
لأهمية موضوع سد النهضة وارتباط المشروع بالمصالح الاستراتيجية للسودان فقد إطلعت على كثير من الإفادات و الدراسات و نتائج أبحاث لجان متخصصة قادها عدد من العلماء السودانيين المتخصصين الأفذاذ عن هذا السد و آثاره على السودان أكدت كلها و أثبتت ما يهمني في الأساس و هو مصلحة و سلامة وطني السودان و إنسانه البسيط و ذلك لأقصى حد ممكن .. وحتماً ذلك دون الإضرار بمصالح و حياة الأخوة في مصر الشقيقة.
– أولاً تم تأكيد سلامة بناء السد من الناحية الإنشائية و ميكانيك التربة المؤسس عليها و خاصة بعد تنفيذ التعديلات الإنشائية الضرورية في جسمي السد : الخرساني و الركامي و التي طلبها خبراء الجانب السوداني و ذلك بعد مراجعة تصميمات السد و لرفع درجة أمان السد و كذلك إضافة بوابة ثانية في السد و قد كلف تنفيذ هذه التعديلات ما يقارب المليار دولار إضافية.
– ثانياً أكدت الدراسات عدم تضرر مصر البتة على المدى البعيد او القريب من بناء السد و إنما الإختلاف على مدة تعبئة بحيرة الخزان (٧٣ مليار متر مكعب) حيث سيكون هنالك إضطراب في معدل التوريد في مرحلة الملئ الأولى لكن سيعود الأمر ليستقر بسيرته العادية بعدها، حيث أن هذا السد هو سد لتوليد الطاقة و ليس بسد للتوسع في الري أو الزراعة أي أنه يقوم بحجز المياه خلفه لبرهة من الزمن و من ثم ليطلقها ثانيةً عبر بوابات التوليد الكهربائي لتنساب لدول المصب السودان و مصر دون تأثير يذكر في حصص كل جانب..
لكن المماحكات و المناورات السياسية الداخلية في مصر و الخارجية كذلك كقناة الجزيرة الأخوانية الخبيثة هي التي هوّلت الموضوع و صورت الأمر كأنه مؤامرة ستصيب المواطن المصري في مقتل. !!
و جاءت بالزيادة عليها مهاترات و سباب الإعلام المصري بحق أثيوبيا و السودان و التهديدات الدونكيشوتية الساذجة من بعض هواة السياسة المصريين بالدعوة لإستعمال القوة المسلحة .!! و المؤامرات الإستخباراتية ضد أثيوبيا و شعبها و ذلك لتدمير مشروعها الوطني الهام هذا ..!!
هذا الأمر جعل أثيوبيا تصر على عدم إعترافها هي و بقية دول حوض النيل الأخرى بكل الإتفاقيات التي صيغت و وقعت في زمن الإستعمار لكل هذه الدول بما فيها مصر.
و بهذا تصبح مقولة : ( الحقوق التاريخية المكتسبة لمصر في مياه النيل ) غير ذات معنى لجميع هذه الدول و غير مجدية البتة .. فكل دول المنابع و المصب المتشاطئة على النيل لها حقوق متساوية في التنمية المستدامة و الإستفادة من مياه النيل على مدار العام دون ضرر او ضرار .. و على مصر مراعاة و فهم ذلك مستقبلاً و التأقلم على ضبط و ترشيد إستهلاكها المائي و رسم سياستها المائية بناء على ذلك.
بحيرة السد العالي ( ناصر/ النوبة ) تخزن خلف السد مياه بحجم ١٦٢ مليار متر مكعب ..!! أي أكثر من ضعف حجم مياه بحيرة سد النهضة .! كلها مرصودة لمصلحة مصر فقط .. كهرباءً و رياً ..!! و تشكل إحتياطي مائي لمصر ضد سنوات الجفاف قد تمتد ل ٥ سنوات ..!!
ولم يحتج أحد او يشير إلى ذلك أبداً. رغم الضرر الهائل الذي حاق بالسودان جراء تدمير و غمر أغنى منطقة أثرية له في الشمال و تهجير مئات الآلاف من البشر من قراهم و مدنهم و مزارعهم و تعويضهم على ذلك (ملاليم) لا تسوى شيئاً حيث ما زالوا يعانون الى اليوم جراء ذلك.
فما الذي إستفاده السودان من السد العالي و من بحيرته العملاقة هذه ؟!! لاشيء البتة غير دمار البيئة و التهجير.. و كل الكهرباء و الري و الحماية من أخطار الفيضان و الإحتياطي المائي عادت كلها لمصر وحدها فقط .. و بعد كل هذا إرتفعت الدعوات عالية (لازم يا أبناء النيل تخليكم معانا) ..!!!!!
– ثالثاً لقد آن الأوان لكي يبني السودان علاقاته مع جيرانه جميعهم سواسية وفق مصالحه و يرسم سياسته الخارجية بناء على مصالح شعبه بدون تفريط او تنازل أو تغول. و في هذا المضمار سيستفيد السودان فوائد جمة من بناء سد النهضة في أثيوبيا .. فإذا كانت إستفادة أثيوبيا من أغلب المنتج الكهربائي للسد لصالحها (مع جزءٍ كبير مقدر للسودان سيحل مشاكله الكهربائية نهائياً) فإن إستفادة السودان هي الأعلى من الناحية المائية و ذلك لتخزين نصيبه من المياه عند السد ليقوم بالسحب و بالزراعة ثلاثة مواسم بدل موسمين فقط (شتوي و صيفي) و ذلك بالإستفادة من المتبقي من نصيب السودان الفائض و المقدر بأكثر من ٧ مليار و ٥٠٠ مليون متر مكعب كانت تذهب كلها لمصر هدراً على مدى أكثر من نصف قرن من الزمان ..!! لضعف السعة التخزينية في خزانات السودان.
يضف إلى ذلك حماية القرى و المدن السودانية من أخطار الفيضانات السنوية و النحر المتسبب في الجروف بالإضافة الى التغذية الكبيرة و المقدرة للأحواض الجوفية في السودان الأوسط (حوض النيل الأزرق) و الشمالي (الحوض النوبي العظيم).
حقاً إنه سد السودان العالي المقام في أثيوبيا ..!!
م. عبدالهادي عثمان
مقال ممتاز وفى الصميم لقد صنع الإعلام المصرى بعبعا أسماه غرق لسودان بإنهيار سد النهضة ومبدا التخويف معروف في العلاقات الدولية ويقترن مع التهديد وهو أيضا يسبب الخوف. ركن الإعلام المصرى للحديث عن إنهيار السد الأثيوبى ومخاطر ذلك على السودان وصور الحدث وكأن مصر هى الحرص والأعلم بمصلحة السودان وشعبهز بينما تعلمنا السياسة أن العلاقة مع مصر تقوم للاسف على التضاد بمعنى أن ما ينفع مصر ليس بالضرورة مفيدا للسودان والعكس أيضا صحيح ولنقرب المعنى أكثر فالنهضة في السودان لابد أن ترتكز على الإنتاج الزراعى سواء للاستهلاك أو التصدير والنهضة الزراعية قطعا تحتاج لمياه وهى تتوفر في المجارى المائية والمصادر الجوفية ولكن النيل أعلاهما شأنا بهذا الصدد إذن هناك مشكلة فمصر تعتقد أن النيل لها وحدها دون سوها وهى لاتعترف حتى بحقوق دول المنبع .. وتكون النتيجة للاسف أن مصر تبنى تطورهاعلى تخلف السودان ولأجل ذلك ما فتئت تعمل بأى شكل على إعاقة السودان و اليلولة دون تقدمه وإستخدمت اشنع السبل لتحقيق هدفها ألا وهو زرع خلاياها فى المؤسسات السودانية فمحى الدين صابر عندما غير السلم التعليمى لم يكن هدفه سوى إرضاء مصر.. وبابكر عوض الله الذى أختار لنفسه أن يكون ماشاءت له نفسه في مصر بمقولته الشهيرة تلك .طبعا لا ننفى دور النخب السودانية التى ترى فى مصر مثالها فتراهم يطعمون حياتنا الثقافيةبنكهة مصرية خالصة مثلم حدث فى ذلك التكالب على ناصر وام كلثوم ومن الأحتفاء بعلى الجارم.وإلى يومنا هذا تعمد فضائياتنا إلى بث الأعمال الدرامية المصرية أى إنكسار هذا والمصريون لا ينفكون يوصموننا بأقّذع اللألفاظ.. وقد نستحق ما يلحق بنا لأننا أسانا قدر دولتنا وندمر بإستمرار مستقبل أجيالها. ترى هل سيحترم المصريون ذلك الذى رضى ببيع تراب بلده لهم بأبخس الأثمان حلفا؟ موضوع سد النهضة إختبار حقيقى لنا هل ننجرف مع مصر في حربها ضد أثيوبيا حيث لن تستطيع القاهرة على المساس المباشر بالسد إنما ستلجأ إلى خلخلة الحكم في إثيوبيا بغية إضعافه وفى ذلك ستلجأ القاهرة إلى أكثر من حيلة منها حشد الدعم العربى إلى جانبه مما سيجعل أثيوبيا بدورها تستغل بعدها الإفريقي فهى عاصمة الديبلوماسية الإفريقية إلى جانب بعدها االدينى وستنجح أيما نجاح.. مصر تدق طبول الحرب ولن تدخلها أبدا بدون السودان بل سلتجأ إلى توريطه فعلا في حرب لاناقة له فيها ولا جمل وعلى السودان أن ينظر لمصالحه فمصر لم ترهن في اي يوم مصلحتها لصالح أحد وهو شئ طبيعى جدا إلا في هذا السودان الذى يهلكه أدعياؤه العروبيون القوميون البعثيون.الإسلاميون بشعاراتهم الجوفاء.لا أستبعد أبدا اليد المصرية في تأجيج الأمور على الحدود الإثيوبية
فعلا هو فوائده للسودان كبيرة ولكن انبطاح مسؤولينا لمصر ما ذا نفعل رغم ان مصر محتله حلايبنا وما دايرين يرجعوها لنا ومسؤولينا فقط عينم على الفشقة الفشقة الاثيوبيين قالوا ليكم انحنا معترفين بانها ارضكم فقط الصبر حتى ترسم الحدود فهل المصريين معترفين انو حلايب لنا والله مفروض ضر كده فى حكاية السد ده نقيف مع اثيوبيا حتى لو ما كان لنا فوائد من السد حتى ترتدع مصر وترد لنا ارضنا المغتصبة .
لك التحية يا باشمهندس
قام المصريون ببناء السد العالي منذ السنينيات من القرن المنصرم ببحيرة تسع 180 مليار متر مكعب دون خشية من أن ينهار السد فوق رؤوسهم و يجرفهم إلى قاع المتوسط. الان بعد أن شيد الأحباش سد النهضة فهاهم يخشون على إخوتهم السودانيين من إنهيار هذا السد و (خراب بيوتهم)، كأن الأحباش ليسو بالجدارة التي تؤهلهم لبناء السد و إدارته كما يلزم، كأنهم_ على فقرهم _ حمقى يبددون المليارات من الدولارات في طيش غير ابهين وهم الذين سبق أن قاموا بتشييد زهاء ثلاثين سداً. ضمن هذه السدود هنالك مايفوق- كثيراً – إرتفاعاً سد النهضة و يزيد عن ضعف السد العالي. منتهى الشوفينية.
هنالك دراسات غير منحازة قام بها خبراء وطنيون أكفاء تؤكد ما ذهبت إليه من أن فاقد السودان (السنوي) من حصته يربو عن 7 مليار و 500 مليون من الأمتار المكعبة و هذا الأمر – بالذات- هو الذي يفري أكبادهم و يثير حنقهم.
ما ورد فى هذا المقال الضافى هو مانتمنى سماعه من خبرائنا أما مانتمنى سماعه من حكومتنا هى أن مصالح السودان تأتى أولا وليس مصالح غيرنا …
تعرفوا أكبر نعمة أنعم الله بها علينا هى أن جعل النيل يجرى فى ربوع بلادنا قبل مصر والحمد لله أن جعل هذه الأنانية مصر فى مصب النيل ….
ما ورد فى هذا المقال الضافى هو مانتمنى سماعه من خبرائنا أما مانتمنى سماعه من حكومتنا هى أن مصالح السودان تأتى أولا وليس مصالح غيرنا …
تعرفوا أكبر نعمة أنعم الله بها علينا هى أن جعل النيل يجرى فى ربوع بلادنا قبل مصر والحمد لله أن جعل هذه الأنانية مصر فى مصب النيل ..