مقالات سياسية

تكلفة العودة إلى يوم 15 أبريل

بشرى أحمد علي

حيث كاد كل من الجيش والدعم السريع والقوى المدنية على وشك توقيع الإتفاق الإطارئ ..

لكن في فجر ذلك اليوم تحركت قوات ، أغلب الظن بدون تعليمات ، تحركت من الباقير و قامت بمهاجمة قوات الدعم السريع في جنوب الخرطوم ..

كان من الممكن أن ينزع البرهان فتيل الأزمة لو نفض يده عن تلك القوات المهاجمة وتصدى لها على أساس أنها مهدد لسلام كل السودانيين ..
لكن البرهان قرر الرهان على تلك القوات وإختصار الزمن ليصل للسلطة بدون فواصل وبدون إلتزامات كما ورد في الإتفاق الإطارئ
فحدث ما حدث …

والآن 99.99 % من الذين ايدوا الحربو أعتقدوا أنها نزهة على شاطئ البحر ولم يكونوا يتوقعون أنها سوف تطول الحرب أو أن يفقد البرهان المدن التي إعتبرها تمثل حاضنته مثل الخرطوم وود مدني ، كل أؤلئك ملوا من الحرب وغيروا موقفهم واصبحوا يستاءلون عن مصير البلد بدلاً من مصير المنازل والأعيان المدنية التي يكررها البرهان في خطاباته وربط بها عملية إنتهاء الحرب ..
وبلقاء الدكتور حمدوك مع قائد الدعم السريع يوم أمس عادت الاشواق والأحلام لجميع السودانيين بأن هذه الحرب سوف تنتهي وتتوقف ، حتى الذين ايدوا هذه الحرب وصدقوا الفلول بأنها سوف تكون حرب سريعة وخاطفة اليوم تراجعوا عن دعمها .

عاد خصوم الأمس للحوار بعد أن دمرت الحرب الأخضر واليابس ،
لكن قبل الإفراط في التفاؤل والغرق في بحر الأحلام ما هو المتوقع من البرهان ؟؟

ما هي خطوته القادمة ؟؟

فالرجل كان يوم 15 ابريل يقود جيشاً منظماً ويدير الحرب من غرفة التحكم الإلكترونية ولكنه اليوم قائد بلا جنود أو حاميات وبلا سند إقليمي ودولي
يعيش في مدينة بورتسودان وكلف المستنفرين بمواجهة الدعم السريع بعض أن نضبت قواته وقُتل معظم ضباطه أو وقعوا في الأسر
والآن قام بتسليح المواطنين على اسس قبلية وجعل الولاة يرفعون رايات الحرب وينادون بسياسة التطهير الشامل كما فعل النازيون في الحرب العالمية الثانية ..
إذاً مع من يتم التفاوض ؟؟

فلا أعتقد أن الفريق البرهان اليوم هو نفس الفريق البرهان الذي كان يطوف موائد الجنود في شهر رمضان ويفطر معهم في الطرقات
أنه ليس ذلك الرجل الذي كان يسير جيئة وذهاباً بين مكتبه في القيادة العامة والقصر الجمهوري ..

الفريق البرهان هو الآن مشرد ويبيت ليلته في مدينة بعيدة، وحتى من هناك يخشى غوائل الزمان والغدر والخيانة ..

لذلك أقول أن مثلث السلطة في السودان قد تهاوى بعد خسارة الجيش للحرب وتنامي دور الإسلاميين ..

فقد أجمع كل من عرفته أن خطاب البرهان كتبه علي كرتي ، لأنه خطاب يتجاوز الواقع ويعيش على عتبة التحديات ولا يكترث لمعاناة الناس من الحرب ، انه خطاب ولاء للحركة الإسلامية ولا يمنح الشعب السوداني حتى الإحساس بالأمل بانه سوف يكون هناك سلام .

البرهان يحارب من أجل مشروع الإسلاميين ، وهذا المشروع لا يقبل التعدد أو الحوار ولا يضيره تمزُّق كل السودان أو هروب أهله ..
فيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..