نفحات زيارة السيسي للخرطوم

خط الاستواء
هي خطوة في اتجاه حلحلة المشاكل العالقة، لكن القاهرة ليست كأسمرا، ولا الخرطوم هي أديس أبابا. عند مقارنة التطور الإيجابي للعلاقات الإثيوبية الأرترية مع مسار علاقات مصر بالسودان، ينبغي ألا نتوقع هبوط الحميمية على أرض وادي النيل، بالرغم من أن قطريه لم يشهدا حرباً مفتوحة كتلك التي دارت لعشرين سنة بين أرتريا وإثيوبيا.
بسرعة فائقة تمكن الرئيسان أسياس أفورقي وأبي أحمد، من طي صفحات الماضي وشرعا في بناء سلام وتعاون حقيقي بين الدولتين، كيف لا يحدث مثل ذلك في علاقات السودان مع مصر، وهما دولتان مؤهلتان لأكثر من ذلك، بالنظر إلى أواصر التاريخ والجغرافيا. يعترف الطرفان بأن هناك مشاكل عالقة، إن بدأوا بمناقشة تفاصيلها، فمن الصعب الوصول إلى نتائج إيجابية لهذا كانت زيارة الرئيس السيسي ? ربما – لفتح صفحة جديدة من أجل تصفير المشاكل بطرق غير تقليدية، كتلك التي جرت في السابق.
لعل الطرائق غير التقليدية تلك، تتمثل في أن يجد الجانب المصري لأشقائه عذراً بالنظر إلى طبيعة الميدان، أو المناخ، الذي تعمل فيه الحكومة السودانية،، ذاك المناخ أبطأ تنفيذ برنامج إصلاح الدولة الذي كان أعلنه السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية في فاتحة عهده كرئيس للوزراء، يقابل ذلك، أن الرئيس السيسي بدأ عهده الميمون بموجهات واضحة للإصلاح الديني، لكن ميكانيزم الدولة المصرية، القائمة على دعائم أزهرية تمتد لأكثر من ألف سنة، لم تكن في مستوى ذلك الخطاب.
أكثر من ذلك، فإن المؤسسة الدينية ممثلة في الأزهر الشريف أرسلت رسائل صد، بانتقامها لكيانها في شخص المفكر المستنير إسلام بحيري.. فبمثل ما تباطأت حركة الإصلاح هنا في الخرطوم، تأجل في القاهرة، انتظاراً لسوانح الدهر ونفحاته، فــ(إِنَّ لِرَبِّكُمْ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا)، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا).
غض النظر عمّا جرى من تسليم وتسلم، ما جرى وراء الكواليس وما تم إنجازه من مشهيات ترطيب الأجواء بين الحكومتين، فهناك قاعدة يلتقي عليها الرئيسان البشير والسيسي، انطلاقاً من خلفيتهما العسكرية، ونظراً لما حققاه من استقرار للنظامين، فالرئيس البشير أدار معركته المباشرة مع التنظيم بعد صبر عشر سنوات، واقتفى ضيفه الموقر ذاك الأثر بعد سنة واحدة من صبر الشعب المصري الذي يستحق كل طيب وجميل.
لا بأس أن يُدار أمر تصفير المشاكل بين البلدين بعيداً عن وسائل الإعلام، عبر لجان الاختصاص الأمني، لأن القضايا الشائكة أكثر ما يؤجهها استتباعها بالقيل والقال.. إنما المهم جداً من كل ذلك هو هدف التصفير الذي لابد أن ينعكس إيجاباً على معيشة المواطن في البلدين.
نجاح زيارة السيسي تتوقف عند اختبار حرية التجارة البينية، بأن يكون هناك اتفاقاً على الحد الأدنى مما يشغل البال، بأن تتوفر إرادة سياسية حقيقية تتخطى تدبيج التصريحات وتنميق الكلام عن (عمق العلاقات الأزلية بين الشعبين الشقيقين) !

تعليق واحد

  1. اعتقد ان الزيارة ناجحة وسوف تاتى نتائجها وعلى الجميع النهوض بها وتطويرها فهى السبيل الوحيد لتقدم البلدين لان السودان يتجه من السئ الى الاسوا فى كل شئ فنتمنى ان يكون السيسى جادا وارجو من نظام الكيزان المتخلف ان يضع يده فى يد السيسى عل وعسى ان تتم نهايته على ايدى السيسى كما تمت مع اخوان مصر

  2. اعتقد ان الزيارة ناجحة وسوف تاتى نتائجها وعلى الجميع النهوض بها وتطويرها فهى السبيل الوحيد لتقدم البلدين لان السودان يتجه من السئ الى الاسوا فى كل شئ فنتمنى ان يكون السيسى جادا وارجو من نظام الكيزان المتخلف ان يضع يده فى يد السيسى عل وعسى ان تتم نهايته على ايدى السيسى كما تمت مع اخوان مصر

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..