوايقه فكيف تقول كلهم من كردفان و دارفور

  3. هههه انت الايام دي مالك يابكور- اصلو مابراك –

    من مقالك عن التعايشي وسكان امدرمان وبحري – الي فشل انقلاب الغرابة —

    والله محن السودان في مثقفية ، هناك بعض الاشخاص يكره ويعارض الانقاذ ليس لشي حجته بان بها عدد من الغرابة يقول الحكومة الوحيدة الفيها عدد من الغرابه هههه نحن شعب عنصري حتي النخاع شعب غريب ومضحك – شعب مشبع بالعنصرية والحقد والكراهية – لابد ان تكون هناك دراسة تتناول هذا الموضوع لماذا نحن عنصريون – هذا موضوع بحث – الله يكون في عونك ياسودان.

  4. حصروا انفسهم في جهوية واحدة هي دارفور وكردفان ——- تقصد ايه يا بكري يعني لازم يكونوا من القبائل النيلية او دناقلة زيك —-ياخي بطلوا العنصرية دي.

  5. رغم أن العساكر الذين نفذوا الإنقلاب لم يكونوا من الكوادر الإسلامية و لكنهم حرصوا على إضافة كلمة إسلامية إلى إسم الدولة و الأهم من ذلك وضعوا الترابى ضمن تشكيلة الحكومة … السؤال الذى يطرح نفسه هو ما علاقة الترابى بالإنقلاب او ما علاقة الإسلاميين بالإنقلاب و لماذا لم تطالهم المحاكمات و الإعدامات .. ليت الكاتب أو أى واحد من القراء الكرام يعطينا إجابات لهذه التساؤلات حتى نستفيد .

  6. شكرا بكري للتوثق وعظيم مقالاتك حسن حسين ورفاقه أعدموا في وادي الحمار لأرهاب مدينة الحديد والنار وقد شاهدناهم وهم حقا شجعان عليهم الرحمة وقد قيل بأن حماد أحيمر قتل في طريق عودته من كوبر بعد أن اطلق سراح أهل اليمين دون اليسار بعد أن ترك ألأزاعة دون تأمين قتله أبوالقاسم قرب الأزاعة حتى طار لحمه في الشجر فكان أول أسباب الفشل مقالاتك تستحق المتابعة وليس القراءة العابرة

  7. أستاذنا الغالي/ بكري الصائغ
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الأنقلاب كثرت به الأخطاء وكان أولها هو العنصريه باعتبار أن الانقلاب تم من فئات محدده الشعب… أما طريقة التنفيذ فهي غريبه جداً ودا بوريك سهولة اختراق الجيش وعمل انقلاب .. (يا ريت لو كنت عارف الشغلانه ساهله كده كنت قلبتها ههههههههه )

    انقلاب الجبهة هو الأنقلاب ليس الأخير كما أتوقع …. وبعد استرداد الديقراطية ستكون هناك انقلابات …وإذا كنت تشير إلى القرار الاتحاد الإفريقي بأن لا تكون هناك انقلابات في افريقيا .. وكل من يقوم بعمل انقلاب يتم مقاطعته من جميع الدول الافريقية ومطالبته بعمل انتخابات … كما حدث لمورتانيا .. وفي بعض الدول الإفريقية .. وفي مصر بعد استلام الجيش للسلطة باسم رئيس القضاء عدلي منصور …. نعم تمت المقاطعة من الدول الافريقية وتم المطالبة بعمل انتخابات ديمقراطية… لكن الحدث في موريتانا بأنه بعد الانقلاب قام الانقلابيين بعمل انتخابات على مقاسهم هم .. وقاموا بالمواصلة في السلطة باسم الديقراطية …. وما حدث في مصر أنه تم عمل انتخابات على مقاس السيسي وانتخب رئيس جمهورية بدولة دكتاتورية..
    يعني ممكن يجي واحد في السودان ويعمل انقلاب وبعدها انتخابات (أي كلام) ويعود للسلطة بشرعي مزيفه… والاتحاد الافريقي يقبل بذلك…
    لك ألف تحية وتقدير..

  8. احب العلى القدير السودان لان لو تمكن الكيزان فى حكم البلاد منذ تلك التاريخ لم تكون السودان اليوم لقسمت الى خمسة دول وغير مستقرة لمشاكل الحدود والزى نتوقع خلال خمسة القادم ما بين 2016-2021 التقسيم الا فى حالة تغير النظام باى وسيلة بالحوار الجاد او بالعصيان المدنى ولا خير فى القوات النظامية متمكنين لحفظ النظام ودحر الشعب السودانى والله المستعان

  9. استاذ بكرى حتى انقلاب 30 يونيو الذى رتب التنفيذ فيه على عجل لقطع الطريق امام اتفاقية الميرغنى قرنق فقد تم بسهوله . وجل المشاركين فيه من المدنيين . وحتى قائد الانقلاب لم يكن يدرى فقد جىء به على حين غره .كل هذا بشهادة المدبر الرئيسى للا نقلاب الترابى

  10. قصة البيان العسكري رقم واحـد
    *******************
    وصل المقدم «حسن حسين» إلى الإذاعة، التي كانت فيما بعد السبب الرئيسي في فشل الانقلاب لعدم التزام الملازم «حماد إحيمر» بالتعليمات كما سنعرف فيما بعد.. وأثناء استعداد المقدم «حسين حسين» لإذاعة البيان اكتشف ضياع البيان.. تم إعداد بيان آخر بواسطة «عباس برشم» رئيس اتحاد طلاب جامعة الخرطوم، وفعلاً قام المقدم «حسن حسين» بإذاعة البيان التالي:

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين.. هو الأول والآخر والذي به وحده النصر، وهو وحده الآخر من قبل ومن بعد..
    أيها المواطنون.. السلام عليكم ورحمة الله أجمعين
    وبعد..
    حين قامت ثورة مايو وعدت الناس بالحرية وبالعدل وبالوحدة الوطنية وبالاستقرار والبناء والرخاء، فكان نصيب الحريات في مهدها القهر والاضطهاد منذ البداية، فصادرت الحرية في مهدها، وحرية الفكر والتعليم، وأمّمت الصحف، وأغلقت الجامعة الإسلامية، وأغلقت منابر الحرية في جامعة الخرطوم في الوقت الذي أطلقت فيه أيدي الانتهازيين الفاسدين والعملاء والسفهاء، سقط المخلصون المجاهدون ضد الاستعمار في سبيل استقلال.. سقطوا جماعات جماعات، وظلت السجون وما زالت ممتلئة بأخيار الناس، وتحولت بذلك جمهورية السودان الديمقراطية إلى جواسيس بوليسية لا يفصح الناس عن شكواهم إلا بعد التلفت وفي أمن، كما صودرت حرية المواطنين السياسية، وصودرت كذلك أموالهم، وشردوا من أعمالهم حتى ملأوا الآفاق، وأزهقت أرواحهم، ودفنوا أمواتاً ووري التراب أحياناً عليهم، ولم تترك الثورة المشئومة دعامة للعدل إلا وهدمتها، واضطهدت وقهرت المواطنين في أنحاء السودان المختلفة، وأعلنت بذلك أنها حققت الوحدة الوطنية، وحين امتدت أيدي إخواننا الجنوبيين إلى الشمال لم تمد لهم الثورة المشئومة أيدي مرفوعة لتصافحها إلا أيدي قذرة مرتعشة ملطخة بالدماء، ثم أحالت تلك الثورة المشئومة ما كان يرجى من استقلال إلى فوضى واضطراب غرقت فيه أجهزة الحكم جميعاً، واكتسحت موجاته العاتية حرمة القضاء وتماسك البوليس وكرامة الخدمة المدنية، وغزت صفوف الجيش وأفقدته صفته اللازمة في ربطه وانضباطه، وأفسدت أجهزة العلم والتربية، ثم صادرت أموال الناس واغتصبتها، وجمعت الضرائب حتى من أفواه الجائعين، وبعثرت كل ذلك متعاً على موائد احتفالاتها وكياناتها، وحلّ الشقاء والغلاء محل وجود الرخاء، وصادقت قوانينها على ذلك في ضلال، وكنا لهم بالمرصاد، ولم يسمعوا لنصح واستكبروا استكباراً.
    أيها الشعب السوداني الكريم نيابة عنكم آمر بالآتي:
    أولاً: حل الاتحاد الاشتراكي.
    ثانياً: حل مجلس العشب.
    ثالثاً: حل مجلس الوزراء.
    رابعاً: حل جهاز الأمن القومي.
    خامساً: حل توتو كورة.
    ونيابة عنكم آمر بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين في السجون.
    أيها الشعب السوداني.. مبادؤنا التي أقدمها لتلتزموا بها وتلتفوا حولي هي:
    أولاً: استقلال الجامعة.
    ثانياً: استقلال القضاء.
    ثالثاً: حرية الصحافة.
    ربعاً: حماية البلاد من الفاشية.
    خامساً: إقامة ديمقراطية سليمة.
    استودعكم الله في رحاب الديمقراطية الوطنية.. والسلام عليكم ورحمة الله..

  11. لا يحمل إنقلاب حسن حسن من الغباء بقدر العبارة الغبية التي بدأت بها المقال. أولا صياغة ركيكة للغاية للعبارة ، ثانياً هي عبارة درج على قولها المصريون إستهزاءاً بالضابط السوداني ، ثالثاً هي عبارة لا تعكس واقع الإنقلابات العسكرية في السودان البتة. والغريب أنك في مقالك ألمحت لوجود الترابي وآخرين ، أي أن مشاركة بعض الأحزاب السياسية في إنقلاب حسن حسين كانت جزء أصيل في الإنقلاب ولم يكن إنقلاب إنفرد به العسكر دون السياسيين….!!؟؟

    إن الإنقلابات العسكرية في السودان لم تكن محض فكرة لمجموعة من الضباط أقصت السياسيين المدنيين في مشروع حكمها للبلاد ، بل كان كثير من المدنيين هم مهندسو الإنقلابات العسكرية خلف ستار ، وعلى سبيل المثال وليس الحصر فقد كان خلف إنقلاب هاشم العطا الحزب الشيوعي السوداني وإن تبرأ منه ، وكان خلف إنقلاب النميري الحزب الشيوعي السوداني وإن تبرأ منه. وكان خلف إنقلاب الإنقاذ المشئوم جميع الأحزاب السياسية بقيادة حزب الجبهة الإسلامية القومية.

    ليت المقال إكتفى بدراسة موضوعية عن أسباب فشل إنقلاب حسن حسين ، وماهو قدر مشاركة الأحزاب السياسية وتورطها في الإنقلاب ، وترك لنا خيار الحكم بعد المداولة.

  12. الاخ بكري الصائغ تحياتي من معلوماتي لاحقا بعد الانقلاب بفترة كالاتي :ـ
    1/ حماد الاحيمر مشهور نيشاني نمرة واحد وهو اطلق دانه من دابه لدبابة معادية ادخل دانته داخل خرطوم الدبابة المقابه نجا منها جندي وجده تحت شجره علي النيل كان يتعلاج عندنا في السلاح فقد السمع والنطق يكتب فقط
    2/عباس برشم اسر لابن خالته بالانقلاب وهو يودعه في مطار الخلاطوم صديقي حسن كرا وكان رد حسن كما اخبرني رحمه الله (اذا فشلوا سيصمون بالانقلاب العنصري ) رد برشم رحمه خالفا (والله ما عنصرية فيها كل ابناء مثل المحامي احمد زين وعباس التقلاوي ) وغيرهم كثير بعد الفشل هرب عباس واختفي في برميل في منزل خالته بالصحافه وعند التفتيش وقفت تغربل عيش في البرميل حيث لم يفتش وهرب ووصل اهله في نيالا متجها لليبيا الا انه اهله رفضوا وقاموا بتسليمه للسلطات رافضين هروبه !!!
    3/فعلا ظهر الراحل د/ابوبكر عوض بملابس عسكرية ومعه المحامي احمد زين العابدين في الاذاعة لاحقا اعتقل ابوبكر وسجن في كوبر وخرج منها لبعثه في فرنسا وعاد للتلفزيون واسس الجامعه الاسلامية احمد نجا
    4/المشكلة الاساسية ان الرائد فتح الله فشل في اعتقال الرئيس وقبض في الحدود الشرقية وهوهرب بعد ان فشل في اعتقال الرئيس ل=الذي خرج بلحظات
    5/هناك مخبا للرئيس نميري لا يعرفه احد حتي الان وهو عبارة عن غرفه في السلاح الطبي بين مكاتب الموظفين مجهزة بكل شئ علمنا بها في يوم خرج الرئيس منها وحذرنا الراحل الشلالي !!!وشكرالك

  13. الأخ العزيز بكري الصايغ بعض ما ورد في موضوع إنقلاب المقدم / حسن حسين يحتاج لتصحيح حسب المعطيات الموثقة من بعض عناصرالإستخبارات العسكرية وهي كالتالي:
    أولاً : كان هذا التنظيم مخترقاً تماماً قبل فترة طويلة جداً من التنفيذ وحتى تاريخ التنفيذ وبعض تفاصيله كانت معروفة.
    ثانياً : إدارة الإستخبارات العسكرية لم ترجح المعلومات الموثقة وأرجأت ذلك لبعض الوقت لإجراء مزيد من التحريات وكذبت المصدر لأسباب مجهولة أهمها ضعف تقييم المعلومات.
    ثالثاً : الذي أذاع البيان هو أبو القاسم محمد إبراهيم ولكن الذي أحبطه هو المشير بشير محمد علي وزير الدفاع وذلك بإستخدام سرية مدرعات كانت تحرس قاعدة وادي سيدنا فتمكن من تحريكها للإذاعة والقضاء على الإنقلاب.

  14. الدكتور أبو بكر سيد أحمد الصائغ

    كان يمكن ان يكون عنوان المقال به من الكياسة القليل فلم يكن من الداعي وصف اي شئ بالغباء او انه غبي وهي صفة زميمة

    شخص قام بمحاولة انقلاب يا قاتل يا مقتول يعني شخص درس وضعه جيدا واختار
    قل محاولة انقلابية فاشلة اما عناوين الاثارة فلا

  15. الأخ بكرى .. تحياتى
    شيىء جميل ان ترد على مداخلات القراء و لكنك إذا رجعت إلى مداخلتى و ردك على الإستفسارات التى وردت بها لوجدت أن ردك ربما كان يخص قارئ أخر إذ أنه لا علاقة له بمداخلتى و لم يجاوب على إستفسارى الذى كنت اقصد منه المعرفه و الإلمام . مجموعة من الكوادر الإسلامية شاركت فى الإنقلاب و جملة من التصرفات التى تعكس شعارات الإسلاميين و رغم ذلك فإن الأنقلاب لم يكن من إنتاج حزب الجبهة القومية الإسلامية و حسن الترابى لم يكن هو مهندس الأنقلاب . السؤال المباشر الذى يبحث عن إجابة .. هل قامت الكوادر الإسلامية من أبناء دارفور بالإنضمام إلى جبهات و تنظيمات ابناء غرب السودان بقصد إختراقها و الإشتراك فى الإنقلاب بجلباب الجهوية و ليس جلباب الحزبيه فإذا ما نجح الإنقلاب خلعت جلباب الجهوية و لبست جلباب الحزبية و سلمت مقاليد الحكم لحزب الجبهة القومية الإسلامية .. أم أن هذه الكوادر الإسلامية من أبناء الغرب كانت مخلصة لتنظيمات و جبهات أبناء الغرب بحيث أنه إذا نجح الإنقلاب كانت ستحكم السودان بولاءات جهويه لتعيد تجربة حكم الخليفة عبد الله التعايشي فى نسخة جديده محسنه و مطورة .

  16. أشكر الدكتور بكري الصائغ على رده وتعقيبه ، أما عن تعجبه من قولي كل الأحزاب السياسية شاركت في نجاح إنقلاب الإنقاذ فإني سوف أكون أكثر إيضاحاًواقول (( كانت كل الأحزاب السياسية على علم تام بالمحاولة الإنقلابية لطغمة الإنقاذ ولم تسع لإبطالها بإفشاء أمرها حتى صارت واقعاً معاشاً بين الناس …المرجع نص إستقالة المرحوم الخاتم عدلان من الحزب الشيوعي السوداني)).

    وأرجع مرة أخرى للمقال وأذكر الكتور بأن العبارة العامة والتي بدأ بها مقاله فيها سب وإهانة لكل شعب السودان ، وهي ضمناً تحقر من ثوراته وقدرته على التغيير ، وذلك لأن الضابط السوداني ما جاء إلا من رحم سوداني ، فإن إتصف بالغباء فهذه سبة لكل أم سودانية وأب سوداني.

  17. التحية لاستاذنا بكري اليوم الثاني على التوالي والقراء في تفاعل مع مقالك الذي يوثق لحقبة من تاريخنا حنكتك وصبرك في ادارة المداخلات جعلت من الموضوع حوارا حيا أظهر حقايق وأسرار تكاد تكون غير مسبوقة الفائدة غمرت الجميع وهو هدية للشباب لينير لهم الطريق فما أحوج الجميع لمعرفة بلدهم المستباح

  18. موضوع المقال ينزلق سريعآ نحو الارشـفة…

    ١-
    أخوي الحبوب،
    عاشور على عاشور،

    (أ)-
    الف مرحبا بك وبقدومك السعيد،

    (ب)-
    ولما كانت عندي معلومات كثيرة بعضها جديد واغلبها لم ينشر من قبل عن محاولة انقلاب المقدم حسن حسين، قمت بنشر هذه المعلومات علي حساب استفسارات المعلقين، الذين لم اتجاهلهم، انما قمت بالترحيب بهم ودخلت مباشرة في نشر المعلومات، بخصوص استفساراتك فلم اتجاهلها يا حبيب وهانذا اعود اليك بعض توضيحي سبب عدم الرد عليها.

    (ج)-
    ***- الكلام عن الاسلاميين ورد في تصريح من النميري:
    (بعد إفشال الانقلاب تحدث الرئيس نميري بخطاب عبر الإذاعة قال فيه «هزمنا الشيوعيين، سنة 1971، وهزمنا تمرد الإخوان المسلمين سنة 1973، ومعهم نقابات العمال، وجامعة الخرطوم» لم يكن عدد الضباط الذين اشتركوا في محاولة الانقلاب اليوم كافيًا لإنجاحه، لم يكن هدفهم الحكم، ولكن هز النظام، ووقف التقدم نحو الاشتراكية، كذلك تحدث نميري عن تفاصيل الانقلاب العسكري واتهم الجبهة الوطنية وسمى أسماء، منها أحمد زين العابدين، وقال إنه كان يريد أن يكون رئيسًا للوزراء، وعبد الماجد أبو حسبو. وفيليب عباس غبوش الذي وصفه نميري بالعميل لإسرائيل. والشريف الهندي من الاتحادي الديمقراطي، وبابكر كرار من الإخوان المسلمين، والصادق المهدي وعمر نور الدائم من حزب الأمة، وعز الدين علي عامر من الحزب الشيوعي).

    (د)-
    ***- الصادق المهدي في حواره مع المذيع احمد منصور نفي اشتراك اسلاميين في محاولة الانقلاب.

    (هـ)-
    ***- جاء في المقال بخصوص حسن الترابي:
    (قيل وقتها – حسب رواية شهود عيان-، ان البيان الرئيسي المنسي في منزل المقدم حسن حسين، قد إشتمل علي قرارين مهمين، أحدهما خاص بالتشكيل الوزاري الجديد برئاسة الدكتور حسن الترابي، والدكتور عون الشريف، والاب فليب غبوش، ودفع الله الحاج يوسف كوزير للخارجية…. أما القرار الثاني، فقد شمل تغيير اسم “جمهورية السودان الديقراطية” إلي (جمهورية السودان الاسلامية الديقراطية الشعبية)، وجاء البيان العسكري ايضآ حل الاتحاد الاشتراكي، وإغلاق البارات والملاهي).

    ٢-
    أخوي الحبوب،
    حسن حسين،

    تحية الود، والاعزاز بالزيارة السعيدة،
    ***- الحزب الشيوعي عام ١٩٧٥ لم يكن علي علم بمحاولة الانقلاب ،لا علاقة له بالمحاولة، فانقلاب هاشم العطا كلفه الكثير وكان من المستحيل معاودة المحاولة.

    ٣-
    أخوي الحبوب،
    Dr Abdulhay – الدكتور عبدالحي،
    (أ)-
    اجمل ايآت السلام الحار لشخصك الكريم،

    (ب)-
    والله يا دكتور دائمآ ما اجد التشجيع والمؤازرة من الكتاب والمعلقين كلما كتبت في اي موضوع وهذا ما يحفزني علي الكتابة، الا ان اكثر مايؤلمني في موضوع التعليقات، ان الكثيرين من القراء الكرام عندهم معلومات في غاية الاهمية لم تنشر من قبل ولا يشاركون بها من اجل توثيق تاريخ جديد!!، وهناك ضباط قدامي في المعاش الان عندهم الكثير المثير لا يعلقون علي الاحداث واكتفوا بتعليقات عادية!!، وهناك ايضآ سياسيين وكتاب وصحفيين قدامي اكتفوا بمطالعة المقالات (ليست مقالاتي فقط وانما المقالات التي نشرت في الراكوبة) دون ان يقولوا ما عندهم سلبآ كان او ايجابآ……(تعبت والله يا دكتور من كترة المناشدة لهم بالمشاركة والمساهمة بما عندهم، واناشدهم من عبر هذا التعقيب:” ايدكم معانا ياأخوانا”).

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..