أخبار السودان

اليهود في السودان.. أسرار وحقائق تنشر لأول مرة

(إسترا) اليهودية صاحبة أشهر صالة قمار عالمية بقلب العاصمة

كيف حاول اليهود نشر دين (يهوا) وسط الأسر السودانية؟!

(باقوس) حارس المعبد اليهودي آخر يهودي دفن في السودان

لوكاندة (اسطفان) المعلم اليهودي الوحيد المتبقي اليوم بالبلاد

مقابر اليهود.. تضم رفاة أثرى أثرياء العالم

المعبد اليهودي بشارع القصر (سابقاً)..البنك الأهلي السوداني (حالياً)

تحقيق- التاج عثمان

**آلاف اليهود كانوا يقيمون في السودان وبعضهم خرج للحياة نشأ وترعرع وتعلم به.. لكن يهود السودان ظلوا سراً غامضاً وكتاباً مغلقاً لم يتصفح صفحاته سوى القليل من السودانيين الذين كانت تربطهم باليهود علاقات عمل أو صداقة أو دراسة.. وبما أنهم صاروا جزءاً من تاريخ السودان ولهم بصمات واضحة في اقتصاده خلال سنوات طويلة نسلط الضوء من خلال هذه الحلقات التوثيقية عن أشهر اليهود في السودان..أين كانوا يسكنون؟.. وماذا كانوا يعملون؟.. وهل تعايشوا وذابوا في المجتمع السوداني أم انعزلوا وابتعدوا عنه؟.. وأين وكيف اختفى (محضر الطائفة اليهودية) بالسودان؟.. وماذا تعرف عن مقبرة اليهود التي تضم رفاة أجداد أغنى أغنياء العالم الآن؟.. ولمصلحة من تمت مصادرة المعبد اليهودي والذي كان من أشهر معالم العاصمة الخرطوم؟.. وما صحة ما يتداوله البعض بأن مقابر اليهود بالخرطوم أصبحت قبوراً بلا جثامين؟.

دين يهوا

يكشف المصدر حقيقة خطيرة عن محاولات اليهود المستميتة لجذب السودانيين لديانتهم قائلاً: “بعض اليهود المقيمين في السودان والذين انصهروا مع بعض الأسر السودانية ويأتون لهم في المناسبات، حاولوا استغلال هذه العلاقة لنشر أفكار دين (يهوا) وسط بعض الأسر السودانية، لكنهم فشلوا في ذلك أمام عزة أهل السودان وتمسكهم بدينهم، ما دعا عدداً من الأسر التوقف عن مواصلة اليهود والالتقاء بهم وتحاشيهم وعدم الاختلاط بهم، بعد أن علموا أن علاقتهم وتواصلهم معهم كان لغرض استمالتهم لدين (يهوا) وهو أمر مرفوض لكل سوداني”.

داخل مقبرة اليهود

مقبرة اليهود من معالم العاصمة الخرطوم المشهورة وتقع بالمنطقة الصناعية جنوب كبري الحرية، تجولت بها ظهر الجمعة الماضية وهي مهملة معظم قبورها الأسمنتية في حالة يرثى لها..لاحظت أن القبور من الجنوب الغربي للشمال الشرقي، حيث أن اليهود يدفنون موتاهم تجاه بيت المقدس.. أحصيت عدد القبور فيها وهي حوالي (100) قبر، مساحة المقبرة صغيرة نوعاً ما وتحتل موقعاً إستراتيجياً بقلب العاصمة، ولقد حاول البعض في عهد الإنقاذ الاستيلاء عليها وتحويلها لبرج، إلا أن الرابطة اليهودية العالمية بالخارج علمت بمخططهم فوقفت لهم بالمرصاد وحذرتهم من ذلك، فتراجعوا عن مشروع البرج، بعدها تمت إحاطتها بسور حماية لها من عبث العابثين خاصة الشماسة والمتسكعين الذين كانوا يتخذونها مضجعاً لهم ليلاً، ورغم ذلك لم تسلم منهم.. لاحظت أنها محاطة تماماً بورش ميكانيكا السيارات، ومتاجر زجاج السيارات، وغيرها من الحرف الصناعية الأخرى، وعلمت أن آخر يهودي دفن فيها اسمه (باقوس) والذي توفى في الثمانينيات وكان يعمل في المعبد اليهودي بالخرطوم.. ويبدو أن اليهود الذين هاجروا من السودان أصبحوا لا يأبهون بها بدليل الإهمال والدمار الذي حاق بها، ولا أرى غضاضة أن تتولى أمرها الهيئة العامة للآثار لكونها تعد جزءاً من تاريخ السودان لا يمكن تجاهله بأية حال من الأحوال.

معظم اليهود المدفونين فيها هم أجداد أغنى أغنياء العالم ومنهم أسرة (إبراهيم قاعوم) والذين هاجروا إلى سويسرا، وإنجلترا ونيجيريا.. وهناك أقاويل تشير أنها (قبور بلا جثامين)، حيث قام اليهود بنقل كل الجثامين لإسرائيل (أرض الميعاد)، كما يدعي اليهود، إلا أن هذا الرأي لا أساس له من الصحة بدليل أنني عندما تجولت داخلها وجدت البناء الأسمنتي فوق القبور مغلقاً تماماً ولا يوجد أي أثر يدل على نبش القبور، قد يكون اليهود نقلوا بعض الجثامين لإسرائيل ثم ساووا القبور بالأرض، أما من بقي داخل المقبرة فهم من فقراء اليهود..

آخر معلم

من آثار اليهود الموجودة حتى الآن بالخرطوم (لوكاندة اسطفان)، تقع شمال كلية الطب، بشارع الإسبتالية مع تقاطع شارع القصر وتقاطع شارع الطيار زلفو، وهي خالية الآن وتعد امتداداً لدلالة الخرطوم للسيارات.. وهناك مبنى أو منزل مشهور تم تحويله بواسطة صاحبته اليهودية (إستر) لصالة قمار عالمية بقلب الخرطوم بشارع علي عبد اللطيف، معظم روادها كانوا من التجار اليهود والأغاريق والإنجليز والقليل من السودانيين أيضاً، وقد حل محلها الآن مبنى حكومي.

وكما علمت تمت إزالة المقبرة الإغريقية شمال غرب السكة الحديد، بينما لا تزال (مقبرة الكمنولث) موجودة حتى اليوم ومقرها غرب القيادة العامة وجنوب مستشفى الأسنان والنادي الأمريكي بالخرطوم، وهي غير مخصصة لموتى اليهود، ويدفن فيها حالياً بعض الأقباط والأغاريق..كما لا تزال مقابر الأتراك قائمة حتى اليوم، وتقع في شارع البلدية شمال وزارة المالية ولاية الخرطوم وشرق بنك المزارع، والحكومة التركية تهتم بها وتقوم بصيانتها سنوياً، ومدفون فيها عدد من ضباط الجيش التركي الذين توفوا بالسودان”.

سلاطين باشا

يواصل المصدر السوداني حديثه عن اليهود السودانيين متناولاً علاقة سلاطين باشا مع اليهود الذين كانوا يتواجدون بالسودان خلال تلك الحقبة من تاريخ السودان، قائلاً: “(سلاطين باشا) وهو نمساوي الجنسية خلال خطبة لـ(كتشنر) أمام تجار وأعيان أمدرمان قال لهم: (إنني رجل حرب ولكن سأولي عليكم من هو يعرفكم وتعرفونه جيداً وهو سلاطين باشا)، فقالوا له: “حقاً إننا نعرف سلاطين باشا ويعرفنا”.. بعدها مباشرة توجه (سلاطين باشا) إلى المنصة الخطابية وقال لجمع من تجار أمدرمان: “يا تجار أمدرمان، أنتم تريدون أن تكسبوا في القرش جنيه وأنا سوف أحضر للسودان شركات بريطانية تريد أن تكسب في الجنيه قرشاً، ومن الأفضل أن تتركوا هذا المجال”.. وفعلاً أحضر شركات بريطانية ومساعدين لها من بعض الشركات الأرمينية والإغريقية واليهودية”.

أملاك اليهود

هنا يتناول محدثي حادثة مصادرة أملاك اليهود في السودان فيقول: “مصادرات أملاك اليهود تمت خلال حكم الرئيس (جعفر محمد نميري)، حيث تمت مصادرة ممتلكات بعض اليهود وهي عبارة عن أراضٍ وشركاتٍ بالإضافة إلى أنهم ـ كما سبق أن ذكرت ـ فإن اليهود الذين كانوا يقيمون بالسودان أساساً يقومون بالتحاويل المالية والكمبيالات للشركات البريطانية والإغريقية، حيث قام نميري بحلها فأصبح لا جدوى من وجودهم في السودان مما جفف المعبد اليهودي من رواده اليهود، وهذا يعتبر السبب الرئيسي في التخلص منه بالبيع، وأخيراً آل المعبد اليهودي لوضعه الحالي كمقر للبنك الأهلي السوداني.. وأثناء تواجد اليهود بالسودان كانت توجد بعض البنوك مثل: (البنك العثماني)، (وبنك باركليز)، (والبنك المصري)، لكن اليهود كانوا لا يتعاملون مع هذه البنوك، بل يحولون أموال الشركات وأموالهم الخاصة عبر الكمبيالات إلى بريطانيا.

الدياسبورا والسابرا

من المراجع المهمة التي اعتمدت عليها في هذا التحقيق كتاب (دراسات في المسألة اليهودية)، لمؤلفه (إسحق دويتشر)، صادر عن دار الحقيقة بيروت، وهو من المؤلفات القليلة والنادرة التي تناولت اليهود وحياتهم وأسرارهم، ويفسر بعض المصطلحات التي ارتبطت باليهود، عثرت علية بدار الوثائق القومية، يقول مؤلفه (دويتشر):

“اليهودي يربط دائماً في كل المجتمعات بالتجارة والوساطة وإقراض النقود ومراكمتها.. فقاموس إكسفورد يعرف كلمة يهودي بعدة تعريفات منها: شخص من العنصر العبري ـ المرابي الجشع الشديد المساومة (وهو الاستخدام الدارج).. ويقول المثل (غني كاليهود).. ويقول قاموس أكسفورد، إن (يستهود) كلمة معناها (يغش ويخدع)، وهي صورة ثابتة عن اليهود لدى كل شعوب العالم..أما مصطلح (كيبوتز هاغالوث) ـ فهو يعني عودة اليهود من كل بلدان الشتات، فكل يهودي خارج إسرائيل هو في نظر اليهود منفي عملياً، وعليه واجباته نحو دولة إسرائيل، والواجب الأقصى هو أن يصبح إسرائيلياً.

أما مصطلح (السابرا) فالمقصود به الإسرائيليون الشبان الذين ولدوا وتربوا في إسرائيل وهم ليس لديهم انتماء لليهودية العالمية، وبالتالي لا يرونها منتمية إلى إسرائيل، بل أن بعضهم يصل إلى القول إنهم إسرائيليون وليسوا يهوداً.. وهناك مصطلح آخر شهير هو (الدياسبورا)، ويعني الخلاص من الشتات.. فدولة إسرائيل أساساً كانت حصيلة جهد يهود أوربا الشرقية خاصة روسيا، وبولندا، وليتوانيا، وعندما أعلنت الدولة اليهودية عام 1948م كان اليهود ذوو الأصول الروسية والبولندية يشكلون حوالي نصف سكانها تقريباً.. واليهود يتبادلون في أعيادهم تحيتهم التقليدية: (العام القادم في أورشليم)، أو القدس، دلالة على تمسكهم بها وحتمية العودة إليها”.

مكر ودهاء

ومن المؤلفات القليلة والنادرة التي عثرت عليها بدار الوثائق القومية بالخرطوم كتاب: (اليهود .. نشأتهم وعقيدتهم ومجتمعهم)، لمؤلفه المصري (زكي شنودة)، الناشر مكتبة النهضة المصرية، المنشور بالقاهرة 1974م.

يكشف فيه المؤلف تفرقة اليهود بين الغني والفقير بقوله: “في إسرائيل تفاوتات بالغة بين الغني والفقير، حيث يقيم فقراء اليهود في منطقة (معايارا) المخصصة للمهاجرين المفلسين، بينما المهاجرون الأغنياء يسكنون عادة في الفنادق والفيلات الفاخرة المقامة على جبل (الكرمل)، والمسافة شاسعة ومخجلة بين أغنياء وفقراء اليهود.. واليهود اشتهروا بصفات: المكر، والدهاء، والإغراء، والتضليل، ووصفهم القرآن الكريم (انهم أشد الناس عداوة للمسلمين).. أما مصطلح (الصهيونيون) أو (الصهاينة) فنسبة إلى صهيون وهو اسم قديم لهضبة في القدس أقام عليها (داود) قصره حينما صار له الملك واتخذ القدس ـ أورشليم ـ عاصمة له.. أما اليهود المعاصرون فهم يمتون بنسب وثيق من الدم إلى بني إسرائيل القدماء ويربطون حركتهم بتاريخ هؤلاء في فلسطين ويجعلونه سنداً أو مبرراً لما يهدفون إليه من إقامة دولة لهم في فلسطين وما جاورها، وهي دعوى لا تستند إلى أي أساس من منطق وتاريخ صادق.

ويحاول اليهود دوماً خداع العرب والفلسطينيين بتفضيل القرآن لبني إسرائيل في (سورة السجدة)، والرد على ذلك حسب المفسرين، أن تفضيل بني إسرائيل والتنويه بهم محصوران في رسالة موسى عليه السلام وأمته فحسب، وليس لهما امتداد مستمر.. فاليهود اعوجوا وانحرفوا وبدلوا ونقضوا ميثاق الله فجازاهم الله باللعنة والذلة والغضب والشتات والمسخ، وآل عليه أن يرسل عليهم يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب.. أما انحرافات بني إسرائيل الدينية والأخلاقية لم تذكر في القرآن الكريم فقط، بل ذكرت في أسفار العهد القديم التي يقدسونها”.

نقلاً عن الحراك

‫4 تعليقات

  1. أنا أشك فى صحة ما جاء فى هذا التقرير, بأن اليهود فى السودان حاولوا جاهدين ادخال السودانيين فى الديانة اليهودية, لسبب واحد و رئيسى وهو أن الديانة اليهودية ليست كألاسلام أو المسيحية يمكن الدعوة و الدخول فيها, الديانة اليهودية لا تعترف الا بألاصل اليهودى لمقتنعها, لذا كان الكثير من الحاخامات ضد تهويد الفلاشا على سبيل المثال فهم لا يعترفون بأن أصلهم يهودى وتم قبولهم فى اسرائيل غالبا لدواعى انسانية.

    1. لا يوجد دين اسمه دين يهوا بل توجد جماعة دينية اسمها شهود يهوا وتوجد في الكثير من الدول وهي تؤمن بالسيد المسيح ولا تؤمن بالثالوث المقدس بل باله واحد وبها الكثير من التشابه مع العادات الاسلامية.
      بالنسبة لليهود فشهود يهوا افضل من المسيحيين المؤمنين ب الوهية السيد المسيح.

  2. لا يوجد أي سبب بترك مقابر اليهود في موضعها واعطائها تقديس لا محل له. القانون يسمح بازالة المقابر بعد ٥٠ سنة من ايقاف الدفن بها.
    في السبعينات تمت ازالة مقابر ابوصليب وهي مقابر مسيحية تقع شمال السكة حديد وغرب كلية الطب.وكانت المنطقة التي توجد بها المقابر تعرف بحي ابوصليب نسبة لوجود رمز الصليب على المقابر والحي كان اكبر حي للدعارة بالخرطوم وتم نبش القليل من القبور واخذ الرفاه لمن كان له اقارب و تم بناء داخلية لطلاب كلية الطب (داخلية حسيب) في مكان المقابر.

    اذا تم ازالة مقابر اليهود الآن فلن تترك كحديقة عامة. بل ستؤول الى أحد الكيزان القدامى او الجدد وتتحول الي سوبرماركت وجزارة ومركز للساونا والتدليك وكوافير القرمصيص الاسلامي

  3. الاستاذ شبر بوش لك التحية . شراء المتعة كان بريال في الثلاثينات والاربعينات . الريال او 2 شلن بريطاني كان معدنيا به رسم صليب . ولهذا عرفت المنطقة بابس صليب . ثم صار الاجر طرادة او 25 قرش . وصار الاسم في السودان الشمالي ابو طرادة .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..