مقالات سياسية

وَفِّرْ دُمُوعَكَ لليومِ الأخِير.. يا البشير!

? فصل الشتاء يبتعد، و هو فصل وفرة الطماطم و الخضروات الأخرى المتاحة للفقراء و المساكين.. و الطماطم بالدكوة أفضل وجبة أو وجبتين يستطيعون تناولها يومياً.. و التضخم يجمح، و الفقر يدخل حتى بيوت القادرين على شراء ربع كيلو لحمة عجالي بالإضافة إلى الطماطم و التبش و ما جاورهما..
? إن ابتعاد فصل الشتاء يعني اقتراب فصل الصيف، و يعني ارتفاعات متتالية في أسعار الخضروات و الطماطم.. و سماسرة ( انقاذ الحرامية) يرجعون أسباب ارتفاعات الأسعار إلى ارتفاع سعر الدولار..
? البشير لا يهمه أمر ( رحلة الشتاء و الصيف) و هو يضع الخطط و الخطط البديلة للحيلولة دون انهيار حكومته.. و الأشجار تتحرك ببطء نحو قصره..
? قد يستطيع البشير منع انهيار حكومته مؤقتاً.. لكن الانهيار أمر محتوم في الصيف.. و ربما قبل مجيئ الصيف.. أو في الخريف.. و مهما احتاط البشير، الانهيار قادم، و لا نشك في قدومه..
? و يعتقد البرلماني عبدالله مسار أن انهيار الحكومة يعني انهيار الوطن بأكمله.. و يرى البشير أن بقاء الحكومة و الحفاظ على ما تبقى من السودان يكمن في تخويف الشعب بكتائب المجاهدين و الجنجويد و كيزان القوات المسلحة.. و لو بقتل الشعب بشكل فظيع..
? و الشعب يقول إن ذهاب مسار و البرلمان و عمر البشير وحكومته و كل من حوله هو صمام الأمان الوحيد لبقاء الوطن و عيش شعبه عزيزاً مكرماً في حضنه!
? البشير لا يجيد قراءة الشارع.. و لا يراجع تاريخ الطغاة قديمَه و حديثَه.. و لا علاقة له بالحصافة و السياسة.. و قد قضى ثمانية و عشرين عاماً و زمرته من المدنيين الكيزان يحركونه و ( يغشونه)..
? علي عثمان محمد طه هو أكبر غشاشي البشير و هو الذي مهّد له الطريق للانفراد بالسلطة بعد طرد الترابي و زمرته من دوائرها.. و شجع البشير على المضي في إجراءات فصل الجنوب باستفتاء مزور.. و منعه من قبول اتفاقية نافع/ عقار.. ثم شجعه على الترشح لانتخابات عام 2015..
? علي عثمان هو إبليس البشير و أكبر الغشاشين.. و لا يزال يغوي البشير ويوسوس له للترشح في انتخابات عام 2020 …
? و لا نود الحديث عن نافع علي نافع و لا عن عوض الجاز و بقية عقد الكيزان الذين طغوا في البلاد و غشوا البشير!
? و البشير يحاول إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء بكل غباء.. و يلملم ما تبقى له من مساندين كان أهملهم زماناً.. و عكف يجيِّش كل من يأنس فيه الانتماء إليه مبتدئاً بتحريض 300 من الضباط الكيزان في القوات المسلحة ضد المتنفذين المدنيين الذين غشوه، كما زعم، و أن لا منقذ للبلاد سوى القوات المسلحة..
? و حمَّل البشير ميليشياته الجهادية مسئولية الجهاد ضد المظاهرات التي زعم أنها تستهدف الدين الإسلامي.
? و عكف ينَشِّط ذاكرة كتائب الميلشيات لاسترجاع أيام مجدهم المندثر و ينشد أمامهم أنْ: ( في سبيل الله قمنا، نبتغي رفع اللواء، لا لدنيا قد عملنا، نحن للدين فداء، فليعد للدين مجده، أو ترق منا الدماء..”
? و الجوعى قادمون.. و لا شيئ يوقفهم.. خاصة و فصل الصيف قادم و الجوع الأشد قادم.. و نفاد ما تبقى من طاقات في الأجساد النحيفة سوف يصير واقعاً!
? حين أجهش البشير بالبكاء أمام الضبط الكيزان، لم يكن يدري ما تخفيه الأيام له من سوء الخاتمة، و لو كان يدري لوفَّر دموعه لتلك الأيام الأليمة..!
? لم تكن نوبة بكاء البشير نوبة تأنيب ضمير واتته فجأةً أمام رفقاء سلاحه من الضباط الكيزان ، بل كانت نوبة بكاءٍ على هيبة ضاعت و كرسيٍّ آيلٍ للسقوط و رعبٍ من الوقوع في مزبلة التاريخ بجوار القذافي و آخرين..
? بكى البشير و قد أضاع الجنوب.. و أغرق البلاد في معارك في الغرب و الجنوب الجديد.. و فعل بالسودان ما فعل من خراب.. و السودان يترنح بين يديه الآن.. و هو يحس بتنامي الخطر عليه و لا يدري من أين يأتيه.. أمن داخل حزبه أم من الخارج؟
? و الأشجار تتحرك.. و العارفون ببواطن الأمور مستمرون في كشف المستور.. و تحليل ما بين السطور..
? المجاعة تتنامى، لكنها لم تدخل أطوارها الحاسمة بعد.. ما زالت خيرات فصل الشتاء تأتي إلى الأسواق بالرغم من أن البصل صار ( لا يُباع بما حصل).. و القوة الشرائية تزداد وهناً على وهنٍ كل يوم.. و ربات البيوت صرن يكتفين بأرخص ما في البقالات من سلع.. و يرتضين بأقل ما بوسع كل ما لديهن من مال في المحفظة شراءه من احتياجات البيوت.. و ترتفع شكاويهن عقب كل تسوق فالغلاء يتحدى الجميع.. مع أننا لا نزال في فصل الشتاء!
? قالت احدى ربات البيوت أنها ذهبت إلى الجزارة و هي تحمل 100 ألف جنيه و لم يكن المبلغ كافياً لتغطية كل ما خططت لشرائه، فما كان منها إلا الاكتفاء ببعض الخضر و ربع كيلو لحمة.. ثم أرسلت كمية من اللعنات على عمر البشير و أعوانه و كل من يدافع عنه!
? البشير ” سواها و لا يخاف عقباها”.. و الشتاء على وشك المغادرة.. و الصيف آتٍّ و المجاعة تتغلغل في اللحم الحي ..
? إن الحشود التي شاهدناها في حدائق القروش و في ميدان الأهلية و ميدان الشعبية.. و نشاهدها في مضمار الجريف، ليست سوى مناظر.. مناظر فقط.. و زحف الجماهير نحو اقتلاع البشير من الكرسي المسروق هو ( الفلم).. و لا نرى أي علامة تحول دون الجماهير و الزحف المستمر لاقتلاع البشير و إعلان اليوم الأخير لسلطته..
? وفِّر دموعك لليوم الأخير، يا البشير.. !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..