( تشتيت الكورة )

الطاهر ساتي

:: ومن طرائف الدكتور الطيب زين العابدين، يحكي أن زميلهم بالجامعة بعد أن فارق تنظيم الإخوان وقلب لهم ظهر المجن، عجز عن إقناع القوى السياسية بعلمانيته..يهاجم الإخوان في أركان النقاش، ولكن بلا جدوى، فالطلاب كانوا يهمسون لبعضهم : ( كضاب، دي حركات كيزان)..ثم يصدر الصحف الحائطية ويهاجم فيها الإخوان وفكرهم، ولكن بلا جدوى، فالطلاب كانوا يعلقون على صحيفته : ( بالله؟، ماعندنا قنابير، بطل حركات الكيزان).. وهكذا، عجز تماماً عن إقناع الطلاب بفكره العلماني.. وفي سبيل الإقناع، جاء ذات يوم إلى الجامعة متأبطاُ يد فتاة في غاية الجمال والتبرج، وكان هذا محرما وممنوعا على كوادر الإخوان، ومع ذلك كان تعليق الطلاب على المشهد : ( بالله شوف الكوز ده، كمان بتاع بنات)..!!

:: وهكذا تقريباً لسان حال حزب الأمة اليوم .. ليس من اليسر أن يقنع الإمام الصادق المهدى الرأي العام وقوى المعارضة والحركات المسلحة بموقف سياسي غير المعروف به و المألوف للجميع والمعمول به منذ سنوات، أي الكفاح المدني و المائدة المستديرة و النظام الجديد وملتقى الحوار الوطني و غيره من المصطلحات السياسية التي تعكس ( مواقف مهادنة).. أي مراقب للوضع السياسي الراهن ومواقف القوى السياسية، يكتشف بلا عناء أن حزب الأمة أقرب إلى الحزب الحاكم أكثر منه إلى أحزاب المعارضة، ولذلك من الصعب إعتبار ما يحدث بين حزب الأمة والحكومة – منذ السبت الفائت – بأنها ( مواجهة).. !!

:: هناك شئ ما – في مكان ما – يتم إعداده على ( نار هادئة)، وعدم لفت الأنظار والعقول – إلى هذا الشئ – بحاجة إلى إثارة بعض الصخب في أماكن متفرقة، وهذا ما يسمى ب ( تشتيت الكورة)..آليات المواجهة وأدواتها وأسبابها لاتتوفر في أي حزب معارض – فجأة كده – بين ( يوم وليلة)، ثم تصريحات الإمام الصادق وبياناته وخطبه وتعليقاته حول الأوضاع السياسية والعسكرية وقوات الدعم السريع ليست بجديدة بحيث يكون فيها من النقد أو الهجوم ما يُغضب السلطات لحد الإستدعاء ثم التوقيف ثم التصعيد .. فالشاهد أن حزب الأمة كان الأكثر سعياً إلى الحوار حتى وجده، والمؤتمر الوطنى يحرص على هذا الحوار ويتخذه شعاراً لمرحلة مسماة بمرحلة الوثبة ويطالب الحركات المسلحة بالإنضمام له.. حزب حريص على الحوار وأخر أحرص، فلماذا المواجهة بينهما ( فجأة كده) ؟، أوهكذا تسأل العقول وتتساءل بشك و ريبة ..!!

:: المهم.. إستدعاء الإمام الصادق أو إيقافه في إطار التحري معه في بلاغ بطرف نيابة أمن الدولة يجب ألا يشغل أذهان الناس والبلد لحد غض الطرف والعقل عن ( قضايا مهمة)، فالإمام الصادق قادر على المضي قدماً في إجراءات البلاغ حتى مرحلة الحكم بعدالة وشفافية، أوهكذا قال البيان الصادر عنه والحزب ..وكذلك قضية الطبيبة التي حكمت عليها المحكمة بتهمة الردة يجب ألا يشغل خاطر الناس والبلد والصحف لحد تجاهل وتناسي ( القضايا المهمة)، فالقضية في مرحلة التقاضي الأولية وهناك مراحل حدها المحكمة الدستورية، أو هكذا قال رئيس البرلمان ..الحرية والسلام والعدالة والديمقراطية هي (القضايا المهمة ) التي يجب ان تشغل الناس.. هناك شئ ما، في مكان ما، يتم إعداده على نار هادئة، وهذا ما يجب أن يشغل العقول بالبحث عنه، وربما يرقد في ثنايا هذا الشئ مصير (القضايا المهمة)..!!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. نحن نظل نبحث لي متين يا الطاهر أخوي عن هذا الشيء الذي يربكنا به النظام ونتوهم في كل مرة بأن ثمة ما يجري في الخفاء ويتم الإعداد له على نار هادئة.أصلو النظام دا حيرنا بي فوازيرو الكثيرة التي باخت وصارت غير مهضومة حتى تهنا وتأكسدت عقولناوصرنا ننظر بلا استغراب على ما يحدث.

  2. وشــهـد شــاهــد مـن أهـلـهـا .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــ

    قال أسامة توفيق ، عضو حركة الإصلاح الآن ، إن الحوار الوطني يمر بما وصفه بالردة والانتكاسة والالتفاف على القرار الجمهوري (158) من قبل المؤتمر الوطني ، واتهم الأخير بممارسة أسلوب ” تشتيت الكرة ” بإثارة قضايا جانبية في الساحة من بينها محاكمة الطبيبة بتهمة الردة ، وفتح بلاغ ضد الصادق المهـدي ، ومنـع تسجيل الـحـزب الجمهوري ..
    ” هـذا شـغـل كـنا نـعـمـلـه داخــل الـوطنـي ونـعـرف كـيف نشــتت الكـــورة ” .
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    فســاد ” الـحــرب عـلى الـفســاد “.
    خالد التجاني النور

    من الواضح أن تجزئة النظر في المشهد بكامله والاكتفاء بمطاردة حدث هنا وقصة هناك باتت أفضل وسيلة لإخفاء أو تغطية حجم ومدى وعمق الفساد الذي ضرب الدولة السودانية ..
    وإلا فأنظروا ما أن انفجرت حكاية موظفي مكتب الوالي حتى هجر الرأي العام سريعاً قصة نهـــب ديـوان الـزكـاة ، ورواية الأقطان الشهيرة تراجعت في الأذهان والألسن حتى لم يـعـد يذكرها أحـد مـع كـل تلك الضجة الهوجاء التي أثارتها ، ثم جاءت قضية وكيل وزارة الـعـدل حتى هجر الإعـلام دفـعـة واحـدة مطاردة متهمي مكتب الوالي ، وهـكـذا دوالـيك ، عـلينا أن نستـعـد مـن الآن لـقصة جـديدة ، تلهينا في مطاردة وافـد جـديد إلى محفـل تهريج بإمتياز باسم الحرب على الفساد .

    ثمة سؤال يغفل عن إثارته المنخرطون في حماسة في قصص الفساد المثارة حالياً .. التي مهما عظمت في أذهان الناس أرقـامها الـمـلـيارية .. تبقى صـغـيرة ومـجـرد نزوة عـابرة ، وربما حوادث فردية ، عندما تأتي لتقارنها فيما فـعـله الإفساد حقاً في نظام إدارة الدولة السودانية ، وما خلفه عـلى جسدها المنهوك حتى أرداها صريعة تتسول حـفنة أموال تأتي من الخارج لإنقاذ اقتصادها المتداعي الذي إنهـــار .

    لـيس الفسـاد عـلى الإطـلاق هـو مـا يقتصـر عـلى ما فـعـله فلان أو علان تجاوزاً لتحقيق مصالح صغيرة ، بل ينبغي أن يتوجه السؤال للإدارة السياسية والاقتصادية للسلطة الحاكمة ، التي خلقت هذه البيئة الصالحة لنمو الفساد وجعله مشاعـاً عـلى نحو غـير مسبوق ، حتى بلغت الجرأة بصـغـار الموظفين أن يمارسوه دون خشية من رقيب ولا حسيب ، آمنين من السؤال والـعـقـاب .
    ولـعـل المفسدة الحقيقية التي فــرّخت كل هذا تم زرعـها وإنباتها من أول يوم شرع فيه النظام لحاكم ما سمّاه ” سياسة التمكين ” وهو ما أقر به السيد رئيس الجمهورية بنفسه أكثر من مرة .

    الركن الآخر الأعظم للفساد يأتي من تلقاء إدارة الدولة .. من خارج مؤسساتها بكل نظمها وتقاليدها المرعـية واستسلمت لتدار بواسطة أصحاب الحظوة والباحثين عــن مـصالحهم الـذاتية قبـل المصلحة الـعـامة ، وفيهم ثـلـة مـن المستوزرين السابقين ، ولـذلك عـشـعـش االـتجــنيب ، وانهــارت الـخدمــة الـمــدنية ، وتحولت أيقونات الاقتصاد السوداني إلى خراب ينـعـق فـيهـا الــبوم .
    دعـونا مـن أعـراض الـفسـاد الـبسيطـة .. ابحثـوا فـي جــذور الـمـرض ومـسبباته ؟؟!!.
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    أظـن .. وبـعـض الـظـن ، أجــر ومـغـفــره ..
    هــناك أمــر يـدبر .. بنـهـــار ، جـهـار ..
    تـلـمـيـع ســــيد الـصــادق .. لـتسـلـيمـــه جـــنازة الـبـحـــر !! ..
    يـا خــبر الـيوم بفلـــوس .. باكــــــر بلاش ؟.

  3. فق م علي اكثر المتداولين او كتاب الأعمدة او مهرجي الصحف الخاصة او المملوكة لجهز المخابرات – ان المؤامرة واضحة لمن له بصيرة وإذ اعتب علي المحامين الذين هرعوا الي نيابة أمن الدولة مؤازرة للصادق المهدي الا ان بعضهم قام بهذا الواجب تأكيدا لإيمانهم بضرورة بسط حرية التنظيم وحرية الكلام في هذ البلد المافون – رجوعا لما قمت بتحليله – أقول ان الطبية والتي هي علي نار هادئة لا تخلو من أمرين وهما : – اولا : ان النظام يبحث عن مخرج أمن بحيث يحتفظون بما سرقوه ونهبوه من خيرات البلاد ويجنبون كوادرهم بما ينتظرهم من محاسابات وكذلك لتخليص أنفسهم ( قيادات وكوادر) مما قاموا به من قتل ودمار وحرق واغتصاب – لذا وجدوا في الصادق وابنه معينين لهم بحيث يدفعون بالابن الي مساق مساعد لكبير هم والاب منظرا لهم ومنفذا لسياسة تطويل أمدهم في السلطة حتي يجدوا مخرجا آمنا – السيناريو المتلازم لهذا – هو ان يصعدوا مع الصادق وحزبه بحيث تتدخل جماهير الانصار بوعي او دون وعي لحماية إمامهم فتندلع الفتن وبوادر حرب في الخرطوم ونواحيها وتشتد المواجهات فيقوم البشير بالتنازل لابن الامام بضمانات كافية عدم محاسبته وأعوانه في الجرائم التي ارتكبوها ولذا يجتفظون بما سرقوا ونهبوا وما شيدوه من قصور سامقات وازواجهم وايضاً بضمانات عدم تسليمه وزمرته الي الجنائية الدولية ثانيا- هذا السيناريو أيضاً لعب بذكاء من لدن النظام الفاسد وإمام النصار المنبطح اما سطوة المال الحرام ألذي بأكلة كأجر أدت التي كانوا يريدون حشرها في فم الأمين العام السابق لحزب الأمة والذي رفض ان يدخلها في فمه او كما قيل – فضية الامام الرئيسية والوحيدة في تمكين زعامة وإمامة الأنصار لبنيه ولما كان احد بنيه مشلركا في قمة السلطة والثاني عميداً في أجهزته الأمنية فلا يمكن والحال كذلك ولا سيما ان ابنه هذا ليس عضوا في حزب آلامه فلا يمكن باي حال من الأحوال ان يتزعم هذا الحزب لولا سمح الله قد غاب الامام بالموت – ولذا لعبت اللعبة الذكية بواسطة الإمامان والحفنة الضالة من من أزالوا الأمين السابق للحزب وبالاتفاق مع زمرة من النظام ان يلعبوا هذه التمثيلية المكشوفة لسجن الامام ومن ثم استقالة ابنه البكر احتجاجا علي هذا التعسف بوالده وبذا يكون حرا في ان يعود الي معية الحزب ويتبوء مركزا مرموقا لحين توريثه إمامة الأنصار ورئاسة الحزب في غياب او وجود الصادق بين ظهرانينا – وفي تقديري ان هذا السيناريو املته ظهور مبارك الفاضل بالستعجال به . قد يسائل بعض منا ما الفائدة للنظام في هذا السيناريو ؟ أكيد ان هنالك عدة فوائد لهذا النظام الذي تبرر عنده الوسلية لغاياتهم – فالأبناء البكر للصادق أتوا به ليكسرو به ظهر حزب الأمة وليس ظهر الصادق لانه منهم واليهم لانه فعلا عضوا مهما في يسمي بالإخوان المسلمين العالمية وان تخفي فهو فقه التقية ولعب الأدوار وهذه لايخفي علي احد ومن تأكيدات القول عندنا مصاهرته لرأس الشيطان الأكبر مؤسس جبهة الميثاق وبقية الأسماء التي مر بها هذا المعتوه للحركة الاسلامية وانسلاخ عشرات من هذا التنظيم الماسوني الذي لا هم له بالدين او الوطن بهذا السيناريو يريد النظام استقطاب. حزب وطائفة الأنصار متينة ما تبؤ ربيبهم عبدالرحمن الصادق مقاليد الأمور بحزب الأمة وطائفة الأنصار لإطالة عمره ولإيجاد شرعيتهم المنقوصة بشرعية حزب الأمة وطائفة الأنصار – ولكن هيهات لهم ففي حزب الأمة كوادر وشباب أقوياء لاتنطلي عليهم ألاعيب قيادتهم او فئران هذا النظام الوثني – ان علي القوي الفاعلة فس المعارضة السياسية وشباب الأحزاب وقوي النساء والمنظمات المدنية وحاملي السلاح ان يتيقظوا لهذه المسرحية

  4. من اهمة مميزات الصادق المهدى انه يجيد اللعب بالكلمات و ليس بالكمات و ما يقوم به الان هو تهديف فى مرماهو هو و ليس مرمى المؤتمر الوطنى لأنه يريد فركشة الحوار الوطنى بعد ما اكتشف انو الموضوع لكسب مذيد من الزمن لصالح البشير و جماعتو ..!!!!!

  5. هذا هو الصحيح هنالك شئ يدبر جهارا” نهارا” لايحتاج لكبير عناء او تحليل لكنه هو الشعب السوداني الذي لايفهم ولا يتعلم ابدا” فما زال يعتقد بطرد نافع وطه وغيرهم ويالعجبي حتي الجبهة الثورية وحركات دارفور تطالب باطلاق سراح المهدي اظنها بلعت الطعم وبعد اسبوع او اسبوعين سيبتلع كل الشعب الطعم ويخرج الصادق زعيما” ومناضلا”

  6. بيني وبينك يالطاهر زول يقلع منك حكم انتخبتك له الاغلبية بالقوة ويبهدلك ويحتقرك ويشغل جنياتك مساعدين حلة ليه ويضرب ويكسر يد بتك دحين بترضى يجي يخت لك وسام في كتفك ويقولك انت ابن السودان البار؟؟
    الناس مامشغولة بس مندهشة من المرمطة الرضوها الناس ديل لنفسهم
    ياخ امشي اهين ادروب ساكت شوف كان ماجقدك او دخل الغابة القاعدين ليها شنوا

  7. ههههههه نفس قصتك مع الناس يا الطاهر؛ فكما لم يصدق الناس ذاك المنسلخ من الكيزان ستظل طول عمرك كوزا مهما كتبت ومهما بكيت وتباكيت.
    الطاهر اخوي غير اسمك لعل وعسى هههههههه

  8. لك التحية اخ ساتي…تحليل في غاية المعقولية.. نعم ان ما يدور الان في صوره المختلفة يشي بأن هناك شئ ما، في مكان ما، يتم إعداده على نار هادئة، وهذا ما يجب أن يشغل العقول بالبحث عنه،
    *** بس تعبنا من لعبة شليل وينو ….

  9. مفروض الايام دي الناس تنسى اي حاجة و تركز فقط على الجنجويد
    القاعدين في الخرطوم ديل لانه موضوع مريب جدا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..