مقالات سياسية

عين على الحقيقة في حرب الرمل، ما خفي أعظم؟! (1)

الجميل الفاضل

ليس حدثًا عابرًا إعلان حالة الطوارئ والتعبئة العامة بغرب كردفان.
فقد ودّع الدعم السريع بالفعل، كما يقول قادته، “الفوج الخامس” إلى خطوط الرمل الأمامية.
أما الآن، فلو أن نملة نابهة أخرى قالت: “يا معشر النمل، ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم ابن حمدان وجنوده”، فقد صدقت أيضًا.
بمظنة أن أفواجًا بعد، حبّات رمل كردفان، في طريقها لأن تنخرط في أتون هذه الحرب.
إذ إن من يدمي الرمال بذبح أطفال ونساء “الحمادي” وشبّان “الخوي”، سيدمي لا محالة قلبه بجراح لن تبرأ قريبًا.
وأقول: سبحان الذي استدرج أقدام “الإخوان” إلى أودية الرمل البعيدة، ليُلبي بعد نحو خمس سنوات رغبة من قالوا: “أي كوز ندوسو دوس… ما بنخاف، ما بنخاف”.
إن من نادوا بهذا “الدوس” في الخرطوم يومئذ، كانوا يقولون “جيبوه”،
وليس “اذهبوا به إلى حيث أرشد مغنّون آخرون حين قالوا: لو داير البل تعال لدار حمر”.
وبالطبع، فـ”البل” على رمال الصحارى المفتوحة ليس كغيره من “البل”.
فعندما تتحرك الرمال تحت قدميك، يجب أن تعرف أين أنت بالضبط، وإلى أين تجرفك هذه الرمال، أو تجرّ أقدامك.
ثم، قبل أن تردّد الأهازيج الحمرية ذاتها: “يا حليل الفكي الجاب ليكم العرقي”، تذكّر أن ذلك “الفكي” ربما أتى لتلاميذه بـ”عرقي” الانقلاب المعتّق قبل بضع وثلاثين سنة، قبل أن يتوسّد الآن “الباردة”.
على أية حال، فإن هؤلاء “الكُرْدافة” ليسوا فقط أولئك الناس “القيافة”، كما كنا نظن.
فانظر إلى ناظرهم عبدالقادر، هذا الأسد الرابض في عرينه يأبى أن يهرب من قدر الله إلى قدر الله.
اختار أن يواجه كلا الاحتمالين: احتمال الموت، أو احتمال النجاة، من مكانه.
إذ إن من يُدرك طبيعة الرمل، يدع الرمل يمشي، ولا يمشي هو.
وهكذا يفعل أيضًا من يُدرك أن إرادة الرمال أقوى دائمًا من إرادة الأقدام التي تدبّ وتسعى عليها.
بل ربما هذا ما بات يُدركه سليل بيت الإدارة الأهلية الكبير، بيت الناظر منعم منصور.
فالإنسان كائن متجدّد بطبعه، لا يمكن اختزاله أو اعتقاله في لحظة هاربة من تاريخه وماضيه.
والتاريخ، قربًا أو بعدًا، ليس قفصًا حديديًا يُرهن له الناس حاضرهم ومستقبلهم.
إذ لكل لحظةٍ حاضرة قانونها الخاص، الذي هو أقوى وأمضى من كافة صور الماضي، ومن تصوراتنا حوله.
وبالعودة للتاريخ أيضا، فقد سقط بين كثبان هذه الرمال نفسها جنرال إنجليزي كبير، سقط في متاهة زحفها؛ إنه الجنرال “هكس”،
الذي ظن أن “غابة شيكان” مجرد غابة من شجر، وأن الرمل لا يتحرك تحتها، ناهيك أن يصعد فوق هامات شجرها.

– ونواصل –

‫3 تعليقات

  1. لا تعليق … مقالتك اليوم نحن ما قدرا يا أشنى جميل ههههه يا مرعب الكيزان والفلول !!.

  2. انت تتحدث عن معطيات مادية والحرب قضية ( المحرش ما بكاتل كما يقول العوام ) ما هي القضية التي يخوض من اجلها الدعم الصريع هذه الحرب
    اصبح معلوم للكل ان الدعم الصريع يخوص هذه الحرب لقتل الابرياء وترويع الآمنيين ونهب الممتلكات وتخريب المرافق وانتهاك الحرمات هل هذه قضية يثبت مقاتلها ؟ كما انه بامكان الجيش ان يقضي على هذه المتحركات بالطيران دون الحاجة لمشاه او معارك برية كما فعل في معظم مناطق السودان بعد القضاء على القوة الصلبة بالطيران يمكن تمشيط هذه المناطق بالمشاه والقوات الخاصة ,. عسكريا الدعم الصريع مهزوم هزيمة ساحقة
    فقدان عنصر الاخلاق هو ما تسبب في هزيمة هذه الدعم الصريع …….. الدعم الصريع وحلفاءه باحثين عن مخرج يحفظ ماء الوجه بمفاوضات بينما الجيش كسب الشعب وامتلك رصيد من المستعدين لان يكونوا مقاتلين في كافة انحاء السودان بسبب صنائع الدعم الصريع …
    الحرب من الناحية العسكرية تفوق فيها الجيش تفوق غير مسبوق بموازين القوة التي بدأت بها الحرب ……. الجيش محتاج لتفاهم مع العناصر المدنية المتعاطفة او المتحالفة مع الدعم الصريع ومحتاج لتوازن دولي لقطع الدعم العسكري عن مجرمي الدعم هولاء فقط ..لكنه ليس لحاجة لتفاوض مع مجرمين شهد العالم على اجرامهم والشعب لن يغفر لهم ما صنعوا ……. لن تنفخ الروح في ميت يا كاتب المقال الدعم الصريع شبع موت ومسألة اعلان الوفاة مسألة وقت ( انما الامم الاخلاق ما بقيت ………) انتهى

  3. هذه الحرب على شعب مسالم و مسلم و محب للسلام لم تقم الا لحكمة يعلمها العزيز الحكيم غبر اننى لا نرى فيها إلا أهوال الحروب و القتل و السلب الا ما بظهره الله سبحانه و تعالي لنا من انه يضرب الظالمين الظالمين و هم يكبرونه بألسنتهم عند كل نصر زيف و متوهم و فى كل لحظه يظهرون كذبهم و تفاقم اله جل وعلا فى أفعالهم بقتل الأبرياء و سلب حقوقهم فلهم بفعلهم هذا الخزى فى الدنيا و تلاخرى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..